عطر الكاليتوس

بسم الله الرحمن الرحيم

آثرت أن تكون أولى مساهماتي في المنتدى بقصة قصيرة للكاتبة الجزائرية الشابة"فايزة مصطفى" التي نالت جائزة الإمتياز عن قصتها "مروا على جسدي" في مسابقة الأدب النسوي المنظمة من طرف النادي الأدبي لدول البحر الابيض المتوسط.
وقد قسمتها إلى جزئين,أرجو أن تستمتعو بقراءتها.

عطر الكاليتوس

بدأ الغيث يلامس وجه الأرض الملوح بشمس الصيف الحارقة ، وتسرب إلى أنوفنا عطر أوراق الكاليتوس المبخر من أشجار باسقة تتحدى صفائح الإسمنت المنسوجة على أطلال منازل قديمة كانت هنا ، ترسم للمكان زواياه وتسدل ظلالها على ماضيها...
ذلك الحوش يجذبني نحو الزمن الجميل ، وتشدني إليه أوراق الكاليتوس الغارقة فيها قدماي ، أمسكت بحفنة منها ، وارتشفت عطر الذكرى...
...هنا لعبت ، ونقشنا أول الحروف التي تعلمناها على جذوع الشجر ، خربشنا الحيطان ، وملأنا الشارع ضجيجاً وعبثاً ...وفي ذاك الركن الخشبي لدكان خالي " عمر " ، أتت " وسيلة " ببصل ، و" فاطمة " بماء وملح ، وأنا كان يجب أن أتحايل على " الجانية " وأقسم لها أن جدتي من طلبت حبة طماطم ...طبخنا في علبة صفيح وبدا الأكل المليء بالغبار والرماد لذيذاً جداً ..ولحد اليوم لا يعرفون أن علبة الصفيح تلك ،..أتيت لهم بها من صندوق القمامة...!
وأنا أسافر إليهم هزتني أمي لندخل بيت الجيران ،..مازالوا يذكرونني ، ..يحبونني منذ عشر سنوات !
تغيرت حياة كل واحد مناَّ ، من تزوج ، من ترملت ، ومن مات ..من هاجر ..، ولكن ظل لكل واحد مناَّ مكان في قلب الآخر...
ونحن نرتشف القهوة بالمسمن بالعسل ،.. نجتر مغامرات الماضي ، همت في واقعي ، ...كل تلك الصداقات وكل ما أحسبها روابط متينة بالأصدقاء في العمل والمدرسة ، لن تتربع في قلبي بقوة وبراءة أصدقاء طفولتي ...مع أننا لم نعرف بعض ولم ندرك ما يربطنا ، ولكن ظلَّ الحب يجمعنا ، لم يزعزعه الفراق ولا الرحيل...
تسليتُ لأول مرة بالكلام الطويل ، .. كان عندي الكثير لأحكي عنه ، كما أن روحي أحبت المكان ، فتنفست من أعماقي ، وارتحت.. وضحكنا حتى دمعت عيوننا ...
تذكرنا قصة الشيخ " زروق " الذي لم تخنه شيخوخته لما طاردنا إلى خارج الحيّ ، حين دخل الدكان وسمعني أهمس لصاحبتي :
- " إنَّ زوجته أصغر منه بكثير ..." .
ثم حكت لنا الخالة " يمينة " عن قصته العجيبة تلك ، حينما استعان بالأرواح الشريرة كما أشيع ، ليأتي بها من بيت زوجها ليلا حافية القدمين ، بمجرد ما مرت عليه في صبيحة اليوم نفسه...
كنت أتأمل في كل واحدة منهنَّ أرى إذا ما تغير لون شعرها ، ..ظهرت تجعيدة ما على وجهها ، ..شكل الأولاد الذين خلقوا .. .كنت أستطيع أن أرقص وسطهم ، أن أسكب فنجاني على الصينية ...أضحك بأعلى صوت ، أن أذهب إلى الحمام دون إستئذان ...، لم تكن لجلستنا طقوس تحكمها ، ولا في قلوبهم ضغينة ما ...شعرت بالحنين لأهل حارتي ، وتبا للذي أخذني منهم ، كل ما حققته ، لا يضاهي ذرة سعادة وسط هؤلاء البسطاء الناجين من بطش المدينة ، كالخرائد تشع نفوسهم عذرية ونقاء.

بداية موفقة اختي زهر الياسمين واتحفينا بمواضيعيك وقلمك المميز
ونتمنى ان لا تبخلي علينا بمواضيعكي
تقبل مروري

شكرا لك اختي

شكرا لك أختي الفاضلة
بداية موفقة
بدات بالتألق
شكرا

بداية موفقة ختي لا تبخلي علينا بكل جديد

من طرف bellraf الخميس 26 مارس 2009 - 18:38

قصة جميلة لو اكتملت
أقترح عليك أن تدرجيها على شكل حلقات
شكرا

من طرف **hamza** الخميس 26 مارس 2009 - 20:14

بداية موفقة وجميلة ننتظر منك المزيد

[center]بسم الله الرحمن الرحيم

كنت انتظر تجاوبكم وآرائكم حول القصة, قبل أن أرسل القسم الثاني والأخير منها في موضوع آخر.
فشكرا لكم جميعا.[/center]

و تسلل عطر الكاليتوس الى انفي بين سطور القصة
للقصة القصيرة وقع كبير على القاريء
خاصة إذا كانت تلامس الواقع بشكل كبير
فقد فتحت الكاتبة أبواب ذكريات طفولتنا ببراءتها وشقاوتها

زهر الياسمين ..نحن في انتظار الجزء الثاني من القصة فلا تتاخري علينا
و شكرا على هاته القصة الجميلة التي استحقت نيل الجائزة

بدأ الغيث يلامس وجه الأرض الملوح بشمس الصيف الحارقة ، وتسرب إلى أنوفنا عطر أوراق الكاليتوس المبخر من أشجار باسقة تتحدى صفائح الإسمنت المنسوجة على أطلال منازل قديمة كانت هنا ، ترسم للمكان زواياه وتسدل ظلالها على ماضيها...
ذلك الحوش يجذبني نحو الزمن الجميل ، وتشدني إليه أوراق الكاليتوس الغارقة فيها قدماي ، أمسكت بحفنة منها ، وارتشفت عطر الذكرى..

.
يا الله ....كلمات ارجعتني الى زمن مضى ...الى زمن صار مجرد ذكرى.......اشتقت الى امواج البحر الملوحة لي من بعيد...حين اقتطفت اوراق شجر العنب ...علها تعيد لي تلك الذكرى.... علها ترجع ايامي المعطرة باشجار وورود الساحة...التى تعانقت مع الجبل.....فكان سماؤها قمة جبل اخر ...جبل ..كان يعانق السحاب.......تلتصق بها بعض البيوت علها تتحرر من جبال الاسى المحيطة بوجوه ساكينيها......مجموعة وريقات عنب كانت تداعب شجرات التين العنابي الذى كان يقدمه لي ......... فكانذلك التين الذ تين في حياتي ...شجرة كانت تحتل نافذة المطبخ....تتسلل منها خيوط الشمس لمطبخ كانت واجهته بحرا ازرقا كبييييييييرا ......ربما لن ترجع تلك الرائحة التى رسمت احلى صورة اراها في حياتي....صخور البحر المقابلة .....وامواجه المتصارعة مع زوايا تلك الصخرة الكبيرة...التى تحكي ايام التائهين فوقها فجعلت البحر مستمعا لها......احن ال تلك الساحة وعطر العنب والتين.......احن الى من كان يقدمه لي لكن...لابد من الفراق..لان الساعة اكبر من كل شىء...فرحمك الله يامن قدمت لي اطيب عنقود عنب واغرب كرمة طائرة. بين الجبل والبحر.................
ولا زال...تلك الرائحة ..محتفرة في قلبي......
لا ادري تحررت قيودي ....فمعذرة يا زهر الياسمين ...فلم يعد لي سيطرة على اناملي..في هذه اللحظة.....
قصة رائعة لامست بعضا مني......انتظر جزءها التالي.
الف شكر

لا تتصورين أختي كتامة كم أفرحتني مشاركتك, وربما لا تصدقينني إذا قلت لك أنني كنت أنتظر رأيك بفارغ الصبر. فقط أصحح أن القصة التي نالت الجائزة هي "مروا على جسدي".
وأنت أيضا يا سلسبيل يا أفضل مقدمة برامج.
انتظروني مع الجزء الثاني من القصة بحول الله تعالى.
وشكرا على المرور.

عطر الكاليتوس

عطر الكاليتوس

رد: عطر الكاليتوس

رد: عطر الكاليتوس

رد: عطر الكاليتوس

رد: عطر الكاليتوس

رد: عطر الكاليتوس

رد: عطر الكاليتوس

رد: عطر الكاليتوس

رد: عطر الكاليتوس

ارجعتني رائحة الكاليتوس الى رائحة شجر العنب...

رد: عطر الكاليتوس



		- قسم الشريعة الإسلامية - النقاش السياســــــــي - أقلامنا . . . . . - أخبار الرياضة المحلية - أخبار ميلـــــــــــــــة - أخبار وقضايا المدينة - قسم المجتمع المدني - مناسبات خاصة جدا . - شكاوى واقتراحات .