*_* جديد *_* حوار مع الروائي الفلسطيني الكبير إيراهيم نصر الله

من هو إبراهيم نصر الله؟
إبراهيم نصرالله من مواليد عمّان، الأردن، من أبوين فلسطينيين، هُجِّرا من أرضهما (قرية البريج،28 كم غربي مدينةالقدس)عام 1948م، درس في مدارس وكالة الغوث في مخيم الوحدات، وأكمل دراسته في مركز تدريب عمان لإعداد المعلمين. غادر إلى السعودية حيث عمل مدرسا لمدة عامين 1976-1978م، عمل في الصحافة الأردنية من عام 1978-1996م. عمل في مؤسسة عبد الحميد شومان -دارة الفنون - مستشارا ثقافيا للمؤسسة، ومديرا للنشاطات الأدبية فيها بين عامي 1996 إلى عام 2006. تفرغ بعد ذلك للكتابة.

اعماله الشعرية..

الخيول على مشارف المدينة عام 1980م.
نعمان يسترد لونه عام 1984م.
أناشيد الصباح عام 1984م.
الفتى والنهر والجنرال عام 1987م.
عواصف القلب عام 1989م.
حطب أخضر عام 1991م.
فضيحة الثعلب 1993م.
الأعمال الشعرية (مجلد) عام 1994م.
شرفات الخريف عام 1996م.
كتاب الموت والموتى عام 1997م.
بسم الأم والابن عام 1999م.
مرايا الملائكة 2001م
حجرة الناي 2007 م
لو أنني كنت مايسترو 2009
نُشرت مختارات من قصائده بالإنجليزية، الإيطالية،والروسية، والأسبانيةالبولندية، والتركية، والفرنسية، والألمانية. ترجمت بعض رواياته إلى الإنجليزية، الإيطالية، الدنماركيةوالتركية.

اعماله الروائية..

براري الحمى عام 1885م
الأمواج البرية سردية عام 1988م.
عو 1990م.
مجرد 2 فقط 1992م
حارس المدينة الضائعة -1998م- بيروت.
الشرفات (لكل رواية استقلالها عن الروايات الخرى)
شرفة الهذيان 2005 م
شرفة رجل الثلج 2009
شرفة العار 2010

سلسلة الملهاة الفلسطينية:
طيور الحذر 1996م
طفل الممحاة 2000م.
زيتون الشوارع 2002 م
أعراس آمنة 2004م
تحت شمس الضحى 2004 م
زمن الخيول البيضاء 2007 (اللائحة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2009)

منتدى فرجيوة الجزائري: هناك مسافة دوما بين الشاعر و الروائي، و أنت أبدعت في الاثنين، فمتى يكون إبراهيم نصر الله روائيا، و متى يكون شاعرا؟
ما سر القطيعة بين نصر الله الشاعر و الروائي و كيف نجحت في ممارستها؟
الأديب إبراهيم نصر الله: في ظني أن المسافة قائمة فقط في لحظة الكتابة نفسها، أما خارجها، فأنت دائما نفسك، وعلى الكاتب في حالة كهذه أن يعرف متطلبات الشعر ويعرف متطلبات الرواية، ولذلك أقول دائما: حينما تذهب لصيد الغزلان فإن عليك أن تأخذ أداة غير تلك التي تصطاد بها السمك.
لكن يحدث أحيانا وأنا أكتب الرواية أن تتجلى اللغة بصورة تفوق نثرية الرواية، وأكون سعيدا حين تستطيع هذه الشعرية أن تشكل امتدادا للنثر لا نتوءا فيه.
أما عن القطيعة، فلا أدري إن كانت هناك قطيعة، ربما يكون هناك اتحاد خفي وماكر لا يظهر للعيان، لكنه في الحقيقة موجود وبقوة. لكن كما أشرت عليك أن تكون روائيا حين تكتب الرواية وشاعر حين تكتب الشعر، وإلا لن تكون هذا ولا هذا، فالرواية لا تكتبها رغبتك في أن تصبح روائيا، ولا القصيدة أيضا.

منتدى فرجيوة الجزائري: في قصيدتك "في حديثها عن أبي" تقول
كلما حدثتنيَ عنه
اكتشفتُ بلاداً بعيدةْ
لم أكن قمحها ذات يومٍ
ولم أطوها في قصيدةْ !!

والداك من مهجري 1948 و أنت من مواليد الأردن. فهل أورثاك الشتات أم أصريت على حمله معك؟
الأديب إبراهيم نصر الله: لا أحد يحمل شتاته على ظهره في الحالة الفلسطينية، فمنذ أن وعينا شتاتنا، حملنا عودتنا على ظهورنا ولم نزل. لذلك لم يزل كبارنا يتعاملون مع هذا الشتات كأمر طارئ.

منتدى فرجيوة الجزائري: اشتغلت أكثر من عشريتين على سلسلة "الملهاة الفلسطينية". ما الذي يميز هذه السلسلة عن باقي كتابات المؤلفين العرب التي تناولت القضية الفلسطينية؟
لماذا اخترت أن تكون أجزاء السلسلة مستقلة حتى في البنية الروائية؟ ثم ما الذي يجمعها تحت رواية الملهاة.
الأديب إبراهيم نصر الله: لا أستطيع الحديث عما يميزها، فهذا الأمر متروك للنقاد، والقراء أكثر! لكنها بالتأكيد رؤية أخرى للقضية الفلسطينية، وبذائقة فنية مختلفة. أما على مستوى الزمن والفترة الطويلة التي تتناولها، فهي بالتأكيد المحاولة الأولى في هذا المجال، فنحن نتحدث عن ست روايات تغطي ما يقرب من مئة وخمس وعشرين سنة، وحين تنشر الرواية السابعة والتي تدور أحداثها في القرن الثامن عشر في فلسطين، فستكون الملهاة قد غطت قرنين فلسطينيين كاملين.
أما عن استقلال الروايات، فهدفه أن يكون القارئ أكثر حرية، بحيث يختار أي رواية منها دون أن يكون مضطرا لقراءة البقية، وإن كان ما حدث هو أن القراء تورطوا في الروايات الست بصورة رائعة، لكن هذا أفضل من أن يكونوا مضطرين لقراءة رواية من ألفي صفحة أو أكثر، في زمن لم يعد فيه من السهل قراءة عمل من هذا النوع. أما الأمر المهم فإنني بقيت خلال السنوات الطويلة الماضية حرا في ابتكار أشكال جديدة لكل عمل من روايات الملهاة، وهذا جزء من سعادتي وجزء من حيوية الكتابة، كما أن هناك أمرا مهما وهو أن الفلسطينيين يعيشون اليوم في أماكن مختلفة تتباين ظروفها، ومن الصعب أن يعبّر عمل واحد عن هذه الحالة، إذ ستكون مضطرا لأن تُحدِثَ تعرّجات كثيرة في مسار الرواية لكي تحاول الوصول إلى قول ما تريد، ولن تكون هذه التعرجات عفوية بالتأكيد، ستكون مصطنعة.

منتدى فرجيوة الجزائري: عملك "براري الحمّى" لاقى حفاوة بالغة من النقاد الغربيين. لماذا برأيك؟
تخلف المدارس النقدية العربية عن مواكبة التطور السريع للرواية و الشعر العربي، ألا يثير القلق في الساحة الأدبية العربية؟
الأديب إبراهيم نصر الله: لأعترف أن هذه الرواية قوبلت بتحفظ بعض النقاد في البداية، وحتى الحداثيين، لكنها صنفت في الغرب كرواية ما بعد حداثية، الآن وبعد ثلاثين عاما من كتابتها وربع قرن من نشرها، تبدو وكأنها مكتوبة اليوم، وتثير الكثير من النقاشات، وقراؤها في تزايد. بالنسبة لسبب الاهتمام بها في الغرب، فهو أنها ترجمت، إذ لو لم تترجم لما سمعوا عنها، ثم إنها تحمل منظورا ما للبناء والجوهر الروائي، كان مثيرا بالنسبة لهم على المستوى الفني، كما لم يزل موضوع بحث هنا.
المسألة ليست اليوم قائمة في تخلف المدارس، ونحن ليس لدينا مدارس في الحقيقة، هناك استعارة لمدارس حية أو ميتة، لكن المشكلة قائمة اليوم في الوضع الرهيب الذي يشل الحركة الثقافية العربية برمتها، ويحولها من حركة تغيير إلى جزء من الواقع السياسي المتردي.

منتدى فرجيوة الجزائري: برأيك هل الأنماط البنوية المتعددة للرواية العربية التي تراها الآن قد اجتازت مرحلة التجربة و أصبحت مدارس قائمة بذاتها أم لا؟ و أي المدارس هو أكثر تطورا و نضجا و نجاحا؟
الأديب إبراهيم نصر الله: في اعتقادي، ودعني أتحدث عن تجربتي، فإن الحدود الفاصلة بين المدارس تلاشت، وأحيان ذابت حدودها، كما أن المدرسة نفسها مجموعة مدارس، فواقعية مطلع القرن العشرين غير واقعية منتصفه أو واقعية اليوم، أحس أحيانا أن الواقعية والعبث والسريالية يمكن ببساطة أن توجد في صفحة واحدة من الرواية، وهذا في ظني أمر منطقي، فالإنسان تجتمع فيه كل هذه الأمور في ساعة واحدة من حياته، ولا أريد أن أضرب أمثالا.

منتدى فرجيوة الجزائري: في عملك الروائي "عو" الصادر عام 1990 تناولت علاقة الكاتب بالسلطة. هل كانت رد فعل منك لواقعة ما أم مجرد رسالة منك للمثقف العربي؟ و هل تظن أن المثقف الفلسطيني يمارس دوره كما يجب، أم تراه كومبارس أدبي فقط للصوت السياسي؟
الأديب إبراهيم نصر الله: كتبت هذه الرواية عام 1988، وكنت بدأت أتحسس بداية تغير في موقف المثقف العربي وتحوّل نحو السلطة، ولأنني كنت أعمل في الصحافة، كنت ألاحظ بعين الروائي ما يحدث.
وللأسف تحققت نبوءة الرواية، بل وأصبح الوضع أسوأ مما تخيّلت. أما بالنسبة للمثقف الفلسطيني، فدعني أتحدث فقط عن الكتاب، فالمثقف كلمة واسعة تشمل شرائح كثيرة، لكن يمكنني القول إنني غير سعيد بموقف الكتاب الفلسطينيين بعد أوسلو، وللأسف قلة ممن عادوا يقفون موقفا نقديا مما يحدث لشعبهم.

منتدى فرجيوة الجزائري: قلت في احد حواراتك "الشعر العربي الآن و منذ فترة طويلة هو من أهم ما يكتب من شعر في العالم" هل هذه وجهة نظر شخصية أم انك مطلع على ما يقوله باقي العالم عن الشعر العربي؟ كيف يقرأ غير العرب شعرنا العربي و ما الذي يثيره فيهم بالتحديد؟
الأديب إبراهيم نصر الله: قلت هذا من سنوات طويلة، بحيث لا يصلح ذلك القول لهذا الزمان. هناك الآن تراجع في الكم الممتاز الذي يُكتب، وهذا أمر يشير للأسف إلى نضوب خطير في الشعرية العربية، ولعل السبب قائم في أن السنوات العشرين الماضية لم تمنحنا ما يكفي من شعراء جدد يجددون دم الشعر، فكثير من التجارب ضُلِّلت باسم الحداثة وأهمية الذات والتمرد الفقير على شعر لم يقرأه الشعراء الجدد، بل سمعوا عنه، وبتعاملهم مع كل من سبقوهم باعتبارهم (عقبات)، وقد علمتنا التجربة: أن من لا يستطيع أن يتعلَّم لا يستطيع أن يُعلِّم.

منتدى فرجيوة الجزائري: على الرغم من قصر عمر الرواية العربية مقارنة بالشعر ألا ترى أن الرواية أكثر تطورا و تنوعا و نضجا من الشعر في هذه المرحلة؟
الأديب إبراهيم نصر الله: ـ لنعترف أن الشعر العربي قطع أشواطا كبيرة وقدم منجزا هائلا، لكن فن الرواية بلا حدود في مجال قدرته على طرح أشكال إلى ما لا نهاية، بما في ذلك هضمه للشعر وللسينما والمسرح والملحمة واللوحة. الرواية غابة بلا حدود، والشعر حديقة رائعة، ونحن بحاجة للاثنين.

منتدى فرجيوة الجزائري: المشهد الثقافي العربي عموما... هل يوحي بالحياة، أم هل هو على مشارف الموت ؟
الأديب إبراهيم نصر الله: على صعيد الإنتاج الروائي مثلا يوحي بالحياة، لكن على صعيد تغير نمط العلاقة بين المثقفين وتشوهها يوحي بالموات.

منتدى فرجيوة الجزائري: ماذا منحتك فلسطين، و ما انتزعت منك؟ و ما الذي اضافته كتاباتك للمكتبة الفلسطينية خاصة و العربية عموما؟
الأديب إبراهيم نصر الله: منحتني فلسطين المعنى المتمثل في أن وجود الإنسان مرهون بدفاعه عن قضايا العدل وحرية البشر وكرامتهم وحقهم في العيش، لأنني حين وجدت نفسي وأهلي مشتتين، كان لا بد لي من أرد الموت عني وعنهم بكل ما لدي من قوة، أما ما انتزعته مني فهو حقي في أن أكون مثل كل البشر في أي مكان من هذا العالم، بعيدا عن هذا التهديد المتواصل بالموت.
لكن بالنسبة للكتابة، أنا أسعى لكتابة أدب عالي المستوى يليق بهذه القضية، ومقياسي كل ما ينتج من أدب جيد في العالم، لأنني إن لم أستطع أن أخدم الأدب أولا فلن أستطيع أن أخدم قضيتي به.

منتدى فرجيوة الجزائري: نلت جائزة سلطان العويس مناصفة مع عبد المعطي حجازي، هل تؤمن بهذه الجوائز وانها بالفعل خادمة للحركة الأدبية؟ أم مجرد مفاخرة فقط؟
الأديب إبراهيم نصر الله: الجوائز في الحالة الطبيعية أمر مهم للكاتب، وهي بمثابة كلمة (شكرا) كبيرة واعتراف بدوره، لكن الجوائز العربية تنحدر أكثر فأكثر، ويوما بعد يوم، وقد يتقدم كاتب بكتاب رائع ولا يفوز، ويتقدم نفسه بكتاب متوسط ويفوز، لأن الظروف المحيطة بالجوائز هي التي تحدد الفائز هذه الأيام. قل لي من اللجنة، أقل لك من الفائز! وهناك لجان تشكل بحرفية عالية لضمان فوز هذا أو هذا. في الجوائز اليوم من الصعب أن يعتمد الكاتب الحقيقي على مستوى ما أنتجه، للأسف عليه أن يعتمد على حظه، وهذا أمر معيب فعلا.

منتدى فرجيوة الجزائري: قل لي رأيك في هذه الشخصيات التي تقاطعت معها في ظاهر الاسم :
إبراهيم صنع الله - المصري
حسن نصر الله - حزب الله اللبناني
نصر الله صفير - كاردينال الكنيسة المارونية في لبنان
الأديب إبراهيم نصر الله: أتقاطع معها في الاسم نعم، ولكن كما تعرف، لقد غنت العظيمة فيروز: أسامينا، شو تعبوا أهالينا تلقوها
الأسامي كلام
شو خص الكلام عنينا هنِّ أسامينا
وأزيد: أن أفضل ما يدل علينا هي أيدينا.

--------------------------- انتهى -------------------------

أجرى الحوار عبر البريد الإلكتروني لمنتدى فرجيوة الجزائري العضوان الزرماني + ADMIN