إخترت لكم : احناموراك . . . احنا قدامك ...يالزين يالزين الجزء الاول

سعيد كتب:

الإهداء: إلى عبد العزيز بلخادم وشركائه

لم تمر دقائق حتى وجدت من ينقض عليّ•• ربطوني•• ثم في كيس خيشة وضعوني•• بعدها أخذوني إلى مكان لا أعرفه وفي إحدى حجراته رموني•• كانت حجرة شبه فارغة•• لم يكن فيها إلا كرسي•• طاولة•• وشمعة•• بعد ساعة، دخل شخصان الحجرة وسألني أحدهم، وكان وجهه بلا ملامح: ""من أنت؟ من أين جئت؟ وماذا تفعل في مملكتنا؟ فوجدت نفسي، أقصد لساني يرد مكاني: أنا الشيخ المجذوب•• الشاعر عبد الرحمان المجذوب الصنهاجي الدكالي•• وهذه وثائقي تثبت ما أقول•• أما من أين جئت•• فلا أعرف•• وماذا أفعل هنا•• فلا أعرف أيضا""•• التفت إليّ رفيقه الذي كان بلا ملامح هو الآخر، وقال له: ""شوف•• شوف أسمو في الريجيستر""• فأخرج رفيقه كتابا ضخما مكتوبا على غلافه ""الشهداء الذين من الممكن أن يعودوا هذا الأسبوع""!•• فتحه وبدأ يقلب الصفحة بعد الصفحة•• وفي الأخير تنهد وقال لرفيقه: ""الحمد لله•• اسمه غير موجود لا في قائمة الشهداء الذين من الممكن أن يعودوا اليوم•• ولا في باقي أيام الأسبوع""! بعد ذلك أخبراني بأنهما مضطرين لتأكد من أني لست ""حشوة"" فرنسية•• ولا خدعة أمريكية•• ولا مؤامرة يهودية•• ولا سلعة مقلدة صينية•• وأنهم مستعدون لاستعمال كل الأساليب غير الآدمية للتأكد من صحة أقوالي! •• وأنا تحت التعذيب والاستنطاق، دخل الحجرة من سيأمر بإطلاق سراحي لأن ""مولاي الزين يا الزين قد تأكد من جهات أخرى بأن الشخص الذي بين أيديكم هو فعلا الشيخ الشاعر عبد الرحمن المجذوب"" وأن ""مولاي الزين يا الزين يأمركم بإرساله إليه فورا

•• هكذا وفي رمشة عين وبعد أن كنت على شفا حفرة القبر وجدت نفسي عند السلطان الزين يا الزين في القصر•• اعتذر بنفسه عما حدث لي وقال بأنه مجرد إجراء أمني روتيني فأعداؤه كثر•• وحساده أكثر•• و""الغايرين"" منه أكثر وأكثر!•• السلطان الزين يا الزين أخبرني أيضا بأنه استطاع أن يعود إلى الحكم والانتقام من الذين وقفوا في وجهه بالأمس، بعد أن سمع ثم قرأ وبعد ذلك طبّق نصيحتي التي أقول فيها: ""أنوصيـــــك ياواكل الراس في البيـــــــــر أرمي عظامه أضحك وألعب مع النـــاس وفمـــك متن له لجــــــامه"" و""أحفر لســـــــــرّك ودكــه في الأرض سبعـــــين قـامة وخلي لخلايق يشكــــــــــو إلى يــــــــــوم القيــــــــــامة""

سرت مع السلطان الزين يا الزين إلى مجلسه•• وهناك قدم لي وزراءه وحاشيته•• قال بكل فخر•• هذا وزير ""الزرنة""•• وهذا وزير ""الطـَبْلة""•• وهذا وزير ""الهدرة""•• وهذا وزير ""الخـُرْدة""•• وهذا وزير ""القع""•• وهذا وزير ""البع""•• وعلى جنبهم الأيمن وزير ""الأح""•• ووزير ""أضرب النّح""•• أما على جنبهم الأيسر فذاك الوزير المكلف بشؤون ""مدام دليلة""•• والآخر الوزير المكلف بشؤون ""خالتك حليمة""•• أما الثالث فهو الوزير المكلف بشؤون ""لميمة لحنينة""••• وهذا وزير الحفر•• وهذا وزير الردم•• وهذا وزير ""مابينهما""!•• أي الوزير المكلف بإدارة الأمور ما بين الحفر والردم، لأنه من الممكن أن تحوّل الحفر إلى أنفاق تهرب بواسطتها أشياء وأمور قد تضر بمصلحة الوطن والمواطن وبأمن واستقرار البلاد والعباد•• وهذا يا سيدي•• وزير النش•• وهذا وزير الهش•• وهذا وزير الغش•• وهذا وزير القش•• وهذا بسلامتو وزير التش•• أهم وزير في الحكومة•• أنت تعرف يا شيخنا أن أمور السلطة تتطلب كثيرا من الكذب والنفاق مع الشعب•• وأنا كبرت وشخت، وأكثر من هذا تبت وناوي إن شاء الله أنحج هذا العام•• وهذا الوزير بسلامتو تبارك الله عليه قائم بالواجب وأكثر•• ريّحني بزاف•• الناس الذين قدموه لي قالوا لي هذا ""التشاش""•• كيما فلاش•• كيفو ماكاش!•• يا سيدي ""إيتش"" من تحت ومن فوق•• ويكذب من فوق ومن تحت!•• لكن أهم ميزه فيه أنه•• يعبد سيدو•• وما ايخافش ربي لا في العباد ولا في نفس!

جلس السلطان الزين يا الزين على كرسي العرش فيما بقيت أنا واقفا قبالته، أما الوزراء فقد جلسوا على الأرض مشكلين دائرة•• حلقة تشبه حلقات العيساوة، خاصة وأن كل واحد فيهم أمسك ببندير يفوح برائحة جلد الماعز•• وبدأوا في تسخينها على كانون يتراقص فيه الجمر الأحمر• تنحنح السلطان وقال لي والإحراج باد على وجهه: ""يا سيدنا الشيخ•• إيفولوا أن الإنسان المجذوب•• يعني المهبول•• أو المجنون من أمثالك، هم من الناس المقربين•• يعني كلامهم إلى السماء مرفوع وعند مولاهم مسموع•• فإذا كان من الممكن أن تدعو لنا ونحن في هذه ""العواشر""•• خاصة وأنني مقبل على معارك كثيرة•• معارك البناء•• ومعارك التهديم•• ومعارك التطوير•• ومعارك التأخير•• ومعارك التعمير•• ومعارك التفريغ•• وكما قلت لك فالأعداء كثر•• والحسادين أكثر•• والغيورين أكثر وأكثر•• فإذا كان من الممكن تبخرنا بالجاوي وتدعيلنا الرب العالي؟""••



الجزء الثاني
بقلم الاستاد / علي رحالية
منشور في جريدة الخبر الاسبوعي

من طرف المشرف على القسم / سعيد