دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 106 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 106 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 462 بتاريخ الثلاثاء 4 يونيو 2013 - 14:24
مواضيع مماثلة
مقال مهم د/ حسام عيسى في جريدة العربي المصرية
+2
AmInx0o
الزرماني
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقال مهم د/ حسام عيسى في جريدة العربي المصرية
يا إلهي.. ما كل هذا الانحطاط
عندما أعلن النظام المصرى على لسان الرئيس الراحل أنور السادات أن
حرب أكتوبر هى آخر الحروب، لم يدرك أحد وقتها أن المقصود لهذه الحروب هى
الحروب المصرية الإسرائيلية فقط، وأنها لا تشمل بأى حال الحروب المصرية ـ
العربية.
وبالفعل وبعد إنهاء الحرب المصرية ـ الإسرائيلية الطويلة،
وتحول إسرائيل من عدو إلى صديق للنظام المصرى، دخلت مصر حروبًا من نوع
جديد مع «أشقائها العرب»، حروبًا لا تشارك فيها الجيوش لحسن الحظ، ولا
يستخدم فيها أسلحة الدمار المادى، حروبًا تعتمد على سلاح واحد: لغة
الكلام.
بدأت هذه الحروب الإعلامية لسلاحها الجديد عندما أعلن الرئيس
الراحل أنور السادات أن العرب الذين وقفوا ضد الصلح مع إسرائيل، بما فى
ذلك شركاء حرب أكتوبر المجيدة، هم مجرد أصفار، إلا أنه رغم حدة اللغة
المستخدمة بقيت الحرب موجهة ضد الأنظمة العربية بشكل عام، ولم تطل الشعوب
العربية مباشرة.
كذلك كان الحال فى الحرب المصرية ـ السورية المستمرة
منذ وقت طويل، فقد بقيت هذه الحرب موجهة ضد النظام السورى، ورغم تدهور لغة
الكلام أحيانًا فقد بقى الشعب السورى بمنأى عن حملات الهجوم المصرية.
إلا
أن الأمر اختلف بشكل كيفى فى الحرب الإعلامية ضد حزب الله أثناء حربه ضد
إسرائيل وبعدها، وضد حماس، وأخيرًا ضد دولة قطر حيث تدهورت مفردات اللغة
المستخدمة وتم المساس بأشخاص لم يجر العُرف أبدًا على التطاول عليهم فى
معارك الأنظمة.
ثم جاءت الحرب الكروية المصرية ـ الجزائرية لتعلن ميلاد نوع جديد فى الحروب الإعلامية، وميلاد لغة جديدة لهذه الحرب.
لغة ليست ككل اللغات، وكلامها لا يشبه أى كلام.
لغة مفرداتها السباب والشتائم، ومضمونها الكذب المنظم، وغياب العقل.
لغة
تتطاول على كل شيء، على الشعوب وتاريخها، آلامها وأحلامها ولغتها، وتلعن
شهداءها وتحولهم إلى لقطاء، حيث أصبح شعب المليون شهيد، طبقًا للجهاز
الإعلامى الجديد، شعب المليون لقيط ـ وانظر هنا إلى بشاعة اللفظ وانحطاطه.
لغة تجسد غياب عقل أصحابها من الأميين، الذين أصبحوا فجأة قادة إعلاميين، يتلاعبون بوعى ووجدان شعب بأكمله.
لغة أنستنا لغتنا الجميلة.
أنستنا
أشعار جاهين التى غناها العرب جميعًا معنا ومصر تحارب ضد العدوان الثلاثى،
انستنا غليون صلاح جاهين الذى يعبر القناة التى عادت لنا تحميه روح أم
صابر شهيدة الوطنية المصرية، وانستنا أشعار كمال عبدالحليم التى تغنت بها
فايدة كامل تمجيدًا لنضال شعبى مصر والجزائر، فى وقت وصلت فيه جيوش فرنسا
المتحالفة مع إسرائيل وإنجلترا إلى بورسعيد لتضرب ما سماه وزير خارجية
فرنسا وقتها ـ كريستيان بينو ـ خيمة القائد فى حرب الجزائر.
نعم كانت
مصر خيمة القائد فى حرب الجزائر، وكان ذلك أبلغ وصف لتلاحم الشعبين
الجزائرى والمصرى وثورتيهما، وهو ما جسده عبدالناصر عندما أعلن أنه لن يرد
على وقاحة وزير خارجية فرنسا ـ الذى اتهمه بسرقة القناة، وأنه سوف يترك
الرد للمناضلين الجزائريين.
لغة أنستنا أشعار الأبنودى ونجم التى
تغنينا بها أثناء حرب أكتوبر المجيدة، فى وقت كانت هناك وحدات من كل جيش
عربى، بما فى ذلك جيش الجزائر ترابط على أرض القناة منتظرة الإشارة للبدء
فى تصفية الثغرة الإسرائيلية.
لغة انستنا أشعار البارودى وحافظ وشوقى
وصلاح عبدالصبور وأمل دنقل، وأدب الحكيم وطه حسين والعقاد، وروايات جورجى
زيدان ومحفوظ وقصص يوسف إدريس.
لغة تعلن نهاية عصور نهضتنا، ودخولنا المجيد إلى عصر انحطاط آخر.
لغة
حمقاء لا تعرف شيئًا عن تاريخ شعب الجزائر ونضاله المذهل بقيادة جمعية
العلماء الإسلامية للحفاظ على لغته العربية أمام أكبر عملية قادها
الاستعمار الفرنسى لاجتثاث لغة شعب الجزائر العربية وهويته العربية
الإسلامية، حيث بقى شعب الجزائر طوال 170 سنة محرومًا من حقه فى تعلم لغته
الأم، حتى إن بن بيللا العظيم انهار باكيا أمام عبدالناصر عندما لم يستطع
الترحيب به على أرض الجزائر بكلمات عربية، وكان ذلك دافعًا لكى يمضى سنوات
سجنه الطويلة فى الجزائر بعد ذلك فى تعلم اللغة التى أصبح يتقنها بشكل
أفضل كثيرًا من دون كيشوت المصرى الذى خرج علينا إبان الحرب الجزائرية ـ
المصرية بسيفه الخشبى يناطح طواحين الهواء، وينطق بلغة عامية ركيكة يلعن
فيها الشعب الجزائرى الذى لا يستطيع أن ينطق العربية بشكل سليم، متجاهلاً
أن أهم المعارك التى تدور على أرض الجزائر منذ وفاة بومدين هى المعركة بين
أنصار الفرنسية وأنصار التعريب وأن الشعب الجزائرى فى معظمه يقف إلى جانب
التعريب.
لغة جاهلة لا تعرف من دافع عن ثورة الجزائر وحق شعبها فى
الاستقلال ومن وقف ضد هذه الثورة، على طريقة «الأهرام» التى كتبت أن شعب
الجزائر همجى لأنه حول بيت الأديب الفرنسى البير كامى «الذى دافع عن ثورة
الجزائر» إلى محل بيع أجهزة المحمول، لأن «الأهرام» فى عصر التردى الذى
يعيشه لا يعرف أن البير كامى كان من المستوطنين الفرنسيين فى الجزائر،
وأنه دافع باستماتة عن بقاء الجزائر فرنسية، وعن الحرب الاستعمارية البشعة
ضد الجزائر، وكان ذلك سببًا فى القطيعة بينه وجان بول سارتر العظيم الذى
قاد حملة المثقفين الفرنسيين ضد حرب الجزائر، والذى أهان كامى فى خطاب شهر
له لموقفه العنصرى من شعب الجزائر.
ويبدو أن «الأهرام» فى عصره الجديد
يرى أن موقف كامى من الحرب الاستعمارية ضد الجزائر لا يبرر موقف
الجزائريين من كامى، وأنه كان ينبغى عليهم تكريم أعدائهم على طريقة الوزير
فاروق حسنى الذى احتفل ومعه أصدقاؤه من اليساريين القدامى بذكرى دخول
الجيش الفرنسى بقيادة بونابرت إلى مصر غازيا ومحتلاً باعتباره عيدًا
للتنوير «تنوير المصريين طبعًا».
لغة شديدة البشاعة فى بذاءتها، ورغم
ذلك وصفها البعض بلغة القلب باعتبار أنها تتبنى مفردات العامة من جماهير
مصر، ولأنها تقرب بين هذه الجماهير وأصحاب هذه اللغة.
لغة القلب هذه وصلت فى إحدى الصحف المصرية إلى حد وصف الرئيس بوتفليقة فى مانشيت على صدر صفحتها الأولى بالعبارة التالية:
«بوتفليقة يا بلطجى، أنت رئيس ولا عربجي»
ثم اتبعت ذلك بعنوان فرعى جاء به:
«الجزائريون أولاد الكلب أحرقوا علم الفراعنة»
ولم
يسمع أحد صوت السيد صفوت الشريف يندد بمثل هذه اللغة باعتبارها تنافى
مبادئ ميثاق الشرف الصحفى الذى طالما تغنى به عندما تعلق الأمر بنقد صحف
المعارضة المصرية.
ولم يسمع أحد أن السيد صفوت الشريف قد أحال
المسئولين عن هذه الجريمة للتحقيق أو أنه اتخذ الإجراءات لإلغاء رخصة هذه
الصحيفة على نحو ما فعل عندما استخدمت صحيفة أخرى مثل هذه اللغة الهابطة
ضد فنان مصرى كبير.
كذلك أغمض السيد الشريف العين عما حدث فى برنامج
«البيت بيتك» عندما حاول أحد مقدمى هذا البرنامج أن يستخف ظله باستخدام
لغة الانحطاط والتردى للطعن فى رجولة كل رجال الجزائر فى مشهد غير مسبوق
وغير معقول.
لغة تنكر العقل وتتنكر له، ولم لا أليست مجرد لغة للقلب
ولهذا لم يشعر أحد المنظرين الأيديولوجيين للنظام القائم بالحرج مطلقًا
خرج علينا فى «الأهرام» العتيد بمحاضرة طويلة يطالب فيها بإعادة النظر ليس
فقط فى العلاقات مع الجزائر، ولكن فى العلاقات مع كل الأنظمة العربية التى
تتطاول على الشقيقة الكبرى مصر انطلاقًا من عقدة النقص التقليدية لدى هذه
الأنظمة تجاه مصر.
ولم يطلعنا المنظر الكبير على السبب فى عقدة النقص هذه:
هل هو التفوق الساحق للنظام التعليمى المصرى، وبالذات تفوق الجامعات المصرية على جامعات هذه الدول؟
هل التفوق العلمى والتكنولوجى المصرى الكاسح اليوم؟
هل ارتفاع مستوى المعيشة للشعب المصرى واختفاء مظاهر الفقر بالقياس إلى ما يحدث فى هذه الدول؟
هل ارتفاع المستوى الصحى فى مصر، أم هو التقدم المذهل فى الفنون والآداب خاصة السينما والموسيقى والغناء؟
هل الدور المصرى القائد على المستوى العربى والإقليمى عامة؟
هل النموذج الذى يعطيه النظام المصرى فى محاربة الفساد؟
وهى لغة تقوم على الكذب وإخفاء الحقائق من أجل تشكيل وعى الجماهير بالطريقة التى تحقق مصالح النظام القائم.
فقد
كذبت وسائل الإعلام ومعها السلطات المصرية المسئولة عندما ادعت أن أحدًا
لم يقذف العربة التى كانت تحمل لاعبى المنتخب الجزائرى إلى مقر إقامتهم فى
مصر بالحجارة، مما أدى إلى جرح بعضهم وأن اللاعبين الجزائريين هم الذين
أصابوا أنفسهم عمدًا، وذلك على طريقة وزارة الداخلية عندما يموت مواطن
أثناء تعذيبه، بادعاء أنه مات جراء تعمد ضرب رأسه فى الحائط.
كذلك
كذبت وسائل الإعلام هذه عندما تجاهلت ما حدث فى شارع الهرم بعد إنهاء
مباراة مصر والجزائر فى القاهرة من اعتداء على الجماهير الجزائرية وترويع
لها أثناء عودتها إلى محل إقامتها بأحد فنادق شارع الهرم.
وهى فى
البداية والنهاية لغة لا تليق بـ«مصر» وتاريخها ومكانتها ولا بطبيعتها
السياسية ولا بمثقفيها.. ولكن يبدو أنه من أجل التوريث يهون كل شيء
والنظام مستعد للدخول فى حروب تكسبه شعبية من أجل إفساح الطريق للأمير
الصاعد إلى العرش، متناسيا أن مثل هذه الشعبية قصيرة المدى جدًا، وأن
الناس الذين تم شحنهم فى هذه الحرب المدمرة لسمعة مصر ومكانتها سوف يعودون
بعدها إلى مشكلاتهم اليومية الهائلة وإلى حقائق حياتهم.. ويستعيدون وعيهم
وحينئذ سوف يدركون أن الجزائر غير مسئولة عن فقر الحال وعن الفساد، وعن
تردى الأوضاع العامة، وأن هناك مسئولين آخرين
عندما أعلن النظام المصرى على لسان الرئيس الراحل أنور السادات أن
حرب أكتوبر هى آخر الحروب، لم يدرك أحد وقتها أن المقصود لهذه الحروب هى
الحروب المصرية الإسرائيلية فقط، وأنها لا تشمل بأى حال الحروب المصرية ـ
العربية.
وبالفعل وبعد إنهاء الحرب المصرية ـ الإسرائيلية الطويلة،
وتحول إسرائيل من عدو إلى صديق للنظام المصرى، دخلت مصر حروبًا من نوع
جديد مع «أشقائها العرب»، حروبًا لا تشارك فيها الجيوش لحسن الحظ، ولا
يستخدم فيها أسلحة الدمار المادى، حروبًا تعتمد على سلاح واحد: لغة
الكلام.
بدأت هذه الحروب الإعلامية لسلاحها الجديد عندما أعلن الرئيس
الراحل أنور السادات أن العرب الذين وقفوا ضد الصلح مع إسرائيل، بما فى
ذلك شركاء حرب أكتوبر المجيدة، هم مجرد أصفار، إلا أنه رغم حدة اللغة
المستخدمة بقيت الحرب موجهة ضد الأنظمة العربية بشكل عام، ولم تطل الشعوب
العربية مباشرة.
كذلك كان الحال فى الحرب المصرية ـ السورية المستمرة
منذ وقت طويل، فقد بقيت هذه الحرب موجهة ضد النظام السورى، ورغم تدهور لغة
الكلام أحيانًا فقد بقى الشعب السورى بمنأى عن حملات الهجوم المصرية.
إلا
أن الأمر اختلف بشكل كيفى فى الحرب الإعلامية ضد حزب الله أثناء حربه ضد
إسرائيل وبعدها، وضد حماس، وأخيرًا ضد دولة قطر حيث تدهورت مفردات اللغة
المستخدمة وتم المساس بأشخاص لم يجر العُرف أبدًا على التطاول عليهم فى
معارك الأنظمة.
ثم جاءت الحرب الكروية المصرية ـ الجزائرية لتعلن ميلاد نوع جديد فى الحروب الإعلامية، وميلاد لغة جديدة لهذه الحرب.
لغة ليست ككل اللغات، وكلامها لا يشبه أى كلام.
لغة مفرداتها السباب والشتائم، ومضمونها الكذب المنظم، وغياب العقل.
لغة
تتطاول على كل شيء، على الشعوب وتاريخها، آلامها وأحلامها ولغتها، وتلعن
شهداءها وتحولهم إلى لقطاء، حيث أصبح شعب المليون شهيد، طبقًا للجهاز
الإعلامى الجديد، شعب المليون لقيط ـ وانظر هنا إلى بشاعة اللفظ وانحطاطه.
لغة تجسد غياب عقل أصحابها من الأميين، الذين أصبحوا فجأة قادة إعلاميين، يتلاعبون بوعى ووجدان شعب بأكمله.
لغة أنستنا لغتنا الجميلة.
أنستنا
أشعار جاهين التى غناها العرب جميعًا معنا ومصر تحارب ضد العدوان الثلاثى،
انستنا غليون صلاح جاهين الذى يعبر القناة التى عادت لنا تحميه روح أم
صابر شهيدة الوطنية المصرية، وانستنا أشعار كمال عبدالحليم التى تغنت بها
فايدة كامل تمجيدًا لنضال شعبى مصر والجزائر، فى وقت وصلت فيه جيوش فرنسا
المتحالفة مع إسرائيل وإنجلترا إلى بورسعيد لتضرب ما سماه وزير خارجية
فرنسا وقتها ـ كريستيان بينو ـ خيمة القائد فى حرب الجزائر.
نعم كانت
مصر خيمة القائد فى حرب الجزائر، وكان ذلك أبلغ وصف لتلاحم الشعبين
الجزائرى والمصرى وثورتيهما، وهو ما جسده عبدالناصر عندما أعلن أنه لن يرد
على وقاحة وزير خارجية فرنسا ـ الذى اتهمه بسرقة القناة، وأنه سوف يترك
الرد للمناضلين الجزائريين.
لغة أنستنا أشعار الأبنودى ونجم التى
تغنينا بها أثناء حرب أكتوبر المجيدة، فى وقت كانت هناك وحدات من كل جيش
عربى، بما فى ذلك جيش الجزائر ترابط على أرض القناة منتظرة الإشارة للبدء
فى تصفية الثغرة الإسرائيلية.
لغة انستنا أشعار البارودى وحافظ وشوقى
وصلاح عبدالصبور وأمل دنقل، وأدب الحكيم وطه حسين والعقاد، وروايات جورجى
زيدان ومحفوظ وقصص يوسف إدريس.
لغة تعلن نهاية عصور نهضتنا، ودخولنا المجيد إلى عصر انحطاط آخر.
لغة
حمقاء لا تعرف شيئًا عن تاريخ شعب الجزائر ونضاله المذهل بقيادة جمعية
العلماء الإسلامية للحفاظ على لغته العربية أمام أكبر عملية قادها
الاستعمار الفرنسى لاجتثاث لغة شعب الجزائر العربية وهويته العربية
الإسلامية، حيث بقى شعب الجزائر طوال 170 سنة محرومًا من حقه فى تعلم لغته
الأم، حتى إن بن بيللا العظيم انهار باكيا أمام عبدالناصر عندما لم يستطع
الترحيب به على أرض الجزائر بكلمات عربية، وكان ذلك دافعًا لكى يمضى سنوات
سجنه الطويلة فى الجزائر بعد ذلك فى تعلم اللغة التى أصبح يتقنها بشكل
أفضل كثيرًا من دون كيشوت المصرى الذى خرج علينا إبان الحرب الجزائرية ـ
المصرية بسيفه الخشبى يناطح طواحين الهواء، وينطق بلغة عامية ركيكة يلعن
فيها الشعب الجزائرى الذى لا يستطيع أن ينطق العربية بشكل سليم، متجاهلاً
أن أهم المعارك التى تدور على أرض الجزائر منذ وفاة بومدين هى المعركة بين
أنصار الفرنسية وأنصار التعريب وأن الشعب الجزائرى فى معظمه يقف إلى جانب
التعريب.
لغة جاهلة لا تعرف من دافع عن ثورة الجزائر وحق شعبها فى
الاستقلال ومن وقف ضد هذه الثورة، على طريقة «الأهرام» التى كتبت أن شعب
الجزائر همجى لأنه حول بيت الأديب الفرنسى البير كامى «الذى دافع عن ثورة
الجزائر» إلى محل بيع أجهزة المحمول، لأن «الأهرام» فى عصر التردى الذى
يعيشه لا يعرف أن البير كامى كان من المستوطنين الفرنسيين فى الجزائر،
وأنه دافع باستماتة عن بقاء الجزائر فرنسية، وعن الحرب الاستعمارية البشعة
ضد الجزائر، وكان ذلك سببًا فى القطيعة بينه وجان بول سارتر العظيم الذى
قاد حملة المثقفين الفرنسيين ضد حرب الجزائر، والذى أهان كامى فى خطاب شهر
له لموقفه العنصرى من شعب الجزائر.
ويبدو أن «الأهرام» فى عصره الجديد
يرى أن موقف كامى من الحرب الاستعمارية ضد الجزائر لا يبرر موقف
الجزائريين من كامى، وأنه كان ينبغى عليهم تكريم أعدائهم على طريقة الوزير
فاروق حسنى الذى احتفل ومعه أصدقاؤه من اليساريين القدامى بذكرى دخول
الجيش الفرنسى بقيادة بونابرت إلى مصر غازيا ومحتلاً باعتباره عيدًا
للتنوير «تنوير المصريين طبعًا».
لغة شديدة البشاعة فى بذاءتها، ورغم
ذلك وصفها البعض بلغة القلب باعتبار أنها تتبنى مفردات العامة من جماهير
مصر، ولأنها تقرب بين هذه الجماهير وأصحاب هذه اللغة.
لغة القلب هذه وصلت فى إحدى الصحف المصرية إلى حد وصف الرئيس بوتفليقة فى مانشيت على صدر صفحتها الأولى بالعبارة التالية:
«بوتفليقة يا بلطجى، أنت رئيس ولا عربجي»
ثم اتبعت ذلك بعنوان فرعى جاء به:
«الجزائريون أولاد الكلب أحرقوا علم الفراعنة»
ولم
يسمع أحد صوت السيد صفوت الشريف يندد بمثل هذه اللغة باعتبارها تنافى
مبادئ ميثاق الشرف الصحفى الذى طالما تغنى به عندما تعلق الأمر بنقد صحف
المعارضة المصرية.
ولم يسمع أحد أن السيد صفوت الشريف قد أحال
المسئولين عن هذه الجريمة للتحقيق أو أنه اتخذ الإجراءات لإلغاء رخصة هذه
الصحيفة على نحو ما فعل عندما استخدمت صحيفة أخرى مثل هذه اللغة الهابطة
ضد فنان مصرى كبير.
كذلك أغمض السيد الشريف العين عما حدث فى برنامج
«البيت بيتك» عندما حاول أحد مقدمى هذا البرنامج أن يستخف ظله باستخدام
لغة الانحطاط والتردى للطعن فى رجولة كل رجال الجزائر فى مشهد غير مسبوق
وغير معقول.
لغة تنكر العقل وتتنكر له، ولم لا أليست مجرد لغة للقلب
ولهذا لم يشعر أحد المنظرين الأيديولوجيين للنظام القائم بالحرج مطلقًا
خرج علينا فى «الأهرام» العتيد بمحاضرة طويلة يطالب فيها بإعادة النظر ليس
فقط فى العلاقات مع الجزائر، ولكن فى العلاقات مع كل الأنظمة العربية التى
تتطاول على الشقيقة الكبرى مصر انطلاقًا من عقدة النقص التقليدية لدى هذه
الأنظمة تجاه مصر.
ولم يطلعنا المنظر الكبير على السبب فى عقدة النقص هذه:
هل هو التفوق الساحق للنظام التعليمى المصرى، وبالذات تفوق الجامعات المصرية على جامعات هذه الدول؟
هل التفوق العلمى والتكنولوجى المصرى الكاسح اليوم؟
هل ارتفاع مستوى المعيشة للشعب المصرى واختفاء مظاهر الفقر بالقياس إلى ما يحدث فى هذه الدول؟
هل ارتفاع المستوى الصحى فى مصر، أم هو التقدم المذهل فى الفنون والآداب خاصة السينما والموسيقى والغناء؟
هل الدور المصرى القائد على المستوى العربى والإقليمى عامة؟
هل النموذج الذى يعطيه النظام المصرى فى محاربة الفساد؟
وهى لغة تقوم على الكذب وإخفاء الحقائق من أجل تشكيل وعى الجماهير بالطريقة التى تحقق مصالح النظام القائم.
فقد
كذبت وسائل الإعلام ومعها السلطات المصرية المسئولة عندما ادعت أن أحدًا
لم يقذف العربة التى كانت تحمل لاعبى المنتخب الجزائرى إلى مقر إقامتهم فى
مصر بالحجارة، مما أدى إلى جرح بعضهم وأن اللاعبين الجزائريين هم الذين
أصابوا أنفسهم عمدًا، وذلك على طريقة وزارة الداخلية عندما يموت مواطن
أثناء تعذيبه، بادعاء أنه مات جراء تعمد ضرب رأسه فى الحائط.
كذلك
كذبت وسائل الإعلام هذه عندما تجاهلت ما حدث فى شارع الهرم بعد إنهاء
مباراة مصر والجزائر فى القاهرة من اعتداء على الجماهير الجزائرية وترويع
لها أثناء عودتها إلى محل إقامتها بأحد فنادق شارع الهرم.
وهى فى
البداية والنهاية لغة لا تليق بـ«مصر» وتاريخها ومكانتها ولا بطبيعتها
السياسية ولا بمثقفيها.. ولكن يبدو أنه من أجل التوريث يهون كل شيء
والنظام مستعد للدخول فى حروب تكسبه شعبية من أجل إفساح الطريق للأمير
الصاعد إلى العرش، متناسيا أن مثل هذه الشعبية قصيرة المدى جدًا، وأن
الناس الذين تم شحنهم فى هذه الحرب المدمرة لسمعة مصر ومكانتها سوف يعودون
بعدها إلى مشكلاتهم اليومية الهائلة وإلى حقائق حياتهم.. ويستعيدون وعيهم
وحينئذ سوف يدركون أن الجزائر غير مسئولة عن فقر الحال وعن الفساد، وعن
تردى الأوضاع العامة، وأن هناك مسئولين آخرين
الزرماني- :: عضو شرفي ::
- تاريخ التسجيل : 12/04/2009
عدد الرسائل : 823
الجنس :
رد: مقال مهم د/ حسام عيسى في جريدة العربي المصرية
بعد الشحن الجماهيري الغير مرغوب فيه
وبعد أن فضحت أمنا مصر نفسها أمام الملأ وتنزع الستار من فوق عورتها
نجد اليوم العزوف عن ما قيل سابقا
تعود اليوم الجزائر الشقيقة الجزائر التي ساندتهم في حرب أكتوبر
كرهتهم فدم
لا للمصر
رأيي الشخصي
سلام
وبعد أن فضحت أمنا مصر نفسها أمام الملأ وتنزع الستار من فوق عورتها
نجد اليوم العزوف عن ما قيل سابقا
تعود اليوم الجزائر الشقيقة الجزائر التي ساندتهم في حرب أكتوبر
كرهتهم فدم
لا للمصر
رأيي الشخصي
سلام
AmInx0o- °° إدارة منتدى فرجيوة °°
- تاريخ التسجيل : 13/04/2008
عدد الرسائل : 5414
الجنس :
العمر : 35
رد: مقال مهم د/ حسام عيسى في جريدة العربي المصرية
على العموم مشكور زرماني على نقل المقال
وإن كنت أعتبرها مجرد وجهة نظر
لا نرضى نحن أيضا حتى نلقى الإعتذار الرسمي
وإن كنت أعتبرها مجرد وجهة نظر
لا نرضى نحن أيضا حتى نلقى الإعتذار الرسمي
AmInx0o- °° إدارة منتدى فرجيوة °°
- تاريخ التسجيل : 13/04/2008
عدد الرسائل : 5414
الجنس :
العمر : 35
رد: مقال مهم د/ حسام عيسى في جريدة العربي المصرية
مقال في القمة يروي كيف اغتيل العقل المصري و تبوا قطاع طرق و مرتزقة واجهة الإعلام الصري الذي دفع ثمنا غاليا عربيا و محليا بعد هذه الهجمة الشرسة.. نفس الكلام ينطبق على الإعلام الجزائري الذي نحى منحى مشابها للمصري فقد قرأت حتى الشبع مقالات و عناوين تشبه تلك التي صدرت في القاهرة.. حسبنا الله و نعم الوكيل
Admin- °° مؤسس منتديات فرجيوة التاريخية °°
- تاريخ التسجيل : 26/01/2007
عدد الرسائل : 2130
الجنس :
العمر : 43
mouad_max- عضو متميز
- تاريخ التسجيل : 08/10/2009
عدد الرسائل : 1029
الجنس :
العمر : 32
رد: مقال مهم د/ حسام عيسى في جريدة العربي المصرية
مشكلة الهجمات الشرسة الاعلامية سواءا من قنواتهم الخاصة او الرسمية
هته الهجمة التي جاءات بقرار جمهوري فلم يجد الرئيس مبارك نفسه امام ورطة
الابنييين البارين والوفيين لنظام العائلة الملكة بمصر فسار في منحناه ولم يجد سوا هته القنوات
فهم ارادوا من فوز 14 نوفمبر موعدا لمبايعة الامير جمال مبارك وليا للعهد في اهرامات الجيزة وامام ابو الهول
لياخذوا منه براكته لكن الجزائريون اخلطوا حسابات السياسية واختلطت حينها السياسة بالرياضة ونتج عنها سيناريو طويل عريض يسمى بالحرب الغندورية على كل ماهو جزائري ولكن سرعان مانقلب السحر على الساحر وتحول نقاشهم الى تعري فضائحهم وخراب بيوتهم وثبوت ادلة ببراءة الجزائريون من دم المصري في ام درمان .
هته الهجمة التي جاءات بقرار جمهوري فلم يجد الرئيس مبارك نفسه امام ورطة
الابنييين البارين والوفيين لنظام العائلة الملكة بمصر فسار في منحناه ولم يجد سوا هته القنوات
فهم ارادوا من فوز 14 نوفمبر موعدا لمبايعة الامير جمال مبارك وليا للعهد في اهرامات الجيزة وامام ابو الهول
لياخذوا منه براكته لكن الجزائريون اخلطوا حسابات السياسية واختلطت حينها السياسة بالرياضة ونتج عنها سيناريو طويل عريض يسمى بالحرب الغندورية على كل ماهو جزائري ولكن سرعان مانقلب السحر على الساحر وتحول نقاشهم الى تعري فضائحهم وخراب بيوتهم وثبوت ادلة ببراءة الجزائريون من دم المصري في ام درمان .
سعيد مكرود- :: منتدى فرجيوة ::
- تاريخ التسجيل : 31/07/2008
عدد الرسائل : 8351
الجنس :
ayoub-lafouine- :: عضو شرفي ::
- تاريخ التسجيل : 24/03/2009
عدد الرسائل : 1453
الجنس :
Tourisme France : hébergement vacances familles, location maison ...
العمر : 30
مواضيع مماثلة
» مقال مهم حول المبادرة المصرية لعبد الباري عطوان
» °° جريدة العربي تنشر مقالا نشر بمنتدى فرجيوة °°
» مراد حسام لقد عاد للمنتدى بعد غياب طويل فالحمد لله على السلامة
» °° جريدة العربي تنشر مقالا نشر بمنتدى فرجيوة °°
» مراد حسام لقد عاد للمنتدى بعد غياب طويل فالحمد لله على السلامة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى