من طرف جابر الشينوي الخميس 30 يوليو 2009 - 9:38
ا
لعميد في انتظار الثمار
بعد أسبوعين من العمل الشاق، أنهى أمس فريق مولودية الجزائر معسكره التحضيري ببلدة فيسوا البولونية، حيث سيعود إلى العاصمة في منتصف ليلة اليوم الخميس، وكله أمل في أن تعطي المجهودات الكبيرة التي بذلت على الأراضي البولونية ثمارهاوإذا كان ثمة من خلاصة يمكن استنتاجها من تربص فيسوا، فإنها تخص بالدرجة الأولى الظروف الجيدة التي جرى فيها التربص، خاصة من ناحية المناخ الذي إتسم في غالب الأحيان بالاعتدال بخلاف ما هو عليه الحال في الجزائر، ما حفز اللاعبين على بذل مجهودات إضافية من أجل الإعداد الجيد للموسم الجديد.
تصريحات ميشال تسيل لعاب الأنصار
ولعل في تصريحات المدرب الفرنسي للعميد ألان ميشال انطلاقا من مكان التربص ما يسيل من الآن لعاب الأنصار الكثيرين للنادي العاصمي، حيث ماانفك يشدد على نواياه في تحقيق انطلاقة "نارية" تضع فريقه في أحسن رواق للعب ورقة اللقب من جهة، وتضعه هو شخصيا في موقع قوة أمام المسيرين الذين تراجعوا حسبه عن التزاماتهم معه، مثلما صرح به شخصيا إلى الشروق في بداية التربص. وعليه، فإن ميشال يسعى بطريقته الخاصة هو أيضا لاسترجاع مزاياه التي انتزعت منه قبل تجديد عقده مع النادي العاصمي، ولن يتأتى له ذلك إلا من خلال تحقيق نتائج إيجابية منذ انطلاقة المنافسة.
وبين التمني والحقيقة فرق شاسع في معظم الأحيان، لأنه مهما حكمنا على مرحلة الإعداد للموسم الجديد بالنجاح، فإن كل شيء قد يتغير في المنافسة الرسمية، حيث غالبا مع عودنا لاعبو ومدربو المولودية على التهليل بنجاح تربصاتهم التي تسبق انطلاق البطولة، ضاربين وعودا عسلية للأنصار بدحس كل من يجدونه في طريقهم، قبل أن تذهب وعودهم أدراج الرياح فور الشروع في الأمور الجدية.
مزيج من الخبرة والشباب لرفع التحدي
ولعل ما يحفز أيضا على سلوك هذا النهج، أن التشكيلة العاصمية شهدت هذه المرة تغييرات محسوسة على مستوى تركيبتها بتسريح عدد معتبر من اللاعبين وجلب آخرين مع ترقية ما لا يقل عن تسعة عناصر من صنف الأواسط، ما يستلزم من الطاقم الفني عملا مضاعفا لتحسين الانسجام داخل المجموعة الجديدة، وهو ما يفسر رغبة المدرب الفرنسي في لعب أكبر عدد من المباريات الودية خلال تواجد فريقه ببولونيا، ولو أنه اكتفى في نهاية المطاف بخمسة مواعيد فقط مع فرق من مختلف الدرجات، سمحت له بالتأكيد من استخلاص الدروس اللازمة قبل البدء في الأمور الجدية انطلاقا من مباراة الخميس القادم ضد اتحاد عنابة برسم الجولة الأولى من البطولة الوطنية.
حاج بوقاش يفتح قلبه للشروق: "تمنيت لو بقي معنا يونس، باجي وحمادو"
يعد حاج بوقاش، رفقة زميليه بابوش وكوليبالي من أقدم لاعبي التشكيلة العاصمية بعد أن مست عملية "التطهير" هذه الصائفة عددا معتبرا من "كوادر" الفريق.
ولأن الأمر كذلك، فإن كل آمال أنصار المولودية ستكون معلقة بالتأكيد على ابن أرزيو الذي بدأ يشعر من الآن بالضغط المفروض عليه رفقة قائد الفريق رضا بابوش بالأخص.
ويريد بوقاش أخذ الأمور من الناحية الإيجابية، حيث قال لنا في هذا الصدد: "من الطبيعي جدا أن تكون الأنظار في أي فريق متوجهة نحو أقدم لاعبيه، وهو الأمر الذي ينطبق علي وعلى بابوش في المولودية، وعليه لا بد أن نتحمل مسؤوليتنا كاملة بحكم أننا الأقدم في الفريق، ولا أظن أن هناك من حل آخر لمواجهة هذه الضغوط غير تحقيق النتائج الإيجابية التي يتمناها الأنصار، وإلا فإن أول من سيدفع الثمن بالتأكيد هو أنا وبابوش، أتمنى فقط أن لا تصل الأمور إلى هذا الحد".
الضغط سيكون كبيرا عليّ وعلى بابوش
ويدرك محدثنا الذي يقضي سنته الخامسة مع العميد، بأنه سيلعب بالمناسبة موسما متميزا جدا، ومع ذلك فإنه لا يخفي تفاؤله بإمكانية تحقيق فريقه لمشوار متميز هو أيضا، على الرغم من إدراكه بصعوبة المهمة لعدة اعتبارات يلخصها هداف النادي العاصمي بقوله: "تلاحظون بلا شك بأن تشكيلتنا شهدت تغييرات محسوسة مع تطعيمها بعدة عناصر شابة تفتقد إلى الخبرة، ما يعني بأن الأمور ستكون غاية في الصعوبة ولو أن استقدام بعض اللاعبين ذوي التجربة على غرار اللاعبين المغتربين ودراق من شأنه أن يعوض نقص الخبرة الذي يميز الشبان الكثيرين الذين تمت ترقيتهم، والذين يمكنهم الإعتماد علينا نحن القدامى لتأطيرهم".
كل اللاعبين يفضلون ملعب 5 جويلية
ويبدو بوقاش من أشد المتحمسين لعودة فريقه لاستقبال منافسيه في الموسم الجديد بملعب 5 جويلية، حيث يرى في هذا الملعب الفضاء الأنسب للمولودية وله شخصيا، خاصة وأن تألقه في موسميه الأولين مع النادي العاصمي كان بهذا الملعب بالذات، ولو أنه يعترف من جديد بأن الأمور ستكون مختلفة هذه المرة لاسيما بعد رحيل عدد من زملائه الذين يملكون خبرة كبيرة في مثل هذه الميادين. وعلى ذكر المغادرين، تأسف إبن أرزيو كثيرا لذهاب باجي، يونس وحمادو على وجه التحديد، حيث يرى بأن هذا الثلاثي كان بمقدوره تقديم المزيد للمولودية: "لكن ذلك لا يمنعنا من التطلع لأداء موسم في المستوى ولِمَ لا لعب الأدوار الأولى لاسيما بعد العمل الجيد الذي قمنا به في معسكر بولونيا، ولو أننا لم نصل إلا إلى 60 بالمائة فقط من إمكاناتنا الحقيقية، ما يعني أن العمل سيظل متواصلا عند عودتنا إلى الجزائر" يضيف بوقاش.
هذه رسالتي إلى المتصارعين على الحكم في المولودية
ولأنه يدرك أكثر من غيره في المولودية تأثير المشاكل غير الرياضية على اللاعبين، فإن ذات المتحدث لا يتردد في توجيه ندائه من بولونيا إلى كامل المتصارعين على مقاليد الحكم في العميد للحرص على عدم زج اللاعبين في هذا الصراع غير المنتهي، "لحسن الحظ أننا عملنا في بولونيا بعيدا عن كل الضغوط، لأن الأخبار التي وصلتنا من الجزائر لا تبشر بالخير بفعل احتدام النزاع". فهل سيكون نداء بوقاش مسموعا؟
المدرب المساعد، كمال عاشوري يقيم تربص فيسوا: "قمنا بعمل جبار وسنكون من بين الأفضل"
لا يخفي المدرب المساعد لمولودية الجزائر كمال عاشوري رضاه عن العمل المنجز من طرف فريقه في تربص فيسوا، وقال الساعد الأيمن للمدرب ألان ميشال في تقييمه لمعسكر العميد بالأراضي البولونية، أن كل شيء سار على ما يرام من الناحية التقنية، حيث عمل اللاعبون بجد ولم يتم تسجيل أية تجاوزات من الناحية الإنضباطية.
ويعتقد عاشوري بأن درجة التحضير التي وصل إليها رفقاء بابوش بعد نهاية المعسكر تعزز من طموح الطاقم الفني، ولو أنه يدعوالجميع إلى وضع الأقدام على الأرض، خاصة وأن عملا آخر ينتظر المولودية بعد عودتها إلى الجزائر لمباشرة مرحلة العودة في أفضل الظروف.
ولعل الذي يزيد من تفاؤل المدرب المساعد لأصحاب الزي الأخضر والأحمر أن التشكيلة التي وضعت تحت تصرف الطاقم الفني هذه المرة غنية بالكفاءات، سواء ما تعلق الأمر باللاعبين القدامي أو الجدد أو حتى الشبان الذين تمت ترقيتهم إلى الفريق الأول والذين هم بصدد منح دم جديد للنادي العاصمي.
العميد سيدخل المنافسة بنوايا هجومية: ميشال يريدها على الطريقة الأنجليزية
حاول الطاقم الفني لمولودية الجزائر طوال أيام تربص فيسوا أن يعطي طريقة لعب فريقه صبغة جديدة تعتمد على الأساس على مبدأ المبادرة بالهجوم.
ولئن عمد ألان ميشال للتركيز على هذا الرهان، فلأن طموحاته هذه المرة تبدو كبيرة مقارنة بما كان عليه الحال الموسم الماضي، لاسيما وأن تشكيلته عرفت بعض الاستقدامات الجيدة من جهة، وترقية موجة جديدة من الشبان التواقين للتألق من جهة أخرى.
كل ذلك يدفع المشرف التقني الأول على العميد لأن يصرح للشروق بأنه نجح إلى أبعد الحدود في ترسيخ أفكار جديدة لدى لاعبيه مبنية أساسا على البحث الدائم على الفوز من خلال المبادرة إلى الضغط على المنافس بمنطقته.
وشبه محدثنا المنهج الجديد الذي يسعى لتطبيقه في المنافسة الرسمية بالمنهج البريطاني الذي يعتمد على الضغط المتواصل على اللاعب المنافس حامل الكرة وداخل منطقة هذا الأخير. يقول ميشال: "أدرك جيدا ما تستلزمه مثل هذه الخطة من استنزاف للطاقة البدنية للاعبين، وهو السبب الذي جعلني أركز كثيرا على التحضير البدني منذ استئناف التدريبات في بداية الشهر الجاري، قبل أن ترتفع وتيرة العمل في بولونيا، حيث غالبا ما كنا نتدرب ثلاث مرات في اليوم الواحد، لأن خطتنا الجديدة تحتم على اللاعبين البحث عن استرجاع الكرات بمنطقة الخصم مع تحويلها بسرعة إلى هجومات قاتلة". ويعترف مدرب العميد أن تطبيق هذه الخطة يحتاج إلى المزيد من الوقت لتطبيقها وإنجاحها على الميدان". عدل سابقا من قبل Amine HB في الخميس 30 يوليو 2009 - 15:42 عدل 1 مرات (السبب : البسملة/لون الخط/ التنظيم)
