دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 492 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 492 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 548 بتاريخ الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 13:20
مواضيع مماثلة
الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
+4
noor
AmInx0o
nasrkom
زكرياء20أوت
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم حبيت نشوف مدى تعلق اعضاء منتدانا بالتاريخ الاسلامي.
س1:ماذا يعني لك يوم الخميس 31/07/2008.
بعد ان ارى ردودكم ساجيب عن السؤال وساقوم ان شاء الله بكتابة موضوع عن هذا الحدث الهام للمسلمين.
اليوم حبيت نشوف مدى تعلق اعضاء منتدانا بالتاريخ الاسلامي.
س1:ماذا يعني لك يوم الخميس 31/07/2008.
بعد ان ارى ردودكم ساجيب عن السؤال وساقوم ان شاء الله بكتابة موضوع عن هذا الحدث الهام للمسلمين.
زكرياء20أوت- :: إداري سابق ::
- تاريخ التسجيل : 23/06/2008
عدد الرسائل : 1369
الجنس :
العمر : 37
nasrkom- عضو بارز
- تاريخ التسجيل : 19/06/2008
عدد الرسائل : 715
الجنس :
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ذكرى انبعاث الكشافة الاسلامية الجزائرية
Je ne pense pas qu'il y est Eid Ce jour-là
Je ne pense pas qu'il y est Eid Ce jour-là
AmInx0o- °° إدارة منتدى فرجيوة °°
- تاريخ التسجيل : 13/04/2008
عدد الرسائل : 5414
الجنس :
العمر : 36
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليلة 27 رجب إسراء ومعراج النبي الأكرم (ص) |
بسم الله الرحمن الرحيم |
{ سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا الكبرى إنه هو السميع البصير} . (الإسراء - 1) |
حادثة الإسراء والمعراج وقعت للنبي (ص) بعد المبعث الشريف بسنتين. |
noor- عضو
- تاريخ التسجيل : 15/04/2008
عدد الرسائل : 56
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا بالنسبة لليلة 27 رجب أما بالنسبة ليوم 27 رجب فهو يوم المبعث النبوي الشريف
noor- عضو
- تاريخ التسجيل : 15/04/2008
عدد الرسائل : 56
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
زيدوا حاولوا لان هذا الحدث غير حياة المسلمين ........الفترة الزمنية التي تبحثون فيها هي: من 1320...............1360
شكرا على مروركم وفكروا مرة اخرى
شكرا على مروركم وفكروا مرة اخرى
زكرياء20أوت- :: إداري سابق ::
- تاريخ التسجيل : 23/06/2008
عدد الرسائل : 1369
الجنس :
العمر : 37
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاجوبة السابقة للاعضاء راك ما عتبرتهاش صحيحة
ملا هذا هو جوابي
إلغاء الخلافة.. وانفراط عقد المسلمين 27رجب 1342هـ
ملا هذا هو جوابي
إلغاء الخلافة.. وانفراط عقد المسلمين 27رجب 1342هـ
زائر- زائر
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاجابة الصحيحية كانت من نصيب الاخ nouredinfx نعم اسقاط الخلافة التي تدمع لها العين والقلب
على يد النذل عدو الله مصطفى كمال اتاتورك في 27 رجب 1342هـ الموافق لـ 3مارس 1924
منذ ذلك اليوم تكالبت الدول الغربية على المسلمين لانه لايوجد من يدافع عن الاسلام والمسلمين حتى وصلوا الى سب الحبيب المصطفى
على يد النذل عدو الله مصطفى كمال اتاتورك في 27 رجب 1342هـ الموافق لـ 3مارس 1924
منذ ذلك اليوم تكالبت الدول الغربية على المسلمين لانه لايوجد من يدافع عن الاسلام والمسلمين حتى وصلوا الى سب الحبيب المصطفى
زكرياء20أوت- :: إداري سابق ::
- تاريخ التسجيل : 23/06/2008
عدد الرسائل : 1369
الجنس :
العمر : 37
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إلغاء الخلافة.. وانفراط عقد المسلمين
( إلغاء الخلافة العثمانية: 27 رجب 1342هـ)
تعد دولة الخلافة العثمانية ظاهرة تاريخية فريدة، فهي من أبرز الدول
العالمية في التاريخ؛ فقد شغلت حيزًا كبيرًا من الزمان والمكان، إذ عاشت
أكثر من ستة قرون، وامتدت رقعتها الجغرافية إلى آسيا وأوروبا وإفريقيا،
وكانت جيوشها أكثر جيوش العالم عددًا وأحسنها تدريبًا وتسليحًا وتنظيمًا،
فقد عبرت جيوش هذه الدولة الفتية البحر من الأناضول إلى جنوبي شرق ووسط
أوروبا، وفتحت بلاد اليونان وبلغاريا ورومانيا ويوغسلافيا والمجر ورودس
وكريت وقبرص وألبانيا حتى بلغت مشارف فيينا – عاصمة النمسا – وجنوبي
إيطاليا؛ فكانت أول دولة إسلامية تصل إلى هذا العمق في الأرض الأوروبية.
بدايات السقوط
وكان هذا الانتشار الواسع للدولة العثمانية وتهديدها للمسيحية في عقر
دارها سببًا قويًا في عداء أوروبا المسيحية لها، وسعيها الدءوب لتقويض
أركانها، وهدم بنيانها الشامخ، فقامت ضدها الأحلاف والتكتلات المسيحية في
حروب كان النصر فيها حليف الدولة العثمانية في أغلب الأحيان، غير أن عوامل
الضعف والتآكل بدأت تضرب في الإمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف،
فكان سقوطها في الداخل المرحلة الأولى لسقوطها وزوال خلافتها حيث ضعفت
عسكريًا أمام روسيا القيصرية، حتى أطلق عليها القيصر الروسي "نيقولا
الأولى" لقب "رجل أوروبا المريض"، وأصبحت مطمعًا للدول الاستعمارية
الكبرى: بريطانيا وفرنسا وروسيا.
ولم يدخر الغرب في معركته ضد الخلافة سلاحًا إلا استخدمه، بدءًا من
الإرساليات التبشيرية والغزو الفكري، وإشعال الثورات والفتن الطائفية
والمذهبية، واصطناع الجواسيس والأعوان وشراء الذمم بالمال، حتى تم تقويض
الخلافة على يد مصطفى كمال.
ويذكر المؤرخ الفرنسي "دين جروسيه" في كتابه "وجه آسيا" أن عملية تصفية
الخلافة العثمانية استغرقت 220 عامًا، بدأت بمعاهدة "كارلوفجة" سنة (1111
هـ = 1699م)، تضافرت فيها جهود الدول الكبرى عبر السنين الطوال، إلا أن
اختلاف أطماع هذه الدول وتضارب مصالحها في تركة الدولة العثمانية كان
سببًا في إطالة عمرها.
دور "الاتحاد والترقي"
كان السلطان عبد الحميد الثاني يقف عقبة كؤودا أمام الأطماع الأوربية في
تفتيت الدولة العثمانية، والأطماع الصهيونية في فلسطين، ونجحت المكائد
والدسائس في إبعاده عن الخلافة سنة (1327 هـ = 1909م) بالتعاون مع حزب
الاتحاد والترقي، وهو أول حزب سياسي ظهر في الدولة العثمانية وأصبح هذا
الحزب هو صاحب السلطة الحقيقية في الدولة العثمانية، وكان معظم أعضائه من
الماسونيين، وكان ضباط الجيش التركي هم أبرز الاتحاديين وعلى رأسهم مصطفى
كمال.
وقد تولى الخلافة بعد خلع عبد الحميد أخوه الأمير رشاد الذي تسمى بمحمد
الخامس، وكان في الرابعة والستين من عمره، وكانت الدولة والعرش العثماني
نفسه في حالة احتضار، لكن الدولة كانت متماسكة إلا حد ما، وخضع السلطان
للاتحاديين الذين سعوا إلى أن يستقر الحكم في قبضتهم، ولكن تطلعاتهم لم
تتحقق، إذ واجهتهم معارضة شديدة من الرأي العام، تدعو إلى دعم حقوق
الخلافة، وتعديل الدستور لتحقيق هذا الهدف.
ولما وقعت الحرب العالمية الأولى سنة (1333هـ = 1914م) انضمت حكومة
الاتحاد والترقي إلى جانب ألمانيا، ودخلت تركيا حربًا لا دخل لها بها
وأجهضت قوتها البشرية والاقتصادية والعسكرية، حيث تمزق الجيش التركي على
جميع الحدود والجبهات نتيجة للقيادة الفاشلة والعميلة، وانتهت الحرب سنة
(1337هـ = 1918م) بهزيمة ألمانيا وتركيا، وتحطُّم دولة الخلافة وتمزق
أوصالها، حيث استولى الإنجليز على قلاع الدرنديل، واحتلت الجيوش الفرنسية
والإنجليزية مدينة إستانبول، واحتلت اليونان أزمير، ووقعت هدنة "مدروز"
التي نصت على استسلام الدولة العثمانية دون قيد أو شرط، وبدأت القوات
العثمانية تلقي سلاحها، واستعد الحلفاء لاحتلال الأستانة وغيرها من المدن
التركية، وأدت روح التشفي التي صدرت عن الحلفاء والأقليات الدينية إلى نمو
روح المقاومة لدى الأتراك.
أما كبار رجال حزب الاتحاد والترقي الذين كانت في أيديهم مقدرات البلاد
فقد فروا من البلاد، وكان السلطان العثماني الجديد "محمد وحيد الدين" يدرك
أن وجود تركيا لازم لدول الغرب لإقامة التوازن بينها، كما أن بريطانيا
وفرنسا لن تسمحا بالقضاء على تركيا قضاءً مبرمًا؛ لأن ذلك يفسح المجال
أمام روسيا الشيوعية للاستيلاء على الأناضول، وبالتالي على مضيق البوسفور
والدرنديل، بل كل ما تريدانه هو جعل الدولة العثمانية دولة صغيرة مثل
الدول التي ستقوم على أنقاضها؛ لذا رأى السلطان أن ما أُخذ من الدولة
العثمانية لا يسترد إلا بالقتال، وبالتالي فلا بد من القيام بثورة في
البلاد؛ لذلك استعان بمصطفى كمال، وعهد إليه بأن يقوم بثورة في شرقي
الأناضول حتى يتسنى لرجال السياسة أن يستخدموا هذه الثورة كورقة ضغط أثناء
عقد الصلح مع الحلفاء حتى يحصلوا على أكثر ما يمكن من المكسب، وللتغطية
على هذه الثورة خاصة من الإنجليز الذين كانوا يسيطرون على إستانبول، عين
السلطان "وحيد" "مصطفى كمال" مفتشا لجيوش الأناضول بصلاحيات واسعة، وزوده
بمبلغ كبير من المال، ووضع فيه ثقته، لكنه خان الأمانة وغدر بالسلطان وعمل
لنفسه.
من هو أتاتورك؟
ولد مصطفى كمال سنة (1299هـ = 1880م) بمدينة "سالونيك" التي كانت خاضعة
للدولة العثمانية، أما أبوه فهو "علي رضا أفندي" الذي كان يعمل حارسًا في
الجمرك، وقد كثرت الشكوك حول نسب مصطفى، وقيل إنه ابن غير شرعي لأب صربي،
أما لقب "كمال" الذي لحق باسمه فقد أطلقه عليه أستاذه للرياضيات في
المدرسة الثانية، ويذكر الكاتب الإنجليزي "هـ.س. أرمسترونج" في كتابه:
"الذئب الأغبر" أن أجداد مصطفى كمال من اليهود الذين نزحوا من إسبانيا إلى
سالونيك وكان يطلق عليهم يهود الدونمة، الذين ادعوا الدخول في الإسلام.
وبعد تخرجه في الكلية العسكرية في إستانبول عين ضابطًا في الجيش الثالث في
"سالونيك" وبدأت أفكاره تأخذ منحنى معاديًا للخلافة، وللإسلام، وما لبث أن
انضم إلى جمعية "الاتحاد والترقي"، واشتهر بعد نشوب الحرب العالمية الأولى
حين عين قائدًا للفرقة 19، وهُزم أمامه البريطانيون مرتين في شبه جزيرة
"غاليبولي" بالبلقان رغم قدرتهم على هزيمته، وبهذا النصر المزيف رُقّي إلى
رتبة عقيد ثم عميد، وفي سنة (1337هـ = 1918/) تولى قيادة أحد الجيوش في
فلسطين، فقام بإنهاء القتال مع الإنجليز – أعداء الدولة العثمانية – وسمح
لهم بالتقدم شمالاً دون مقاومة، وأصدر أوامره بالكف عن الاصطدام مع
الإنجليز.
السلطان وأتاتورك
غادر مصطفى كمال إستانبول في (شعبان 1337هـ = مايو 1919) بعدما عهد إليه
السلطان العثماني بالقيام بالثورة في الأناضول، واختار معه عددًا من
المدنيين والعسكريين لمساعدته، وبعدما استطاع جمع فلول الجيش حوله هناك
بدأ في ثورته، فاحتج الحلفاء على هذا الأمر لدى الوزارة القائمة في
إستانبول المحتلة، وهددوا بالحرب، فاضطرت الوزارة إلى إقالته، وعرضت الأمر
على السلطان، الذي أوصى بالاكتفاء بدعوته إلى العاصمة، لكنه اضطر بعد ذلك
إلى إقالته فلم يمتثل أتاتورك لذلك وقال في برقية أرسلها للخليفة: "سأبقى
في الأناضول إلى أن يتحقق استقلال البلاد".
الثورة الكاذبة
وبدأ يشعل ثورته التي يحميها الإنجليز، وانضم إليه بعض رجال الفكر وشباب
القادة الذين اشترطوا عدم المساس بالخلافة، واستمر القتال عاما ونصف العام
ضد اليونانيين، استعار خلالها أتاتورك الشعار الإسلامي ورفع المصحف، وأعلن
الحلفاء أثناءها حيادهم، أما الإنجليز فكانوا يعملون جهدهم لإنجاح هذه
الثورة، فبعد تجدد القتال بين أتاتورك واليونانيين في (1340هـ = 1921م)
انسحبت اليونان من أزمير ودخلها العثمانيون دون إطلاق رصاصة، وضخمت
الدعاية الغربية الانتصارات المزعومة لأتاتورك، فانخدع به المسلمون وتعلقت
به الآمال لإحياء الخلافة، ووصفه الشاعر أحمد شوقي بأنه "خالد الترك"
تشبيهًا له بخالد بن الوليد.
وعاد مصطفى كمال إلى أنقرة حيث خلع عليه المجلس الوطني الكبير رتبة
"غازي"، ومعناه الظافر في حرب مقدسة، وهو لقب كان ينفرد به سلاطين آل
عثمان، فتعزز موقفه الدولي والشعبي، ووردت عليه برقيات التهاني من روسيا
وأفغانستان والهند والبلدان الإسلامية المختلفة، وسار العالم الإسلامي
فخورًا بثورة مصطفى كمال سنوات عدة، استغلها في كسب عواطف المسلمين
وأموالهم بعدما كسا ثورته لباسًا إسلاميًا سواءً في أحاديثه أو في معاملته
للزعماء المسلمين مثل الزعيم الليبي أحمد السنوسي.
إلغاء الخلافة الإسلامية
وبعد انتصارات مصطفى كمال انتخبته الجمعية الوطنية الكبرى رئيسًا شرعيًا
للحكومة، فأرسل مبعوثه "عصمت باشا" إلى بريطانيا (1340هـ = 1921م) لمفاوضة
الإنجليز على استقلال تركيا، فوضع اللورد كيرزون – وزير خارجية بريطانيا –
شروطه على هذا الاستقلال وهي: أن تقطع تركيا صلتها بالعالم الإسلامي، وأن
تلغي الخلافة الإسلامية، وأن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار
الخلافة، وأن تختار تركيا لها دستورا مدنيًا بدلاً من الدستور العثماني
المستمدة أحكامه من الشريعة الإسلامية.
نفذ أتاتورك ما أملته عليه بريطانيا، واختارت تركيا دستور سويسرا المدني،
وفي (ربيع أول 1341هـ = نوفمبر 1922م) نجح في إلغاء السلطنة، وفصلها عن
الخلافة، وبذلك لم يعد الخليفة يتمتع بسلطات دنيوية أو روحية، وفرض
أتاتورك آرائه بالإرهاب رغم المعارضة العلنية له، فنشر أجواء من الرعب
والاضطهاد لمعارضيه، واستغل أزمة وزارية أسندت خلالها الجمعية الوطنية له
تشكيل حكومة، فاستغل ذلك وجعل نفسه أول رئيس للجمهورية التركية في (18ربيع
أول 1342هـ = 29 أكتوبر 1923م) وأصبح سيد الموقف في البلاد.
وفي (27 رجب 1342هـ = 3 مارس 1924م) ألغى مصطفى كمال الملقب بأتاتورك
الخلافة العثمانية، وطرد الخليفة وأسرته من البلاد، وألغى وزارتي الأوقاف
والمحاكم الشرعية، وحوّل المدارس الدينية إلى مدنية، وأعلن أن تركيا دولة
علمانية، وأغلق كثيرًا من المساجد، وحوّل مسجد آيا صوفيا الشهير إلى
كنيسة، وجعل الأذان باللغة التركية، واستخدم الأبجدية اللاتينية في كتابة
اللغة التركية بدلاً من الأبجدية العربية.
وكانت هذه الإجراءات المتتابعة منذ إسقاط الخلافة تهدف إلى قطع صلة تركيا
بالعالم الإسلامي بل وصلتها بالإسلام، ولم يقبل المسلمون قرار أتاتورك
بإلغاء الخلافة؛ حيث قامت المظاهرات العنيفة التي تنادي ببقاء هذا الرباط
الروحي بين المسلمين، لكن دون جدوى.
حاول "حسين بن علي" حاكم الحجاز تنصيب نفسه خليفة للمسلمين، لكن الإنجليز
حبسوه في قبرص، كما عمل الإنجليز على فض مؤتمر الخلافة بالقاهرة، وإلغاء
جمعية الخلافة بالهند.. وهكذا نجحت أحقاد الغرب في إلغاء الخلافة
الإسلامية التي لم تنقطع منذ وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم).
* من مصادر الدراسة:
محمد فريد وجدي: تاريخ الدولة العلية العثمانية – تحقيق إحسان حنفي – دار النفائس – بيروت – الطبعة السادسة 1408 هـ = 1988م.
أحمد عبد الرحيم مصطفى: في أصول التاريخ العثماني – دار الشروق – القاهرة – الطبعة الثالثة – 1418هـ – 1998م.
موفق بني المرجة: صحوة الرجل المريض – مؤسسة صقر الخليج للطباعة والنشر – الكويت مايو 1984.
( إلغاء الخلافة العثمانية: 27 رجب 1342هـ)
تعد دولة الخلافة العثمانية ظاهرة تاريخية فريدة، فهي من أبرز الدول
العالمية في التاريخ؛ فقد شغلت حيزًا كبيرًا من الزمان والمكان، إذ عاشت
أكثر من ستة قرون، وامتدت رقعتها الجغرافية إلى آسيا وأوروبا وإفريقيا،
وكانت جيوشها أكثر جيوش العالم عددًا وأحسنها تدريبًا وتسليحًا وتنظيمًا،
فقد عبرت جيوش هذه الدولة الفتية البحر من الأناضول إلى جنوبي شرق ووسط
أوروبا، وفتحت بلاد اليونان وبلغاريا ورومانيا ويوغسلافيا والمجر ورودس
وكريت وقبرص وألبانيا حتى بلغت مشارف فيينا – عاصمة النمسا – وجنوبي
إيطاليا؛ فكانت أول دولة إسلامية تصل إلى هذا العمق في الأرض الأوروبية.
بدايات السقوط
وكان هذا الانتشار الواسع للدولة العثمانية وتهديدها للمسيحية في عقر
دارها سببًا قويًا في عداء أوروبا المسيحية لها، وسعيها الدءوب لتقويض
أركانها، وهدم بنيانها الشامخ، فقامت ضدها الأحلاف والتكتلات المسيحية في
حروب كان النصر فيها حليف الدولة العثمانية في أغلب الأحيان، غير أن عوامل
الضعف والتآكل بدأت تضرب في الإمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف،
فكان سقوطها في الداخل المرحلة الأولى لسقوطها وزوال خلافتها حيث ضعفت
عسكريًا أمام روسيا القيصرية، حتى أطلق عليها القيصر الروسي "نيقولا
الأولى" لقب "رجل أوروبا المريض"، وأصبحت مطمعًا للدول الاستعمارية
الكبرى: بريطانيا وفرنسا وروسيا.
ولم يدخر الغرب في معركته ضد الخلافة سلاحًا إلا استخدمه، بدءًا من
الإرساليات التبشيرية والغزو الفكري، وإشعال الثورات والفتن الطائفية
والمذهبية، واصطناع الجواسيس والأعوان وشراء الذمم بالمال، حتى تم تقويض
الخلافة على يد مصطفى كمال.
ويذكر المؤرخ الفرنسي "دين جروسيه" في كتابه "وجه آسيا" أن عملية تصفية
الخلافة العثمانية استغرقت 220 عامًا، بدأت بمعاهدة "كارلوفجة" سنة (1111
هـ = 1699م)، تضافرت فيها جهود الدول الكبرى عبر السنين الطوال، إلا أن
اختلاف أطماع هذه الدول وتضارب مصالحها في تركة الدولة العثمانية كان
سببًا في إطالة عمرها.
دور "الاتحاد والترقي"
كان السلطان عبد الحميد الثاني يقف عقبة كؤودا أمام الأطماع الأوربية في
تفتيت الدولة العثمانية، والأطماع الصهيونية في فلسطين، ونجحت المكائد
والدسائس في إبعاده عن الخلافة سنة (1327 هـ = 1909م) بالتعاون مع حزب
الاتحاد والترقي، وهو أول حزب سياسي ظهر في الدولة العثمانية وأصبح هذا
الحزب هو صاحب السلطة الحقيقية في الدولة العثمانية، وكان معظم أعضائه من
الماسونيين، وكان ضباط الجيش التركي هم أبرز الاتحاديين وعلى رأسهم مصطفى
كمال.
وقد تولى الخلافة بعد خلع عبد الحميد أخوه الأمير رشاد الذي تسمى بمحمد
الخامس، وكان في الرابعة والستين من عمره، وكانت الدولة والعرش العثماني
نفسه في حالة احتضار، لكن الدولة كانت متماسكة إلا حد ما، وخضع السلطان
للاتحاديين الذين سعوا إلى أن يستقر الحكم في قبضتهم، ولكن تطلعاتهم لم
تتحقق، إذ واجهتهم معارضة شديدة من الرأي العام، تدعو إلى دعم حقوق
الخلافة، وتعديل الدستور لتحقيق هذا الهدف.
ولما وقعت الحرب العالمية الأولى سنة (1333هـ = 1914م) انضمت حكومة
الاتحاد والترقي إلى جانب ألمانيا، ودخلت تركيا حربًا لا دخل لها بها
وأجهضت قوتها البشرية والاقتصادية والعسكرية، حيث تمزق الجيش التركي على
جميع الحدود والجبهات نتيجة للقيادة الفاشلة والعميلة، وانتهت الحرب سنة
(1337هـ = 1918م) بهزيمة ألمانيا وتركيا، وتحطُّم دولة الخلافة وتمزق
أوصالها، حيث استولى الإنجليز على قلاع الدرنديل، واحتلت الجيوش الفرنسية
والإنجليزية مدينة إستانبول، واحتلت اليونان أزمير، ووقعت هدنة "مدروز"
التي نصت على استسلام الدولة العثمانية دون قيد أو شرط، وبدأت القوات
العثمانية تلقي سلاحها، واستعد الحلفاء لاحتلال الأستانة وغيرها من المدن
التركية، وأدت روح التشفي التي صدرت عن الحلفاء والأقليات الدينية إلى نمو
روح المقاومة لدى الأتراك.
أما كبار رجال حزب الاتحاد والترقي الذين كانت في أيديهم مقدرات البلاد
فقد فروا من البلاد، وكان السلطان العثماني الجديد "محمد وحيد الدين" يدرك
أن وجود تركيا لازم لدول الغرب لإقامة التوازن بينها، كما أن بريطانيا
وفرنسا لن تسمحا بالقضاء على تركيا قضاءً مبرمًا؛ لأن ذلك يفسح المجال
أمام روسيا الشيوعية للاستيلاء على الأناضول، وبالتالي على مضيق البوسفور
والدرنديل، بل كل ما تريدانه هو جعل الدولة العثمانية دولة صغيرة مثل
الدول التي ستقوم على أنقاضها؛ لذا رأى السلطان أن ما أُخذ من الدولة
العثمانية لا يسترد إلا بالقتال، وبالتالي فلا بد من القيام بثورة في
البلاد؛ لذلك استعان بمصطفى كمال، وعهد إليه بأن يقوم بثورة في شرقي
الأناضول حتى يتسنى لرجال السياسة أن يستخدموا هذه الثورة كورقة ضغط أثناء
عقد الصلح مع الحلفاء حتى يحصلوا على أكثر ما يمكن من المكسب، وللتغطية
على هذه الثورة خاصة من الإنجليز الذين كانوا يسيطرون على إستانبول، عين
السلطان "وحيد" "مصطفى كمال" مفتشا لجيوش الأناضول بصلاحيات واسعة، وزوده
بمبلغ كبير من المال، ووضع فيه ثقته، لكنه خان الأمانة وغدر بالسلطان وعمل
لنفسه.
من هو أتاتورك؟
ولد مصطفى كمال سنة (1299هـ = 1880م) بمدينة "سالونيك" التي كانت خاضعة
للدولة العثمانية، أما أبوه فهو "علي رضا أفندي" الذي كان يعمل حارسًا في
الجمرك، وقد كثرت الشكوك حول نسب مصطفى، وقيل إنه ابن غير شرعي لأب صربي،
أما لقب "كمال" الذي لحق باسمه فقد أطلقه عليه أستاذه للرياضيات في
المدرسة الثانية، ويذكر الكاتب الإنجليزي "هـ.س. أرمسترونج" في كتابه:
"الذئب الأغبر" أن أجداد مصطفى كمال من اليهود الذين نزحوا من إسبانيا إلى
سالونيك وكان يطلق عليهم يهود الدونمة، الذين ادعوا الدخول في الإسلام.
وبعد تخرجه في الكلية العسكرية في إستانبول عين ضابطًا في الجيش الثالث في
"سالونيك" وبدأت أفكاره تأخذ منحنى معاديًا للخلافة، وللإسلام، وما لبث أن
انضم إلى جمعية "الاتحاد والترقي"، واشتهر بعد نشوب الحرب العالمية الأولى
حين عين قائدًا للفرقة 19، وهُزم أمامه البريطانيون مرتين في شبه جزيرة
"غاليبولي" بالبلقان رغم قدرتهم على هزيمته، وبهذا النصر المزيف رُقّي إلى
رتبة عقيد ثم عميد، وفي سنة (1337هـ = 1918/) تولى قيادة أحد الجيوش في
فلسطين، فقام بإنهاء القتال مع الإنجليز – أعداء الدولة العثمانية – وسمح
لهم بالتقدم شمالاً دون مقاومة، وأصدر أوامره بالكف عن الاصطدام مع
الإنجليز.
السلطان وأتاتورك
غادر مصطفى كمال إستانبول في (شعبان 1337هـ = مايو 1919) بعدما عهد إليه
السلطان العثماني بالقيام بالثورة في الأناضول، واختار معه عددًا من
المدنيين والعسكريين لمساعدته، وبعدما استطاع جمع فلول الجيش حوله هناك
بدأ في ثورته، فاحتج الحلفاء على هذا الأمر لدى الوزارة القائمة في
إستانبول المحتلة، وهددوا بالحرب، فاضطرت الوزارة إلى إقالته، وعرضت الأمر
على السلطان، الذي أوصى بالاكتفاء بدعوته إلى العاصمة، لكنه اضطر بعد ذلك
إلى إقالته فلم يمتثل أتاتورك لذلك وقال في برقية أرسلها للخليفة: "سأبقى
في الأناضول إلى أن يتحقق استقلال البلاد".
الثورة الكاذبة
وبدأ يشعل ثورته التي يحميها الإنجليز، وانضم إليه بعض رجال الفكر وشباب
القادة الذين اشترطوا عدم المساس بالخلافة، واستمر القتال عاما ونصف العام
ضد اليونانيين، استعار خلالها أتاتورك الشعار الإسلامي ورفع المصحف، وأعلن
الحلفاء أثناءها حيادهم، أما الإنجليز فكانوا يعملون جهدهم لإنجاح هذه
الثورة، فبعد تجدد القتال بين أتاتورك واليونانيين في (1340هـ = 1921م)
انسحبت اليونان من أزمير ودخلها العثمانيون دون إطلاق رصاصة، وضخمت
الدعاية الغربية الانتصارات المزعومة لأتاتورك، فانخدع به المسلمون وتعلقت
به الآمال لإحياء الخلافة، ووصفه الشاعر أحمد شوقي بأنه "خالد الترك"
تشبيهًا له بخالد بن الوليد.
وعاد مصطفى كمال إلى أنقرة حيث خلع عليه المجلس الوطني الكبير رتبة
"غازي"، ومعناه الظافر في حرب مقدسة، وهو لقب كان ينفرد به سلاطين آل
عثمان، فتعزز موقفه الدولي والشعبي، ووردت عليه برقيات التهاني من روسيا
وأفغانستان والهند والبلدان الإسلامية المختلفة، وسار العالم الإسلامي
فخورًا بثورة مصطفى كمال سنوات عدة، استغلها في كسب عواطف المسلمين
وأموالهم بعدما كسا ثورته لباسًا إسلاميًا سواءً في أحاديثه أو في معاملته
للزعماء المسلمين مثل الزعيم الليبي أحمد السنوسي.
إلغاء الخلافة الإسلامية
وبعد انتصارات مصطفى كمال انتخبته الجمعية الوطنية الكبرى رئيسًا شرعيًا
للحكومة، فأرسل مبعوثه "عصمت باشا" إلى بريطانيا (1340هـ = 1921م) لمفاوضة
الإنجليز على استقلال تركيا، فوضع اللورد كيرزون – وزير خارجية بريطانيا –
شروطه على هذا الاستقلال وهي: أن تقطع تركيا صلتها بالعالم الإسلامي، وأن
تلغي الخلافة الإسلامية، وأن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار
الخلافة، وأن تختار تركيا لها دستورا مدنيًا بدلاً من الدستور العثماني
المستمدة أحكامه من الشريعة الإسلامية.
نفذ أتاتورك ما أملته عليه بريطانيا، واختارت تركيا دستور سويسرا المدني،
وفي (ربيع أول 1341هـ = نوفمبر 1922م) نجح في إلغاء السلطنة، وفصلها عن
الخلافة، وبذلك لم يعد الخليفة يتمتع بسلطات دنيوية أو روحية، وفرض
أتاتورك آرائه بالإرهاب رغم المعارضة العلنية له، فنشر أجواء من الرعب
والاضطهاد لمعارضيه، واستغل أزمة وزارية أسندت خلالها الجمعية الوطنية له
تشكيل حكومة، فاستغل ذلك وجعل نفسه أول رئيس للجمهورية التركية في (18ربيع
أول 1342هـ = 29 أكتوبر 1923م) وأصبح سيد الموقف في البلاد.
وفي (27 رجب 1342هـ = 3 مارس 1924م) ألغى مصطفى كمال الملقب بأتاتورك
الخلافة العثمانية، وطرد الخليفة وأسرته من البلاد، وألغى وزارتي الأوقاف
والمحاكم الشرعية، وحوّل المدارس الدينية إلى مدنية، وأعلن أن تركيا دولة
علمانية، وأغلق كثيرًا من المساجد، وحوّل مسجد آيا صوفيا الشهير إلى
كنيسة، وجعل الأذان باللغة التركية، واستخدم الأبجدية اللاتينية في كتابة
اللغة التركية بدلاً من الأبجدية العربية.
وكانت هذه الإجراءات المتتابعة منذ إسقاط الخلافة تهدف إلى قطع صلة تركيا
بالعالم الإسلامي بل وصلتها بالإسلام، ولم يقبل المسلمون قرار أتاتورك
بإلغاء الخلافة؛ حيث قامت المظاهرات العنيفة التي تنادي ببقاء هذا الرباط
الروحي بين المسلمين، لكن دون جدوى.
حاول "حسين بن علي" حاكم الحجاز تنصيب نفسه خليفة للمسلمين، لكن الإنجليز
حبسوه في قبرص، كما عمل الإنجليز على فض مؤتمر الخلافة بالقاهرة، وإلغاء
جمعية الخلافة بالهند.. وهكذا نجحت أحقاد الغرب في إلغاء الخلافة
الإسلامية التي لم تنقطع منذ وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم).
* من مصادر الدراسة:
محمد فريد وجدي: تاريخ الدولة العلية العثمانية – تحقيق إحسان حنفي – دار النفائس – بيروت – الطبعة السادسة 1408 هـ = 1988م.
أحمد عبد الرحيم مصطفى: في أصول التاريخ العثماني – دار الشروق – القاهرة – الطبعة الثالثة – 1418هـ – 1998م.
موفق بني المرجة: صحوة الرجل المريض – مؤسسة صقر الخليج للطباعة والنشر – الكويت مايو 1984.
زائر- زائر
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شكرا على المعلومات القيمة والله احسستنا بالتقصير واقول لك اخي
مراد حسام- عضو بارز
- تاريخ التسجيل : 04/06/2008
عدد الرسائل : 704
الجنس :
العمر : 36
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في ذكرى هدم الخلافة |
ففي الثامن والعشرين من شهر رجب الخير لسنة 1342 هـ، الموافق للثالث من آذار لسنة 1924م, وقعت أكبر جريمة في حق المسلمين، حيث تمكنت الدول الأوروبية بقيادة بريطانيا من إلغاء دولة الخلافة العثمانية الإسلامية، ولم تخرج الجيوش البريطانية المحتلة لمضيق البوسفور وإستانبول العاصمة إلا بعد أن اطمأنت إلى نجاح عميلها مصطفى أتاتورك في تركيا من إلغاء دولة الخلافة، وإقامة الجُـمهورية العلمانية على أنقاضها، وإخراج الخليفة من البلاد. لقد قام أتاتورك بهذه المهمة تحت رعاية وإشراف القائد العسكري البريطاني هارنجتون، والسفير البريطاني كرزون. وبفضل هذا الإسناد، وفي جو إرهابي مفعم بالمكائد، والاغتيالات، والتهديدات، والتصفيات، تمكن أتاتورك من التقدم، في الأول من آذار من العام 1924م، بمرسوم إلى الجمعية الوطنية يقضي بإلغاء الخلافة، وطرد الخليفة، وفصل الدين عن الدولة، فخاطب النواب المنفعلين المشدوهين بسبب هذا المرسوم قائلاً: «بأي ثمن يجب صون الجمهورية المهددة، وجعلها تقوم على أسس علمية متينة. فالخليفة ومخلفات آل عثمان يجب أن يذهبوا، والمحاكم الدينية العتيقة وقوانينها يجب أن تُستبدل بها محاكم وقوانين عصرية، ومدارس رجال الدين يجب أن تُخلي مكانها لمدارس حكومية غير دينية». وفي صبيحة الثالث من آذار من ذلك العام أعلن المجلس الوطني الكبير موافقته على إلغاء الخلافة وفصل الدين عن الدولة، وفي الليلة ذاتها أرسل مصطفى كمال أمراً إلى حاكم إستانبول الذي استولى على المدينة بفضل سماح القوات البريطانية وتمكينها له بالسيطرة عليها، يقضي بأن يغادر آخر خليفة عثماني عبد المجيد تركيا قبل فجر اليوم التالي، وأُجبر الخليفة بالفعل على الخروج من تركيا باتجاه سويسرا وتم تزويده بحقيبة فيها بعض الثياب وبضعة جنيهات، وبذلك نفذ أتاتورك شروط إنجلترا وأوروبا للاعتراف بالجمهورية الجديدة، واعترفت الدول الأوروبية باستقلال تركيا في الرابع والعشرين من تموز من نفس العام وفقاً لمعاهدة لوزان، وانسحبت بالتالي القوات المحتلة البريطانية من إستانبول العاصمة والمضائق، وغادر القائد العسكري البريطاني هارنجتون تركيا، وقال وزير الخارجية البريطاني كرزون أمام مجلس العموم البريطاني: «القضية أن تركيا قد قُضي عليها، ولن تقوم لها قائمة، لأننا قضينا على القوة المعنوية فيها: الخلافة والإسلام». فهذا الحدث الجسيم، وهو هدم الخلافة، لا شك بأنه يعتبر منعطفاً خطيراً في حياة الأمة الإسلامية، فقبل هذا الحدث كان المسلمون يعيشون في ظل دار الإسلام، ومن لم يستظل بظل الدولة الإسلامية كانوا يستطيعون الانتقال إلى الدولة للعيش كرعايا فيها، وللتمتع بالحياة الإسلامية، وإبراء أعناقهم من وجوب وجود بيعة لخليفة امتثالاً لقوله : «ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية». ولكن بعد هدم الدولة لم يتمكن أي مسلم من أمة لا إله إلا الله من الالتزام والتقيد بفرض العيش في دار الإسلام والاندماج في جماعة المسلمين. لذلك كانت هذه المناسبة الحزينة جديرة بالتأمل لخطورتها على مستقبل الشعوب الإسلامية، ولاتخاذ العبر منها، وعليه كانت ذكرى سقوط الخلافة مختلفة متميزة وليست ككل الذكريات. فهي ليست ذكرى دينية بالمعنى الشرعي وإن كان لها علاقة تتصل بأعظم واجبات الدين ألا وهي وجوب إقامة الدولة الإسلامية لتطبيق شرع الله تعالى على الناس. وهي ليست ذكرى احتفالية كسائر الذكريات المعهودة البهيجة، وإن كان العمل لإحياء معانيها ينشر السعادة والفرحة في جميع شعوب المعمورة، وليس في جنس أو شعب واحد من شعوبها. وهذه الذكرى وإن كانت غير شائعة بين سواد المسلمين إلا أن إشاعتها تثير في الناس دوافع العمل السياسي الصحيح، ونوازع الوحدة السياسية الفورية للشعوب الإسلامية. فهي إذاً فعلاً ذكرى، ولكنها ليست كسائر الذكريات، إنها ذكرى حزينة وأليمة لأنها تتعلق بسقوط أعظم دولة عرفتها البشرية. وبسقوطها سقطت المفاهيم الدولية المبنية على المبادئ والقيم الرفيعة والأخلاقيات، وحلَّت محلها المفاهيم الدولية المبنية على المصالح والأهواء والماديات. وبسقوط الدولة العثمانية بوصفها آخر دولة خلافة للمسلمين في العام 1924م، لم يتبق للأمة الإسلامية منذ ذلك التاريخ دولة حقيقية تمثلهم، ولم يعودوا يحيون في جماعة إسلامية يقودها خليفة مبايع شرعاً على العمل بكتاب الله وسنة رسوله . وبفقدان دولة الخلافة فقدت الأمة الإسلامية ما وصفه القلقشندي: بـِ«حظيرة الإسلام، ومحيط دائرته، ومربع رعاياه، ومرتع سائمته، والتي بها يحفظ الدين ويُحمى، وبها تُصان بيضة الإسلام، وتسكن الدهماء، وتقام الحدود فتمنع المحارم عن الانتهاك، وتُحفظ الفروج فَتُصان الأنساب عن الاختلاط، وتُحصن الثغور فلا تطرق، ويُذاد عن الحُرَمِ فلا تُقرع». لقد افتُقدت فعلاً هذه المعاني واختفت بسقوط دولة الخلافة، وغاب واقع هذا الوصف الذي ذكره القلقشندي عن الخلافة تماماً من حياة المسلمين. والدول التي أُقيمت على أنقاض الدولة العثمانية فإنها في الواقع ليست بأكثر من كيانات زائفة لا تمثل الأمة بحال من الأحوال؛ لأن الاستعمار هو الذي فرضها على شعوب الأمة الإسلامية، ولذلك كان الاستعمار أولى بأن تمثله هذه الكيانات بدلاً من أن تمثل شعوبها. والمسلمون منذ سقوط الخلافة قبل أربع وثمانين سنة هجرية لم يذوقوا طعم الانتصار والعزة والكرامة ولو لمرة واحدة، فهم لم يكسبوا معركة قط، ولم يفوزوا بحرب أبداً، فحروبهم بعد عهد الخلافة لم تُنتج سوى الهزائم والنكسات والنكبات، وأما سلمهم الذي ينادون به ويروجون له فلم يكن سوى الاستسلام بعينه للأجنبي، ولم يتمخض عنه إلا الخيبة والسراب والأوهام. فلو كانت الأمة الإسلامية في ذلك الوقت واعية لخطورة المرحلة، ومتسلحة بالثقافة الإسلامية، ومتمسكة بالفقه السياسي، ومتشبعة بالأفهام الشرعية؛ لما تمكنت بريطانيا والدول الأوروبية من إلغاء الخلافة بهذه السهولة، ولكن المشكلة أن الأمة كانت خاضعة للاستعمار المباشر، وكان الضعف الشديد الذي طرأ على الأذهان في فهم الإسلام قد استشرى في العقول، وتمكن من الاستحواذ على الأفئدة؛ لذلك لم تُبدِ الأمة مقاومة تذكر إزاء هذا الحدث الجلل، فكانت ردود أفعال الأمة حقيقة لا تتناسب مع جسامة الحدث، وكان التعبير المشاعري والعاطفي هو الذي يميز ردات فعل المسلمين على إلغاء الخلافة، فقد جاءت الوفود الإسلامية إلى تركيا وطلبت من أتاتورك أن لا يلغي الخلافة، وطلبت منه أن ينصب نفسه خليفة، وكذلك طلب بعض النواب في الجمعية الوطنية أن يُبايَع أتاتورك خليفة، فرفض طلبهم هذا لأن له دور ومهمة أنيطت به يريد استكمالها حتى النهاية، فهو أجير لبريطانيا، ومطلوب منه القيام بالدور كما رُسم له. ولقد عبَّرَ أمير الشعراء أحمد شوقي عن حس المسلمين ومشاعرهم الجياشة إزاء إلغاء الخلافة تعبيراً صادقاً وذلك من خلال قصيدة رائعة رثى فيها الخلافة فقال: ضَـجَّـتْ عليكِ مـآذنٌ ومـنابرٌ وبَـكتْ عليـكِ ممالـكٌ ونـَواحِ الهـندُ والهــةٌ ومصـرُ حــزينـةٌ تـَبْـكي عليـكِ بمَدمَـعٍ سَـحّاحِ والشّامُ تسْألُ والعِراقُ وفَارسٌ أَمَحَا من الأرضِ الخلافةَ ماحِ؟ ووصف رابطة الخلافة بأوصاف حقيقية استشعرها آنذاك فقال: هتـكوا بأيديـهم مُـلاءَةَ فخــرِهِــم مَوْشِــــيَّـةً بمـــواهــــب الفَــــتَّاحِ نَــزعوا عــن الأعنـاق خيرَ قِــلادة ونَضَـوْا عن الأَعطاف خير وِشــاح حَسَــبٌ أتى طُــولُ الليـــالي دُونَهُ قـد طـــاحَ بينَ عشـــيَّـةٍ وصــباحِ وعَـلاقـةٌ فُـصِـمَت عُـرَى أَســبابها كــانــت أَبــــرَّ عـلائـــقِ الأرواحِ جَــمَعَت على البـرِّ الحُضورَ، وربما جمَـعتْ عـــليه ســـــرائرَ النُّـــزَّاحِ نَظَمتْ صفوف المسلمين وخطوهم في كـــلِّ غَــــدوةِ جمــعــةٍ ورواحِ ثم هاجم أتاتورك هجوماً لاذعاً لكونه تسبب في هدم الخلافة فقال: بكت الصلاةُ، وتلك فتنةُ عابثٍ بالشرع، عِرْبـِيد القضاءِ، وقاح أفتى خُـزَعْبـِلَـةً وقـال ضـــلالةً، وأتـى بكــــفر في البــلادِ بواحِ هو ركن مملكــةٍ، وحائط دولةٍ، وقريـعُ شــهباءٍ، وكبشُ نِـطـاحِ أأقولُ من أَحيا الجماعةَ مُلْحِـدٌ؟ وأقولُ من ردَّ الحـقوقَ إِباحِـي؟ نقلَ الشـرائعَ والعقـائدَ والقرَى والنَّاسَ نَـقْلَ كتائـبٍ في السَّـاحِ ثم يهاجم الشعب التركي لسكوته على فعلة أتاتورك الشنعاء، ويبرر سكوت الأتراك على أتاتورك بسبب عقليتهم العسكرية التي تربوا عليها فيقول: إن الذين جــرى عـليهم فقهُهُ خُـلقوا لِفقه كـتيبة وســـلاحِ إن حدّثوا نطقوا بخُرْسِ كتائبٍ أو خـوطبوا سمِعوا بصُمِّ رماحِ تـركــتْه كالشــبح المؤلَّـةِ أُمَّـةٌ لم تَسْـلُ بعدُ عـبادةَ الأشــباحِ هُم أَطلقوا يده كقيصرَ فيهمو حـتى تنـاول كـلَّ غيرِ مبـــاحِ ثم يتنبأ أخيراً بأن الفتن والكذب والأحقاد سوف تعم البلاد الإسلامية بعد سقوط الخلافة فيقول: فــلتَسْــمَعُنَّ بكــلِّ أرضٍ داعيــاً يدعو إلى (الكـذَّابِ) أو لسَـجاحِ ولتـشــهدُنَّ بكــــل أرض فـتـنـةً فيها يبـــاعُ الدِّين بيــعَ ســـماحِ يُفتـى على ذهـــبِ المعـزِّ وسـيفِهِ وهوَى النُّفوس، وحِقْدِها المِلْحاحِ وهو يشير في ذلك إلى المعز لدين الله الفاطمي الذي قدم الذهب والسيف للناس لدى دخوله القاهرة فقال: هذا حسبي وهذا نسبي. وهكذا، فلم تكن الردود في مستوى الحدث، وكانت عاطفية لم تَرق إلى مستوى الفعل السياسي، وإلى اعتبارها قضية مصيرية تهون في سبيلها الأرواح، مع علم المسلمين بأن الخلافة هي قضيتهم الأولى، فالمسلمون منذ التحاق الرسول بالرفيق الأعلى لم يهتموا بقضية قدر اهتمامهم بالخلافة. ولو استعرضنا بعض أقوال السلف فيها لأدركنا عظم هذه القضية بالنسبة إليهم. فأبو بكر الصديق يقول: «ألا إن محمداً قد مات، ولا بد لهذا الدين ممن يقوم به»، وعمر يقول: «لا إسلام إلا في جماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة»، والماوردي قال في الأحكام السلطانية: «مذهب أهل الحق من الإسلاميين أن إقامة الإمام وأتباعه فرض على المسلمين»، وقال: «فليس دين زال سلطانه إلا بُدِّلت أحكامه، وطُمست أعلامه، لما في السلطان من حراسة الدين، والذب عنه، ودفع الأهواء منه. ومن هذين الوجهين وجب إقامة إمام يكون سلطان الوقت، زعيم الأمة، ليكون الدين محروساً سلطانه، والسلطان جارياً على سنن الدين وأحكامه»، والبغدادي يقول: «إن الإمامة فرض واجب على الأمة لأجل إقامة الإمام»، والشهرستاني يقول: «إنه ما دار في قلبه ولا في قلب أحد أنه يجوز خلو الأرض من إمام»، وابن خلدون في مقدمته يقول: «إن نصب الإمام واجب، كما عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين»، والشوكاني يقول: «يجب على المسلمين نصب الأئمة والولاة والحكام؛ لأنه إذا حرّم الشرع على ثلاثة من المسلمين أن يظلوا بلا أمير فكيف ببقاء الأمة الإسلامية كلها بدون أمير». وهكذا فالعلماء -وهذه طائفة قليلة منهم فقط- تحدثوا عن هذا الفرض العظيم، والذي تزخر بالحديث عنه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، قال تعالى: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ [المائدة 49] فالحكم في هذه الآية وفي غيرها جاء عاماً شاملاً لكل ما أنزل الله، وبالتالي فلا يقام بتنفيذ جميع ما أنزل إلا من خلال دولة الخلافة الإسلامية. وقد أخرج الطبراني عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: «من خلع يداً من طاعة الله لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، وروى مسلم حديثاً للرسول يقول فيه: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما». وهذا مجرد غيض من فيض تشير فيه هذه الأحاديث النبوية الشريفة عن الإمام والخليفة ولا داعي لذكر المزيد منها. فالمسألة إذاً مسألة شرعية، ومسألة واقعية، وليست كما يحلو للبعض وصفها بأنها مسألة خيالية، ولا أدّل على ذلك من ذكرها على ألسن أعداء الإسلام من المسؤولين في الإدارة الأميركية، فهذا رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي يقول: «إننا لن نسمح لقبضة من الإرهابيين من دعاة الخلافة أن يفرضوا علينا أسلوب حياتهم»، وهذا ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان يقول: «إن المتطرفين يسعون لإعادة دولة الخلافة كما كانت في القرن السابع الميلادي»، وكذلك بوتين الرئيس الروسي حذَّر من إقامة دولة الخلافة في آسيا الوسطى. ولعل الوقع الأبلغ من ذلك كله ما جاء في تقريرٍ حديث أعدَّه خبراء في المجلس القومي للبحوث والدراسات الاستراتيجية التابع للاستخبارات الأميركية، وشارك في إعداده ألف خبير، وشاركوا في 30 مؤتمر في خمس قارات، جاء في إحدى سيناريوهاته الأربعة التي قدَّموها، أن خلافة جديدة سوف تجتاح العالم الإسلامي، وتحاول صهره في دولة واحدة، وأنها ستنجح في إسقاط العديد من الأنظمة القائمة خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في العام 2020م على حد تقديراتهم. وهكذا فلم تعد مسألة الخلافة خاصة بحزب من الأحزاب، وإنما أصبحت مطلباً جماهيرياً اقتضتها الصحوة الإسلامية والمد الإسلامي السياسي اللذان سادا وشاعا في العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة. لذلك كان حرياً بكل مسلم مهما كان انتماؤه، ولأي جهة كان ولاؤه، أن تستوقفه هذه الذكرى، وأن يعيد حساباته من جديد، وأن يفكر ملياً ثم يشارك بما يملك من قوة من أجل جعل إعادة دولة الخلافة همّه الأول، لإبراء ذمته من هذا الفرض العظيم الذي يطوق عنقه، وليشارك مع العاملين بنصيب من هذا الفضل العظيم الذي -إن شاء الله- سيعم البشرية بإشراقاته وأنواره. |
الدولة العثمانية
عدل سابقا من قبل زكرياء20أوت في السبت 26 يوليو 2008 - 17:59 عدل 1 مرات (السبب : حجم الخط)
زكرياء20أوت- :: إداري سابق ::
- تاريخ التسجيل : 23/06/2008
عدد الرسائل : 1369
الجنس :
العمر : 37
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرجاء قراة الموضوع
الباب مفتوح للنقاش والحوار الجاد
الباب مفتوح للنقاش والحوار الجاد
زكرياء20أوت- :: إداري سابق ::
- تاريخ التسجيل : 23/06/2008
عدد الرسائل : 1369
الجنس :
العمر : 37
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شكرا على الموضوع القيم اخ زكريا
mouna- :: عضو شرفي ::
- تاريخ التسجيل : 11/10/2007
عدد الرسائل : 1239
الجنس :
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شكرا على الموضوع القيم أخ زكريا
الرايس سيفو- :: عضو شرفي ::
- تاريخ التسجيل : 12/09/2008
عدد الرسائل : 2207
الجنس :
مدغشقر
رد: الرجاء من اعضاء المنتدى الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بارك الله فيك اخي زكرياء على الموضوع القيم هذا
إني أقدر مجهوداتك المبذولة فشكرا لك مرة اخرى
إني أقدر مجهوداتك المبذولة فشكرا لك مرة اخرى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى