دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 496 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 496 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 548 بتاريخ الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 13:20
مواضيع مماثلة
العالم و الأديب عبد الكريم الفكون رحمه الله
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العالم و الأديب عبد الكريم الفكون رحمه الله
كتب الأح أبو مريم الجزائري في موقع ميراث السنة تعريفا كبيرا عن الشيخ و أمير ركب الحج لمنطقة قسنطينة عبد الكريم الفكون ما يلي
هذه ترجمة لشخصية جزائرية فذة كانت لها إشعاعات على مستويات عديدة في بلده الجزائر و في غيرها من
البلدان الإسلامية ، وذلك من خلال لقاءاته أو مراسلاته مع العلماء و الشيوخ و الرؤساء أثناء قيادته لركب الحج الجزائري لمدة تصل إلى عشرين ( 20 ) سنة ، أو من خلال دروسه و إجازاته، و بالأخص من خلال تآليفه العديدة التي تفصح عن باعه الطويل في العلم واقتداره على ممارسة الكتابة بجدارة واستحقاق. ولقد وظف علمه وقلمه للدفاع عن الشريعة الإسلامية، محارباً لأهل الادعاء والبدع من علماء السلطان و أصحاب المذاهب الكاذبة كالمعتزلة و الخوارج و الروافض، و أدعياء الصوفية الدجالين ، منتصراً في كتاباته لأهل الاقتداء والورع.
مولده و نسبه وعائلته
ولد عبد الكريم الفكون بقسنطينة سنة 988 هـ / 1580 م ، و هي السنة نفسها التي توفي فيها جده عبد الكريم بن قاسم الفكون فسمي باسمه، و ينتمي مترجمنا عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن قاسم ين يحي الفكون [ ويخطأ البعض من مترجميه فيطلقون عليه اسم محمد بن عبد الكريم كما فعل الرحالة المغربي أبي سالم العياشي في " الرحلة العياشية، ج 2، ص. 206 " ] لأحد أعرق وأشهر البيوتات العلمية في مدينة قسنطينة: بيت آل الفكُّون ، و التي توارث أفرادها منذ عهد بعيد المجد و الرئاسة ، و العلم و الصلاح ، يرجع أصلها إلى قبيلة تميم العربية ، إذ نجد أن أفرادها يتبعون القابهم بهذه النسبة ( بني تميم ) ، و لكن العلامة عبد القادر الراشدي ( ت سنة 1194 هـ / 1780 م ) الذي كان يشغل منصب مفتي الحنفية والقضاء بقسنطينة في القرن الثاني عشر هجري / أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ينكر هذه النسبة و يذكر في آخر صفحة من كتابه " عقد اللآلئ المستضيئة لنفي ظلام التلبيس " أن نسب الأسرة ينتهي الى " فكونة" يقول الراشدي : " .... وأولاد نعمون من توابع الحفاصة من هنتاتة و أولاد المسيح من بني مرداس بن عوف السلمي و أولاد الخيتمي من ختيمة قرية باوراس و أولاد الفقون من فكونة قرية بأوراس ايضا ، و لم يتحر نسبهم كمن قبلهم"
و قد اصبحت هذه العائلة في العهود الاخيرة تعرف بعائلة سيدي الشيخ، و لا يزال إلى يومنا هذا أبناء الشيخ الفقون ( تغير لقبهم كما تلاحظ الى الفقون بثلاث نقاط فوق القاف ، كما ينطق إخواننا المصريين الجيم ) في مدينة قسنطينة يتمتعون بنفوذ و جاه كبيرين.
و مهما قيل في أصل هذه العائلة و نسبها فمن المؤكد انها من الاسر العريقة بقسنطينة ، اذ تعود في أصولها الى القرن السادس الهجري فمن أجداده المتقدمين الفقيه الأديب ابي علي الحسن بن علي ( عمر) الفكُّون القسنطيني، صاحب الرحلة المنظومة التي قام بها من بلدته قسنطينة إلى مراكش أواخر القرن السادس الهجري و مطلعها
ألا قل للسرى ابن السرى ... إلى البدر الجواد الأريحي
و قد ترجم له الغبريني في " عنوان الدراية " و حلاه بقوله : " و هو من الفضلاء ، و كان رفيع القدر ، و من له الحظوة و الاعتبار ، و كان الأدب له من بابا الزينة و الكمال .... و أصله من قسنطينة من ذوي بيوتاتها و من كريم أروماتها "
و هي العائلة التي اشتهرت بكثرة الأموال و الأملاك الواسعة التي كانت تنفقه في وجوه البر و الإحسان ، كما أصبحت تتمتع بنفوذ روحي كبير خاصة بعد تكليفها برئاسة ركب الحج الجزائري إلى الحجاز مع ما يكسبه هذا المنصب من احترام و مكانة في الجزائر و الحجاز و البلدان الاسلامية التي يمر بها، كما كانت لهم في قسنطينة زاوية تحمل اسمهم لاستقبال الضيوف من الفقراء و الغرباء، و إيواء العلماء و الطلاب العالم المصلح المفتي النحوي المدرس كما قلنا سابقا ، و لهم أيضا مدرسة مفتوحة لطلبة العلم من كل القطر الجزائري ، و حتى من الدول الإسلامية المجاورة ، و ممن اشتهر من هذه العائلة و ذاع صيته في الافاق ، عبد الكريم الفكون ( الجد ) ( ت 988 هـ ) و الذي كان أول من تولى وظيفة الامامة و الخطابة من عائلة الفكون بالجامع الكبير بقسنطينة خلال العهد العثماني بعد سنة 975 هـ ، و قد ترجم له حفيده عبد الكريم الفكون في " منشور الهداية " فقال عنه : " كان منشغلا بما يعنيه دينا و دنيا معتكفا على الاقراء و التدريس ، و كان إماما بالجامع الأعظم و خطيبه ، و ممن يرجع إلى قوله في النوازل و الأحكام و كانت الولاية اغلب عليه ، مواظبا على الأذكار و قيام الليل إلى أن مات ".
