أمانة العبد مع ربه

عدت اليوم بحول الله لإكمال سلسلتي حول الأمانة :وسيكون مضمون الموضوع حول النقاط التالية:
كيفية أداء هذه الأمانة.
-استقامة القلب.
علامة تعظيم الأوامر والنواهي.
تعلم القرءان وتعليمه .
-الذكر.

أمانة العبد مع ربه هي ماعهد إليه حفظه من الإئتمار بما أمره به،والإنتهاء عما نهاه عنه،واستعمال مشاعره وجوارحه فيما ينفعه ويقربه من ربه،وقد ورد في الأثر :(أن المعاصي كلها خيانة لله عز وجل).
فالأمانة التي يسأل عنها الإنسان تتمثل في :
-الإيمان بالله عز وجل.
محبة الله سبحانه وتعالى.
-الطاعة فيما أمر والإبتعاد عما نهى وزجر.
-الإمتثال لله،وإخلاص القلب له،وتوجيه الوجه إليه.
-الإحسان في القول والعمل.
ومستقر تلك الأمانة القلب الذي حمل أمانة الإعتقاد الصحيح ،واعتنق عقيدة التوحيد وآمن مصدقا تصديقا جازما بالله إلها واحدا وربا واحدا،ليس كمثله شيئ ،إله ورب واحد في ذاته وأفعاله وصفاته،ذلك هو دين الفطرة التي فطر الناس عليها .لقوله تعالى:"فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم*ولكن أكثر الناس لايعلمون منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين)الآيتين 30و31من سورة الروم.

-كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم-يحدثنا بأن الإسلام هو ( إسلام الوجه لله والخلوص من الشرك وأهله ،أي التوجه الكامل إلى الله ،والخضوع الكامل لأوامر الله).
فالأمانة فيما بين العبد وربه تعني (إسلام الوجه لله،بمعنى إسلام النفس كلها لله،وهذا هو الأمر الذي يطلبه الله من البشر كافة بما أنه هو خالقهم سبحانه وخالق هذا الكون كله المتصرف فيه وحده)مقرر علم التوحيد-محمد قطب.
والأمانة هي الإحسان في القول والعمل وجعل الأعمال خالصة لوجه الله تعالى،وأن يرافق كل ذلك خشية الله والخوف منه والرجاء إليه.
فالأصل في الأمانة التي تكون تجاه الإله الواحد الأحد هي الإيمان الصادق الكامل ،والإسلام الخلص لله تعالى ،والإحسان القائم على المراقبة الداخلية للمؤمن ،المنبعثة من قلب ملأ محبة لله والرسوله وللمؤمنين.
*كيفية أداء هذه الأمانة:

ولكي تؤدى هذه الأمانة على الوجه الصحيح الأكمل الذي يرضي الله تعالى ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-لا بد من العبادة الخالصة لله.
العبادة التي تتحقق من خلالها العبودية الكاملة لله تعالى ،وحتى نصل إلى عبادة مقبولة نجد أنها تكمن في أمرين اثنين هما :حب كامل وذل تام.(ومنشأ هذين الأمرين هما: مشاهدة المنة التي تورث المحبة،ومطالعةعيب النفس والعمل التي تورث الذل التام).
وطريقة السلوك الذي ينبغي اتباعه للوصول إلى أعلى درجات الإيمان والإسلام تكمن في استقامة القلب.

*استقامة القلب:
ولا تتحقق استقامة القلب إلا بأمرين اثنين هما :
1/أن تكون محبة الله تتقدم عند المؤمن على جميع ما يحبه في الدنيا.يقول الله تعالى:"والذين آمنوا أشد حبا لله...."سورة البقرة الآية 165.
والمؤمن يسعى للوصول إلى الإيمان الكامل ولكنه لا يصل إليه إلا إذا كان الله ورسوله أحب إليه من ماله ووالده وولده ونفسه والناس أجمعين.
ومحبة الله تعالى تقتضي محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حيث يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)رواه الشيخان.

2/تعظيم أوامر الله باتباعها وتنفيذها ،وتعظيم نواهيه باجتنابها والإبتعاد عنها،في حين أن هذا التعظيم للأوامر والنواهي هو إنما هو تعظيم لله تعالى الآمر والناهي .(وبحسب ما يكون المؤمن معظما لأوامر الله ونواهيه بحسب ما يكون مؤديا للأمانة. ومن المقربين الطائعين لله،ومن الأبرار المشهود لهم بالإيمان والتصديق وصحة العقيدة والبراءة من النفاق الأكبر.

*علامة تعظيم الأوامر والنواهي:
ا-ولكي يكون المؤمن معظما لله ولأوامره ونواهيه،ينبغي عليه رعاية أوقات الأوامر وحدودها،والتفتيش على أركانها وواجباتها وكمالها كالصلاة،فالمؤمن يعرف شروطها ،وفرائضها،وواجباتها وأركانها،ليؤديها بخشوع كامل كما ينبغي أن تكون لائقة برب العالمين لأنه مؤتمن عليها.
ب-وعلامة تعظيم النواهي تكون بالإبتعاد عن مظانها وأسبابها ،وماتدعو إليه.والمؤمن الأمين على الأمانة التي تتعلق بهذا الجانب تجعل المؤمن في حالة غضب عندما تنتهك محارم الله،ويحزن إذا لم يستطع تغيير المنكر،والمؤمن يعلم بأن ماأمر الله به ففيه المصلحة ومانهى عنه ففيه الشر والفساد.
*تعلم القرءان وتعليمه:
ومن أمانة القلب، أن يتعلم المؤمن القرءان ،فيحفظه ،ويتعلم تفسيره وأحكامه،ويتعرف على معاني آياته ومقاصده،وبعد ذلك يقوم بتعليم ما توصل إليه إلى الناس.
*الذكــــــــــــــــــــــر:
ومن أمانة القلب ذكر الله تعالى في كل وقت وحين.
-فالذكر حياة للقلب،وصلة بالرب،وبعد عن وساوس الشيطان.
-ولا يخفى علينا ما للذكر من أجر جزيل وثواب كبير،وخاصة أن الملائكة تلتمس مجالس الذكر لتطلب للذاكرين الرحمة والمغفرة.ودليل ذلك مارواه مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أنه قال:(لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة،ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده)صحيح مسلم ج17ص22.
وللذكر فوائد كثيرة تعود على المؤمن بالخير والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.فهو طارد للشيطان ،مزيل للهم والغم،جالب للفرح والسرور،منير للوجه والقلب ،جالب للرزق،مورث محبة الله،موصل لرضاء الله.....
ومن الذكر التفكر في ملكوت السموات والأرض والنظر في آيات الله البينات ليصل المؤمن بالتالي إلى الإيمان الصادق عن طريق المخلوق إلى الإيمان بالخالق،والتفكير بالموجودات دليل على الإيمان بالموجود.

فإذا أدى المؤمن تلك الأمانة القلبية وما يستلزمه من فكر وذكر وقول وعمل كان من الفائزين ومنه:الدعاء،الإستغفار،التسبيح،التحميد،التهليل،قول الحق،النصح والتناصح.......

للأمانة شأن عظيم في استقامة أحوال المسلمين ماثبتوا عليها،وتخلقوا بها،وهي دليل نزاهة النفس،واعتدال أعمالها.

المصدر:كتاب الأمانة أسسها ومبادئها في الإسلام.ل:حسن رمضان فحلة.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

بارك الله فيك اختي على الموضوع الأكثر من رائع
تقبلي مروري

أختي
على الموضوع الممتاز

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وفيكما بارك الله أخوي حرشة وأمين .
أرجو أنكما قد استفدتما من هذا الموضوع .

موضوع قيم جدا بوركتي على ماخطت يدكي
وجعله الله في ميزان حسناتك
وننتظر باقي سلسلة المفيدة لنا جميعا ومع اعظم ان نتعلم
امرو وشؤون ديننا

سعيد كتب:
موضوع قيم جدا بوركتي على ماخطت يدكي
وجعله الله في ميزان حسناتك
وننتظر باقي سلسلة المفيدة لنا جميعا ومع اعظم ان نتعلم
امرو وشؤون ديننا

وفيك بارك الرحمان أخي سعيد.
لي عودة إن شاء الله تعالى بعد أسبوع لأكمل ماتبقى من أنواع الأمانات ألا وهما أمانة العبد مع نفسه وأمانة العبد مع الناس.

أمانة العبد مع ربه

أمانة العبد مع ربه

رد: أمانة العبد مع ربه

رد: أمانة العبد مع ربه

رد: أمانة العبد مع ربه

رد: أمانة العبد مع ربه

رد: أمانة العبد مع ربه

رد: أمانة العبد مع ربه

رد: أمانة العبد مع ربه



		- قسم الشريعة الإسلامية - النقاش السياســــــــي - أقلامنا . . . . . - أخبار الرياضة المحلية - أخبار ميلـــــــــــــــة - أخبار وقضايا المدينة - قسم المجتمع المدني - مناسبات خاصة جدا . - شكاوى واقتراحات .