دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 120 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 120 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 462 بتاريخ الثلاثاء 4 يونيو 2013 - 14:24
مواضيع مماثلة
صخب في مجلس سيف الدولة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صخب في مجلس سيف الدولة
صخب في مجلس سيف الدولة ...!!
________________________________________
قال ابن الدهان في المآخذ الكندية من المعاني الطائية:
إنه قال أبو فراس لسيف الدولة: إن هذا المتمشدق كثير الإدلال عليك، وأنت تعطيه كل سنة ثلاث آلاف دينار،عن ثلاث قصائد، ويمكن أن تفرق مائتي دينار على عشرين شاعرا يأتون بما هو خير من شعره، فتأثر سيف الدولة من هذا الكلام، وعمل فيه، وكان المتنبي غائبا، وبلغته القصة فدخل على سيف الدولة، وأنشد:
فأطرق سيف الدولة ولم ينظر إليه كعادته، فخرج المتنبي من عنده متغيرا، وحضر أبو فراس وجماعة من الشعراء فبالغوا في الوقيعة في حق المتنبي، وانقطع يعمل القصيدة التي أولها:
وجاء وأنشدها، وجعل يتظلم فيها من التقصير في حقه كقوله:
مالي أكتم حبا قد برى جسدي.......وتدعى حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعنا حـب لغرتـه.......فليت أنا بقدر الحب نقتسـم
قد زرته وسيوف الهند مغمدة.......وقد نظرت إليه والسيـوف دم
فهم جماعة بقتله في حضرة سيف الدولة؛ لشدة إدلاله وإعراض سيف الدولة عنه، فلما وصل في إنشاده إلى قوله:
يا أعدل الناس إلا فـي معاملتـي.......فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
فقال أبو فراس:
مسخت قول دعبل واعيته وهو:
ولست أرجو انتصافا منك ما ذرفت....... عيني دموعا وأنت الخصم والحكـم
فقال المتنبي:
أعيذها نظـرات منـك صادقـة.......أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
فعلم أبو فراس أنه يعنيه؛ فقال:
ومن أنت يا دعي كندة حتى تأخذ أعراض أهل الأمير في مجلسه؟ فأستمر المتنبي في إنشاده ولم يرد إلى أن قال:
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا.......بأنني خير من تسعى به قـدم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي....... وأسمعت كلماتي من به صمم
فزاد ذلك غيظا في أبي فراس، وقال: سرقت هذا من عمرو بن عروة بن العبد في قوله:
أوضحت من طرق الآداب ما اشتكلت.......دهـرا وأظهـرت إغرابـا وإبداعـا
حتى فتحت بإعجاز خصصـت بـه.......للعمـي والصـم أبصـارا وأسماعـا
ولما وصل إلى قوله:
الخيل والليـل والبيـداء تعرفنـي....... والحرب والضرب والقرطاس والقلم
قال أبو فراس:
وما أبقيت للأمير، إذا وصفت نفسك بالشجاعة والفصاحة، والرياسة والسماحة، تمدح نفسك بما سرقته من كلام غيرك وتأخذ جوائز الأمير؟أما سرقت هذا من قول الهيثم بن الأسود النخعي الكوفي المعروف بابن العريان العثماني، وهو:
أعاذلتني كـم مهمـة قـد قطعتـه.......أليف وحوش ساكنـا غيـر هائـب
أنا ابن الفلا والطعن والضرب والسري.......وجرد المذاكي والقنـا والقواضـب
حليم وقور فـي البـوادي وهيبتـي.......لها في قلب الناس بطـش الكتائـب
فقال المتنبي:
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره.......إذا استوت عنده الأنوار والظلم
قال أبو فراس:
وسرقت هذا من معقل العجلي، وهو:
إذا لم أميز بين نور وظلمة....... بعيني فالعينان زور وباطل
ولمحمد بن أحمد بن أبي مرة المكي مثله، وهو:
إذا المرء لم يدرك بعينيه ما يرى....... فما الفرق بين العمى والبصراء
وغضب سيف الدولة من كثرة مناقشته في هذه القصيدة، وكثرة دعاويه فيها، وضربه بالدواة التي بين يديه،
فقال المتنبي في الحال:
إن كان سركم ما قال حاسدنا....... فما لجرح إذا أرضاكـم ألـم
فقال أبو فراس:
أخذت هذا من قول بشار:
إذا رضيتم بأن نجفـي وسركـم....... قول الوشاة فلا شكوى ولا ضجر
ومثله لابن الرومي وهو:
إذا ما الفجائع أكسبنـي.........رضاك فما الدهر بالفاجع
فلم يلتفت سيف الدولة إلى ما قاله أبو فراس، وأعجبه بيت المتنبي، ورضي ، عنه في الحال، وأدناه إليه، وقبل رأسه، وأجازه بألف دينار، ثم أردفه بألف أخرى،
فقال المتنبي:
جاءت دنانيرك مختومة.................عاجلة ألفا على ألف
أشبهها فعلك في فيلق......................قلبته صفا على صف
و هنا ينتهي المشهد و ينتهي الصخب و الجدال لصالح المتنبي و لو عند سيف الدولة الذي رضي عنه مجددا و قربه و بجله و لو إلى حين فدوام الحال من المحال و كلكم يعلم أن المتنبي بعد ذلك قد غادر سيف الدولة إلى كافور الإخشيدي. و كذلك يتبين لنا جليا مقدرة الشاعر الفذ أبو فراس الحمداني و تمكنه من معرفة أصول المعاني و ورودها في أشعار العرب و نقده اللاذع للمتنبي و استماتة هذا الأخير في الدفاع عن نفسه .
________________________________________
قال ابن الدهان في المآخذ الكندية من المعاني الطائية:
إنه قال أبو فراس لسيف الدولة: إن هذا المتمشدق كثير الإدلال عليك، وأنت تعطيه كل سنة ثلاث آلاف دينار،عن ثلاث قصائد، ويمكن أن تفرق مائتي دينار على عشرين شاعرا يأتون بما هو خير من شعره، فتأثر سيف الدولة من هذا الكلام، وعمل فيه، وكان المتنبي غائبا، وبلغته القصة فدخل على سيف الدولة، وأنشد:
ألا مـا لسيـف الدولـة عاتبـــــــــــا ......فداه الورى أمى السيوف مضاربا
ومالي إذا ما اشتقت أبصرت دونه........تنائـف لا أشتاقهـا وسباسبـا
وقد كان يدني مجلسي من سمائـه.......أحادث فيها بدرهـا والكواكبـا
حنانيك مسئولا ولبيـك داعيـا....... وحسبي موهوبا وحسبك واهبـا
أهذا جزاء الصدق إن كنت صادقا .......أهذا جزاء الكذب إن كنت كاذبا
وإن كان ذنبي كل ذنـب فإنـه .......محا الذنب كل المحو من جاء تائبـا
ومالي إذا ما اشتقت أبصرت دونه........تنائـف لا أشتاقهـا وسباسبـا
وقد كان يدني مجلسي من سمائـه.......أحادث فيها بدرهـا والكواكبـا
حنانيك مسئولا ولبيـك داعيـا....... وحسبي موهوبا وحسبك واهبـا
أهذا جزاء الصدق إن كنت صادقا .......أهذا جزاء الكذب إن كنت كاذبا
وإن كان ذنبي كل ذنـب فإنـه .......محا الذنب كل المحو من جاء تائبـا
فأطرق سيف الدولة ولم ينظر إليه كعادته، فخرج المتنبي من عنده متغيرا، وحضر أبو فراس وجماعة من الشعراء فبالغوا في الوقيعة في حق المتنبي، وانقطع يعمل القصيدة التي أولها:
وأحر قلباه ممن قلبـه شبـم.......ومن بجسمي وحالي عنده سقم
وجاء وأنشدها، وجعل يتظلم فيها من التقصير في حقه كقوله:
مالي أكتم حبا قد برى جسدي.......وتدعى حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعنا حـب لغرتـه.......فليت أنا بقدر الحب نقتسـم
قد زرته وسيوف الهند مغمدة.......وقد نظرت إليه والسيـوف دم
فهم جماعة بقتله في حضرة سيف الدولة؛ لشدة إدلاله وإعراض سيف الدولة عنه، فلما وصل في إنشاده إلى قوله:
يا أعدل الناس إلا فـي معاملتـي.......فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
فقال أبو فراس:
مسخت قول دعبل واعيته وهو:
ولست أرجو انتصافا منك ما ذرفت....... عيني دموعا وأنت الخصم والحكـم
فقال المتنبي:
أعيذها نظـرات منـك صادقـة.......أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
فعلم أبو فراس أنه يعنيه؛ فقال:
ومن أنت يا دعي كندة حتى تأخذ أعراض أهل الأمير في مجلسه؟ فأستمر المتنبي في إنشاده ولم يرد إلى أن قال:
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا.......بأنني خير من تسعى به قـدم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي....... وأسمعت كلماتي من به صمم
فزاد ذلك غيظا في أبي فراس، وقال: سرقت هذا من عمرو بن عروة بن العبد في قوله:
أوضحت من طرق الآداب ما اشتكلت.......دهـرا وأظهـرت إغرابـا وإبداعـا
حتى فتحت بإعجاز خصصـت بـه.......للعمـي والصـم أبصـارا وأسماعـا
ولما وصل إلى قوله:
الخيل والليـل والبيـداء تعرفنـي....... والحرب والضرب والقرطاس والقلم
قال أبو فراس:
وما أبقيت للأمير، إذا وصفت نفسك بالشجاعة والفصاحة، والرياسة والسماحة، تمدح نفسك بما سرقته من كلام غيرك وتأخذ جوائز الأمير؟أما سرقت هذا من قول الهيثم بن الأسود النخعي الكوفي المعروف بابن العريان العثماني، وهو:
أعاذلتني كـم مهمـة قـد قطعتـه.......أليف وحوش ساكنـا غيـر هائـب
أنا ابن الفلا والطعن والضرب والسري.......وجرد المذاكي والقنـا والقواضـب
حليم وقور فـي البـوادي وهيبتـي.......لها في قلب الناس بطـش الكتائـب
فقال المتنبي:
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره.......إذا استوت عنده الأنوار والظلم
قال أبو فراس:
وسرقت هذا من معقل العجلي، وهو:
إذا لم أميز بين نور وظلمة....... بعيني فالعينان زور وباطل
ولمحمد بن أحمد بن أبي مرة المكي مثله، وهو:
إذا المرء لم يدرك بعينيه ما يرى....... فما الفرق بين العمى والبصراء
وغضب سيف الدولة من كثرة مناقشته في هذه القصيدة، وكثرة دعاويه فيها، وضربه بالدواة التي بين يديه،
فقال المتنبي في الحال:
إن كان سركم ما قال حاسدنا....... فما لجرح إذا أرضاكـم ألـم
فقال أبو فراس:
أخذت هذا من قول بشار:
إذا رضيتم بأن نجفـي وسركـم....... قول الوشاة فلا شكوى ولا ضجر
ومثله لابن الرومي وهو:
إذا ما الفجائع أكسبنـي.........رضاك فما الدهر بالفاجع
فلم يلتفت سيف الدولة إلى ما قاله أبو فراس، وأعجبه بيت المتنبي، ورضي ، عنه في الحال، وأدناه إليه، وقبل رأسه، وأجازه بألف دينار، ثم أردفه بألف أخرى،
فقال المتنبي:
جاءت دنانيرك مختومة.................عاجلة ألفا على ألف
أشبهها فعلك في فيلق......................قلبته صفا على صف
و هنا ينتهي المشهد و ينتهي الصخب و الجدال لصالح المتنبي و لو عند سيف الدولة الذي رضي عنه مجددا و قربه و بجله و لو إلى حين فدوام الحال من المحال و كلكم يعلم أن المتنبي بعد ذلك قد غادر سيف الدولة إلى كافور الإخشيدي. و كذلك يتبين لنا جليا مقدرة الشاعر الفذ أبو فراس الحمداني و تمكنه من معرفة أصول المعاني و ورودها في أشعار العرب و نقده اللاذع للمتنبي و استماتة هذا الأخير في الدفاع عن نفسه .
bellraf- عضو بارز
- تاريخ التسجيل : 26/01/2009
عدد الرسائل : 510
الجنس :
رد: صخب في مجلس سيف الدولة
بوركت أخي على المجهود الطيب
ما أجمل هذا الصخب.. لو كان كل صراخنا و عراكنا شعر و أدب و نثر لكانت مجالسنا أبهى و أروع..
أبو فراس الحمداني يلوم المتنبي على أخذه من سابقيه المعنى المجمل للكلام فماذا سيقول في بعض كتاب اليوم الذين يسرقون الكلام و النقط و الفواصل.. مشكور ثانية
ما أجمل هذا الصخب.. لو كان كل صراخنا و عراكنا شعر و أدب و نثر لكانت مجالسنا أبهى و أروع..
أبو فراس الحمداني يلوم المتنبي على أخذه من سابقيه المعنى المجمل للكلام فماذا سيقول في بعض كتاب اليوم الذين يسرقون الكلام و النقط و الفواصل.. مشكور ثانية
Admin- °° مؤسس منتديات فرجيوة التاريخية °°
- تاريخ التسجيل : 26/01/2007
عدد الرسائل : 2130
الجنس :
العمر : 43
رد: صخب في مجلس سيف الدولة
السلام عليكم
الى اسم المتنبي و ماحدث له في مجلس الدولة عندما اشرت اخي في موضوع السرقات الأدبية
الحادثة كنت متأكدة يقينا أنك تقصد هذه
كانت من احب قصائد المتنبي عندي و قد حفظتها عندما كنت صغيرة لست ابالغ إن قلت أن قصيدة و احر قلباه
عن نفسه بكل شجاعة أمام سيف الدولة و هذا ما حز في نفس أبو فراس و بقية المتواجدين و قد ذكر فيها المتنبى أشهر أبيات المدح
كما ان هذا الموضوع فعلا هو توضيح لموضوع السرقات الادبية
و بين التجديد في المعنى فهناك فرق بين السرقة الموصوفة
شكرا اخي على هذا الموضوع القيم
كتامة- عضو فعال
- تاريخ التسجيل : 30/10/2007
عدد الرسائل : 397
رد: صخب في مجلس سيف الدولة
أولا أشكرك أخي على امتاعنا بهذه القصة الطريفة ... كما أشكر الأخوين اللذين علقا عليها قبلي ... و بودي أن أزيد على ما قالا بعض الملاحظات
-القصة رغم أنها ممتعة لكن يبدو أثر الصنعة واضحا فيهافالأدباء و القصاص كانوا لايتورعون من تلفيق القصص و اختلاقها أو الزيادة فيها و تنميقها بما يخدم أهدافهم ..
فالعارف بشخصية أبي الطيب المتنبي يدرك جيدا أنه ليس من السهل أن يتحمل تلك الإهانات ، و يسترضى ببعض الدنانير ... و إلا كان ماقاله من قبل و من بعد لا يعبر عن المتنبي الفارس الثائر صاحب النفس الأبية الذي عرفناه و أحببناه من خلال شعره ... و قد وردت هذه القصة في الكثير من مصادر الأدب و التاريخ و لكن بغير هذه النهاية السعيدة التي تشبه نهاية المسلسلات التلفزيونية.
أما عن السرقات الأدبية فأعتقد أن مفهومها عند الأقدمين غيره عندنا اليوم فهم كانوا يعدون مجرد اقتباس المعاني سرقة ينبزون بها بعضهم ... أما اليوم فالطامة أشد و أدهى فقد تجاوز الأمر إلى السطو الواضح على نصوص و قصائد بأكملها ...و قد ذكرتني هذه المعاني بابن مسعود رضي الله عنه حين قال لتلاميذه يوما : "إنكم لتأتون أفعالا هي في أعينكم أدق من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله من الموبقات " فالمفاهيم تتغير عبر الزمان و لاينبغي أن نحاكم فكرة إلا في إطارها الزمكاني أي عندما نتكلم عن السرقة الأدبية لا ينبغي أن تنصرف أذهاننا إلى المعنى السائد اليوم
و بالعودة إلى مصادر الأدب العربي القديم و مراجعه و بالإطلاع على أنواع السرقات الأدبية و درجاتها و تعريف كل درجة يتضح لنا الأمر في الموضوع جليا.
تحياتي
أبو حفص- :: عضو شرفي ::
- تاريخ التسجيل : 27/01/2009
عدد الرسائل : 386
الجنس :
الجزائر
العمر : 60
مواضيع مماثلة
» مجلس " واحة الإيمان " °°° جديد المنتدى °°°
» مظاهرة الحكومة ضد الدولة والشعب؟؟؟؟
» ::سري للغاية : الدولة تبحث عن . . . . . تحضيرا لمظاهرات 12 فيفري ::
» مظاهرة الحكومة ضد الدولة والشعب؟؟؟؟
» ::سري للغاية : الدولة تبحث عن . . . . . تحضيرا لمظاهرات 12 فيفري ::
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى