مقال جديد لحفيظ دراجي.......عنوانه -حتى تفهموا..

كلما أقرأ وأسمع كتابات وتعليقات الزملاء الإعلاميين المصريين والمحللين عند كل مواجهة كروية جزائرية - مصرية منذ نوفمبر 2009، تنتابني الرغبة في العودة إلى الكتابة

في الموضوع لتنوير الرأي العام وتوضيح الأمور من هذا المنبر للمرة الألف، حتى يفهم الجميع بأن المشكلة بين الجزائر ومصر ليست بين الشعبين، ولا بين المنتخبين، وليست

بين شبيبة القبائل والأهلي أو الاسماعيلي، وليست أيضا بين مبارك وبوتفليقة، ولا بين روراوة وسمير زاهر، بل هي أعمق وأكبر من كل هؤلاء ولا يمكن لأي واحد مهما كان أن

يتحكم فيها من الجانب الجزائري على الأقل، لأنها تبقى قضية شعب جزائري بأكمله مع من نصبوا أنفسهم ناطقين وممثلين للشعب المصري من الإعلاميين والمثقفين والفنانين

والمحللين الرياضيين وبعض السياسيين الذين تفننوا وتمادوا في سب الشعب الجزائري بنسائه ورجاله ورموزه وشهدائه بكيفية وقسوة وحقد وغل لم يسبق لها مثيل في التاريخ.

الشعب الجزائري لمن لم يفهم بعد يقدس الوطن والشرف والشهداء ولا يغفر لمن يمسهم بسوء ومع ذالك يستقبل الاسماعيلي والأهلي بالورود من طرف أبناء الشهداء الذين شتمهم

السفهاء، ويحترم الشعب المكافح والشرفاء من أبناء مصر من زمان والى الأبد، ولكنه لن يغفر لمن اعتبروا الشعب الجزائري مجرما ولقيطا، وبقدرة قادر عادوا ليقولوا عنه أنه

شعب شقيق وعظيم لأن المصلحة اقتضت ذلك أو لأنهم أمروا بأن يقولوا ذلك لغاية في نفس يعقوب.
.
صحيح أن مصالح ثنائية تجمع بين مصر والجزائر، ونلتقي ونختلف سياسيا حول عديد القضايا، وقد نضطر للتحالف في ما بيننا من أجل مصالحنا المشتركة، لكن الشعب الجزائري

أثبت كما في كل مرة عدم قدرته، وليس عدم رغبته، على نسيان ما حدث في القاهرة وبعد أم درمان، ولا يزال يتجرع مرارة الشتائم وقلة الأدب ممن كنا نعتبرهم صفوة الشعب

المصري من الإعلاميين والمثقفين والفنانين، وممن كنا نعتبرهم فعلا إخوة لنا يحمون ظهورنا ونلجأ إليهم عند الضرورة ونقف معهم متى ما شاءوا وكيفما شاءوا..

في الجزائر لمن لم يفهم بعد لا تقلقنا الاعتداءات على لاعبينا ومناصرينا فوق الميدان وخارجه لأن جماهيرنا تفعل ذلك أيضا، ولا تحزننا الخسارة أمام المنتخب المصري أو أمام

الأهلي لأنهما الأفضل حاليا عربيا وقاريا، ولأنها قواعد اللعبة التي نحترمها، ولكن الإساءة إلى وطننا وشعبنا هي التي تقلقنا وتثير مشاعرنا.

ولأن الحكومة الجزائرية فهمت شعبها جيدا استمرت في مقاطعة بث كل الأفلام والمسلسلات المصرية على القنوات الجزائرية لأول مرة منذ الاستقلال، وأعادت النظر في علاقاتها مع

كل المؤسسات المصرية العاملة في الجزائر وأهمها شركة جيزي للهاتف النقال، واستثمارات أخرى تأثرت بما حدث وخسرت الملايين من الدولارات وسوقا لا مثيل لها، وأعادت

النظر في كل حساباتها السياسية مع مصر، ومع ذلك استقبلت مبارك مثلما تقتضيه الأعراف عندما زار الجزائر معزيا الرئيس في وفاة شقيقه
.
لا أدعي التحدث باسم الشعب الجزائري أو التعبير عما يشعر به ويفكر فيه ولكنها الحقيقة التي يلمسها كل واحد عندما يحين موعد مواجهة كروية جزائرية - مصرية، وعندما

نسمع الإخوان في مصر يتحدثون اليوم عن الأخوة والعروبة والمودة وضرورة عودة العلاقات إلى سالف عهدها بين الجزائر ومصر وكأن شيئا لم يحدث
.
الجزائريون لا ينتظرون منكم الاعتذار أو الانبطاح، ولكن لا تنتظروا منهم النسيان بسهولة لأنكم لو ذقتم ما ذاقه من ظلمكم معه وقسوتكم عليه لفهمتم وقدرتم مشاعره، ومع ذلك

استقبلوا مبارك والأهلي والاسماعيلي وكأن شيئا لم يكن، وسيقومون بالواجب معكم دائما، لكن اللي في القلب في القلب مثلما يقول المثل عندنا .

الجزائريون لا ينتظرون منكم الاعتذار أو الانبطاح، ولكن لا تنتظروا منهم النسيان
شكرا لك حفيظ خير الكلام ماقل ودل