منتدى فــرجيــوة الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول

لقد نسيت كلمة السر

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 133 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 133 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 462 بتاريخ الثلاثاء 4 يونيو 2013 - 14:24


 
   
     - قسم الشريعة الإسلامية
- النقاش السياســــــــي
- أقلامنا . . . . .
- أخبار الرياضة المحلية
- أخبار ميلـــــــــــــــة
- أخبار وقضايا المدينة
- قسم المجتمع المدني
- مناسبات خاصة جدا .
- شكاوى واقتراحات .

   
 
   
   

المساجد و دورها

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

المساجد و دورها Empty المساجد و دورها

مُساهمة من طرف الزرماني الخميس 5 أغسطس 2010 - 14:28

السلام عليكم و رحمة اللله و بركاته
أولا شكرا على الفضاء المتاح لمناقشة فيه قضايانا الراهنة
و أول ما أبدأ به من نقاش هو المساجد
كلكم يعرف قيمة المسجد في الإسلام ، منذ المسجد الأول الذي بناه الرسول صلى الله عليه و سلّم في المدينة المنوّرة ( مسجد قباء ) ، إذ كان العمود الفقري لهذا الدين ، فيه تقام الصلوات ، و فيه تحل مشاكل الناس ، و فيه يدعى على الجهاد ، و فيه تقدم دروس العلم ، ليس جامعة فحسب بل هو كل شيء ، و كان الإمام يختار على معايير معينة ، و لا بد أن يكون مؤهلا ..............

وقد مضت هذه السنة أي سنة دور المساجد مدة الحضارة الإسلامية ..
أمّا اليوم فهناك مساجد كثيرة و الحمد لله ، و لكن الفائدة المرجوة منها ناقصة ، أعلم أن هناك أئمة مجتهدون و يقدمون أقصى ما لديهم ، و هناك مساجد نائمة تماما ، و هناك اتجاه جديد ظهر حياتنا هو التفاخر في بناء المساجد و السرعة التي بني فيها ، و أثاثه ، و كثرة متبرعيه... حتى نسينا الدور الحقيقي المنوط بهذه المؤسسة الإسلامية الكبيرة
أرجو من إخواني المشاركة في هذا النقاش ، لا ننقد من أجل النقد ، و إنما نريد خلق بدائل جديدة ، و تقديم اقترحات حلّها تقودنا إلى حل و لو كان كان صغيرا
الأسئلة
هل الخلل في اختيارالأئمة ، و نقص مؤهلهم العلمي حال دون بلوغ المساجد قيمتها الحقيقية ؟
هل تدخل الدولة في تسيير المساجد ( الخطب و المواضيع ) انقص من قيمتها ووهجها ؟
هل المشاكل المفتعلة بين الجمعيات الدينية و الأئمة ، يثير السخط على المساجد و القائمين عليها ؟
هل نقص الوعي الديني لدى مجتمعنا ، و عدم معرفته بدوره الحقيقي في هذه الحياة ؟
هل ضعف الراتب الشهري للإمام ، و القيم و مدرّس القرآن كفيل بهذا الموات الذي تعيشه المساجد ؟
......................................

أنتظركم
الزرماني
الزرماني
:: عضو شرفي ::
:: عضو شرفي ::

تاريخ التسجيل : 12/04/2009
عدد الرسائل : 823
الجنس : ذكر
المساجد و دورها 34m89662

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المساجد و دورها Empty رد: المساجد و دورها

مُساهمة من طرف سعيد مكرود الخميس 5 أغسطس 2010 - 16:27

دائما سباق لطرح المواضييع النقاشية وسباق الى ان يكون موضوعك الرقم واحد في الاقسام الجديدة والمفيدة
موضوع المساجد ودورها مهم جدا
حقيقة المسجد قديما كان مدرسة ومكان للعبادة واسرة ومكان لتربية النشأ ومقر للجيش ومكان للصداقات وجلب الخيرات باختصار كان دوره اشمل واكبر واوسع وهكذا اراده الرسول صلى الله عليه وسلم .
لكن اليوم تحولت المساجد الى مجرد صوامع وما يشبه الكنائس وقزم دوره في أداء الصلاة والعبادات ...المسؤولون عن هذا كثر وليس جانب واحد فقط لن أقول لك المسؤول الوحيد هي الدولة أو الجمعيات أو الائمة وضعف تأطيرهم لكن السبب يكمن في أن كل واحد من هته الاطراف لها جزء من المسؤولية في هذا ولا تنحصر في جماعة او جمعية ...
المسجد الان قزم وانحصر دوره في الصلاة والاشادة بما قدمه الحكام العرب على مدار حكمهم والدعاء لهم دوما بالبطانةا لصالحة ..
حتى الوزارة المكلفة بهذ القطاع تتحمل انب من المسؤولية كيف لوزير أن يكون خريج زاوية ...؟؟
كيف لرئيس يدعم بالمال والنفيس الزوايا ...؟؟
سوف أعود للنقاش لاحقا ....
سعيد مكرود
سعيد مكرود
:: منتدى فرجيوة ::
:: منتدى فرجيوة ::

تاريخ التسجيل : 31/07/2008
عدد الرسائل : 8351
الجنس : ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المساجد و دورها Empty رد: المساجد و دورها

مُساهمة من طرف صالح ب الخميس 5 أغسطس 2010 - 17:09

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا لك استاذنا على الطرح القيم
وسأختصر ردي بسطر او سطرين لا أكثر

عندما تدخل المسجد في زماننا اليوم
عليك أن
1 أغلق جوالك
2 أحرص حذاءك
3 صلي صلاتك
4 غادر المسجد
سترى في الصف الواحد لن أقول المذاهب الأربعة بل ستشك في نفسك والطريقة اللتي تؤدي بها صلاتك
ذاك مقصر وذاك مشمر وذاك في ظهره على القميص علامة نايك ولا غوست
وحتى في مرة رأيت شابا يصلي وعلى قميصه صورة مادونا ابتسمت لا من الغبطة طبعا
ولا أتحدث عن ما شاهدت أنا فقط وبكل تاكيد حتى انا كنت مصدر تعليق من آخرين
المهم ليس القصد هو هاته التفاهات لو حكمنا عليها بتفاهات
لكن هل عرفتم بأن الحال هو نفسه على المنابر
نعم نفس الحال
فقد سيست المساجد وتسابق الأئمة في فن الخطابة ليس الخطابة كما نعرفها وفي جانبها المقصود
لكن في تلاوة ما طبع على الورقة اللتي ترسل من هناك
صالح ب
صالح ب
:: عضو شرفي ::
:: عضو شرفي ::

تاريخ التسجيل : 09/02/2009
عدد الرسائل : 1741
الجنس : ذكر
المساجد و دورها DZQ80176

المساجد و دورها 6

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المساجد و دورها Empty رد: المساجد و دورها

مُساهمة من طرف الزرماني الخميس 5 أغسطس 2010 - 18:20

أهلا بكم مجددا
شكرا للأخوين سعيد و صالح على مشاركتهما ، و لكن كان بودي الغوص في الموضوع ، و الإجابة على الأسئلة المقترحة ، لأني قلت لا نريد النقد فقط ، بقدر ما نستشرف حلا ولو كان بسيطا
ماذا يجب أن يكون حتى يعود المسجد إلى دوره الحقيقي بعد أن قُزِّمَ( كما قال سعيد ) ؟
الزرماني
الزرماني
:: عضو شرفي ::
:: عضو شرفي ::

تاريخ التسجيل : 12/04/2009
عدد الرسائل : 823
الجنس : ذكر
المساجد و دورها 34m89662

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المساجد و دورها Empty رد: المساجد و دورها

مُساهمة من طرف سعيد مكرود الخميس 5 أغسطس 2010 - 18:53

هل الخلل في اختيارالأئمة ، و نقص مؤهلهم العلمي حال دون بلوغ المساجد قيمتها الحقيقية ؟
هذا جانب مهم صراحة نقص تكوين الائمة ليس لانعدام المؤهلين بل الدولة تفضل ائمة تخرجوا من الزاوية على الائمة المتخرجين من الجامعات الاسلامية المتخصصة وهذا يعكس سلبا على مستوى الامامة في الجزائر مما سيأثر لا محالة في تقديم المسجد رسالته في هته الحياة ولو اعتمدنا على ائمة متخصصين ذو مستوى علمي كفئ لكانت المساجد منارة للعلم واستعادات مكانتها وكانت مؤسسة حقيقية لكن ليس هذا كله ...
هل تدخل الدولة في تسيير المساجد ( الخطب و المواضيع ) انقص من قيمتها ووهجها ؟
صح . هذا امر مهم جدا بالنظر الى تقزيم وتدجين الائمة ومحاولة حصر مواضيعهم وخطبهم في امور لا اقول غير مهمة لكنها ليست في مكانها وهذا مانتقص في قيمتها الروحية فتجد مواضييع خارجة عن المالوف وفي غير وقتها فتصور ان يخاطب احد الائمة الناس ويجعل موضوع جمعته " البواسير " فهل هته هي رسالة المسجد ؟؟ وهته هي الطريق الذي وصل اليه مساجد الجمهورية التي تحرك بامر رئاسي وبمرسوم تحدد فيه الخطب وتجعل منها اداة سياسية في بعض الاحيان ومحرك للهؤلاء الاشخاص ليقبلوا على صناديق الاقتراع فتوحيد الخطب وتعيين مواضييعها ليست هي الحل ولن تادي بتوظيف المسجد كرسالة ومؤسسة اسلامية وتدخل الدولة الجزائرية في هذا الشان واضح وفاضح .....
هل المشاكل المفتعلة بين الجمعيات الدينية و الأئمة ، يثير السخط على المساجد و القائمين عليها ؟
للدولة يد في هذا فهناك من يستثمر في الازمات التي تحصل داخل الجمعيات الدينية للمساجد التي تحولت الى احزاب واصبحت بين الجدب والشد بين التيارات المختلفة السلفية والاخوان والمبتدعة وووو وكل يريد السيطرة عليها اكيد الفائز الاكبر هي بعض الاشخاص الذين يستثمرون في هذا ..
هل نقص الوعي الديني لدى مجتمعنا ، و عدم معرفته بدوره الحقيقي في هذه الحياة ؟
الوازع الديني مرهون ومتوقف على اداء المسجد لدوره ورسالته ولا يكون مجتمع يعي ومزروع فيه ثقافة دينية اذا كان المسجد غافل على توصيل وزرع هته الثقافة في المجتمع ...وخصوصا اننا في مجتمع نلتقي يوم في الاسبوع لسماع خطبة الجمعة فهي فرصة للتوجيه وزرع الوازع الديني ..
هل ضعف الراتب الشهري للإمام ، و القيم و مدرّس القرآن كفيل بهذا الموات الذي تعيشه المساجد ؟
الامامة او من يقوم بدور الاهتمام بالمسجد في حد ذاته من دون راتب فالراتب ليس له دخل لان من يريد ان يخلف رسول الله فوق المنبر لا يتصور ان يساوم على هذا المنصب وان يطالب برفع الاجر صحيح كل امام رتيب يجني راتبه من ادلولة جراء قيامه بعمل على هذا المرفق العام المسجد فالمسجد كمرفق عام هناك من يسبره ومن يسير اكيد باموال وراتب لكن الامر لا يعدوا ان يكون سببا في عدم شغل المسجد لرسالته كمؤسسة اسلامية ...
سوف اعود بالحلول لاحقا

سعيد مكرود
سعيد مكرود
:: منتدى فرجيوة ::
:: منتدى فرجيوة ::

تاريخ التسجيل : 31/07/2008
عدد الرسائل : 8351
الجنس : ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المساجد و دورها Empty رد: المساجد و دورها

مُساهمة من طرف سعيد مكرود الخميس 5 أغسطس 2010 - 19:01

إليك هته الرسالة المنقولة في هذا الموضوع الذي يحاول صاحبهاتبيان دور المسجد في بناء الحضارة كمؤسسة دينية خالصة ومتكاملة
الرسالة مدعمة باحاديث وايات يستدرج فيه الكاتب دور المسجد كمنارة ومؤسسة دينية ودورها في بناء الحضارة :
*********************************

إننا في أمسِّ الحاجة إلى أن نعيد استقراء تاريخنا وأن ندرس عوامل نجاح أمتنا في
قيادة الإنسانية قرابة ألف عام، وبناء حضارة يشهد لها أعداؤها قبل أبنائها.

أي مدرسة وجامعة فكرية وعلمية واجتماعية تلك التي استمرت في إخراج أساتذة
للإنسانية في العلوم النقلية والعقلية على حد سواء قرابة ألف عام، من فقهاء ومحدثين
وعلماء في الطب والهندسة والرياضيات والفلسفة والفلك والأدب، وغيرها من علوم الدين
والدنيا. قلَّما يجتمع مثل هذا الرقم الهائل منهم في حضارة واحدة، دع عنك أن يكونوا
جميعاً نتاج مدرسة واحدة.

أما المدرسة التي أقصدها، فهي المسجد بمفهومه الشامل المتعمق، وهو مفهوم غائب عن
كثير من أبناء أمتنا, المسجد الذي يمثل نقطة التقاء الأمة وتوحيدها والمظهر العملي
لوحدتها, ولذلك كان أول أعمال أستاذ الإنسانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو
بناء مسجد للمسلمين في قباء في أيامه الأولى التي أمضاها في المدينة, وبعد انتقاله
من قباء إلى المدينة كان أول أعماله كذلك بناء مسجده صلى الله عليه وسلم, وحمل
أحجاره بيديه الكريمتين فكان المسجد النبوي مدرسة الدعوة الإسلامية الأولى، ودار
الدولة الإسلامية الكبرى, وكان المدرسة والجامعة ومقر مجلس الشورى, وعقد الرايات,
وتجهيز الجيوش, وإدارة شؤون الأمة صغيرها وكبيرها.

إن المسجد في المفهوم الإسلامي الخالص هو مقر إعلان العبودية الخالصة لخالقنا
{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً
} ، وبما أن
العبادة في المفهوم الإسلامي شاملة جامعة لحياة الإنسان العابد لله تعالى {
قُلْ
إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ
شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
}
[الأنعام:162-163]

وبما أن العلم في الإسلام شرط أساسي في أداء العبادة الصحيحة بمفهومها الشامل،
فلابد إذن من أن يقوم المسجد بدور نشر العلوم بل وأن يصبح منارة ومقصداً علمياً.

وقد قام المسجد بدوره التعليمي منذ أيامه الأولى، وحث رسول الله على هذا الدور
العلمي لقوله صلى الله عليه وسلم: «
من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً
أو يعلمه كان كأجر حاج تاماً حجه
» أخرجه الطبراني, وهذا المقصد التعليمي أوضحه
وبيَّنه صلى الله عليه وسلم في حديثه ليفرق بينه وبين البعد الشعائري من إقامة
الصلوات في المساجد.

ولم يقتصر الدور التعليمي للمسجد على الرجال بل نافست عليه النساء، لما أخرجه
البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قالت النساء للنبي: " غلبنا
عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك, فوعدهن يوماً لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن
" .
وفتح المسجد صدره للمرأة تشهد دروس العلم ليتأكد حق المرأة في تحصيل العلم ومشاركة
الرجل في الحياة, وقد أُعجبت السيدة عائشة أم المؤمنين بإقبال الأنصاريات على العلم
فقالت: " نعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين " .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرف على حلقات العلم التي كانت تنتشر في أرجاء
المسجد النبوي الشريف، خاصة في بواكير الصباح حيث حدث عبدالله بن عمرو بن العاص أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بمجلسين أحدهما فيه دعاء وإقبال على الله والآخر
فيه علم, فأقرَّهما وقعد في مجلس العلم, وشجع رسول الله صلى الله عليه وسلم استخدام
الوسائل المتاحة آنذاك لتوضيح المعاني والدروس سواء كانت بصرية أو سمعية, ومن أمثلة
ذلك ما رواه ابن مسعود بقوله: خطَّ لنا رسول الله خطاً بيده ثم قال:
« هذا سبيل
الله مستقيماً
» وخط عن يمينه وشماله ثم قال:
« هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه
شيطان يدعو إليه
» ثم قرأ
{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ
وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ
} [الأنعام:153].

ولو أن الوسائل التعليمية المتاحة لنا في عصرنا هذا وجدت في عصر رسول الله صلوات
الله وسلامه عليه لحثَّ على استعمالها، وكان أول من يستعملها صلى الله عليه وسلم.

واستمر المسجد في التطور والنمو جيلاً بعد جيل، ليؤدي مهامه في صناعة الحياة ليصبح
جامعات ومنارات علمية وفكرية رائدة, والأمثلة كثيرة نذكر بعضها مثل جوامع الألف
-وسميت كذلك لأنه مضى على تأسيسها أكثر من ألف عام- مثل جامع عمرو بن العاص، قلب
الفسطاط الفكري، ومهد الحركة العلمية في مصر، والذي كان يشهد مئات الزوايا العلمية,
والجامع الأموي في دمشق وجامع المنصور ببغداد, وجامع القرويين في فاس بالمغرب الذي
امتاز بالنظام التعليمي الجامعي وطرق التدريس فيه، فكان له شروط دقيقة للتعيين
ووظائف التدريس وتخصيص كراسي الأستاذية والإجازات الفخرية, وكان له مساكن جامعية
خاصة للطلبة والأساتذة، ومكتبات متخصصة للدارسين الجامعيين، فقصدها المسلمون وغير
المسلمين من شتى أرجاء العالم، وخاصة من أوروبا أمثال القس غربرت دورياق الذي أصبح
بابا روما. وكان التدريس يبدأ قبل طلوع الفجر وحتى الواحدة بعد منتصف الليل, أما
جامع الزيتونة بتونس فقد أبدع في شتى مجالات العلوم النقلية والعقلية، وضمت مكتبته
العامرة مايزيد عن مائتي ألف مجلد, وكذلك كان حال الجامع الأزهر الذي بدأ كغيره
كمسجد لإقامة الشعائر التعبدية وسرعان ما أصبح جامعة يدرس فيها العلوم المختلفة،
وتخرج فيها علماء عمالقة في كل مجالات الحياة.

واشتركت كل هذه الجامعات العظيمة في تشجيعها لطلبتها على مبدأ المناقشة والمناظرة
والتمرس عليها, فأصبح من المألوف أن يخالف الطالب أستاذه في الرأي في إطار الأدب
المتعارف عليه, وبهذا أوجدت المدرسة العظيمة التي يطلق عليها بالمسجد -بمفهومه
الشامل- أجيالاً ستظل معجزة العالم ومفخرته, ولها فضل على كل علوم الدنيا شرعية أو
كونية أو إنسانية, حيث كوَّنت أساس النهضة العلمية والصناعية في الغرب.

وحظي القرنان الخامس والسادس الهجريان بالتوسع في بناء المدارس المنفصلة عن
المساجد، مما أدى تدريجياً إلى فقد شمولية التعليم في حلقات المسجد ليقتصر على
العلوم الشرعية, وبدأ الضعف العلمي يدب في الأمة, ومما زاد في تسارع الضعف
والانهيار حدوث كوارث ثلاث في تاريخ أمة الإسلام على مدى ثلاثة قرون.

أما الأولى فهي حرق مدينة الفسطاط عام 564هـ، وأما الثانية فهي تخريب وحرق التتار
لبغداد مركز الحضارة الاسلامية آنذاك في عام 656هـ، أما الكارثة الثالثة فهي سقوط
الأندلس عام 897هـ.

وبفقد المسلمين للزعامة العلمية، تم فقد قيادة الإسلام للبشرية وورثت أوروبا التراث
العلمي، فحمله أبناؤها وقدروه حق قدره، فرفع قدرهم ليتسلَّموا من المسلمين الزعامة
العلمية وقيادة البشرية, وأصبح المسملون يتخبطون في الجهل وضاعت هويتهم الإسلامية،
فبدأوا يفصلون بين التعليم الديني والتعليم الدنيوي، وهو مفهوم غريب عند جيل عمالقة
المسلمين, وانفصل بذلك البعد الروحي والخلقي والتربوي للمسجد عن العلوم الدنيوية
فضعف التحصيل في علوم الدنيا التي فيها قوام الحياة, وعمل الاستعمار على تقليص
التعليم الإسلامي الشامل، فعملت بريطانيا على الأزهر وفرنسا على جامع القرويين في
فاس, وكذلك الحال بالنسبة للزيتونة بتونس, ومن وسائل تحجيم وتحييد هذه المساجد
الجامعية إضعاف أوقافها, وتخرجت أجيال ممن صبغت بغير صبغة الله وبغير صبغة مدرسة
الإسلام, وابتعد المسلمون أكثر فأكثر عن مفهوم الشمولية العلمية وعمارة الأرض
والأخذ بأسباب كل ما يقيم الحياة ويبنيها، بل وعندما فُقِدَت صبغة المسجد فُقِدَ
الإخلاص في تلقي العلوم, وسخرت أمم أخرى العلوم بمعزل عن القيم الروحية وما يصلح
النفس البشرية.

إن ضعف دور المسجد هو انعكاس لضعف الأمة الإسلامية، ولن تكون الصحوة الإسلامية إلا
عندما يقوم المسجد بدوره الشامل ويرتقي بأساليبه ووسائله التربوية والتعليمية بما
يتناسب مع احتياجات العصر ومقتضياته، ليصبح قلب الحياة الإسلامية من جديد, وهو واجب
عصري حيث لا يتم واجب تعليم الجيل إلا به.

إن هناك جهوداً حثيثة لإعادة دور المسجد في بناء الحضارة وصناعة الحياة, ومن هذه
الجهود ما تقوم به الجمعية الإسلامية في بوسطن من إقامة أضخم مركز حضاري في أمريكا
يشمل مسجداً جامعاً ومدرسة ومكتبة تكون مرجعاً للباحثين ومركزاً لدعوة غير المسلمين
وقاعات للمحاضرات.

وسيبنى المسجد إن شاء الله في موقع متميز بجوار المدينة الطبية والجامعات الكبرى
مثل هارفرد وجامعة بوسطن على أرض قُدِّمت للمسلمين بسعر رمزي لأول مرة في تاريخ
أمريكا, وسيكون هذا موضوعنا القادم إن شاء الله.
***********************************************************************
انتهت الرسالة .
سعيد مكرود
سعيد مكرود
:: منتدى فرجيوة ::
:: منتدى فرجيوة ::

تاريخ التسجيل : 31/07/2008
عدد الرسائل : 8351
الجنس : ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المساجد و دورها Empty رد: المساجد و دورها

مُساهمة من طرف الزرماني الجمعة 6 أغسطس 2010 - 21:16

أهلا مجددا و شكرا لإثراء الموضوع أخي سعيد
مما لا شك فيه أن المسجد في الإسلام لعب دورا مميزا ، و تطور دوره مع تمدد الحضااة الإسلامية ، و أكيد أن عودة المسلمين إلى أداء أدوارهم الحقيقية يكمن في إعادةالمسجد إلى حقيقته و إلى دوره ، لا إلى قراءة الخطب التي تدعو إلى التسبيح بحمد السلطان ، أو تشجيع الفريق الوطني ، أو التحريض على تقديم الصدقات و احتسابها أنها زكاة

.....................................................
المسجد العمود الفقري للحياة الإسلامية فإذا صلح المسجد و القائمين عليه صلح أمر الأمة و العكس صحيح
.....................
الأخ سعيد و باقي الأعضاء لو نوجه نقدا إلى الأئمة فماذا نقول لهم ؟
مثلا ما هي المواضيع التي يجب أن يطرقوها ؟
كيف تسيّر المساجد ؟
سلبيات الأئمة و المأمومين ؟
ما النقائص الموجودة في المساجد ؟
و غيرها

الزرماني
الزرماني
:: عضو شرفي ::
:: عضو شرفي ::

تاريخ التسجيل : 12/04/2009
عدد الرسائل : 823
الجنس : ذكر
المساجد و دورها 34m89662

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المساجد و دورها Empty رد: المساجد و دورها

مُساهمة من طرف سعيد مكرود السبت 7 أغسطس 2010 - 1:44

أهلا مجددا و شكرا لإثراء الموضوع أخي سعيد
مما لا شك فيه أن المسجد في الإسلام لعب دورا مميزا ، و تطور دوره مع تمدد الحضااة الإسلامية ، و أكيد أن عودة المسلمين إلى أداء أدوارهم الحقيقية يكمن في إعادةالمسجد إلى حقيقته و إلى دوره ، لا إلى قراءة الخطب التي تدعو إلى التسبيح بحمد السلطان ، أو تشجيع الفريق الوطني ، أو التحريض على تقديم الصدقات و احتسابها أنها زكاة

.....................................................
المسجد العمود الفقري للحياة الإسلامية فإذا صلح المسجد و القائمين عليه صلح أمر الأمة و العكس صحيح
.....................
الأخ سعيد و باقي الأعضاء لو نوجه نقدا إلى الأئمة فماذا نقول لهم ؟
العفو اخي الزرماني هدا دورنا هو اثراء المواضييع النقاشية المفيدة التي تطرح كهته ومن طينة هته المواضييع وارى ان النقاش تحول الى حوار ....
مثلا ما هي المواضيع التي يجب أن يطرقوها ؟؟
المواضييع لابد ان تكون ذا طابع توعوي يحسس الفرد والجماعة بالدور المنوط بهم وماذا ينتظر منهم الاسلام ومالواجب الذي يجب ان يقدموه خدمة لهذا الدين والتضحيات الواجب اتخداها في سبيل حماية هته الرسالة وحماية رقعة ووحدة هته الرقعة والمبادئ والاسس وزرع حب الدين وحب الله ورسوله وامته وزرع حب الشهادة والموت في سبيل الله ونصرة له ولكلمته خطب عن دور الشباب المسلم في حماية هته الامة وماينصب لها من مكيدة ومكائد ...
كيف تسيّر المساجد ؟
المسجد ـو مؤسسة المسجد كمرفق عام يسهر على سيره وحسن سيره موظف منصب من قبل الوزارة الوصية يقوم ويسهر على حسن سير مرفق المسجد
سلبيات الأئمة و المأمومين ؟
لعلى ابرز سلبيات الائمة هو كونهم أئمة كما وصفهم الشيخ القرضاوي حيث جعلهم من زمرة الائمة الدواجن الذين يحيون الحاكم صباح مساء ويشيدون بمشاريعه وتجربته والدعوة لمباركة سياسته وتقديم التهاني لزواج ابنه ووفاة والدته ولعلى ابرز سلبية هو قصور تكوينهم وتفضيل المتخرج من الزاوية على المتخرج من الجامعة الاسلامية رغم احقية الثاني على الاول
ما النقائص الموجودة في المساجد ؟
نقائص كثيرة حيث تحولت الى فضاء لاقامة الصلاة او كما يقال بالعامية " صلي ورفد سبادك او حداءائك "
فلا وجود لدروس تدعيمية مفيدة تعلم وتفقه المسلميين امور دينهم سواء ماتعلق الامر بالعقيدة الصحيحة او الفقه ومختلف انواعه دروس ومحاضرات وومواعض وندوات
ودورات لتحفيظ القراءان و غلق المسجد في وجوه المصلين
حيث يجب ان يتوفر المسجد على :
- محاضرات وندوات
- ملتقيات وملتقيات
- دروس ومواعض
- تحفيظ القراءان
- قراءة سير الاوليين ومنها سيرة سيد الخلق محمد صلوات ربي وسلامه عليه

و غيرها
سعيد مكرود
سعيد مكرود
:: منتدى فرجيوة ::
:: منتدى فرجيوة ::

تاريخ التسجيل : 31/07/2008
عدد الرسائل : 8351
الجنس : ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المساجد و دورها Empty رد: المساجد و دورها

مُساهمة من طرف houssam96 الأربعاء 11 أغسطس 2010 - 18:28

شكرا على مجهوداتكم
رمضان كريم

houssam96
عضو
عضو

تاريخ التسجيل : 05/05/2009
عدد الرسائل : 60
الجنس : ذكر
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى