دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 516 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 516 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 548 بتاريخ الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 13:20
مواضيع مماثلة
الشهيد: بوعروج عمار المدعو: القبيطن
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الشهيد: بوعروج عمار المدعو: القبيطن
لم تكن أحلام الطالبة- كبقية زميلاتها داخل المؤسسة - تميل مع هوى الشباب من فرح ومرح داخل قسمها أو بالمؤسسة بل كانت منطوية على نفسها ، وعندما يدخل أستاذ التاريخ القسم تنفرج أساريرها ،وتزينها بابتسامة عند ما تعجبها فكرة، و كانت أنظار الطلبة تنصب عليها لأنها في نظرهم فارسة هذه المادة بلامنازع حيث كل سؤال صعب فعندها اجابته...
وفي أحد الأيام عند مادخل الأستاذ القسم كتب على السبورة:
01// رحلة دراسية لمدينة ميلة القديمة
ثم جلس وفتح محفظته ، وأخرج ورقة ثم كتب عناصر البحث على السبورة ، وعاد لكرسيه مطالبا الطلبة بنقل ما كتبه في كراريسهم ، ثم وزع الأفواج ، و قال لطلبته متهكما :
- من عنده اعتراض على هذا التفويج ؟؟
رفعت أحلام يدها و رغم أنها تعرف أن أستاذها إذا قررشيئا فلن يتراجع - إلا أنها قالت و هي تبتسم :
- هل تسمح لي ياأستاذ ي أن أكون بالفوج الثاني لأن جارتي به؟؟
لم يعترض الاستاذ ، بل انطلق يقدم توجيهاته ، مذكرا بالدرس الذي هو موضوع البحث ، وعند ما دق الجرس توجه لطلابه قائلا: سنلتقي غدا على الساعة السادسةأمام المؤسسة متمنيا أن لاتحدثوا هرجا ومرجا في الحافلة أو تزعجوا الجيران.
خرجت أحلام من القسم متثاقلة الخطى رفقة جارتها ، متجهة إلى منزلها حيث تركت أمها تعاني من مرض عضال أصيبت به أثاء الثورة التحريرية مع حروق النابالم التي لازالت تظهر على وجنتيها..
ودعت زميلتها ، ودخلت المنزل ..بدأت تعد عدتها لمراجعة درس البحث مع الاستعانة بكتب لتتجلي لها هذه المدينة التاريخية القريبة من مدينتها الرابضة على عرش التاريخ القديم والحديث ولكنها أصبحت نسيا منسيا ، لا ينظر لها الا أنها عبارة عن سكنات خراب وأزقة ضيقة وحجارة أتقنتها يد الانسان .
وبعد الانتهاء من مراجعتها تناولت العشاء مع أمها وأسرعت لفراشها حتى تستيقظ باكرا وتستعد للرحلة...
نهضت باكرا ، فجمعت أدواتها ، ثم أسرعت متجهة الى أمام المؤسسة لركوب الحافلة، والانطلاق الى ميلة .
وعندما انطلقت الحافلة بدأ الطلبة في الغناء والانشاد و كانوا إذا مروا بحي أومدينة لوحوا عبر نوافذ الحافلة بالمآزر و الأعلام و حناجرهم تهتف :
وان...ثو...ثري..فيفا لالجيري .
بعد ساعة ونصف من الانطلاق توقفت الحافلة ، ووقف الأستاذ من مكانه معلنا للطلبة بأنهم وصلوا الى ميلة القديمة ، وعلى كل فوج التنقل في المدينة القديمة بكل حرية وسيكون اللقاء أمام مسجد سيدي غانم على الساعةالثانية عشر لمواصلة التنقل لأماكن أخرى وتناول الغذاء..
نزل الطلبة من الحافلة وكل فوج انطلق في أزقتها الضيقة باحثا عن ماهو مكلف به عله ينجز عمله ويتمتع بالجلوس في إحدى مقاهيها الساحرة والتي تعيدك لأحضان تاريخ ، كانت هذه المقاهي مفجرة له ليكون نورا على ميلة القديمة والجزائر..
وضعت أحلام يدها في يد جارتها وانطلقت مع فوجها وهي كلها نشاط وحيوية ليكون بحث فوجها من أحسن البحوث فينال رضا أستاذها والطلبة .وفي طريقهن كن يتبادلن التحية مع نسوة من سكان هذالكنز التاريخي مع استغرابهن من إتخاذ هذه العائلات لهذا الخراب مسكنا، رغم أن الولاية غرست كلها عمارات فلماذا لم يتم اسكانهم؟؟..
وإذا بعجوز واقفة أمام منزلها تتدخل لمشاركتهن الحديث معهن عن هذه السكنات الغير اللائقة، وكل طالبة تقدم ما عندها من معلومات حول الأمراض التي تصيب السكان من هذا التسيب المتمثل في انعدام النظافة مع خطر انهيار المساكن لعدم ترميمها ...
وبعد مشاركتهن العجوز الحوار سألتهن :
بناتي عن أي شيئ تبحثون ؟؟ أم هي نزهة؟؟
فأجابتها أحلام :
- جئنا ياجدتي لزيارة الأثار.
فقالت العجوز :
- يعني زيارة الأصنام والتفرج علينا وعلى معاناتنا في هذ الخراب !!؟؟
فقالت أحلام: لا ...لا..ياجدتي .. جئنا لدراسة هذه الحضارة التي سادت ثم بادت .. وعلينا كأجيال صاعدة معرفة تاريخ وطننا..
ثم أردفت احدى رفيقاتها قائلة:
- جدتي جئنا لنعيش سويعات مع تاريخ وطننا لأنه ذاكرة أمتنا ونبحث فيما هو غامض لاجلائه..
ثم تدخلت أخرى قائلة: ياجدتي إن الأعمار بيد الله وعلى الكبار أن يرووا للصغار ما حدث في عصرهم ليدونوا ما وقع حتى تبقى ذاكرة الأمة حية.
فهذه المدينة بناها الرومان.منذ قرون وكانت صانعة للتاريخ الاسلامي ويقال أنها في الثورة التحريرية سباقة لتحرير الوطن....
وعند ما سمعت العجوز كلمة الثورة والتحريرية تنهدت واصفر وجهها ...
فبادرتها أحلام :
- جدتي مابك ولماذا تتنهدين؟؟
فردت عليها قائلة :
كنت أعتقد يابناتي أنكن جئتن للهو والترويح عن النفس .. وليس لتعشن في دهاليز التاريخ القديم أو لتسمعن دوي التاريخ الحديث وهو يبني هذه الجزائر العملاقة التي ما عرف التاريخ القديم أو الحديث ثورة تحريرية أقامت دولة بعد تقديم ملايين الضحايا...واسترسلت العجوزة تروي ما عاشته أيام شبابها من غبن وما لاقته من تشريد وعذاب على يد المستعمرين الفرنسيين ثم قالت وبصوت لفت انتباه المارة :
كنت أعتقد أنكن جئتن لزيارة المقبرة التي اجتمع فيها مفجرو الثورة التحريرية في ليلة الأول من نوفمبر1954وكانوا عدة مجاهدين منهم بن طوبال لخضر والعربي بن رجموعلي زغدود وغيرهممن مفجري الثورة التحريرية بميلة ..... أو لمعرفة من ضحوا بحياتهم لتنعموا بنعيم الاستقلال؟؟؟؟
ولم تكمل العجوز كلامها حتى ردت عليها أحلام قائلة:
- ياجدتي جئنا لنستريح من الدروس ولنمتع أعيننا بحضارةمابقيت منها إلا أزقة و وبنايات تتهاوى ولا منقذ لها......:
صمتت العجوزبرهة ثم أخرجت صورةو قبلتها .. اغرورقت عيناها بالدموع،فاحتضنتهاأحلام ورفيقاتها و أجلسنها وهي في حالة هستيرية ، ثم تركزت أنظار الطالبات على صورة لفتى في ريعان شبابه وعلى رأسه طربوشا أحمرا فقالت احدى رفيقات أحلام :
- لمن هذه الصورة ياجدتي؟
فاغرورقت عيناها بالدمع ثانية ثم قالت :
هذا ابني الوحيد ثم قبلت الصورة..
ولماذا تبكينه ياجدتي؟؟
عند ما شاهدتكن يا بناتي ،عادت بي الذكريات لسنوات الثورة التحريرية وحلمي باختيار أجمل عروس له فتذكرته حين ودعني سنة 1956 وانطلق مع القبيطن الى أحضان الثورة التحريرية بعد مااكتشف المستعمر بأنهما مجاهدين .
ومن ذلك اليوم لم يعد هو ولا رفيقه القبيطن، ولم يكن يصلني من أخبارهما بعد التحاقهم بالمجاهدين الا ما يحكيه السكان عن العمليات الفدائية التي كانا ينفذانها بميلة ضد المعمرين والجيش الفرنسي والخونة ، حيث أنه ما يذكر القبيطن إلا و ترتعد أجسام الخونة وعساكر العدو والمعمرين
لقد كنت يابناتي أتنقل من بيت الى بيت في هذه البلدة فارة من العدو الفرنسي والخونة لأن العدو كان يبحث عن ابني ويبحث عني للانتقام من ابني ورفيق دربه ، وخاصة بعد تنفيذ مجموعته الفدائية لعملية فدائية أمام مقر البلدية الحالية في أمينها العام.
سكتت العجوز ثم تبسمت بعد ما حكت قصتها وأفرغت كل أحزانها حيث كانت تعيش ذكرياتها عن سنوات الجمر وصولة فرسان الحرية .
سالت دمعة من عين أحلام فصمتت قليلا ثم قالت للعجوز:
جدتي عرفنا قصة ابنك ولكن من هو هذا ((القبيطن))؟؟ الذي ما ان تذكر ابنك حتى تذكرينه؟
فأجابت:
بنيتي إنه كان رفيق شبابه وهو الذي جنده ليكون فدائيا ... لأن القبيطن وإسمه الحقيقي : بوعروج عمار ، كان هو مسؤول الفدائيين بمدينة ميلة .
لقد كان في ريعان الشباب جمالا ونشاطا ، مع أخلاق رفيعة ، حيث كان محبوبا ، وكان شعلة من الحيوية مع الشجاعة والاقدام .
وبينما هي مسترسلة في الحديث بادرتها إحدى زميلات أحلام مستفسرة:
- وهل سي عمار الذي دوخ المعمرين والخونة بميلة لازال علي قيد الحياة؟؟
- بنيتي... بنيتي .. لا لم يعد مع ابني كبقية المجاهدين العائدين بعد توقيف القتال وقد بلغنا بعد الاستقلال بأنه استشهد سنة 1959مع((سعيد صفصافة و مجاهدين آخرين)) في معركة استعملت فيها فرنسا المدفعية والطيران بعد تطويق جبل ودشرة الكواردة التي تقع ببلدية يحيى بني قشة والتي كانت تسمى في عهد الاستعمار لوسات..
- وهل تعرفين ياجدتي معلومات عن هذه المعركة؟؟
بنيتي لاأعرف أكثر من استشهاده في معركةبالكواردة..
وإن كنتن تردن المزيد عن هذ البطل فما يمنعكن من التوجه لمنظمة المجاهدين لتجدن الخبر اليقين...
ولقد سمعت يابناتي في أفراح الاستقلال حين كنا نتنقل من ميلة للأرياف لاستقبال المجاهدين بعد توقيف القتال بأن المجاهدين كانوا يسمونه:القبيطن
ومع ذكر كلمة القبيطن لم تتمالك نفسها و سقطت دمعة من عينها ، فودعتهن وانسلت لمنزلها فيقيت الطالبات حائرات من هو هذا القبيطن أوسي عمار بوعروج؟؟
02//عودة الذاكرة؟
واصلن سيرهن في دهاليز ميلة القديمة وهن يتناقشن فيما روته العجوز وما تركته من غموض عن رفيق درب ابنها سي عمار أو القبيطن أو مسؤول الفدائيين بميلة اثناء الثورة التحريرية.. وبينما هن في نقاش إذا بالأستاذ يبادرهن بالتحية قائلآ :
هل انتهيتن مما أنتن مكلفات به في البحث؟؟
وجمت الطالبات وصمتن وكأن الأرض زلزلت تحت أقدامهن وغرقن في حزن ووجوم...تأمل الأستاذ وجوههن معتقدا أن مكروها حل بهن فبادرهن بقوله:
مابكن ؟؟ وما هذا العبوس والحزن ؟؟ هل نحن في جنازة أم في رحلة دراسيةو ترفيهية؟؟
نظرت كل واحدة إلى صديقتها ، ثم تحولت أنظارهن جميعا نحو أحلام كأنهن يطلبن منها أن ترد مكانهن...
وببسمتها المعهودة عند ما يجد الجد قالت:
أستاذي العزيز:
- جئنا لرحلة ترفيهية ودراسية لنتعرف على أثار ميلة القديمة وحضارتها ولكن وجدنا عجوزا...ثم نتهدت وقالت:
- أبكتنا وعلمتنا ما لم نكن نعلم
فرد عليها الأستاذ قائلا:
لا حول ولا قوة إلا بالله ... تعلمكن عجوز ما لا تعلمن !!؟؟ وقد شرحت لكن باستفاضة كل ما تعلق بآثار ميلة القديمة وتاريخها وحضارتها .. وكلكن ادعيتن فهم الدرس مع تنبيهي لكن بالاعتماد على المراجع التي دونتها في السبورة ... وإذا بعجوز تعلمكن ما لا تعلمن ....
تبسمت الطالبات ..وقالت إحداهن:
أستاذي ... ما علمتنا العجوز عن الآثار شيئا ...بل هي تراها أصناما وخرابا وسراديب ...وإنما علمتنا بأننا لا نعلم عن تاريخنا الحديث - أي تاريخ ثورتنا التحريرية - إلا القليل الذي يوجد بكتبنا المدرسية ..و هذه الدروس لا نتفاعل معها ، و لا تهز مشاعرنا لترسخ في ذاكرتنا .. وهي شبيهة بهذه الأصنام التي جئنا لزيارتها لنعرف ماضي أمتنا.. ولكن مع هذه العجوز عرفنا بأننا لا نعرف تاريخنا الحديث وتاريخ أبطال أمتنا ومجاهديها وشهدائها...واسترسلت في الكلام و توجيه العتاب للأستاذ ...
ثم استطردت قائلة :
- فهل تعرف يا أستاذي (القبيطن)؟؟
نظر الأستاذ إليهن و ركز بصره على التلميذة التي كانت تتكلم ثم قال :
إنها البرامج الدراسية يا بناتي ، وما نحن إلا منفذون ، وعليكن التقيد بالبرامج لأن أسئلة الإمتحان لن تتخطاها ...فهيا بناتي لنلتحق بالأفواج الأخرى ، لقد حان وقت العودة فسائق الحافلة في انتظارنا .
وصلت الحافلة وتوقفت أمام المؤسسة فضرب الأستاذ موعدا لطلبته الأسبوع القادم و طلب من كل فوج إعداد الجانب المعين من البحث و أوصاهم بإلتزام المنهجية التي أوصاهم بها مع ذكر المراجع المعتمدة ...ومع التصفيق والهرج والمرج استعدادا للخروج فتحت أبواب الحافلة ونزل الجميع ولكن أحلام شعرت بالخطورة لأن فوجها ((لم يستفد أي شيئا من الرحلة فيما يخص البحث)) فسبقت فوجها في النزول من الحافلة للالتقاء بهن..فجمعتهن وتبادلن أطراف الحديث عن ورطتهن و كيف قضين وقتهن مع عجوز تقص حكايات عن ابنها ورفيق دربه عوض الإشتغال ببحثهن المكلفات به ... وكيف سيكون موقفهن عند عرض زملائهن لأبحاثهم؟ وكيف يكون موقفهن عند ما يطلب منهم الأستاذ تقديم بحثهن؟؟
تلألأت عينا أحلام وأشرق وجهها - وهي مقررة الفوج - ثم قالت :
- فليكن بحثنا ما قالت العجوز وليكن القبيطن هو عنوان بحثنا..
صرخن كلهن بصوة واحد:
إنها فكرة رائعة يا أحلام ..سنترك الأفواج الأخرى تتحدث عن الأصنام والأزقة الضيقة لمدينة ميلة القديمة مع الحضارة التي سادت في ذلك العصر...
ثم بادرت أحلام بقولها:
-سنفاجئهم ببحث من ذاكرة أمتنا وعلينا تجنيد الطلاب ليكونوا مع بحثنا بالتصفيق مع مفاجأة الأستاذ بعد قراءته حتى لا يعاقبنا على خروجنا على الموضوع .
وأخذت كل طالبة طريقها لمنزلها..
وأثناء العودة كان عقل أحلام يبحث عن مخرج لتقديم بحث عن القبيطن يرضي زملاءها ويعجب الأستاذ حتى لا يتعرضن لعقابه . ثم سألت نفسها ألا يمكن أن يكون أبي و أمي هما مصدري لهذا البحث عن القبيطن؟؟
ألا تعرفه أمي وقد تنقلت في كل مركز الناحية... ؟؟
وكذلك أبي في أقسام ولايتنا؟؟
أمي قضت أيامها الأخيرة قبل الاستقلال في مستشفى الثورة التحريرية بمشتى عربية بالقرب من بوداود تعالج جروحها من النابالم بعد قصف العدو الفرنسي المجرم للغابة التي احتمى بها المجاهدون والمجاهدات..
دقت الباب فاستقبلتها أمها .. سلمت عليها وزادت من توددها إليها فعانقتها وهي تسألها عن وعكتها الصحية فأجابتها أمها :
- أحمد الله يابنيتي ... لو لم تكن الوعكة الصحية التي أصابتني هذه الأيام لكنت وصلت لميلة القديمة قبلك لأن لي بها أخوات وإخوان وذكريات..
انفرجت أسارير أحلام ، ثم أطلقت قهقهة قد يكون سمعها الجيران..فقالت لها أمها :
مابك ؟
قالت :
- وجدتها !!!
ثم كررت وجدتها فقالت لها أمها :
ما ذا وجدت؟
سأحكي لك أمي ما وقع لي ، عند تناولنا العشاء وحضور أبي الذي كان عند ما يقرأ علاماتي في التاريخ يعلق قائلا :
وقالت المؤرخة أحلام ... فرحا بعلامتي
فهل تساعديني يا أمي وتقنعي أبي....؟؟
ثم انطلقت لغرفتها لتغيير ثيابها ومساعدة أمها في إعداد العشاء .
انهمكت الأم في إعداد الطعام وبقيت أحلام تستنطق ذاكرتها، وتستعيد ذكريات عن أمها وأبيها في سنوات الثورة التحريرية .. حيث تركتها أمها عند أخوالها ، والتحقت مع أبيها بالثورة التحريرية .. وكلما استنطقت ذاكرتها تتذكر ذلك اليوم المشؤوم الذي هاجمت فيه الطائرات الفرنسية الدشرة المجاورة لهم ، حيث صب الطيران الفرنسي على سكانها جام غضبه ... ومع إسدال الليل ظلمته ، دقت باب أخوالها ، فهرعت جدتها مسرعة ..فتحت الباب وأطلقت صرخة مدوية مع البكاء و العويل فهرعت كل العائلة مسرعة ، وإذا بأمها يحملها مجاهد بين يديه وهي فاقدة للوعي و قد أصيب جسدها بحروق بالغة ، وحتى شعرها الجميل الذي كانت تحسدها عليه نسوة القرية لم تبق منه سوى شعيرات غطتها الدماء ...
جاء سكان الدشرة لما سمعوا بالنبأ المحزن ..كان بعضهم يبكي و البعض الآخر مطرقا رأسه في حزن و شرود والمصابة قد وضعت على فراش من الحلفاء .. وإذا بفرقة من المجاهدين ومعهم ممرضة يدخلون ويصيح قائدهم :
- هيا يارجال احضروا بغلا لنقلها للمستشفى ...
فيسرع كل رجل بالقرية لإحضار بغله فحملت على أيدي المجاهدين وأخرجت لساحة المنزل وكل مواطن يريد أن تحمل على بغله و يكون هو من يرافقها ..
فالتفت قائد الفرقة للمواطنين وقال:
بارك الله فيكم إخوتي
نحن نحتاج بغلا واحدا لنقلها
إخوتي: إن أبناءها أمانة في أعناقكم
فصونوا الأمانة
فهتفوا :الله أكبر...الله أكبر
تاهت أحلام مع ذكرياتها وإذا بأمها تناديها للعشاء فجلست في الكرسي المقابل لأبيها والحزن يعصرها عما حكت لهن العجوز عن حرقتها وعلى ابنها الذي لم يعد يوم عاد المجاهدون مع فرحة توقيف القتال والاستقلال هو ورفيقه وقائده القبيطن.
فسألها والدها :
مابك؟
هل كانت الرحلة متعبة؟
فردت أمها:
منذ عادت من الرحلة وهي شاردة الذهن وتقول :
وجدتها...وجدتها.. وجدتها..
فضحك الأب وقال:
ماذا وجدت يامؤرخة؟؟
تبسمت ومع بسمتها تنهدت ثم قالت :
- أبي ... إنني في ورطة مع أستاذي لأنني لم أستفد من الرحلة لإنجاز بحثي أنا والفوج الذي كان معي لقد شغلتنا عجوز بقصتها عن ابنها ورفيقه القبيطن فضعنا مع حكايتها ونسينا ما نحن مكلفات به عن بحثنا..
فقاطعها والدها قائلا:
القيبطن....القيبطن...!!؟؟
اصفر وجهه ودفن رأسه بين يديه وهو يردد:
الله أكبر...الله أكبر..الله أكبر
فليرحمه الله وليرحم الشهداء ...
كان رفيق دربي وأعز أخ عرفته في الثورة ... كان مجاهدا شهما وشابا يحرص على الاستشهاد ومتطوعا لأي مهمة تطلبها الثورة ... كان لايهاب الردي ويركب المخاطر وتعلو محياه ابتسامة وهو يودعنا لتنفيذ أي عملية ينفذها هو وفوجه.......
وقفت أحلام من كرسيها صارخة:
ثم ارتمت على ظهر أبيها وطوقته بيديها لأنها لاحظت دمعات سقطت من عينيه وهو يقص عن رفيق دربه وقائده..
مسحت دمعاته ثم وضعت كرسيها بجانبه و قالت:
أبي .. هل تعرف القبيطن جيدا طيلة مراحل الثورة التحريرية؟
فأجاب:
من لا يعرف القبيطن من المجاهدين الأوائل؟
لقد كان زينة المجاهدين في ولايتنا ..
ولكن مع السنين الطوال التي مرت على ثورتنا التحريرية لم يبق في ذاكرتي إلاعذاب الضمير لأننا لم ننزل الشهداء منزلتهم الحقيقية ..
جلنا كمجاهدين كنا أميين مع أقلية من المتعلمين ومع الاستقلال كان وطننا بحاجة لسواعدنا فمنا من التحق بالجيش الوطني الشعبي ومنا من التحق بوظائف في الدولة ولكن جلنا وضع لفلاحة الأراضي التي كانت بيد المعمرين لإطعام الشعب الذي خرج من الثورة التحريرية وقد تركه المستدمر الفرنسي حطاما..أنهكه الفقر و الجوع ..
ثم توقف عن الكلام وركز بصره في وجه أمها وهو يخاطبها:
ألا زلت تتذكرين القبيطن عند ما جاء للمستشفى بمشتى عربية .
وهل لازلت تتذكرين وهو يقص عليك وعلى المرضى الكمين الذي وضعه المجاهدون لبوشمال ريمون وجنوده الحركى والفرنسيين بمشتى المنايخ بلدية اعميرة آراس سنة ،1958وقد قتل جميع من معه واختفى بوشمال بين جثث جنوده القتلى متظاهرا بالموت؟؟فردت قائلة:
نعم رغم طول السنين ورغم حروق النابالم فقد عشت أسعد وقت وأنا أسمع قصته عن مجاهدينا الأبطال وهم يقضون على رأس الأفعى وجنوده بتسالة وما جاورها وكم كانت صيحاتهم بعد العودة من المعركة ترددها الجبال والوديان حيث حفرت في ذاكرتي فلن أنساها حتى ألقى ربي ولاأنسىما حييت فرحة الجنود و أصواتهم تدوي بصيحة النصر :
الله أكبر ...الله أكبر...الله أكبر
فتردد الجبال والوديان:
الله أكبر...الله أكبر..الله أكبر..
بنيتي أحلام:
لقد ذكرتنا بأجمل أيامنا .. كنت في تلك الأيام في مثل سنك هذا .. حرمنا الاستعمار البغيض من كل حياة كريمة، ومن طفولة جميلة كطفولتكن وحرمنا التعليم وشردنا في الجبال والوديان واستولى المعمرون على جميع سهول أرضنا.. وما كان أمامنا إلاحمل السلاح نساء ورجالا لتحرير أرضنا من رجس الاستعمار.. وكان جل الجزائريون والجزائريات يتسابقون للإستشهاد .. وتسابق شعبنا العظيم لحماية المجاهدين وإطعامهم واخفائهم عن عيون الخونة وعساكر فرنسا وحماية أسرهم ومدهم بكل ما يملكون في سبيل الله والوطن ..
لقد كانت أيام جميلة يا بنيتي رغم قساوة العيش وبشاعة الاستدمار الفرنسي...
لقد نسينا تلك الأيام الجميلة وكدنا ننسى حتى رفقاء دربنا من المجاهدين والمجاهدات الأحياء والشهداء في غمرة هذا النعيم الذي نحياه الأن تحت راية وطننا في ظل الإستقلال ...
هيا بنيتي نجمع أواني الأكل ومع الصباح نشد الرحال إلى مقر منظمة المجاهدين بميلة لتلتقي ذاكرتنا مع ذاكرة مجاهدين يعرفون القبيطن جيدا ، ومنهم صديق أبيك سي عبد المالك الذي كان مسؤولا من مسؤولي الثورة بولايتنا ، والذي يعرف عن هذا الشهيد ما لانعرف نحن البسطاء...
ساعدت أحلام أمها في جمع أواني الأكلو غسلها ثم سارعت لفراشها للنوم وهي تفكر في خطة للقائها مع المجاهدين ، لتعرف كل كبيرة وصغيرة عن القبيطن من يوم ميلاده حتى ظروف استشهاده لعل بحثها هي و زميلاتها يكون في مستوى عظمة هذا الشهيد البطل و رفاقه .
نامت ملء جفونها لأنها لم تبق وحدها في جمع المعلومات عن الشهيد القبيطن بل انضمت إليها أمها وأبوها لتلتقي بذاكرة المجاهدين ويكتب تاريخ هذا الشهيد البطل .
نهضت أحلام مع صلاة الفجر ، وأسرعت لإعداد الفطور ، ومفاجأة والدتها قبل استيقاظها ،مستعجلة الذهاب لمنظمة المجاهدين ،ولقاء رفقاء أبيها وأمها ، علها تعد بحثا تستنطق فيه ذاكرة المجاهدين عن هذالشهيد ، الشاب الفحل الذي حدثتهم عنه العجوز و حدثها الأب والأم عن ذكرياتهما عنه....
03//شد الرجال لمنظمة المجاهدين
انطلقت الحافلة باتجاه ميلة ، ورغم قربها من مدينتها ، أحست بأنها تبعد مئات الكيلومترات ،فتتبادل مع أمها وأبيهاأحاديث ثم يأخذها الصمت بعيد ،أوتجرها أحلامها لتعرف الكثير ،وتنوع مصادر بحثها ليكون شاملا ،وليكون في مستوى مجاهد شاب استشهد في ميدان الوغى والرصاص يزغرد في عرسه والملائكة ،تحف به، وسلاحه في يده يلقن به عساكر الفرنسين والخونة درسا في الفداء والتضحية في سبيل الشعب والوطن .ولتبقى ذكراه عالقة في عقول أجيال الاستقلال الذين إن مر أحدهم بالكواردة ،سيتذكر أن مجاهدا شابا أعزبا ومعه مجاهدين أبطال لقنوا جيش فرنسا والخونة درسا قاسيا لازالت جبال ووديان ومنحدرات هذه الدشرة تردد صداه ، ولا زالت ذكريات من عاشوا المعركة من السكان تتناقل فصوله و أحداثه في أعراسهم وأقراحهم ، و لا زال الحزن البادى على وجوه عساكر فرنسا و صراخ الجنود و العساكر ماثلا أمام أعينهم ، و لا زالت صورة الطائرة المروحية وهي تنقل الأموات والجرحى من عساكرها بادية أمام الأنظار ...وعند انتهائها من نقل جرحاها وأمواتها المقدرعددهم بواحد وعشرون قتيلاوجريح غادرت القوات الفرنسية القرية ومعها ثلاثة شهداء هم القبيطن وصفصافة سعيد وقسيطة وانحدرت بهم الى((لوسات)) فيلاج المعمرين وثكنتهم .
ومع غرقها مع ذاكرتها وما حكته أمها وأبوها عن القبيطن قال أبوها:
- هيا بنيتي للنزول لقد وصلنا المحطة ، وعلينا قطع ماتبقى سيرا على الأقدام فمقر منظمة المجاهدين على بعد عشرات الأمتار..
تفقدت قلمها وأوراقها واستعادت كل حيويتها ونشاطها وكانت خطواتها تسابق خطوات أبيها وأمها وصلوا مقر المنظمة فكان مجاهد في استقبالهم وقد تعانق أبوها والمجاهد الذي استقبلهم عناقا طويلا مع دموع سالت على خديهما لأنهما منذ أفراح الاستقلال لم يلتقيا وكل منهما سعى لكسب رزق عياله ومصارعة الفقر الذي كان يحياه الجزائريون بعد رحيل المستدمر الذي جثم على صدر الأمة الجزائريةمئة واثنان وثلاثون سنة..
بقت أحلام شاخصة النظر في أبيها وهذا المستقبل لهم مع نسيانهما هي وأمها للحظات وهما في عناق بعضهما والحديث عن أجمل الذكريات أثناء الثورة التحريرية...التفت الأب لأحلام وامها ثم قال لأمها:
-هل لازلت تتذكرين هذا؟؟
فردت مع ابتسامة وهل يخفى القمر؟
لقد كان المسؤول السياسي لقسمنا...
اندفعت أحلام وبدون شعور وعانقته كما تعانق أباها ثم قالت:
أنا ابنته ياعمي...
احتضنها ثم وضع يده على ظهرها ودخلوا المكتب...
جلسوا وبدأ سي عبد المالك - عبر الهاتف - ينادي بعض المجاهدين الذين يعرفون الشهيد القبيطن أثناء الثورة التحريرية وقبلها وما هي إلا لحظات حتى حضر بعضهم ، فتوجه سي عبد المالك إليهم قائلا :
- هذه ابنتنا ، ابنة أختنا وأخينا ، جاءت لتكتب بحثا عن سي عمار بوعروج الذي كنا نناديه في الثورة التحريرية بالقبيطن ، فتذكروا وذكروني إخوتي فقد تخونني الذاكرة .. لقد مر تسنوات منذ استقلالنا ..
ثم مد يده لأوراق أمامه وتناول وثيقة سلمها إياها ، تصفحتها فوجدت فيها
01/نبذةتاريخيةعن الشهيد القبيطن
ومكتوب فيها:
---((ولد الشهيد بوعروج عمار بن رابح وابن علوشة الزهراءفي03/09/ 1935 بميلة وكان يمتهن الفلاحة والتجارة ويحفظ ما تيسر من القرآن الكريم..
كان مناضلا نشيطا قبل الثورة التحريرية وفي سنة1954، كان من الشباب المتحمس للثورة وممن يعملون على تجنيد الشباب وتحسيسهم بأنه حان الوقت لطرد فرنسا وعليهم مؤازرة المجاهدين .
وفي سنة 1955 قام بأعمال فدائية ، كما تم تعينه لتكوين الشباب الفدائيين .
وفي سنة1956 عين مسؤولا للفدائيين رفقة المجاهد بن شرطيوة عيسى وعندما اكتشف العدوالفرنسي أمره إثر وشاية من خائن التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في .
وفي سنة1958عين مسؤولا عسكريا بالقسم الرابع .
وفي سنة1959 استدعي الى الناحيةالثالثة ، المنطقة الأولى ، الولاية الثانية في مهمة مع تعينه
مسؤولا عسكريا بالقسم الخامس، الناحية الثالثة، المنطقة الأولى ،الولاية الثانية بفرجيوة.
وفي 19 ديسمبر1959 استشهد بالمكان المسمى : (الكواردة) القريب من فيلاج المعمرين لوسات هذ الفيلاج الذي يسمى حاليا :(بلدية الشهيد يحيى...بني قشة) حيث كان استشهاده في معركة حامية الوطيس بالكواردة سقط على اثرها شهيدا هو وأربعة مجاهدين واثنان من المدنيين و وقوع أربعة في الأسر . أماخسائر العدو فكانت واحد وعشرون قتيلا و جريح واحد . "
وما ان انتهت من قراءة الوثيقة الأولى حتى سلمها وثيقة أخرى
02//العمليات الفدائية التي نفذها أوخطط لها:
وهي كما يلي :
- ((سنة 1955 ضد خائن بميلة القديمة .
- سنة 1955 عملية ضد خائن في طريق القرام ميلة
- سنة1955 عملية ضد خائن في ميلة القديمة أمام الزاوية
- سنة 1955 عملية ضد خائن شارع دهيلي - ميلة - .
- سنة 1956 ضد خائن في حواش ميلة القديمة .
- سنة 1956 ...عملية ضد خائن شارع بن طوبال السعيد – ميلة - .
- سنة 1956 ضد خائن أمام منزل بن زرافة ميلة القديمة .
- سنة 1956 عملية ضد خائن في رأس العناب طريق ميلة القديمة .
- سنة1957 عملية ضد الأمين العام لبلدية ميلة شارع بن طوبال أمام مدخل البلدية حاليا)).
ثم سلمها وثيقة بها:
03/معركة استشهاد القبيطن :
" ليلة18ديسمبر 1959طوقت القوات الفرنسية دشرة الكواردة الموجود بها مركز المجاهدين حيث كان يوجد بالمركز في ذلك اليوم مسؤول القسم الخاص بفج مزالة وبعض المسؤولين والجنود ،وكذلك فرقة للكومندوس تحت قيادة بوحبيلة عمار المكنى الشطيبي والتي انسحبت ليلا قبل تطويق الجيش الفرنسي لمشته لكواردة ومع طلوع الفجرأحكم الجيش الفرنسي حصاره فحاول القبيطن ورفاقه فك الحصار فانطلقت المعركة وفي الصباح تدخلت الطائرات المقاتلة والمروحية حيث تواصلت المعركة حتى الساعة الثالثة بعد الزوال سقط خلالها الشهيد بوعروج عمار المكنى بالقبيطن وأربعة مجاهدين واثنان من المدنيين و وقوع أربعة في الأسر . أماخسائر العدو فكانت واحد وعشرون قتيلا و جريح واحد .
وقد تم نقل قتلى الجيش الفرنسي وجرحاه بالطائرات المروحية ونقل الشهيد القبيطن واثنين من رفاقه الى فيلاج المعمرين لوسات على بغلين للتنكيل بجثثهم ، بعد ما كبدوهم خسائر فادحة ، ولتظهر القوات الفرنسية للسكان قدرتها على اطفاء نور الثورة التحريرية .
وبعد الاستقلال نقلت جثة الشهيد القبيطن من لوسات الى قرية أهله فدفن ليلقى ربه راضيا مرضيا وقد تحقق حلمه وحلم الشهداء والشعب بنعيم الاستقلال..
وبعد انتهائها من القراءة قال سي عبد المالك:
- بنيتي هؤلاء المجاهدين أمامك فاسألي عما تريدين...
أخرجت دفترها وقلمها وانطلقت تسأل وتدون ما يمليه عليها المجاهدون عن حياة هذا الشهيد قبل الثورة التحريرية و أثناءها و يوم استشهاده وما بقي في ذاكرتهم من أخلاقه الحسنة وشجاعته وذكائه ، وكيف كان شابا يافعا كله حيوية ونشاط فكسب قلوب المجاهدين والشعب ومحبتهم له...
وعند ما أشبعت رغبتها و أرضت فضولها ، أغلقت دفترها ووقفت قائلة:
- شكرا وألف شكر آبائي المجاهدين ، لقد تعلمت ما لم أكن أعلم عن هذا الشاب البطل الشهيد الذي حكت لنا عنه تلك العجوزوشوقتني لمعرفة تاريخه يوم قيامنا برحلة دراسية لأثار ميلة القديمة..
كم كنتم عظماء وفحول ، وكم كان شهداؤنا أعظم من العظمة .. قدموا أرواحهم فداء للوطن .. ولكن مع الأسف نحن شباب الاستقلال لانعرف الا النزر القليل عن أمجاد أمتنا وعن ثورتنا التحريرية العملاقة .. فشكرا وألف شكر على هذه المعلومات الرائعة ، عن هذا البطل المغوار الذي حفت به الملائكة ورفعته للرفيق الأعلى لينعم بجنة الخلد مع رجال عاهدوا الله على النصر أو الاستشهاد وما بدلوا تبديلا .
ودع المجاهدون بعضهم وأحلام وأبيها وأمها وبقي معهم سي عبد المالك يتبادل أطراف الحديث وعند ماهم أب أحلام بالانصراف وقف سي عبد المالك من كرسيه قائلا:
غذاؤكم بمنزلي لقد طلبت من زوجتي تحضير الغذاء لعزيز وعزيزة وفلذة كبدهما ابنتنا أحلام وبعد الغذاء فبسيارتي سأنقلكم الى مدينتكم وأتناول أنا وزوجتي قهوة المساء في منزلكم.....
عادت أحلام لبيتها وكلها حيوية ونشاط وانزوت في مكتبها تلخص ما حصلت عليه من معلومات لتعد البحث مع زميلاتهاوفي اليوم الموالي جمعت زميلاتها في بيتها وانهمكن لاعدادبحثهن لعرضه في اليوم الموالي على قسمهن مع الاستعداد لتعلق الطلبة واستفساراتهم عن هذا الشهيد....
حانت ساعة عرض البحث على الطلبة فشعرت أحلام بشيئ غير عادي من طرف أستاذها منذ حديثها هي وزميلاتها عن الشهيد لقبيطن...حيث كان يردد في كل لقاء معها في ساحة المؤسسة (سنرى؟) .
وكانت المفاجأة عند دخولهم للقسم وقبل الانطلاق في عرض البحث واذابالباب يطرق ليدخل المدير فيحييه الطلبة ويستقبله الأستاذ أحسن استقبال ويحاول اجلاسه في كرسيه لكن المدير يردد بصوت مرتفع :
((جئت لأسمع رنين التاريخ ولأعيش ذكريات أمتي ))وجلس في آخر القسم... وعند ذلك طلب الأستاذ من أحلام أن تتفضل بالقاء بحثها...فانطلقت في عرض البحث مع استعمال لغة عربية رائعة مع صوت جهوري شد انتباه السامعين فخيم عليهم الصمت و الإنتباه كأن على رؤوسهم الطير... وما ان انتهت من عرضها حتى رد الطلبة بالتصفيق. ووقف المدير وتقدم إليها محييا وشكر للأستاذ طريقة عمله ودفعه الطلبة للبحث واتنقيب و عدم الإقتصار على المعلومات الجاهزة في الكتب الدراسية فقط فقط ...ثم التفت لأحلام و رفيقاتها قائلا:
عليكن يا بناتي بمراجعة بحثكن مع الأستاذ لأنكن مطالبات بعرضه في الأيام المقبلة أمام الطلبة والأباء وضيوف المؤسسة في الأول من نوفمبر عيد الثورة التحريرية...
فوقف الطلبة إجلالا واحتراما للأستاذ والمدير.
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "
صدق الله العظيم ورحم الله شهداءنا الأبرار .
أبوزكرياء
بزير الطيب في /سبتمبر/2011
عدل سابقا من قبل أبوزكرياء في الثلاثاء 25 سبتمبر 2012 - 2:06 عدل 7 مرات
أبوزكرياء- :: عضو شرفي ::
- تاريخ التسجيل : 18/01/2010
عدد الرسائل : 272
رد: الشهيد: بوعروج عمار المدعو: القبيطن
والله يا عمي الطيب اتحفتنا بهذا البحث الطويل والعريض والمهم في نفس الوقت . . .
حقيقة من العيب ان اصارحك القول انني اول مرة اسمع " بالقبيطن " وهذا من جحدنا ونكراننا لمن قدموا تضحيات وفاءا لهذا الون وقدموا ارواحهم فداءا للجزائر لتعيش حرة . . .
القبيطن لم نسمع به لكننا نعلم ان الكثيرون من امثاله لم يذكرهم التاريخ ولاننا كامثال هؤلاء التلاميذ وان معلمنا في التاريخ كان مثل هذا المعلم الذي كان ملتزما ببرامج وزارة التربية ولا يخرج عنها حتى سئمنا لك التاريخ . . .
هذا الجيل يجب ان يعلم ويتعلم ويبحث عن تاريخه وامجاده وبطولاته . . .ومن واجبنا ايضا حمل هذا المشعل الذين تركوه لنا هؤلاء ومن امثال هؤلاء الذين تناستهم الحياة والزمن . ..
الف الف شكر لك عمي الطيب على ماقدمت فعلا انه موضوع ذا قيمة وكنز حقيقي . . .
حقيقة من العيب ان اصارحك القول انني اول مرة اسمع " بالقبيطن " وهذا من جحدنا ونكراننا لمن قدموا تضحيات وفاءا لهذا الون وقدموا ارواحهم فداءا للجزائر لتعيش حرة . . .
القبيطن لم نسمع به لكننا نعلم ان الكثيرون من امثاله لم يذكرهم التاريخ ولاننا كامثال هؤلاء التلاميذ وان معلمنا في التاريخ كان مثل هذا المعلم الذي كان ملتزما ببرامج وزارة التربية ولا يخرج عنها حتى سئمنا لك التاريخ . . .
هذا الجيل يجب ان يعلم ويتعلم ويبحث عن تاريخه وامجاده وبطولاته . . .ومن واجبنا ايضا حمل هذا المشعل الذين تركوه لنا هؤلاء ومن امثال هؤلاء الذين تناستهم الحياة والزمن . ..
الف الف شكر لك عمي الطيب على ماقدمت فعلا انه موضوع ذا قيمة وكنز حقيقي . . .
سعيد مكرود- :: منتدى فرجيوة ::
- تاريخ التسجيل : 31/07/2008
عدد الرسائل : 8351
الجنس :
رد: الشهيد: بوعروج عمار المدعو: القبيطن
سؤال لك عمي الطيب الوطني وهو وصلني من طرف احد الاصدقاء في صفحة المنتدى على الفيس بوك وهو يسال عن معلومات على هذا الشهيد
الشهيد الشريف لطرش بن محمد و ثابت لويزة المولود بمشتة الربع
هل لديكم معلومات حوله ؟؟
الشهيد الشريف لطرش بن محمد و ثابت لويزة المولود بمشتة الربع
هل لديكم معلومات حوله ؟؟
سعيد مكرود- :: منتدى فرجيوة ::
- تاريخ التسجيل : 31/07/2008
عدد الرسائل : 8351
الجنس :
رد: الشهيد: بوعروج عمار المدعو: القبيطن
اذاكان هو المكنى:--(((سي محمد)) فهو شهيد ومن عائلة لطرش وكان مسؤول مشتة الربع وترك أبناءا أكبرهم السعيد...ويمكنك جمع أي معلومة عن هذا الشهيد أوغيره من الذين استشهدوا أثناء الثورة التحريرية من مشتى الربع من عند المجاهد سيدي عيسى المحفوظ وهو لازال على قيد الحياة ويسكن حاليا بالربع...مع الشكر والاحترام والتقديرSaid algeriano كتب:سؤال لك عمي الطيب الوطني وهو وصلني من طرف احد الاصدقاء في صفحة المنتدى على الفيس بوك وهو يسال عن معلومات على هذا الشهيد
الشهيد الشريف لطرش بن محمد و ثابت لويزة المولود بمشتة الربع
هل لديكم معلومات حوله ؟؟
عدل سابقا من قبل أبوزكرياء في الثلاثاء 18 أكتوبر 2011 - 19:00 عدل 1 مرات
أبوزكرياء- :: عضو شرفي ::
- تاريخ التسجيل : 18/01/2010
عدد الرسائل : 272
رد: الشهيد: بوعروج عمار المدعو: القبيطن
أبوزكرياء كتب:اذاكان هو المكنى:--(((سي محمد)) فهو شهيد ومن عائلة لطرش وكان مسؤول مشتة الربع وترك أبناءا أكبرهم الشعيد...ويمكنك جمع أي معلومة عن هذا الشهيد أوغيره من الذين استشهدوا أثناء الثورة التحريرية من مشتى الربع من عند المجاهد شسدي عيسى المحفوظ وهو لازال على قيد الحياة ويسكن حاليا بالربع...مع الشكر والاحترام والتقديرSaid algeriano كتب:سؤال لك عمي الطيب الوطني وهو وصلني من طرف احد الاصدقاء في صفحة المنتدى على الفيس بوك وهو يسال عن معلومات على هذا الشهيد
الشهيد الشريف لطرش بن محمد و ثابت لويزة المولود بمشتة الربع
هل لديكم معلومات حوله ؟؟
شكرا لك . . .عمي الطيب
سعيد مكرود- :: منتدى فرجيوة ::
- تاريخ التسجيل : 31/07/2008
عدد الرسائل : 8351
الجنس :
رد: الشهيد: بوعروج عمار المدعو: القبيطن
فهل سيعد شبابنا أبحاثا وقصصا عن ثورتنا التحريرية لاستقبال الأول من نوفمبر 2012؟؟
أتمنى من شبابنا تناول أحداث تاريخية أثناء ثورتنا التحريرية ببلدية فرجيوة سواء بأبحاث تاريخية أو قصص أو قصائد شعرية تخليدا لثورتنا التحريرية...
أتمنى من شبابنا تناول أحداث تاريخية أثناء ثورتنا التحريرية ببلدية فرجيوة سواء بأبحاث تاريخية أو قصص أو قصائد شعرية تخليدا لثورتنا التحريرية...
أبوزكرياء- :: عضو شرفي ::
- تاريخ التسجيل : 18/01/2010
عدد الرسائل : 272
sousou soumia- عضو نشيط
- تاريخ التسجيل : 07/09/2011
عدد الرسائل : 261
الجنس :
الجزائر
العمر : 30
رد: الشهيد: بوعروج عمار المدعو: القبيطن
[quote="sousou soumia"] [/quote]شكرا جزيلا أيتها البنت الرائعة على الصورة وما تحتويه من كلام رائع ..بارك الله فيك بنيتي على العقل النير والأخلاق الحميدة
أبوزكرياء- :: عضو شرفي ::
- تاريخ التسجيل : 18/01/2010
عدد الرسائل : 272
مواضيع مماثلة
» شاهد وإستمع ..... نحن إرهابيون حسب المدعو ......
» وفاة أرملة المجاهد اسماعيل مقدم المدعو بن يخلف
» الشهيدالشيخ: محمد شوارفة المدعو بن شيروف بلدية فرجيوة ولاية ميلة
» وفاة أرملة المجاهد اسماعيل مقدم المدعو بن يخلف
» الشهيدالشيخ: محمد شوارفة المدعو بن شيروف بلدية فرجيوة ولاية ميلة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى