بوتفليقة.. أيحصد الأسود من زرع الارانب؟

يقف بوتفليقة اليوم أمام اختبار الإنتخابات الرئاسية الثالثة في مسيرته بقصر المرادية.
إنتخابات فشل في حشد أرانب سمان عند خط بدايتها.. و لكم ان تتخيلوا طعم الفوز في مسابقة محسوم امرها تلعب على ملعب بلا جمهور و الفائز معلوم مسبقا..
بوتفليقة الذي برع في صنع السوسبانس في الإنتخابات الماضية أمام بن فلس و جاب الله هو الآن في أسوأ حالات الإحباط الرئاسي بعد انتهاء مهلة سحب بطاقات الترشح، حيث لم يدخل السباق أي شخصية مهمة على المستوى الوطني..
إن مستوى أي لعبة او سباق مهما كان نوعه هو في الأساس من مستوى اللاعبين و المتنافسين لهذا تكون البطولات العالمية و الاولمبية هي الاكثر متعة و مشاهدة و ترقبا من باقي البطولات لان خيرة اللاعبين و الأسماء تكون حاضرة فيشتد التنافس و الإثارة و التغطية الإعلامية و الاهم في الاخير هي مصداقية الميدالية المحرزة و انتزاع الإعتراف بالتفوق و كسب الإحترام..
ترى لماذا فشل بوتفليقة في جذب شخصيات الوزن الثقيل إلى السباق نحو المرادية؟
لو أعد بكم إلى الوراء ثمان سنوات عندما بدأ بوتفليقة نشاطه كرئيس دولة بشكل رسمي كان الهدف الرئيسي و الشغل الشاغل له هو:
1** إسقاط رؤوس سياسية معارضة بعينها و صنع الإنقلابات و الإنشقاقات الحزبية و خلق البلبلة في ما بقي من المعارضة التي كانت تعطي للمشهد السياسي على الاقل نوعا من الحراك و النشاط و التنوع.
2** نشر ثقافة الشيتة و التملق لدى الطبقة السياسية المائعة عرفا من أحزاب و جمعيات مدنية و منظمات..
هذه الخطة و إن كانت قد أتت أكلها في احايين كثيرة إلا انها تدل على عدم نضج سياسي و خطأ إستراتيجي فادح من رجل لطالما تغنى و مريدوه بدهائه منقطع النظير و حنكته اللامحدودة في إدارة و سياسة الحكم الراشد.. و قد جاءت ساعة الحقيقة و لحظة الحسم و التقييم الجدي لهذا النهج.
3** الإصرار على تعرية الطبقة السياسية و الإعلامية حد الفضح أمام الشعب و إرغامها على التخلي عن سمعتها من أجل الدخول في حضن الرئيس "حركة مجتمع السلم كمثال".
4** نشر ثقافة اليأس و اللاثقة في المواطن الذي صار بدوره يشك في كل شيء حوله و يرفض كل ما يمت إلى السياسة بصلة لأن الصبغة التي أفرغها فخامته على النشاط السياسي في البلد هي صبغة الفساد بكل انواعه فأصبحت كلمة سياسي = فاسد و سياسة = فساد.

هل نجحت الخطة أم لم تنجح؟
لو محصنا النظر فيما جرى منذ 1999 إلى الآن لعرفنا ان الخطة نجحت في منح الرئيس أكبر قدر من الحرية في ممارسة سلطة هي أقرب إلى الملكية منها إلى الجمهورية.. لا معارضة و لا اعتراض حيث أبدع في فرض أفكاره و مشاريعه و قوانينه سواء بمشاورة البرلمان أو دونها عبر الأوامر الرئاسية أيام العطلة البرلمانية.
لو كانت الجزائر مملكة أو إمارة لما استغربنا هذا الفكر و المنهج في الحكم لدى فخامته و لكننا جمهورية تلعب فيها المعارضة السياسية و الإعلامية دورا مهما في بقائها ككيان جمهوري و دستوري بل تعد أحد أركانه فلا معنى لجمهورية بلا معارضة ولو كانت شكلية.
لو كان بوتفليقة أميرا أو ملكا أو سلطانا يحكم حتى يدفن لوقفت مصفقا له حد الإعياء و لأثنيت على قتله لكل أضداده و إرغام الباقين على السير خلفه كالنعاج لا تبعبع إلا برحمته و لا تسبح إلا بحمده ..
لكن لطالما انقلب السحر على الساحر.. و ها انت يا سيدي تتوسل قبور قتلاك من السياسيين أن انهظوا و اكملوا السباق .. أن تظاهروا بأنكم أحياء و لو لساعات .. ان انهظوا والبسوا فرو الأسود لنكمل آخر المشاهد ثم موتوا ..
** كيف لرئيس يدعي ان الشعب كله يساند ترشحه للمرة الثالثة يلهث وراء من يقف معه في خط السباق...
** كيف لرئيس يباهي امام الامم بأن برلمانه هو الذي صادق على تعديل الدستور في حين هو نفسه لم يدخل البرلمان طيلة فترة حكمه.
** جعلت من نفسك ربا و تتساءل الآن لما لا ينازعك الملك أحد..
** قتلت كل لبؤة حبلى و تطلب ان تأتيك حاشيتك بالأشبال ليسابقوك..
** يا من أحطت نفسك بحاشية كل الشعب يمقتها لا تسلنا إذا ما تجاهلناك بعد الآن..
** إذا كنت تبحث اليوم عن من يجري معك فغدا صدقني ستبحث عن من يرميك بحذاء على الأقل لتشعر انك رئيس موجود..
** سيدي الرئيس.. أفلست حين ظننت أن ملاذك في وأد أعدائك و تناسيت أن الحاكم الذكي عليه ان يترك دائما بابا لشعبه يتنفس منه وقت الحاجة.. و انت أغلقت كل الأبواب علينا و على نفسك فانتظر جواب شعبك شهر أفريل..
** أعظم عقاب يمكن لشعب أن يلقنه لحاكمه هو أن يتجاهله.. و للأسف هذا ما ستلاقيه من الجزائريين طيلة الاربع سنوات القادمة من حكمك.. سنتجاهلك حد القرف و ستعرف حينها انك مت في اعيننا يوم قتلت المعارضة و التلفزيون و الإذاعة و الجمعيات و الاحزاب..
ستقول يا سيدي أكلت / بضم الميم/ يوم أكلت /بفتح الميم/ الثيران البيضاء..
ستقول آخ لو انني أبقيتهم أحياء حتى يدخلوا السباق.
الخلاصة:
ما فعله الرئيس غبد العزيز بوتفليقة بالمشهد السياسي الجزائري يعد وصمة عار في جبينه لأنه و مهما يكم فإن فخامته في الاخير جزء لا يتجزأ من هذا المشهد..
بوتفليقة سيدفع ثمن غلطته التي ارتكبها و سيفهم متأخرا جدا انه هو من صنع هذه الظروف و هو من سيعاني من تبعاتها لأن لا أحد خسر من الركود و الجمود السياسي سوى الرئيس بوتفليقة.. و انه سيشقى بعد أفريل 2009 في إقناع الرأي الخارجي بأنه رئيس شرعي الشعب فوضه و الصندوق نصبه..
ستلهث سيدي خلف سمعتك الخارجية من جديد و سيقول فيك شعبك بالتحديد:

بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً
لكنّي.. لم أقرأ أبداً
دستورا يشبهُ دستورك
لم أعرف أبداً يا بوتفليقة..
أحزاناً تشبهُ أحزانك
مقدُورُكَ.. أن تجلس أبداً
بدل الكرسي.. على حدِّ الخنجر
وتَظلَّ وحيداً كالأصداف
وتظلَّ حزيناً كالصفصاف
مقدوركَ أن تمضي أبداً..
في بحرِ الحكم بغيرِ قُلوع
وتُنتخب ملايينَ المَرَّاتِ...
وترجعُ كالملكِ المخلوع..

أين ردود النادي السياسي .. ولا هذا الموضوع جاكم على العين العورة

عفوا اخ عبد العزيز ..

اندهشت البارحة عند قراءتي للموضوع
وكأنني أقرألقلم كاتب اوصحفي من فئة الكبار الذين لا نتلهث دوما لقراءة كتاباتهم وأعمدتهم المميزة ..

هل تزداد براعتنا في الكتابة عندما نكتب ونحن غاضبون ..
لقد صببت جام غضبك في هذا النص الأكثر من مدهش ..

وقلت كلمة حق ..لا تخاف فيها لومة لائم

ولا يمكنني أن أقول لك الا ..
كتبت فأصبت ..
و شكرا لأنك كنت لسان حالنا ..

بوتفليقة.. أيحصد الأسود من زرع الارانب؟

بوتفليقة.. أيحصد الأسود من زرع الارانب؟

رد: بوتفليقة.. أيحصد الأسود من زرع الارانب؟

رد: بوتفليقة.. أيحصد الأسود من زرع الارانب؟



		- قسم الشريعة الإسلامية - النقاش السياســــــــي - أقلامنا . . . . . - أخبار الرياضة المحلية - أخبار ميلـــــــــــــــة - أخبار وقضايا المدينة - قسم المجتمع المدني - مناسبات خاصة جدا . - شكاوى واقتراحات .