و منهم والده الذي تولى جميع وظائف أبيه من إمامة و خطابة بالجامع الكبير بقسنطينة و قد توفي أثناء رجوعه من الحج في مكان بين الحجاز و مصر سنة 1045 هـ " و كان فقيها صوفيا ، و ربما يرجع إليه في المسائل و الافتاء ، و كان ذا سمت و تعفف و أوراد و قيام الليل "
و قد استطاعت عائلة الفكون خلال العهد العثماني أن تتحصل على امتيازات كثيرة وان تحتل مكانة اجتماعية مرموقة بسب سمعتها الدينية و العلمية، و ثروتها الطائلة ، و وقد نوه به وبأسرته ـ نظماً ونثراً ـ معاصره العلامة الأديب أحمد المقري التلمساني نزيل فاس ثم القاهرة (ت 1041 هـ). يقول: " فهو العالم الذي ورث المجد لا عن كلالة، وتحقق الكل أن بيته شهير الجلالة، بيت بني الفكُّون، هضاب العلم والوقار والسكون، لا زال الخلف منهم يحيون مآثر السلف.
ودام عبد الكريم فردا... في العلم والزهد والولاية
فهو الذي حاز فضل سبق...وصار في الزمان آية "
طلبه العلم وشيوخه
نشأ الفكون في كنف والده الذي هو كان أول شيوخه فحفظ على يديه القرآن الكريم و تلقى المبادئ الأولية للعلوم في زاوية العائلة ، ثم عكف على تحصيل مختلف العلوم الشرعية و اللغوية ، ثم تولاه كبار شيوخ عصره من امثال
- سليمان القشي الذي قال عنه في " منشور الهداية " ص 60 : " ومن اشياخنا في البداءة الشيخ البركة ابو الربيع سليمان بن أحمد القشي نسبا ، أصله من بلدة نقاوس [ تابعة لولاية باتنة و هي مشهورة بفاكهة المشمش ،و منها العصير الذي يباع بكثرة في الجزائر ] وانتقل الى قسنطينة مراهقا بعد موت والده سنة ثلاث وستين ... ورحل الى مصر يقصد الحجاز فعاقه عائق تخلف في الجامع الازهر فقرأ على شيخ عصره العلامة البحر الفهامة ابي النجاة سالم السنهوري المختصر و الرسالة و الألفية و ألفية العراقي ، و اقام بها مدة ثم رجع الى قسنطينة... و قد انتفع به خلق كثير لقرب عبارته و وسع صدره ، فلا تجد المبتدئ يقرأ الا اليه لبساطة كلامه و حسن نيته و كثرة توفيره ، وحلو الفكاهة و المحادثة ، منبسطا يداعب الصغار و الكبار ، ملازما للذكر كثير التلاوة، قرأت عليه أوائل الرسالة وحضرت باقيها ، وقرأت شرح الصغرى و القطر [ قطر الندى و بل الصدى لابن هشام النحوي ] و الجرومية بشرحها جبريل [ لعله زين الدين جبريل وقد نشر هذا الشرح المستشرق الفرنسي دولفان سنة 1886م بمطبعة ارنست لورو في وهران – الجزائر ] ، وبعض اوائل الألفية".
عبد العزيز النفاتي الذي قرأ عليه الحساب و بعض الفرائض، ،
أبو عبد الله محمد الفاسي المغربي الذي قرأ عليه الاصطرلاب و بعض الفرائض.
محمد التواتي المغربي: الذي ترجم له في " منشور الهداية" ص 55 فقال عنه: "... وممن لقيناه وقرأنا عليه الشيخ الاستاذ النحريرالنحوي ، آخر المتكلمين لسان حجة المسلمين ، ابو عبد الله محمد بن مزيان التواتي ,,, قرأت عليه المرادي [ يقصد شرح ألفية ابن مالك للمرادي ، الحسن بن قاسم ] سنة احدى و ثلاثين و ألف مرارا ، و عقائد السنوسي [ الكبرى و الوسطى و الصغرى] بشراحها ، وابن الحاجب بمطالعة التوضيح عليه ، والتذكرة للقرطبي ، و حضرته[ كذا] للتفسير نحو العشرة أحزاب ، وكتاب مسلم بن الحجاج بقراءة الأبي [ يقصد الشرح المسمى ب: " إكمال الإكمال في شرح صحيح مسلم " بشرح الأبي ، أبو عبد الله محمد بن خلفة بن عمر الوشتاتي المتوفي سنة 828 هـ ] و كان رحمه الله يسر بمباحثتي معه ، و لي معه كلام في إعراب السيوطي { عدد خلقه } و { رضي نفسه } و { زنة عرشه } ".
و محمد بن راشد الزواوي، وقد كان لهذين العالمين الأخيرين تأثير كبير في اتجاهه نحو دراسة النحو و التضلع فيه.
وكان محبا للمطالعة و تثقيف نفسه ، فكان كثيرا ما يعتكف على القراءة وحده من مكتبة العائلة الزاخرة بأمهات الكتب و المخطوطات التي جمعها شيوخ العائلة خلال عقود من الزمن [ بالمناسبة لقد تعرضت هذه المكتبة إلى النهب و السلب بعد دخول الإستدمار الفرنسي الى قسنطينة و عندي نسخة من القائمة الكاملة لعناوين و نسخ المخطوطات التي كانت بها كتبها مستشرق فرنسي قبل سرقتها] ، ساعيا لتوسيع دائرة معارفه يساعده على ذلك ذهن وقاد و ذكاء حاد ، و طموح عريض ، و أنفة و اعتزاز بالنفس يقول عن نفسه : " كنت ذا نفس أبية ، و مع صغر سني لا أرضى أن أكون خلي المعرفة مما عرفه غيري".
الوظائف و المهام التي تولاها
تولى التدريس بالجامع الكبير بقسنطينة في حياة والده الذي كان ينيبه عنه أثناء غيابه رغم صغر سنه نسبيا ، و قد ظهرت عليه مخايل النبوغ و الذكاء في سن مبكرة فكان بارعا في " فنون العربية لغة و نحوا و تصريفا و بلاغة مع المشاركة التامة في الفقه و الاصلين الحديث و التصوف و غير ذلك "، كما دَرَّسَ في زاوية العائلة و في مصلى بيته ، و في المدرسة التابعة لعائلة الفكون فكان يستقبل الطلبة من قسنطينة و من غيرها من نواحي القطر خصوصا من منطقة زواوة و من منطقة الجزائر و ما حولها ، و من منطقة الزيبان و عنابة ، وكان يُدَّرِسُ التفسير و صحيح البخاري و الفقه من ابن حاجب و الرسالة و النحو.
و بعد وفاة ابيه عام 1045 هـ خلفه في امامة المصلين و الخطبة ايام الجمع و الأعياد ، و السهر على أوقاف الجامع الكبير ، كما تقلد إمارة ركب الحج و حصل على لقب شيخ الاسلام بعد ان بلغ نفوذه العلمي و الروحي ذروته، و قد بقيت إمارة الحج في أيدي عائلة الفكون لقرون عديدة و كان آخر من تولاها محمد بن عبد الكريم بن بدر الدين الذي أدركه الاحتلال الفرنسي و هو يناهز الثمانين من عمره و الذي توفي عام 1256 هـ.
يقول المؤرخ البحاثة الجزائري المهدي البوعبدلي عن إمارة الحج
" ... كانت خطة إمارة ركب الحج لا تسند إلا لأمثل عالم، تراعى فيه عدة مقاييس، أهمها التبحر في العلم والاستقامة، إذ هو الممثل لبلاده ولنخبة علمائها، حيث يجتمع بجل علماء الأقطار الإسلامية، ويتبادل معهم الإجازات والتآليف، ويشارك في المناظرات العلمية التي كانت تعقد لحل المشاكل العويصة. فكانت مهمة أمير الركب في رحلاته الإفادة والاستفادة"
وكل من بلغ مبلغ الفكون من الجاه و العلم و الوظيفة يقصده الناس بالمراسلات و العلاقات مثل مراسلاته مع سعيد قدورة مفتى الجزائر في وقته ، و مع بلغيث القشاش و تاج العارفين العثماني ، و إبراهيم الغرياني و المقري صاحب " نفح الطيب "، والعالم المصري الشيخ عبد الرحمن الأجهوري ، والسوسي المغربي من المغرب الشقيق و غيرهم.
تلامذه
تخرج على يدي الفكون مجموعة كبيرة من الطلاب النجباء الذين ذاع صيتهم، و من اشهرهم : ابو مهدي عيسى الثعالبي و قد برجم له و سجل ما قرأه على يديه من كتب و ما أجازه به في ثبته المسمى ب " كنز الرواة "، و ابو سالم العياشي المغربي ، و يحي الشاوي ، و بركات بن باديس و احمد بن سيدي عمار ، و محمد وارث الهاروني ، و محمد البهلولي ، و احمد بن ثلجون و علي بن عثمان بن الشريف و غيرهم.
ثناء العلماء و معاصريه عليه
كان الفكون من أعلام عصره في الحديث و الفقه و النحو بارعا فيه ، اديبا شاعرا ، جمع بين علم الظاهر و الباطن ، و قد تحدث عنه علماء عصره و تلامذته و نوهوا بمكانته المتميزة في العلم ، فقال عنه المقري : " عالم قسنطينة و صالحها و كبيرها و مفتيها سلالة العلماء الأكابر ووارث المجد كابرا عن كابر، المؤلف سيدي الشيخ عبد الكريم الفكون حفظه الله .... عالم المغرب الأوسط غير مدافع ، و له سلف علماء ذوو شهرة ، و لهم في الأدب الباع المديد "
و حلاه تلميذه أبو مهدي عيسى الثعالبي في "كنز الرواة " بقوله : " علامة الزمان و رئيس علوم اللسان و فخر المنابر إذا خطب ، و لسان المحابر إذا شعر أو كتب " ، أما أبو سالم العياشي فقد قال عنه : " العلامة الفهامة الناسك الجامع بين علمي الظاهر و الباطن سيدي عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الفكون القسنطيني "
وفاته
يقال – و الله اعلم – أنه لما تقدمت به السن انقبض عن الناس وترك الاشتغال بالعلوم، وسمع يقول: " قرأتها لله وتركتها لله" ،توفي بالطاعون عشية الخميس 27 ذي الحجة 1073 هـ الموافق ل 3 أوت 1663 م عن عمر يناهز خمس و ثمانين سنة.
آثاره و مؤلفاته
- " منشور الهداية في كشف من ادَّعى العلم والولاية" مؤلَّف ذو قيم متعددة، ووثيقة علمية نادرة، فهو كتاب تراجم حيث تعرض إلى ترجمة أكثر من سبعين شخصا، كما إنه تقييد هام يصور طبيعة البيئة القسنطينية زمن الانهيار والتجزُّؤ وهيمنة عقلية الهرطقة والخرافة، كما أرخ لأحداث مدينته و ما جاورها ، وما يجلب الانتباه في هذا الكتاب هي تراجمه التي لم يقصد بها التعريف بمناقب المترجم لهم، و إنما أراد به نقد أحوال أدعياء العلم و التصوف – من الطائفتين - في وقته وصاحبه ينطلق كما يصرح بنفسه من خلفية إصلاحية تنويرية، وقد صدر مطبوعاً سنة 1981 م، من دار الغرب الإسلامي ،تقديماً ومتناً أصلياً وفهارس بعناية الدكتور أبي القاسم سعد الله - حفظه الله-.- "سربال الردة في من جعل السبعين لرواة الإقرا[كذا] عدة": ذكر. أبو القاسم سعد الله في موسوعته " تاريخ الجزائر ج 2 ص 25 " أن الكتاب مخطوط بباريس ، وهو تأليف في القراءات ، غني بالآراء والنقول، عالج فيه أنواع القراءات ورواتها وغير ذلك مما يتصل بهذا الموضوع".
وقال عنه المهدي البوعبدلي: "... و قد نص على أن هذا التأليف لا يتجاوز كراسة و أنه قد وضعه بعد واقعة و قعت له مع أحد علماء قسنطينة عندئذ و هو أحمد بن حسن الغربي و يبدو من العنوان و من ظرف التأليف أن هذه الكراسة عبارة عن مناقشة لما ادعاه الغربي و لكن معرفتنا لبعض آثار الفكون الأخرى تجعلنا نعتقد أن هذا العمل غني بالآراء و النقول و أن صاحبه قد عالج فيه أنواع القراءات و رواتها و غير ذلك مما يتصل بهذا الموضوع و مما يتصل بأوجه القراءات طريقة النطق بالتكبير و الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم ) عند الختم ".
- " فتح الهادي في شرح جمل المجرادي و مخارج الحروف من الشاطبية " وهو مؤلف في القراءات أيضا.
- "الدرر في شرح المختصر". والمقصود به "مختصر" عبد الرحمن الأخضري. وعن أهميته وما فيه من مضامين وفرائد، يقول مؤلفه: "... نبهنا على فوائد فيه لم توجد في المطولات، ونكت حسان قل أن تلقى في غيره، وتنبيهات أخذناها من فحوى خطابه، وفروع كملنا بها ما لم يفصح به كلامه رضي الله عنه وأرضاه ـ وربما نبهنا على ما طغى به قلم شارحه"، وهو مجلد أجاد فيه غاية الإجادة.
- "شرح البسط والتعريف في علم التصريف"(2): ألفه سنة 1048 هـ. [ وهو شرح للأرجوزة المشهورة من 403 لصاحبها النحوي الكبير عبد الرحمان المكودي الفاسي (ت 807 هـ).] ، وقد التزم فيه عقب كل شاهد ذكر حديث مناسب للشاهد معنى و إعرابا، قال عنه تلميذه وصاحبه ومعاصره أبو سالم العياشي في رحلته ج 2، ص. 391 ما نصه : " وقد وازن بين الشرح، وشرح العلامة المغربي محمد المرابط الدلائي [ت سنة 1089 هـ، يعرف هذا الشرح ب "فتح اللطيف للبسط والتعريف في علم التصريف"]. وشرحه هذا أوسع نقلاً وأكثر بحثاً وأتم تحريراً من شرح العلامة سيدي أبي عبد الله المرابط الدلائي، ولا أدري أيهما سبق إلى شرحه".
- "فتح المولى في شرح شواهد الشريف بن يعلى". وهو الكتاب الذي رصد فيه منتخبات الشواهد الشعرية التي وظفها الشريف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعلى الحسني [وشرحه يسمى "الدرة النحوية في شرح الآجرومية" وهو أول شرح لمتن "الآجرومية"].
"شرح لامية الجمل النحوية" للمجراد السلاوي (ت 778 هـ).
"محدد السنان في نحور إخوان الدخان" ويسمى ايضا " بمحدد اللسان": وهو تقييد مفيد يرد فيه على دعاة حلِّيَّة شرب عشبة التبغ، وعلى رأسهم العالم المصري الشهير الأجهوري، وقد أورد فيه معالجة فقهية جامعة لهذه الظاهرة الغريبة، مبينا بالحج و البراهين حرمتها و مضارها ، وهي من العادات السيئة التي بدأت تنتشر في عصره.
" كتاب في حوادث فقراء الوقت".
" فتح المالك في شرح ألفية ابن مالك": وهو شرح على لامية ابن مالك في التصريف.
" شفاء الأمراض لمن التجأ الى الله بلا اعتراض " و هو نظم في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، و أصحابه و التابعين و الأولياء ( رضي الله عنهم).
"ديوان شعري" : يقول الأستاذ أبو القاسم سعد الله في مقدمة " منشور الهداية " ص 11 ـ 12: " أما تعاطيه الشعر، فالظاهر أنه كان يمارسه سليقة وكان يعارض به ما يرد عليه منه في رسائل المراسلين أمثال المقري وتاج العارفين والسوسي المغربي (ت 1023 هـ)، ومنه ما كان ينظمه للتنفيس عن كرب الدنيا مثل "سلاح الذليل في دفع الباغي المستطيل"، ومنه ما نظمه في المديح النبوي تحت ضغط المرض الذي عانى منه طلباً من الله لتعجيل الشفاء".
المصادر و المراجع
" منشور الهداية في كشف من ادَّعى العلم والولاية" عبد الكريم الفكون، تقديم وتحقيق وتعليق، الدكتور أبو القاسم سعد الله، بيروت،دارالغرب الإسلامي،1987م
" تعريف الخلف برجال السلف " أبو القاسم محمد الحفناوي موفم للنشر - الجزائر 1991.
- " تاريخ الجزائر الثقافي " أبو القاسم سعد الله، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1998م.
مجلة معهد اصول الدين، جامعة الأمير عبد القادر الاسلامية ، السنة الاولى - العدد الثاني 1420 هـ / 1999 ص 147 و 148.
مقال للمحقق المهدي بوعبدلي رحمه الله بعنوان :" عبد الكريم الفكُّون والتعريف بتأليفه: "منشور الهداية" مجلة الأصالة العدد:51، ص 15
هذه ترجمة لشخصية جزائرية فذة كانت لها إشعاعات على مستويات عديدة في بلده الجزائر و في غيرها من
البلدان الإسلامية ، وذلك من خلال لقاءاته أو مراسلاته مع العلماء و الشيوخ و الرؤساء أثناء قيادته لركب الحج الجزائري لمدة تصل إلى عشرين ( 20 ) سنة ، أو من خلال دروسه و إجازاته، و بالأخص من خلال تآليفه العديدة التي تفصح عن باعه الطويل في العلم واقتداره على ممارسة الكتابة بجدارة واستحقاق. ولقد وظف علمه وقلمه للدفاع عن الشريعة الإسلامية، محارباً لأهل الادعاء والبدع من علماء السلطان و أصحاب المذاهب الكاذبة كالمعتزلة و الخوارج و الروافض، و أدعياء الصوفية الدجالين ، منتصراً في كتاباته لأهل الاقتداء والورع.
مولده و نسبه وعائلته
ولد عبد الكريم الفكون بقسنطينة سنة 988 هـ / 1580 م ، و هي السنة نفسها التي توفي فيها جده عبد الكريم بن قاسم الفكون فسمي باسمه، و ينتمي مترجمنا عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن قاسم ين يحي الفكون [ ويخطأ البعض من مترجميه فيطلقون عليه اسم محمد بن عبد الكريم كما فعل الرحالة المغربي أبي سالم العياشي في " الرحلة العياشية، ج 2، ص. 206 " ] لأحد أعرق وأشهر البيوتات العلمية في مدينة قسنطينة: بيت آل الفكُّون ، و التي توارث أفرادها منذ عهد بعيد المجد و الرئاسة ، و العلم و الصلاح ، يرجع أصلها إلى قبيلة تميم العربية ، إذ نجد أن أفرادها يتبعون القابهم بهذه النسبة ( بني تميم ) ، و لكن العلامة عبد القادر الراشدي ( ت سنة 1194 هـ / 1780 م ) الذي كان يشغل منصب مفتي الحنفية والقضاء بقسنطينة في القرن الثاني عشر هجري / أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ينكر هذه النسبة و يذكر في آخر صفحة من كتابه " عقد اللآلئ المستضيئة لنفي ظلام التلبيس " أن نسب الأسرة ينتهي الى " فكونة" يقول الراشدي : " .... وأولاد نعمون من توابع الحفاصة من هنتاتة و أولاد المسيح من بني مرداس بن عوف السلمي و أولاد الخيتمي من ختيمة قرية باوراس و أولاد الفقون من فكونة قرية بأوراس ايضا ، و لم يتحر نسبهم كمن قبلهم"
و قد اصبحت هذه العائلة في العهود الاخيرة تعرف بعائلة سيدي الشيخ، و لا يزال إلى يومنا هذا أبناء الشيخ الفقون ( تغير لقبهم كما تلاحظ الى الفقون بثلاث نقاط فوق القاف ، كما ينطق إخواننا المصريين الجيم ) في مدينة قسنطينة يتمتعون بنفوذ و جاه كبيرين.
و مهما قيل في أصل هذه العائلة و نسبها فمن المؤكد انها من الاسر العريقة بقسنطينة ، اذ تعود في أصولها الى القرن السادس الهجري فمن أجداده المتقدمين الفقيه الأديب ابي علي الحسن بن علي ( عمر) الفكُّون القسنطيني، صاحب الرحلة المنظومة التي قام بها من بلدته قسنطينة إلى مراكش أواخر القرن السادس الهجري و مطلعها
ألا قل للسرى ابن السرى ... إلى البدر الجواد الأريحي
و قد ترجم له الغبريني في " عنوان الدراية " و حلاه بقوله : " و هو من الفضلاء ، و كان رفيع القدر ، و من له الحظوة و الاعتبار ، و كان الأدب له من بابا الزينة و الكمال .... و أصله من قسنطينة من ذوي بيوتاتها و من كريم أروماتها "
و هي العائلة التي اشتهرت بكثرة الأموال و الأملاك الواسعة التي كانت تنفقه في وجوه البر و الإحسان ، كما أصبحت تتمتع بنفوذ روحي كبير خاصة بعد تكليفها برئاسة ركب الحج الجزائري إلى الحجاز مع ما يكسبه هذا المنصب من احترام و مكانة في الجزائر و الحجاز و البلدان الاسلامية التي يمر بها، كما كانت لهم في قسنطينة زاوية تحمل اسمهم لاستقبال الضيوف من الفقراء و الغرباء، و إيواء العلماء و الطلاب العالم المصلح المفتي النحوي المدرس كما قلنا سابقا ، و لهم أيضا مدرسة مفتوحة لطلبة العلم من كل القطر الجزائري ، و حتى من الدول الإسلامية المجاورة ، و ممن اشتهر من هذه العائلة و ذاع صيته في الافاق ، عبد الكريم الفكون ( الجد ) ( ت 988 هـ ) و الذي كان أول من تولى وظيفة الامامة و الخطابة من عائلة الفكون بالجامع الكبير بقسنطينة خلال العهد العثماني بعد سنة 975 هـ ، و قد ترجم له حفيده عبد الكريم الفكون في " منشور الهداية " فقال عنه : " كان منشغلا بما يعنيه دينا و دنيا معتكفا على الاقراء و التدريس ، و كان إماما بالجامع الأعظم و خطيبه ، و ممن يرجع إلى قوله في النوازل و الأحكام و كانت الولاية اغلب عليه ، مواظبا على الأذكار و قيام الليل إلى أن مات ".
و منهم والده الذي تولى جميع وظائف أبيه من إمامة و خطابة بالجامع الكبير بقسنطينة و قد توفي أثناء رجوعه من الحج في مكان بين الحجاز و مصر سنة 1045 هـ " و كان فقيها صوفيا ، و ربما يرجع إليه في المسائل و الافتاء ، و كان ذا سمت و تعفف و أوراد و قيام الليل "
و قد استطاعت عائلة الفكون خلال العهد العثماني أن تتحصل على امتيازات كثيرة وان تحتل مكانة اجتماعية مرموقة بسب سمعتها الدينية و العلمية، و ثروتها الطائلة ، و وقد نوه به وبأسرته ـ نظماً ونثراً ـ معاصره العلامة الأديب أحمد المقري التلمساني نزيل فاس ثم القاهرة (ت 1041 هـ). يقول: " فهو العالم الذي ورث المجد لا عن كلالة، وتحقق الكل أن بيته شهير الجلالة، بيت بني الفكُّون، هضاب العلم والوقار والسكون، لا زال الخلف منهم يحيون مآثر السلف.
ودام عبد الكريم فردا... في العلم والزهد والولاية
فهو الذي حاز فضل سبق...وصار في الزمان آية "
طلبه العلم وشيوخه
نشأ الفكون في كنف والده الذي هو كان أول شيوخه فحفظ على يديه القرآن الكريم و تلقى المبادئ الأولية للعلوم في زاوية العائلة ، ثم عكف على تحصيل مختلف العلوم الشرعية و اللغوية ، ثم تولاه كبار شيوخ عصره من امثال
- سليمان القشي الذي قال عنه في " منشور الهداية " ص 60 : " ومن اشياخنا في البداءة الشيخ البركة ابو الربيع سليمان بن أحمد القشي نسبا ، أصله من بلدة نقاوس [ تابعة لولاية باتنة و هي مشهورة بفاكهة المشمش ،و منها العصير الذي يباع بكثرة في الجزائر ] وانتقل الى قسنطينة مراهقا بعد موت والده سنة ثلاث وستين ... ورحل الى مصر يقصد الحجاز فعاقه عائق تخلف في الجامع الازهر فقرأ على شيخ عصره العلامة البحر الفهامة ابي النجاة سالم السنهوري المختصر و الرسالة و الألفية و ألفية العراقي ، و اقام بها مدة ثم رجع الى قسنطينة... و قد انتفع به خلق كثير لقرب عبارته و وسع صدره ، فلا تجد المبتدئ يقرأ الا اليه لبساطة كلامه و حسن نيته و كثرة توفيره ، وحلو الفكاهة و المحادثة ، منبسطا يداعب الصغار و الكبار ، ملازما للذكر كثير التلاوة، قرأت عليه أوائل الرسالة وحضرت باقيها ، وقرأت شرح الصغرى و القطر [ قطر الندى و بل الصدى لابن هشام النحوي ] و الجرومية بشرحها جبريل [ لعله زين الدين جبريل وقد نشر هذا الشرح المستشرق الفرنسي دولفان سنة 1886م بمطبعة ارنست لورو في وهران – الجزائر ] ، وبعض اوائل الألفية".
عبد العزيز النفاتي الذي قرأ عليه الحساب و بعض الفرائض، ،
أبو عبد الله محمد الفاسي المغربي الذي قرأ عليه الاصطرلاب و بعض الفرائض.
محمد التواتي المغربي: الذي ترجم له في " منشور الهداية" ص 55 فقال عنه: "... وممن لقيناه وقرأنا عليه الشيخ الاستاذ النحريرالنحوي ، آخر المتكلمين لسان حجة المسلمين ، ابو عبد الله محمد بن مزيان التواتي ,,, قرأت عليه المرادي [ يقصد شرح ألفية ابن مالك للمرادي ، الحسن بن قاسم ] سنة احدى و ثلاثين و ألف مرارا ، و عقائد السنوسي [ الكبرى و الوسطى و الصغرى] بشراحها ، وابن الحاجب بمطالعة التوضيح عليه ، والتذكرة للقرطبي ، و حضرته[ كذا] للتفسير نحو العشرة أحزاب ، وكتاب مسلم بن الحجاج بقراءة الأبي [ يقصد الشرح المسمى ب: " إكمال الإكمال في شرح صحيح مسلم " بشرح الأبي ، أبو عبد الله محمد بن خلفة بن عمر الوشتاتي المتوفي سنة 828 هـ ] و كان رحمه الله يسر بمباحثتي معه ، و لي معه كلام في إعراب السيوطي { عدد خلقه } و { رضي نفسه } و { زنة عرشه } ".
و محمد بن راشد الزواوي، وقد كان لهذين العالمين الأخيرين تأثير كبير في اتجاهه نحو دراسة النحو و التضلع فيه.
وكان محبا للمطالعة و تثقيف نفسه ، فكان كثيرا ما يعتكف على القراءة وحده من مكتبة العائلة الزاخرة بأمهات الكتب و المخطوطات التي جمعها شيوخ العائلة خلال عقود من الزمن [ بالمناسبة لقد تعرضت هذه المكتبة إلى النهب و السلب بعد دخول الإستدمار الفرنسي الى قسنطينة و عندي نسخة من القائمة الكاملة لعناوين و نسخ المخطوطات التي كانت بها كتبها مستشرق فرنسي قبل سرقتها] ، ساعيا لتوسيع دائرة معارفه يساعده على ذلك ذهن وقاد و ذكاء حاد ، و طموح عريض ، و أنفة و اعتزاز بالنفس يقول عن نفسه : " كنت ذا نفس أبية ، و مع صغر سني لا أرضى أن أكون خلي المعرفة مما عرفه غيري".
الوظائف و المهام التي تولاها
تولى التدريس بالجامع الكبير بقسنطينة في حياة والده الذي كان ينيبه عنه أثناء غيابه رغم صغر سنه نسبيا ، و قد ظهرت عليه مخايل النبوغ و الذكاء في سن مبكرة فكان بارعا في " فنون العربية لغة و نحوا و تصريفا و بلاغة مع المشاركة التامة في الفقه و الاصلين الحديث و التصوف و غير ذلك "، كما دَرَّسَ في زاوية العائلة و في مصلى بيته ، و في المدرسة التابعة لعائلة الفكون فكان يستقبل الطلبة من قسنطينة و من غيرها من نواحي القطر خصوصا من منطقة زواوة و من منطقة الجزائر و ما حولها ، و من منطقة الزيبان و عنابة ، وكان يُدَّرِسُ التفسير و صحيح البخاري و الفقه من ابن حاجب و الرسالة و النحو.
و بعد وفاة ابيه عام 1045 هـ خلفه في امامة المصلين و الخطبة ايام الجمع و الأعياد ، و السهر على أوقاف الجامع الكبير ، كما تقلد إمارة ركب الحج و حصل على لقب شيخ الاسلام بعد ان بلغ نفوذه العلمي و الروحي ذروته، و قد بقيت إمارة الحج في أيدي عائلة الفكون لقرون عديدة و كان آخر من تولاها محمد بن عبد الكريم بن بدر الدين الذي أدركه الاحتلال الفرنسي و هو يناهز الثمانين من عمره و الذي توفي عام 1256 هـ.
يقول المؤرخ البحاثة الجزائري المهدي البوعبدلي عن إمارة الحج
" ... كانت خطة إمارة ركب الحج لا تسند إلا لأمثل عالم، تراعى فيه عدة مقاييس، أهمها التبحر في العلم والاستقامة، إذ هو الممثل لبلاده ولنخبة علمائها، حيث يجتمع بجل علماء الأقطار الإسلامية، ويتبادل معهم الإجازات والتآليف، ويشارك في المناظرات العلمية التي كانت تعقد لحل المشاكل العويصة. فكانت مهمة أمير الركب في رحلاته الإفادة والاستفادة"
وكل من بلغ مبلغ الفكون من الجاه و العلم و الوظيفة يقصده الناس بالمراسلات و العلاقات مثل مراسلاته مع سعيد قدورة مفتى الجزائر في وقته ، و مع بلغيث القشاش و تاج العارفين العثماني ، و إبراهيم الغرياني و المقري صاحب " نفح الطيب "، والعالم المصري الشيخ عبد الرحمن الأجهوري ، والسوسي المغربي من المغرب الشقيق و غيرهم.
تلامذه
تخرج على يدي الفكون مجموعة كبيرة من الطلاب النجباء الذين ذاع صيتهم، و من اشهرهم : ابو مهدي عيسى الثعالبي و قد برجم له و سجل ما قرأه على يديه من كتب و ما أجازه به في ثبته المسمى ب " كنز الرواة "، و ابو سالم العياشي المغربي ، و يحي الشاوي ، و بركات بن باديس و احمد بن سيدي عمار ، و محمد وارث الهاروني ، و محمد البهلولي ، و احمد بن ثلجون و علي بن عثمان بن الشريف و غيرهم.
ثناء العلماء و معاصريه عليه
كان الفكون من أعلام عصره في الحديث و الفقه و النحو بارعا فيه ، اديبا شاعرا ، جمع بين علم الظاهر و الباطن ، و قد تحدث عنه علماء عصره و تلامذته و نوهوا بمكانته المتميزة في العلم ، فقال عنه المقري : " عالم قسنطينة و صالحها و كبيرها و مفتيها سلالة العلماء الأكابر ووارث المجد كابرا عن كابر، المؤلف سيدي الشيخ عبد الكريم الفكون حفظه الله .... عالم المغرب الأوسط غير مدافع ، و له سلف علماء ذوو شهرة ، و لهم في الأدب الباع المديد "
و حلاه تلميذه أبو مهدي عيسى الثعالبي في "كنز الرواة " بقوله : " علامة الزمان و رئيس علوم اللسان و فخر المنابر إذا خطب ، و لسان المحابر إذا شعر أو كتب " ، أما أبو سالم العياشي فقد قال عنه : " العلامة الفهامة الناسك الجامع بين علمي الظاهر و الباطن سيدي عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الفكون القسنطيني "
وفاته
يقال – و الله اعلم – أنه لما تقدمت به السن انقبض عن الناس وترك الاشتغال بالعلوم، وسمع يقول: " قرأتها لله وتركتها لله" ،توفي بالطاعون عشية الخميس 27 ذي الحجة 1073 هـ الموافق ل 3 أوت 1663 م عن عمر يناهز خمس و ثمانين سنة.
آثاره و مؤلفاته
- " منشور الهداية في كشف من ادَّعى العلم والولاية" مؤلَّف ذو قيم متعددة، ووثيقة علمية نادرة، فهو كتاب تراجم حيث تعرض إلى ترجمة أكثر من سبعين شخصا، كما إنه تقييد هام يصور طبيعة البيئة القسنطينية زمن الانهيار والتجزُّؤ وهيمنة عقلية الهرطقة والخرافة، كما أرخ لأحداث مدينته و ما جاورها ، وما يجلب الانتباه في هذا الكتاب هي تراجمه التي لم يقصد بها التعريف بمناقب المترجم لهم، و إنما أراد به نقد أحوال أدعياء العلم و التصوف – من الطائفتين - في وقته وصاحبه ينطلق كما يصرح بنفسه من خلفية إصلاحية تنويرية، وقد صدر مطبوعاً سنة 1981 م، من دار الغرب الإسلامي ،تقديماً ومتناً أصلياً وفهارس بعناية الدكتور أبي القاسم سعد الله - حفظه الله-.- "سربال الردة في من جعل السبعين لرواة الإقرا[كذا] عدة": ذكر. أبو القاسم سعد الله في موسوعته " تاريخ الجزائر ج 2 ص 25 " أن الكتاب مخطوط بباريس ، وهو تأليف في القراءات ، غني بالآراء والنقول، عالج فيه أنواع القراءات ورواتها وغير ذلك مما يتصل بهذا الموضوع".
وقال عنه المهدي البوعبدلي: "... و قد نص على أن هذا التأليف لا يتجاوز كراسة و أنه قد وضعه بعد واقعة و قعت له مع أحد علماء قسنطينة عندئذ و هو أحمد بن حسن الغربي و يبدو من العنوان و من ظرف التأليف أن هذه الكراسة عبارة عن مناقشة لما ادعاه الغربي و لكن معرفتنا لبعض آثار الفكون الأخرى تجعلنا نعتقد أن هذا العمل غني بالآراء و النقول و أن صاحبه قد عالج فيه أنواع القراءات و رواتها و غير ذلك مما يتصل بهذا الموضوع و مما يتصل بأوجه القراءات طريقة النطق بالتكبير و الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم ) عند الختم ".
- " فتح الهادي في شرح جمل المجرادي و مخارج الحروف من الشاطبية " وهو مؤلف في القراءات أيضا.
- "الدرر في شرح المختصر". والمقصود به "مختصر" عبد الرحمن الأخضري. وعن أهميته وما فيه من مضامين وفرائد، يقول مؤلفه: "... نبهنا على فوائد فيه لم توجد في المطولات، ونكت حسان قل أن تلقى في غيره، وتنبيهات أخذناها من فحوى خطابه، وفروع كملنا بها ما لم يفصح به كلامه رضي الله عنه وأرضاه ـ وربما نبهنا على ما طغى به قلم شارحه"، وهو مجلد أجاد فيه غاية الإجادة.
- "شرح البسط والتعريف في علم التصريف"(2): ألفه سنة 1048 هـ. [ وهو شرح للأرجوزة المشهورة من 403 لصاحبها النحوي الكبير عبد الرحمان المكودي الفاسي (ت 807 هـ).] ، وقد التزم فيه عقب كل شاهد ذكر حديث مناسب للشاهد معنى و إعرابا، قال عنه تلميذه وصاحبه ومعاصره أبو سالم العياشي في رحلته ج 2، ص. 391 ما نصه : " وقد وازن بين الشرح، وشرح العلامة المغربي محمد المرابط الدلائي [ت سنة 1089 هـ، يعرف هذا الشرح ب "فتح اللطيف للبسط والتعريف في علم التصريف"]. وشرحه هذا أوسع نقلاً وأكثر بحثاً وأتم تحريراً من شرح العلامة سيدي أبي عبد الله المرابط الدلائي، ولا أدري أيهما سبق إلى شرحه".
- "فتح المولى في شرح شواهد الشريف بن يعلى". وهو الكتاب الذي رصد فيه منتخبات الشواهد الشعرية التي وظفها الشريف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعلى الحسني [وشرحه يسمى "الدرة النحوية في شرح الآجرومية" وهو أول شرح لمتن "الآجرومية"].
"شرح لامية الجمل النحوية" للمجراد السلاوي (ت 778 هـ).
"محدد السنان في نحور إخوان الدخان" ويسمى ايضا " بمحدد اللسان": وهو تقييد مفيد يرد فيه على دعاة حلِّيَّة شرب عشبة التبغ، وعلى رأسهم العالم المصري الشهير الأجهوري، وقد أورد فيه معالجة فقهية جامعة لهذه الظاهرة الغريبة، مبينا بالحج و البراهين حرمتها و مضارها ، وهي من العادات السيئة التي بدأت تنتشر في عصره.
" كتاب في حوادث فقراء الوقت".
" فتح المالك في شرح ألفية ابن مالك": وهو شرح على لامية ابن مالك في التصريف.
" شفاء الأمراض لمن التجأ الى الله بلا اعتراض " و هو نظم في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، و أصحابه و التابعين و الأولياء ( رضي الله عنهم).
"ديوان شعري" : يقول الأستاذ أبو القاسم سعد الله في مقدمة " منشور الهداية " ص 11 ـ 12: " أما تعاطيه الشعر، فالظاهر أنه كان يمارسه سليقة وكان يعارض به ما يرد عليه منه في رسائل المراسلين أمثال المقري وتاج العارفين والسوسي المغربي (ت 1023 هـ)، ومنه ما كان ينظمه للتنفيس عن كرب الدنيا مثل "سلاح الذليل في دفع الباغي المستطيل"، ومنه ما نظمه في المديح النبوي تحت ضغط المرض الذي عانى منه طلباً من الله لتعجيل الشفاء".
المصادر و المراجع
" منشور الهداية في كشف من ادَّعى العلم والولاية" عبد الكريم الفكون، تقديم وتحقيق وتعليق، الدكتور أبو القاسم سعد الله، بيروت،دارالغرب الإسلامي،1987م
" تعريف الخلف برجال السلف " أبو القاسم محمد الحفناوي موفم للنشر - الجزائر 1991.
- " تاريخ الجزائر الثقافي " أبو القاسم سعد الله، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1998م.
مجلة معهد اصول الدين، جامعة الأمير عبد القادر الاسلامية ، السنة الاولى - العدد الثاني 1420 هـ / 1999 ص 147 و 148.
مقال للمحقق المهدي بوعبدلي رحمه الله بعنوان :" عبد الكريم الفكُّون والتعريف بتأليفه: "منشور الهداية" مجلة الأصالة العدد:51، ص 15
ملاحظات
سآتي لكم بقصيدة أبي علي الحسن بن علي المعروف بالفكون المشهورة
ألا قل للسري بن السري ...إلى البدر الجواد الأريحي
عندما زار المغرب الشقيق أنقلها لكم من كتاب تعريف الخلف برجال السلف و هي من غرر الشعر الجزائري و العربي ، و سأتكلم عن كتاب عائلة بن لفقون للمستشرق الفرنسي أرنست مرسيي ، و تكلم فيه كذلك عن العالم عبد القادر الراشدي.
الزرماني- :: عضو شرفي ::
- تاريخ التسجيل : 12/04/2009
عدد الرسائل : 823
الجنس :
BADRO- عضو بارز
- تاريخ التسجيل : 18/04/2009
عدد الرسائل : 912
الجنس :
koki- عضو بارز
- تاريخ التسجيل : 03/04/2009
عدد الرسائل : 821
الجنس :
العمر : 33
مواضيع مماثلة
» مقاربة بين عبد المجيد بوالرواح بطل رواية الزلزال و العالم الفرجيوي عبد المجيد حيرش رحمه الله.
» العالم و الأديب و اللغوي موسى الأحمدي نويوات
» من حكم ابن القيم رحمه الله
» العالم و الأديب و اللغوي موسى الأحمدي نويوات
» من حكم ابن القيم رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى