منتدى فــرجيــوة الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول

لقد نسيت كلمة السر

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 532 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 532 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 548 بتاريخ الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 13:20


 
   
     - قسم الشريعة الإسلامية
- النقاش السياســــــــي
- أقلامنا . . . . .
- أخبار الرياضة المحلية
- أخبار ميلـــــــــــــــة
- أخبار وقضايا المدينة
- قسم المجتمع المدني
- مناسبات خاصة جدا .
- شكاوى واقتراحات .

   
 
   
   

أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح

+2
hamza
Admin
6 مشترك

اذهب الى الأسفل

أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح Empty أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تحلق عاليا

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 21 أبريل 2009 - 17:44

نص
المحاضرة التي ألقتها الأديبة أحلام مستغانمي في ''مهرجان الدوحة للإبداع
والحرية''


كنت أكثر سعادة قبل أن أقبل دعوة المشاركة في ندوة عن ‘الحرية والإبداع’.
أو على الأصح، كنت أظنّني أكثر حريّة قبل أن أجدَني مجبرة على التفكير في
أسئلة الحريّة.
منذ سنوات وأنا أقاطع الملتقيات التي تعقد حول الإبداع. أراها شخصيًّا محرقة لوقت المبدع ليس أكثر.
أظنّني هذه المرّة وقعت في فخ كلمة ‘الحرية’ كمن يقيس عمق النهر بأقدامه حاولت أن أقيس حريّتي ككاتبة بالأسئلة.
لا أعرف لعبة أخطر.
يكفي أن تحاول أن تفهم لتكون قد دخلت في حالة عصيان. ‘الحرية فضّاحة لمن
دونها’ حسب أنسي الحاج. وأنت ما زلت تحبو في روضة الحرية. ذلك أنّ أوّل
درس تلقّيته في الديمقراطية كان من جلادك وبأمر منه.
لكأنّ الديمقراطية تتعدّى عليك. ترغمك أن تصبح حرًّا رغم أنفك لأنّ النبي ‘بوش’ كان قد أراد لك ذلك.
سنوات وأنا أقاطع كلمة ‘الحرية’ نكاية في الديمقراطية المستوردة.
أرفض أن أحلّ ضيفة على الفضائيّات التي تشتق اسمها من هذه الكلمة.. كي أثبت أنّني ‘حرّة’ أكثر منها.
لم أعثر على طريقة أخرى لممارسة حريتي غير رفض هبة الحرية. برغم حاجتي إليها ككاتبة.
الكاتب أمين على الذاكرة. وهي أخطر المسؤوليات على الإطلاق. فعلى رواية
التاريخ يقوم الصراع مع أعدائنا، وعلى روايته نؤسّس ذاكرة أجيالنا القادمة.
مهمّة كهذه، تحتاج إلى مسافة لوضوح الرؤية. وإلى حريّة مطلقة يخاطر الكاتب
بانتزاعها في كلّ صفحة، ليس فقط من كلّ رقيب، بل من كلّ قارئ على حدة. ذلك
أن الحريّة عندنا قد تضيق إلى حدّ تزن فيه كلّ كلمة روح صاحبها.
ذات يوم قد يستيقظ الكاتب وإذا بقارئ يردّ عليه بالطعنات عن كتاب كتبه قبل سنوات.
فمن دون كتّاب العالم، وحده الكاتب العربي لا يكتب لقارئ، بل لقاتل محتمل.
سبعون كاتباً وصحافياً سقطوا في الجزائر في عشريّة الدم وسنوات الإرهاب
مخضّبين بحبرهم، على يد قرّاء لم يقرؤوهم، لكنّهم على قناعة بأنّهم يملكون
حقًّا إلهيًّا يفوّضهم واجب محاسبتهم وقطع رؤوسهم وكسر أقلامهم إلى الأبد.
على مدى سنوات، ظلّت أرواحهم تسكنني ودماؤهم تتدفّق على أوراقي كلّما جلست
للكتابة حتى فاضت بهم رواياتي. وما كانوا حالة استثنائيّة في تاريخ جرائم
الحبر العربيّة. فقد تكرّر المشهد نفسه في بيروت وفي بغداد وفي مصر.
حين قبل عشر سنوات، التقيت بنجيب محفوظ - رحمه الله - في لقاء فريد
بمناسبة نيلي جائزة تحمل اسمه، آلمني منظر يده اليمنى التي كان يمسك بها
طوال الوقت. بعد أن شلّتها طعنة تلقّاها من شاب لم يقرأه، لكنّه كان
موعوداً بالجنة إن هو قتله.
لسنوات ظلّ يحمل جثّتها المعلّقة إلى جسده. يمسك بها، خشية أن يعودوا ويأخذوها منه، برغم أنّها ما عادت تقدر على الإمساك بقلم.
يدٌ تستوقفك. تخجلك. تربكك. تبكيك. فما الكاتب سوى يد.
كانت تختصر ما لا يُحصى من أيدٍ لكتّاب عبر تاريخ القهر العربي، نكّل الحكّام حيناً والظلاميّون حيناً بأعمارهم.
لم أقاوم رغبة في تقبيلها، فانحنيت عليها وبكيت. كنت أقبّل يد الإبداع ويد
الحريّة، فما عرفت لهما رمزاً غير تلك اليد المشلولة لكاتب عربي صنع مجدنا
وصنعنا مأساته.
لا أدري من أين عاد إليّ شبح تلك اليد، فأيقظ هواجسي.
كان يكفي أن يُطلب منّي كتابة رأيي في العلاقة بين الحريّة والإبداع بخطّ
يدي، حتى ينتابني هلع الحبر. ما دمت كائناً حبريًّا ما الذي أخافني؟
لعلي خفت من يدي. أو أن أنفضح ببصمة أحرفي. أو خفت أن يوثّق هذا الضوء ما حميته بعتمتي.
المبدع العربي هو الابن الشرعي للخوف. لا ولاء له إلا له. لا يغادر دوائر
الخوف، مخافة ألا يعود يتعرّف على نفسه. فالخوف يدخل في خريطة جيناته. لقد
اختصر محمد الماغوط سيرة كلّ المبدعين العرب في جملة واحدة:’ ولدت
مذعوراً.. وسأموت مذعوراً’، وهو القائل أيضاً ‘عندي احتياطي من الخوف لا
ينضب مثل البترول’.
بعد ثلاثة عقود، ما زال قول يوسف إدريس يصلح شعاراً لملتقى عن الحرية والإبداع:
‘إنّ كميّة الأوكسجين في العالم العربي لا تكفي كاتباً واحداً’.
ما زال المبدع العربي لا يشعر بالأمان في بلد عربي. وما زال بحكم العادة،
لا يتنفّس سوى برئة واحدة. فقد تربّى على تقنين حقّه في الأوكسجين.
لذا، يهاجر المبدعون العرب كالطيور أسراباً، بحثاً عن وطن للحرية. ذلك أنّ
الحريّة شقيقة الإبداع. إنّها السماء التي من دونها لا يمكن لمبدع أن
يحلّق. هي نداء المدى.
إن كان حتى تحليق الفراشة البسيط، يحتاج حسب بول كلوديل إلى السماء كلّها.
كيف يمكن لنسر الإبداع أن يحلّق ويكتب على علوّ منخفض للخوف؟ أن تكتب،
يعني أن تفكّر ضدّ نفسك. أن تجادل. أن تعارض. أن تجازف. أن تعي منذ
البداية ألا أدب خارج المحظور. ولا إبداع خارج الممنوع.
الإبداع انتهاك دائم للمألوف. تعدٍّ على ميراث الأجوبة النهائيّة. إنّه حالة عصيان فكري.
لذا، على من يطمع في إبداع شاهق، يخترق سقف الحريّة، أن يكون جاهزاً لكلّ شيء. بما في ذلك الموت مقابل حفنة من الكلمات.
ذلك أنّ الكتابة في العالم العربي ستظلّ أخطر مهنة، والتفكير أكبر تهمة.
حتى أنّه يشترك مع التكفير في كلّ حروفه، ويكاد يبدو أمامه مجرّد زلّة
لسان.
كيف حال الحرية في العالم العربي؟
تملكون أجوبة على هذا السؤال بعدد المبدعين العرب الذين يعيشون ويموتون
منذ نصف قرن في غير أوطانهم. مشرّدين بين المنافي القسرية وتلك
الاختيارية، في انتظار أن يثأروا بموتهم لتاريخ طاعن في الاستخفاف والظلم.
عساهم يعودون كباراً لأوطان كانت تحتاجهم أمواتاً لتكبر بجثامينهم. وتحتاج
صمتهم الأبدي حتى لا يقاطع أحد صوتها.
من قال أنّهم يريدوننا أحياء؟
أوطان تحتفي بموت مبدعيها إلى هذا الحدّ، وتتجاهلهم أحياء إلى هذا الحدّ. كيف نصدّق حسن نواياها؟
لفرط تدليلهم لنا أمواتاً حبّبوا لنا الموت. ما عدنا نخافه. أصبحنا في
موسم الهجرة الأخيرة إلى الوطن، ننظّم إليه سفريات جماعيّة. نتسابق،
نتدافع كي نفوز بأجمل جنازة عربيّة لكاتب.
الأمر أصبح يستدعي تنظيم مسابقة بين الدول العربية للفوز بجائزة أفضل
جنازة لمبدع عربي. حسب رأيكم هل هي جنازة نجيب محفوظ، أم محمود درويش، أم
نزار قباني، أم منصور الرحباني، أم مصطفى العقّاد، أم الطيّب صالح؟ وأعتذر
إن كنت لا أملك نموذجاً عن الجزائر. فمحمد ديب أحد كبار كتّابنا، الذي كان
مرشّحاً لنوبل، مات قبل سنوات تاركاً وصيّة ألا يدفن في الجزائر. مما
يجعلنا خارج المسابقة. لكن هذا لا يعني أبداً أنّنا الأسوأ. نحن فقط نحترم
الوصايا. ثمّة بلاد تعتبر المبدع ملكها الخاص حيًّا وميْتاً.
و ميْتاً أكثر منه حيًّا. ولا تسأله إن كان يريد أن يعود إليها جثماناً.. هل سألَتْهُ أصلاً.. لماذا ما كان يستطيع العيش فيها؟
حين يلتقي المبدعون العرب في مناسبة ما، لا أحد يسأل الثاني من أين هو؟ بل
من أين جاء؟ لا أحد يأتي من حيث نتوقّعه. لكلّ مبدع وطنان، واحد يحمله
وآخر يسكنه. يقيم في الأوّل ريثما يدفن في الثاني. الحرية هي أيضاً حقّك
في أن يكون لك وطن واحد تعيش وتموت فيه حرًّا، كريماً. فالكرامة أهم من
التكريم.
من يكرّمك ميْتاً، يكرّم نفسه بك. يستفيد من صمتك الأبديّ ليقوّل جثمانك
ما يشاء.لكن عندما يصمت الكاتب ينطق التاريخ. ماذا كان بإمكان ياسر عرفات
أن يقول أمام جثمان محمود درويش، لو أنّه عاش وشاهد جنازته؟
و ما جدوى أن تكون السلطة الفلسطينيّة قد طبعت أكثر من خمسة آلاف علم
عليها صورة درويش لتوزيعها خلال التشييع، وأن تصدر طابع بريد عليه صورته؟
وأن تخصّه بجنازة الرؤساء وقد قاصصَتْه قبل ذلك بسنوات قصاص الغرباء
والأعداء. عندما رفض اتفاقيّة ‘أوسلو’ وقدّم استقالته من عضوية اللجنة
التنفيذيّة احتجاجاً؟
الشاعر الذي كان رمز المقاومة. لم تشفع له جماهيريّته، ولم يحمه اسمه. لقد
عومل كموظف عصى أمر مديره. فقد أصدر الرئيس الراحل ياسر عرفات أوامره
حينها بوقف مخصّصات محمود درويش المالية، ومن بينها أجرة الشقة المتواضعة
التي كان يقيم فيها في باريس. وقضى أشهراً قلّ ما يغادر بيته إلى مقهى أو
مطعم خشية أن يلتفّ حوله المحبون ولا يستطيع دفع الفاتورة.
حتى سطوة اسم كاتب في حجم محمود درويش لا تحميه من الغضب الإلهي للسلطة.
لقد خضع للحصار والمقاطعة والجحود والإقصاء وكان يردّد مازحاً لشرح وضعه
‘لا نقود.. لا نفوذ.. لا يهود’.
ذلك أنّ الأنظمة العربيّة لا تقبل بأقلّ من إذعان المبدع وانضمامه إلى حظيرة دواجنها وماشيتها.
سلطة الاسم قد تحمي الكاتب من الاعتقال، ولكن لا تحميه من أنواع أخرى من
القصاص المادي والمعنوي وحده يدري بها قد تتجاوزه إلى أهله وأقرب الناس
إليه. وفي حياة كلّ كاتب عربي كبير، أعني كبيراً بمواقفه، قصصٌ تنتظر أن
يكشفها التاريخ يوماً.
وأتساءل، لو عاش الطيّب صالح إلى اليوم، وقدّمت له حين زيارته للسودان
عصاً ليرقص بها مع عمر البشير فوق 200 ألف جثة ورفض العرض، هل كانت ستقام
له جنازة رسميّة بذلك الحجم وبتلك الوجاهة؟ لكنّه مات في الوقت المناسب
وأهداهم بجثمانه المتعب بعد عمر من الاغتراب فرصة أن يتطّهروا ويتوضّؤوا
بدمه.
هذا هو بالضبط المطلوب منّا. أن نواصل حتى بعد موتنا تجميل من شوّهوا
حياتنا وسطوا على أحلامنا. لقد اكتسبت الأنظمة العربيّة خبرة وذكاءً في
إسكات الكاتب حتى لو اقتضى الأمر تكريمه بعد أن تأكّد لها أنّ الثقافة ما
عادت تشكّل خطراً عليها.
مع موت كلّ قامة إبداعيّة يموت رمز، وتخلو لهم الساحة. وحتى أثناء حياتهم،
كانت حملات التشهير والتخوين والتكفير تطال المبدعين بالتناوب. كأنّما
ثمّة سياسة لتشويه كلّ اسم نظيف في هذه الأمّة يمكن الاقتداء به.
ذلك أنّ الأمم تحيا برموزها وتكبر بها. وكلّ جيل يحتاج أن يعاصر رموزاً
أكبر من أن تقول ‘ نعم ‘ وتمشي مع القطيع. إحدى مِحَن هذه الأمّة موت
الرموز.
الرمز والقدوة اليوم هو المغنّي. أعني المغنّي الذي لا قضيّة له. يكفي أن
يظهر في برنامج تلفزيوني ليبلغ النجوميّة ولاحقاً الثراء الفاحش دون جهد
ولا تضحيات. ما حاجة الشباب إلى المبادئ وسمّ البدن الذي عشنا عليه؟
وصلت إلى بيروت في التسعينات وفي حوزتي مخطوط ‘ذاكرة الجسد’ من أربعمئة
صفحة قضيْتُ أربع سنوات في نحتها جملة، جملة.. لتضمينها نصف قرن من نضال
الجزائر. وكنت ما أكاد أُعلن عن هويّتي حتى يجاملني أحدهم قائلاً ‘ آه أنت
من بلد الشاب خالد ‘ ثمّ يسألني عن معنى (دي دي واه). أشهراً وأنا أعتذر
عن جهلي وأميّتي أمام أغنية من كلمتين قذفت بصاحبها إلى النجوميّة
العالميّة والثراء.
في الخمسينات كان الجزائري يُنسب إلى بلد الأمير عبد القادر وفي الستينات
إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بوحيرد.. وفي السبعينات إلى بلد الهواري
بومدين والمليون شهيد. اليوم يُنسب العربي إلى المغنّي الذي يمثّله في
ستار أكاديمي.
في أوطان كانت تُنسب للأبطال وغدت تنسب إلى الصبيان. أكبر مجد يمكن أن نُهديه إلى أوطاننا أن نتحوّل جميعنا إلى مطربين.
بهذا الركب وصلنا إلى هذا المطاف.
كيف في إمكان الكاتب العربي أن يكون ضمير الأمّة ولسان حقّها وهو ما زال
منذوراً لمزاجيّة الحاكم وأميّة الرقيب وأهواء القارئ الذي أصبح بدوره
رقيباً يعمل لحسابه الشخصي؟ فمتى نتحوّل من سكّان ‘ضواحي الأدب’ و’ضواحي
الحرية’ إلى أدباء أحرار رغماً عن الجغرافية العربيّة؟
هل بلوغ العالميّة يتطلّب العثور على بلد آمن للكتابة؟ أم على ‘لغة آمنة’
غير اللّغة العربيّة المحفوفة بالمخاطر والمسيّجة بـ’حرّاس النوايا’؟.. أم
يكفي التنازل عن بعض المبادئ والتنكّر لقيم العروبة والإسلام لاجتذاب
القارئ الغربي؟
هل مهمّة المبدع العربي الذود عن شرف العروبة وكرامتها اللذيْن مرّغهما
الإرهابيون في الوحل؟ بتقديم أدب يُصلِح ما أفسده الإرهاب، أم العمل
أوّلاً على إصلاح الأمراض التي تفشّت في العالم العربي وشوّهت صورته في
الخارج؟ هل ما زال للمبدع العربي دور في تغيير المجتمعات العربيّة، أم أنّ
دوره أصبح يقتصر على تصدير صورة مجتمعه إلى العالم؟
و الأهم طبعاً.. أيّة صورة عليه تقديمها للعالم. الصورة الواقعية لمجتمعه؟
أم الصورة المنقّحة؟.. أم تلك المُنتظَرة من القارئ الغربي والتي من دونها
لن تُفتح الأسواق لأعماله؟
كلّ هذه الأسئلة مجتمعة مخيفة في طرحها بالنسبة لأيّ كاتب. لأنّها تشوّش
على عمله.. وبرغم ذلك كثير من هذه الأسئلة تحتاج من الكاتب العربي جواباً
مذ باتت الترجمة والتعريب يمثّلان قضيّة أمن قوميّ حسب أمين الجامعة
العربيّة، مع أنّي أرى أنّ وجوه 70 مليون أُمّي في العالم العربي أكبر
خطورة على الأمن القوميّ. فمن خزّان الجهل والبطالة يأخذ الإرهاب وقوده.
لا أدري إن كنت الخيار الأمثل ككاتبة للتحدث عن الترجمة والكونيّة. فربما
كنت أشكّل حالة في الأدب العربي لكوني على انتشاري الكبير في العالم
العربي الذي يتجاوز حسب مجلّة ‘فوربس’ المليونين وثلاثمئة ألف قارئ. وربما
بسببه أنا زاهدة في ترجمة أعمالي، والخمس لغات التي ترجمت إليها كتبي كانت
بفضل الجامعة الأمريكية في القاهرة يوم حصولي على جائزة نجيب محفوظ.
عندما صدرت أطروحتي بالفرنسيّة قبل ربع قرن في باريس وكانت في علم
الاجتماع عن صورة المرأة في الأدب الجزائري وبتقديم البروفسور جاك بيرك..
أدركتُ أنّه لا يمكن اختراق الحصون الثقافيّة الأوروبيّة وفتح شهيّة
الإعلام لكتابك إن لم تقدّم له وجبة من الانتقادات لوضع المرأة في
الإسلام.. والتهجم على دينك ووطنك ورجال بلادك. وهو ما لم يكن ممكناً أن
أقبل به بحكم حساسيّتي الوطنيّة والدينيّة. ربما وُلدَتْ يومها مرارتي،
وقناعتي بأنّ قيمة الكاتب تعادل قيمة القضايا التي يُدافع عنها؟ لا عدد
اللغات التي يُترجم إليها. وأنّ عليّ أن أختار لأيّ قارئ أكتب أللقارئ
العربي أم للقارئ الغربي؟ وأعتقد أنّ خياري كان موفّقاً فقد كافأني القارئ
العربي على وفائي له.
أفهم تماماً أن يسعى الكتّاب العرب إلى ترجمة أعمالهم. وهذا هدف شرعي
وجميل. لكنّي أشفق على من يعيش لاهثاً خلف وهم الترجمة. معتقداً أنّ صدور
أعماله بأيّة لغة أجنبيّة كافٍ لبلوغه العالميّة. حتى تحوّل الأمر إلى
سباق مرضيٍّ بين الكتّاب على من يجمع أكبر عدد من الترجمات. فخسروا القارئ
العربي دون أن يكسبوا نجاحاً خارقاً في أوروبا.
حين فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب أربك النقاد والقرّاء الغربيّين
الذين ما عثروا له في المكتبات عن ترجمات تمكّنهم من التعرّف إلى أدبه.
فما كان همّ نجيب محفوظ مطاردة المترجمين أو الانشغال عن هموم قارئه
العربيّ بمغازلة قارئ غربيّ مفترض. كان كاتباً لم يحضر يوماً مؤتمراً
‘عالميًّا’ عن الأدب ولا غادر يوماً القاهرة حتى إلى استوكهولم لتسلّم
جائزته. ولذا أصبح نجيب محفوظ الروائيّ العربيّ الأوّل.
لنكن نزيهين ونعترف أنّ كثيراً ممّن جمعوا هذا الكمّ المذهل من الترجمات
وعلّقوها كما يعلّق بعض الحكّام النياشين سجاداً على صدورهم، مدينين لهذا
الفوز بعلاقاتهم الشخصيّة وواسطتهم وشطارة وكيلهم الأدبي في الخارج. وأنّ
آخرين ممّن كانوا أهلاً لصنع مجدنا العربي في الخارج لم ينعموا بهذه
الوجاهة وأحياناً ظُلموا حتى في انتشارهم على المستوى العربي. وربما كان
في ظاهرة تأسيس مؤسسات عربيّة وغربيّة بشركات كثيرة في عالم الترجمة
والنشر والجوائز الكبرى إنصافٌ لهؤلاء وترشيدٌ لحالة الفوضى السائدة.
بتبنّي الحكومات العربيّة لمشروع تعريف العالم بالأدب العربي المعاصر. ذلك
أنّ معركة الألفيّة الثالثة ستكون ثقافيّة بالدرجة الأولى. وعلى المبدع
العربي ألا يكون مغفّلاً أو مستغفلاً أمام هيمنة ثقافيّة لا يمكن أن تكون
بريئة. وقد سبقتها هيمنة التكنولوجيا الأكثر تطوّرا، وهيمنة البضائع
الأكثر انتشاراً. فالعولمة ليست سوى تسمية لبازار عالميّ يغطّي الكرة
الأرضيّة قاطبة. ولا يمكن التبضع منه إلا بعملة التراث أو الهويّة. وإن
كانت أوروبا على قوّتها واعية لخطر الهيمنة الثقافيّة الأمريكيّة، فماذا
نقول ونحن على هذا القدر من الهشاشة. لمثل هذه المعركة الكونيّة لا بدّ أن
نتسلّح بالذكاء ونعي أنّنا بآلاف المليارات التي دفعناها للغرب لشراء
أسلحة كنّا ندري أنّنا لن نستعملها. اشترينا السلاح لكنّنا لم نشتر
الاحترام ولا الإنصاف الذي هو أوّل ما تتسلّح به الأمم، وهو ما تحصل عليه
إسرائيل مجاناً. فالغرب لا يرى يدها التي تقتل وتدمّر وتقصف، يرى يدها
التي تكتب وتعزف وترسم وتخرج الأفلام العالميّة. بينما لا يرى منّا إلا
الأيدي التي تخطف وتذبح وتفجّر.
ذلك أنّ الحرب مع إسرائيل هي حرب إعلام بالدرجة الأولى. هي تجمّل نفسها
بالثقافة ونحن نصدّر صور قتلانا وأشلائنا وهمجيّتنا. لذا لا بدّ من
الإشادة بالدول الخليجيّة التي تنبّهت إلى كون واجهتنا الثقافيّة هي جزء
من وجاهتنا. ووضعت استراتيجيّة سياسيّة لتصدير الثقافة العربيّة. في هذه
المعركة الطويلة النفس، علينا أن نسلّح المبدع العربي بما يحتاجه من حرية.
خاصة الذي يكتب باللغة العربيّة ويصرّ على الوفاء لها، برغم صرامة الرقابة
عليها وتطرّف بعض قرّائها.
علينا أن ندخل العالميّة من دون أن نخسر اللغة العربيّة التي هي هويّتنا
الأولى. فبعد أن شهد القرن الماضي هجرة المبدعين العرب بالمئات إلى دول
الغرب، أتوقّع أن يشهد القرن المقبل هجرة المبدعين العرب بتدفّق مخيف إلى
اللغات العالميّة الأخرى حيث الأمان والجاه والكسب السريع. ويومها كم
سيندم أولئك الذين لا شغل لهم سوى معاقبة من أحبّ هذه اللغة الجميلة
واختار أن يكتب بها.
بلى نريد أن نصل إلى الكونيّة وإثراء المجتمع الإنساني بإرث حضارتنا. لكن
من دون أن نغيّر فصيلة حبرنا. ولا جينات قيمنا. ولا حزب ذاكرتنا.
هل ثمّة مجد أكبر من أن تبلغ العالميّة وأنت مزدحم بعروبتك؟

العنوان من وضعي أنا
Admin
Admin
°° مؤسس منتديات فرجيوة التاريخية °°
°° مؤسس منتديات فرجيوة التاريخية °°

تاريخ التسجيل : 26/01/2007
عدد الرسائل : 2130
الجنس : ذكر
العمر : 44
أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح 65955aeb

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح Empty رد: أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح

مُساهمة من طرف hamza الثلاثاء 21 أبريل 2009 - 19:29

شكرا أخي
والله الكاتبة أحلام مستغاني مفخرة المرأة الجزائرية
واحد مبدعي الأدب في الجزائر إن لم نقل في الوطن العربي
hamza
hamza
عضو متميز
عضو متميز

تاريخ التسجيل : 12/01/2009
عدد الرسائل : 2057
الجنس : ذكر


العمر : 37

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح Empty رد: أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح

مُساهمة من طرف زهر الياسمين الثلاثاء 21 أبريل 2009 - 19:55

بـــــــــــــــــــــــــــسم الله الرحمن الرحيم

محاضرة رائعة , استمتعت بقراءتها .
وها أنت أيها الآدمن تأتي بالإجابة بعد أن طرحت السؤال , وأظنها كافية وافية , فهل ارتحت الآن .
وشكرا لك على النقل.
زهر الياسمين
زهر الياسمين
:: عضو شرفي ::
:: عضو شرفي ::

تاريخ التسجيل : 24/03/2009
عدد الرسائل : 329
الجنس : انثى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح Empty رد: أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 21 أبريل 2009 - 20:21

زهر الياسمين كتب:بـــــــــــــــــــــــــــسم الله الرحمن الرحيم

محاضرة رائعة , استمتعت بقراءتها .
وها أنت أيها الآدمن تأتي بالإجابة بعد أن طرحت السؤال , وأظنها كافية وافية , فهل ارتحت الآن .
وشكرا لك على النقل.

انا دائما مرتاح.. فطرحي للأسئلة هو نقاهة لروحي من الأجوبة.. شكرا
Admin
Admin
°° مؤسس منتديات فرجيوة التاريخية °°
°° مؤسس منتديات فرجيوة التاريخية °°

تاريخ التسجيل : 26/01/2007
عدد الرسائل : 2130
الجنس : ذكر
العمر : 44
أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح 65955aeb

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح Empty رد: أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح

مُساهمة من طرف bellraf الأربعاء 22 أبريل 2009 - 13:03

قراءات في محاضرة الفراشة العربية

كلمات راقية حقا من كاتبة عربية جزائرية حلّقت عاليا في سماء الإبداع و الكتابة ، و أهدت المكتبة العربية باقة من الزهور الفواحة .
ها هي فراشتنا اليوم تبحث رفقة سرب الفراش المبدع عن فضاء عربي أرحب لتحلق فيه ، و عن رياض و جنان مزهرة بالحرية و الإبداع لتنهل منها و تمنحنا بالمقابل ألوانا أزهى و عالما أبهى و أجمل.
و أنا أقرأ كلماتها المرسومة بريشة فنان مبدع وجدتني و كأني أطارد الفراشات حقا لكن فجأة أحسست بغصة في حلقي و وجدت كلماتها المناسبة بلسما لروحي المعذبة قد تحولت سما ناقعا ، و أدركت أنني سقيت من فراشتي الليلية شرابا مسموما في كؤوس شفافة يلهيك جمالها الأخاذ عن إدراك كنهه إلا و أنت تشارف على الهلاك .
قرأت الكلمات فكانت كأنها جسد يحتضر و يصرخ عاليا في آخر لحظات الحياة ليجلد جلاديه و يطعن بالقلم كل من اغتالوا التفكير و أباحوا دم الثقافة تحت لواء الدين حينا و أحيانا تحت لواء الوطنية ، و استسلموا صاغرين لمشيئة الفكر الظلامي و القوى الصهيونية ، فصار بذلك المبدع يسافر بين الشظية و الشظية ، و يكتب مع كل قصيدة أو رواية أو مسرحية......وصيته الأخيرة.
لكني حين اقتربت بقلب مفجوع و عين دامعة لأحتضن الجسد الجريح تحول فجأة خنجرا مسموما يغرز في صدري طعناته القاتلة .
بدأت أديبتنا اللامعة محاضرتها بامتداح الحرية النابعة من روح الوطن و ليس التي تفرض علينا بأوامر من أمريكا و نبيها بوش ، و كم أثلجت صدري تلك الكلمات التي تجلد الجلاد الدعي الذي يجلدنا بسياط الحرية المفبركة.
و بعد لعن الديمقراطية المغشوشة و الحرية المعلبة طافت فراشتنا في فضاء آخر باحثة عن نوع آخر من الحرية حرية كلمات المبدع و المفكر ، و اختارت هذه المرة أن تبرز الصراع بين القارىء الظلامي كما سمته و المبدع الذي يرسم بالكلمات وجه الوطن فيغتاله قارىء لم يقرأه ، و اختارت لذلك مبدعا من الطراز الرفيع اختارت نجيب محفوظ نموذجا و روت لنا بروعة و حسرة قصة محاولة اغتياله من طرف ظلامي لم يقرأه. نجيب محفوظ أديب لامع في سماء الإبداع العربي و الحاصل على جائزة نوبل للآداب يحاول اغتياله متخلف لا يقرأ ، هل منكم من قرأ روايته التي أدت به إلى هذه الهاوية ، هي رواية تعدى فيها على الذات الإلهية تعد صارخ و جسّد الله في صورة بشرية و الأنبياء الملائكة و منهم البشر في صور حكواتية و اتهمهم بالدجل ....إنها رواية أولاد حارتنا ، اقرؤوها و ستفهمون حتما عمق القضية و شرف الطعنة التي شلة يده القذرة و كلمته النجسة.
نجيب محفوظ التي تدافع عنه فراشتنا قد حدد منذ بدايته الفنية المبكرة موقفه من الدين و دعا في روايته السابقة الذكر إلى قتل فكرة الله باسم العلم و الحداثة و الرقي.
لست أفهم كيف تتحول الكلمة المبدعة خنجرا مسموما في صدر القضية و خيانة لمبادئه و معتقداته الفكرية.
إن فكرة الإبداع في نظر فراشتنا يرتبط حتما بفكرة النجاح و جني ثماره المادية و التسلق إلى سماء العلمية على سلم الفكر متناسية شرف القضية و الكفاح من أجل الفكرة في حد ذاتها و الاستعداد للموت من أجلها ، و لا يقلقها في ذلك إلا سياط الحكام و تنكرهم لإبداع المبدعين و كذلك نجاح المغنيين و المطربين ، إنها تلعن الرداءة الثقافية التي يعاني منها العالم العربي و احتفاء الدول بالمثقفين الموتى فقط ، لكن هل فكرتها بريئة كل البراءة إنني أشك في ذلك .....إن للمثقف دورا كبيرا في نهضة أمته و رقيها بل إن المثقف الحقيقي يتخطى في تفكيره و قناعاته الأنانية الشخصية و مبدأ النفعية ، إنه يحاول تغيير واقع يرفضه فكيف به يبكي عدم تكريمه و عدم تبجيله .
إن الفكرة الغريبة التي تطرحها أحلام مستغانمي عن القيم الإسلامية و العربية و تعلقها بالأصالة و العمق التاريخي للأمة تجعلنا نتساءل عن الإنتاج الأدبي لهذا المبدعة هلى هو حقا نابع من عمق الثقافة العربية الإسلامية أم أنه امتداد لفكر الانسلاخ و التحرر من سلطة الضبط التي تسمى الأخلاق و تسميها كاتبتنا براثن الرجعية.
إن قلم الكاتبة ليس نظيفا فهي تدعي حمل هموم الوطن و محاربة فكر الإرهاب لكنها في الحقيقة لا تفعل من ذلك شيئا إنها فقط تمارس علا و لا تهمها إلا الشهرة و المنفعة الشخصية ، و الدليل أنها تثمن دور الخلجيين في حربهم الإعلامية ضد الصهيونية كأننا في عالم آخر و لا نعلم حجم الإعلام الخليجي. إن المثقفين الجدد قد اكتشفوا منبعا جديدا للاسترزاق و هم أمراء الخليج الذين ينظمون المسابقات و الجوائز و التحفيزات و هذا هو سبب كلمات المدح و الإطراء التي أتحفت بها أديبتنا المناخ الثقافي الخليجي و دوره الريادي في محاربة الصهيونية.
هذه هي الفكرة الجوهرية للحرية الإبداعية إنها فقط تكريس للرداءة و المضي قدما نحو الموت المحتوم لهويتنا العربية و بقلم من بقلم مفكرينا و مبدعينا.
إنني و أنا أقرأ هاته الكلمات من أديبة و مبدعة أشعر بقمة الاستلاب الفكري الذي نعاني منه نحن المتخلفون عن ركب الحضارة منذ عصور.
أعلم أن كلامي يبدو غريبا عليكم و أنتم تحتفلون بأديبتكم المدهشة الملهمة الرقيقة ، لكن هلا أعملتم فكركم في معاني كلماتها النارية
......
bellraf
bellraf
عضو بارز
عضو بارز

تاريخ التسجيل : 26/01/2009
عدد الرسائل : 510
الجنس : ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح Empty رد: أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح

مُساهمة من طرف سلسبيل الأربعاء 22 أبريل 2009 - 16:31

bellraf كتب:قراءات في محاضرة الفراشة العربية

كلمات راقية حقا من كاتبة عربية جزائرية حلّقت عاليا في سماء الإبداع و الكتابة ، و أهدت المكتبة العربية باقة من الزهور الفواحة .
ها هي فراشتنا اليوم تبحث رفقة سرب الفراش المبدع عن فضاء عربي أرحب لتحلق فيه ، و عن رياض و جنان مزهرة بالحرية و الإبداع لتنهل منها و تمنحنا بالمقابل ألوانا أزهى و عالما أبهى و أجمل.
و أنا أقرأ كلماتها المرسومة بريشة فنان مبدع وجدتني و كأني أطارد الفراشات حقا لكن فجأة أحسست بغصة في حلقي و وجدت كلماتها المناسبة بلسما لروحي المعذبة قد تحولت سما ناقعا ، و أدركت أنني سقيت من فراشتي الليلية شرابا مسموما في كؤوس شفافة يلهيك جمالها الأخاذ عن إدراك كنهه إلا و أنت تشارف على الهلاك .
قرأت الكلمات فكانت كأنها جسد يحتضر و يصرخ عاليا في آخر لحظات الحياة ليجلد جلاديه و يطعن بالقلم كل من اغتالوا التفكير و أباحوا دم الثقافة تحت لواء الدين حينا و أحيانا تحت لواء الوطنية ، و استسلموا صاغرين لمشيئة الفكر الظلامي و القوى الصهيونية ، فصار بذلك المبدع يسافر بين الشظية و الشظية ، و يكتب مع كل قصيدة أو رواية أو مسرحية......وصيته الأخيرة.
لكني حين اقتربت بقلب مفجوع و عين دامعة لأحتضن الجسد الجريح تحول فجأة خنجرا مسموما يغرز في صدري طعناته القاتلة .
بدأت أديبتنا اللامعة محاضرتها بامتداح الحرية النابعة من روح الوطن و ليس التي تفرض علينا بأوامر من أمريكا و نبيها بوش ، و كم أثلجت صدري تلك الكلمات التي تجلد الجلاد الدعي الذي يجلدنا بسياط الحرية المفبركة.
و بعد لعن الديمقراطية المغشوشة و الحرية المعلبة طافت فراشتنا في فضاء آخر باحثة عن نوع آخر من الحرية حرية كلمات المبدع و المفكر ، و اختارت هذه المرة أن تبرز الصراع بين القارىء الظلامي كما سمته و المبدع الذي يرسم بالكلمات وجه الوطن فيغتاله قارىء لم يقرأه ، و اختارت لذلك مبدعا من الطراز الرفيع اختارت نجيب محفوظ نموذجا و روت لنا بروعة و حسرة قصة محاولة اغتياله من طرف ظلامي لم يقرأه. نجيب محفوظ أديب لامع في سماء الإبداع العربي و الحاصل على جائزة نوبل للآداب يحاول اغتياله متخلف لا يقرأ ، هل منكم من قرأ روايته التي أدت به إلى هذه الهاوية ، هي رواية تعدى فيها على الذات الإلهية تعد صارخ و جسّد الله في صورة بشرية و الأنبياء الملائكة و منهم البشر في صور حكواتية و اتهمهم بالدجل ....إنها رواية أولاد حارتنا ، اقرؤوها و ستفهمون حتما عمق القضية و شرف الطعنة التي شلة يده القذرة و كلمته النجسة.
نجيب محفوظ التي تدافع عنه فراشتنا قد حدد منذ بدايته الفنية المبكرة موقفه من الدين و دعا في روايته السابقة الذكر إلى قتل فكرة الله باسم العلم و الحداثة و الرقي.
لست أفهم كيف تتحول الكلمة المبدعة خنجرا مسموما في صدر القضية و خيانة لمبادئه و معتقداته الفكرية.
إن فكرة الإبداع في نظر فراشتنا يرتبط حتما بفكرة النجاح و جني ثماره المادية و التسلق إلى سماء العلمية على سلم الفكر متناسية شرف القضية و الكفاح من أجل الفكرة في حد ذاتها و الاستعداد للموت من أجلها ، و لا يقلقها في ذلك إلا سياط الحكام و تنكرهم لإبداع المبدعين و كذلك نجاح المغنيين و المطربين ، إنها تلعن الرداءة الثقافية التي يعاني منها العالم العربي و احتفاء الدول بالمثقفين الموتى فقط ، لكن هل فكرتها بريئة كل البراءة إنني أشك في ذلك .....إن للمثقف دورا كبيرا في نهضة أمته و رقيها بل إن المثقف الحقيقي يتخطى في تفكيره و قناعاته الأنانية الشخصية و مبدأ النفعية ، إنه يحاول تغيير واقع يرفضه فكيف به يبكي عدم تكريمه و عدم تبجيله .
إن الفكرة الغريبة التي تطرحها أحلام مستغانمي عن القيم الإسلامية و العربية و تعلقها بالأصالة و العمق التاريخي للأمة تجعلنا نتساءل عن الإنتاج الأدبي لهذا المبدعة هلى هو حقا نابع من عمق الثقافة العربية الإسلامية أم أنه امتداد لفكر الانسلاخ و التحرر من سلطة الضبط التي تسمى الأخلاق و تسميها كاتبتنا براثن الرجعية.
إن قلم الكاتبة ليس نظيفا فهي تدعي حمل هموم الوطن و محاربة فكر الإرهاب لكنها في الحقيقة لا تفعل من ذلك شيئا إنها فقط تمارس علا و لا تهمها إلا الشهرة و المنفعة الشخصية ، و الدليل أنها تثمن دور الخلجيين في حربهم الإعلامية ضد الصهيونية كأننا في عالم آخر و لا نعلم حجم الإعلام الخليجي. إن المثقفين الجدد قد اكتشفوا منبعا جديدا للاسترزاق و هم أمراء الخليج الذين ينظمون المسابقات و الجوائز و التحفيزات و هذا هو سبب كلمات المدح و الإطراء التي أتحفت بها أديبتنا المناخ الثقافي الخليجي و دوره الريادي في محاربة الصهيونية.
هذه هي الفكرة الجوهرية للحرية الإبداعية إنها فقط تكريس للرداءة و المضي قدما نحو الموت المحتوم لهويتنا العربية و بقلم من بقلم مفكرينا و مبدعينا.
إنني و أنا أقرأ هاته الكلمات من أديبة و مبدعة أشعر بقمة الاستلاب الفكري الذي نعاني منه نحن المتخلفون عن ركب الحضارة منذ عصور.
أعلم أن كلامي يبدو غريبا عليكم و أنتم تحتفلون بأديبتكم المدهشة الملهمة الرقيقة ، لكن هلا أعملتم فكركم في معاني كلماتها النارية
......

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قبل ان اشكر اخي ادمين على مقاله الرائع والتحفة الى وددت ان لم ينتهي ..... اود بداية ان اشكرك اخي الفاضل على تعليقك الرائع فقد ابحرت بي الى اتجاه اخر و سرب اخر من الفراشات اخفت قوة طيرانه وجماله اثر الفراشة التى كنت استمتع بمنظرها وهي تحط فوق رحيق الادب الراقي الذي تجولت به بنا في هذه المحاضرة القيمة . فتغلغلت الى اغوار نفسي الامتانهية والمتعطشة لمثل هذه اللغة والاسلوب الادبي المتميز ..فخجلت ان اعلق لانى لم اجد من اين ابدا بالذات.......
اشكرك اخي الكريم على قراءتك الدقيقة للمحاضرة وقد اكتشفت انك قارىء بامتياز نبهتني فيها الى نقاط عديدة وخفايا لم اسمعها الا منك اخي
شرف لي التواجد مع امثالكم ....
الف شكر
سلسبيل
سلسبيل
عضو متميز
عضو متميز

تاريخ التسجيل : 19/12/2008
عدد الرسائل : 1189
الجنس : انثى
الدولة الجزائر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح Empty رد: أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح

مُساهمة من طرف ZAKY 06 الأربعاء 22 أبريل 2009 - 16:37

بارك الله فيك أدمين
لولاك لما إطلعت على هده المحاضرة الشيقة بكلماتها
بوركت اخي
ZAKY 06
ZAKY 06
:: عضو شرفي ::
:: عضو شرفي ::

تاريخ التسجيل : 03/01/2009
عدد الرسائل : 1738
الجنس : ذكر



http://www.ferdjioua.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح Empty رد: أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح

مُساهمة من طرف سلسبيل الأربعاء 22 أبريل 2009 - 16:39

السلام عليكم
لا ادري كيف اشكرك اخي ادمين فعلا رائع ورائع
لا ادري ماذا اكتب والله ........استمعت جدا وانا ارتحل من سطر الى اخر معها والامس كلماتها كلمة علنى احمل معنى من هنا او هناك....
لا زلت اتذكر لقاءها الوحيد الذي رايته قبل سنوات من الان لما افتتحت الشاعرة بروين حبيب حصتها في تلفزيون دبي ""نلتقي مع بروين"" حينها تعرفت اول مرة على من كنت لا اعرفها الا بالاسم فقط والان فقط اكتشفت لماذا هي غائبة عن القنوات الفضائية ...التى صنعت من صبيان نجوما كما قالت هي ......
بوركت اخي على الموضوع رائع ......لخصت فيه مشهد الكاتب العربي بامتياز
فعلا فعلا لم استطع ان ابدا تعقيبا او تعليقا على ماقالته....
الف شكر لك اخي
سلسبيل
سلسبيل
عضو متميز
عضو متميز

تاريخ التسجيل : 19/12/2008
عدد الرسائل : 1189
الجنس : انثى
الدولة الجزائر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح Empty رد: أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح

مُساهمة من طرف Admin الأربعاء 22 أبريل 2009 - 18:45

bellraf كتب:قراءات في محاضرة الفراشة العربية

كلمات راقية حقا من كاتبة عربية جزائرية حلّقت عاليا في سماء الإبداع و الكتابة ، و أهدت المكتبة العربية باقة من الزهور الفواحة .
ها هي فراشتنا اليوم تبحث رفقة سرب الفراش المبدع عن فضاء عربي أرحب لتحلق فيه ، و عن رياض و جنان مزهرة بالحرية و الإبداع لتنهل منها و تمنحنا بالمقابل ألوانا أزهى و عالما أبهى و أجمل.
و أنا أقرأ كلماتها المرسومة بريشة فنان مبدع وجدتني و كأني أطارد الفراشات حقا لكن فجأة أحسست بغصة في حلقي و وجدت كلماتها المناسبة بلسما لروحي المعذبة قد تحولت سما ناقعا ، و أدركت أنني سقيت من فراشتي الليلية شرابا مسموما في كؤوس شفافة يلهيك جمالها الأخاذ عن إدراك كنهه إلا و أنت تشارف على الهلاك .
قرأت الكلمات فكانت كأنها جسد يحتضر و يصرخ عاليا في آخر لحظات الحياة ليجلد جلاديه و يطعن بالقلم كل من اغتالوا التفكير و أباحوا دم الثقافة تحت لواء الدين حينا و أحيانا تحت لواء الوطنية ، و استسلموا صاغرين لمشيئة الفكر الظلامي و القوى الصهيونية ، فصار بذلك المبدع يسافر بين الشظية و الشظية ، و يكتب مع كل قصيدة أو رواية أو مسرحية......وصيته الأخيرة.
لكني حين اقتربت بقلب مفجوع و عين دامعة لأحتضن الجسد الجريح تحول فجأة خنجرا مسموما يغرز في صدري طعناته القاتلة .
بدأت أديبتنا اللامعة محاضرتها بامتداح الحرية النابعة من روح الوطن و ليس التي تفرض علينا بأوامر من أمريكا و نبيها بوش ، و كم أثلجت صدري تلك الكلمات التي تجلد الجلاد الدعي الذي يجلدنا بسياط الحرية المفبركة.
و بعد لعن الديمقراطية المغشوشة و الحرية المعلبة طافت فراشتنا في فضاء آخر باحثة عن نوع آخر من الحرية حرية كلمات المبدع و المفكر ، و اختارت هذه المرة أن تبرز الصراع بين القارىء الظلامي كما سمته و المبدع الذي يرسم بالكلمات وجه الوطن فيغتاله قارىء لم يقرأه ، و اختارت لذلك مبدعا من الطراز الرفيع اختارت نجيب محفوظ نموذجا و روت لنا بروعة و حسرة قصة محاولة اغتياله من طرف ظلامي لم يقرأه. نجيب محفوظ أديب لامع في سماء الإبداع العربي و الحاصل على جائزة نوبل للآداب يحاول اغتياله متخلف لا يقرأ ، هل منكم من قرأ روايته التي أدت به إلى هذه الهاوية ، هي رواية تعدى فيها على الذات الإلهية تعد صارخ و جسّد الله في صورة بشرية و الأنبياء الملائكة و منهم البشر في صور حكواتية و اتهمهم بالدجل ....إنها رواية أولاد حارتنا ، اقرؤوها و ستفهمون حتما عمق القضية و شرف الطعنة التي شلة يده القذرة و كلمته النجسة.
نجيب محفوظ التي تدافع عنه فراشتنا قد حدد منذ بدايته الفنية المبكرة موقفه من الدين و دعا في روايته السابقة الذكر إلى قتل فكرة الله باسم العلم و الحداثة و الرقي.
لست أفهم كيف تتحول الكلمة المبدعة خنجرا مسموما في صدر القضية و خيانة لمبادئه و معتقداته الفكرية.
إن فكرة الإبداع في نظر فراشتنا يرتبط حتما بفكرة النجاح و جني ثماره المادية و التسلق إلى سماء العلمية على سلم الفكر متناسية شرف القضية و الكفاح من أجل الفكرة في حد ذاتها و الاستعداد للموت من أجلها ، و لا يقلقها في ذلك إلا سياط الحكام و تنكرهم لإبداع المبدعين و كذلك نجاح المغنيين و المطربين ، إنها تلعن الرداءة الثقافية التي يعاني منها العالم العربي و احتفاء الدول بالمثقفين الموتى فقط ، لكن هل فكرتها بريئة كل البراءة إنني أشك في ذلك .....إن للمثقف دورا كبيرا في نهضة أمته و رقيها بل إن المثقف الحقيقي يتخطى في تفكيره و قناعاته الأنانية الشخصية و مبدأ النفعية ، إنه يحاول تغيير واقع يرفضه فكيف به يبكي عدم تكريمه و عدم تبجيله .
إن الفكرة الغريبة التي تطرحها أحلام مستغانمي عن القيم الإسلامية و العربية و تعلقها بالأصالة و العمق التاريخي للأمة تجعلنا نتساءل عن الإنتاج الأدبي لهذا المبدعة هلى هو حقا نابع من عمق الثقافة العربية الإسلامية أم أنه امتداد لفكر الانسلاخ و التحرر من سلطة الضبط التي تسمى الأخلاق و تسميها كاتبتنا براثن الرجعية.
إن قلم الكاتبة ليس نظيفا فهي تدعي حمل هموم الوطن و محاربة فكر الإرهاب لكنها في الحقيقة لا تفعل من ذلك شيئا إنها فقط تمارس علا و لا تهمها إلا الشهرة و المنفعة الشخصية ، و الدليل أنها تثمن دور الخلجيين في حربهم الإعلامية ضد الصهيونية كأننا في عالم آخر و لا نعلم حجم الإعلام الخليجي. إن المثقفين الجدد قد اكتشفوا منبعا جديدا للاسترزاق و هم أمراء الخليج الذين ينظمون المسابقات و الجوائز و التحفيزات و هذا هو سبب كلمات المدح و الإطراء التي أتحفت بها أديبتنا المناخ الثقافي الخليجي و دوره الريادي في محاربة الصهيونية.
هذه هي الفكرة الجوهرية للحرية الإبداعية إنها فقط تكريس للرداءة و المضي قدما نحو الموت المحتوم لهويتنا العربية و بقلم من بقلم مفكرينا و مبدعينا.
إنني و أنا أقرأ هاته الكلمات من أديبة و مبدعة أشعر بقمة الاستلاب الفكري الذي نعاني منه نحن المتخلفون عن ركب الحضارة منذ عصور.
أعلم أن كلامي يبدو غريبا عليكم و أنتم تحتفلون بأديبتكم المدهشة الملهمة الرقيقة ، لكن هلا أعملتم فكركم في معاني كلماتها النارية
......

بارك الله فيك على الرد الذي طار بفراشات المننتدى عاليا في سماء النقد..
إن نقلي لمحاضرة الكاتبة الكبيرة ليس بالضرورة موافقة مني على كل ما جاء فيها بل لانني أحترم هذه الكاتبة بالضبط لأن وراءها قضية و أنا لا أقرأ و لا أحترم سوى الكتاب الذين يملكون أو على الأقل يدافعون عن قضاياهم لا أولئك الذين يكتبون لمجرد الكتابة.
معرفتي بأحلام مستغانمي تعود إلى سنة 2000 حين طالعت روايتها الاولى و مفخرتها الاولى ذاكرة الجسد حينها ادركت ان لقلم الكاتبة ثقل يستشعره القارئ و هو يقلب صفحات روايتها.. و يتقاطع معها في أكثر من منعرج و يقاسمها أكثر من جرح.
تلك كاتبة نادرة في زمن الخردة الادبية، علينا ان نهتم بها لكي لا تزيغ عنا.. نحتاج إلى قلم نباهي به الدول الاخرى.. لجماليته و لإبداعه علينا ان نحشر الأديب المبدع في زاوية الحب و الإهتمام كي نحمله اكثر وزر وطنه و هموم شعبه.
احترامي للكاتبة و التي أعرف خلفياتها جيدا ينبع من خلو الساحة الجزائرية من مبدعين يبكون على الوطن كما يبكون على عشيقاتهم.. لخلو الوطن من كاتب يحمل على الأقل هم الوطن على أوراقه، لخلو الوطن رغم تعدد مآسيه من أقلام تنزف و لو مرة واحدة لنزيفه.
الكتاب و الادباء كالعلماء يهاجرون إلى الخارج عندما لا يجدون الإهتمام الكافي هنا عندما نمنحهم بدل الوردة باقة تجاهل، فإذا كان العالم المهاجر لا ينفع وطنه فإن الأديب المهاجر سينتقم من وطنه و من شعبه.
إن الوضع الذي مرت به الجزائر يختلف كلية عن أي وضع آخر مر على دولة عربية و بالتالي فالميزان الذي نقيس به أدباء الجزائر و غيرهم من العرب يختلف.
أعرف أن نجيب محفوظ مسموم القلم و لو لم يكن كذلك ما أعطوه جائزة هوبل و ليس نوبل لكن ان يصل الحد بأن يقتل المسلم أخاه المسلم فهذا مرفوض شرعا قبل كل سبب آخر.
إن كلام نجيب محفوظ في الذات الإلهية لا يساويه سوءا إلا كلام من اففتى بقتله ذلك ان كلا الرأيين ينبعان من مصدر واحد ألا وهو الجهل بالدين.
فشرعنا الحنيف جعل القتل و استباحة الدماء و القصاص و غيرها من الاحكام القضائية من اختصاص الحاكم و حده و لو كان كل منا يطبق حكما يراه شرعيا بنفسه لحدثت الفوضى و لهلك الحرث و النسل.
أوافقك الرأي صديقي في كل ما قلته عن خطا الكاتبة في دفاعها عن نجيب محفوظ و اضيف لكلامك ان الكاتبة و إن بدا انها تحارب أيديولوجية التكفير فهي و بطريقة أخرى تتبنى أيديولوجية الكفر. إن نجيب محفوظ قبل ان يسأل من حاول قتله من اين جاء بكل نيران هذا الحقد و التكقير عليه أن يعرف أن كتاباته و امثاله من الادباء كرشيد بوجدرة في الجزائر هي البنزين الذي يذكي تلك النار و هي الماء الذي يرتوي بها عطش المتأسلمين من الجهال و هي الشمس الذي تنضج تحتها أفكار الإرهاب.
إن إرهاب الإرهابيين لا يضاهيه سوى استباحة هؤلاء الادباء للدين و للمقدسات فلا يعني الادب ان تخدش المجتمع الذي احتظنك و آواك و لا يعني ذلك انك فوق المحاسبة و الإعتبار.
قرات ثلاثية محفوظ نجيب بين القصرين - قصر الشوق - السكرية و أقر أنها غاية في الأدب و اللغة و التصوير و التشويق و لا عجب ان تكون هذه الثلاثية قد كتبها الاديب في شبابه لأن كل ما جاء بعدها سلك طريقا واحدا هو الطعن في المقدسات و تشويه المجتمع المسلم لكأنه كان يترصد جائزة نوبل لان الغرب لا يصطاد إلا الأوراق القذرة. و قد طالعت له مؤخرا حوارا يعترف فيه بانه كان من رواد مواخير القاهرة و لعمري هذا دليل آخر على سوء تربية الكاتب. فمن كان يستبيح شرف نسائه كيف له ان يدافع عن شرف الامة و الدين بل إن اليد التي جرها قبل مماته كانت عقابا له على كل أنثى جعلها تجر خيبة شرفها إلى أن ماتت. لكانه ذاق طعم ان تفقد شيئا عزيزا عليك و أنت حي فما بالك بالتي فقدت شرفها.
ستبقى كتابات أحلام مستغانمي تستحق المتابعة لأن فيها من الادب ما يروي بعض العطش و سيبقى الغرب يطارد أحلامنا حتى بين دفات الكتب.. أحلامنا بأن نرى كتابا يدافعون عن أوطانهم.. يقفون إلى جانب قضاياهم كلها دو استثناء.. أدباءا يتسلقون سلم الشهرة و هم يحملون الإسلام فوق ظهورهم لا أن يتسلقوا الإسلام لبلوغ مجدهم.
تحية إليك
Admin
Admin
°° مؤسس منتديات فرجيوة التاريخية °°
°° مؤسس منتديات فرجيوة التاريخية °°

تاريخ التسجيل : 26/01/2007
عدد الرسائل : 2130
الجنس : ذكر
العمر : 44
أحدث محاضرة للروائية أحلام مستغانمي.. الفراشات العربية لا تح 65955aeb

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى