منتدى فــرجيــوة الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول

لقد نسيت كلمة السر

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 24 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 24 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 462 بتاريخ الثلاثاء 4 يونيو 2013 - 14:24


 
   
     - قسم الشريعة الإسلامية
- النقاش السياســــــــي
- أقلامنا . . . . .
- أخبار الرياضة المحلية
- أخبار ميلـــــــــــــــة
- أخبار وقضايا المدينة
- قسم المجتمع المدني
- مناسبات خاصة جدا .
- شكاوى واقتراحات .

   
 
   
   

الحلقة الثالثة: لعلع الرصاص..وحان وقت الخلاص ؟؟

اذهب الى الأسفل

 الحلقة الثالثة: لعلع الرصاص..وحان وقت الخلاص ؟؟ Empty الحلقة الثالثة: لعلع الرصاص..وحان وقت الخلاص ؟؟

مُساهمة من طرف أبوزكرياء الثلاثاء 14 فبراير 2012 - 4:16

الحلقة الثالثة: amila
لعلع الرصاص..وحان وقت الخلاص ؟؟

لقد كانت أصواتهم تنبعث من الزنزانات
وكلها أمل من الله أن يفرج كربتهم ليعودوا لأهلهم.
لقد كان منهم من هو متهم بالإرهاب حسب أقوالهم..
وكان من (( مزق صورة زروال ))
لأنها علقت في لوح الحزب الذي ينتمي له وغطت صورة مرشحه .
إنه مرشح حزب جبهة التجديد الجزائري – بولكروح –
لقد كان يقال ويغني مناضلوه بأنه حزب مرجعيته : فكر مالك بن نبي .
وان كانت قناعتي الفكرية سواء قبل الاعتقال أو بعده فإنه لا نبي بعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
وكل قناعة تكون مرجعيتها استعمال الفكر الديني في السياسة التي توصل للسلطة:
(( ضرب من الكذب والنفاق )).
لأن الدين لله أما تنافسنا كبشر للوصول للسلطة وبحكم أننا في الجزائر كلنا مسلمين.
فلتبدع عقولنا برامج سياسية للدفع بالأمة للعلي حتى لا ينسى أي جزائري نصيبه من الحياة و لا يحقق هذا النصيب إلا:
بالتشميرعلى السواعد وشحذ العقول وتسخيرها لإبداعات ومبتكرات للحاق بالدولة المتقدمة المتحضرة التي تقدس وتحترم دينها وجميع الديانات وتضرب بعقولهافي مناكب الأرض والسماء لكسب رخاء شعوبها وعزتهم ...
لقد ذكرني هذا المعتقل من أجل (( تمزيق صورة زروال ))
بالذكريات الجميلة لديمقراطيتنا وتعدديتنا التي حملت كل من أطلق لحيته مفتيا ..
وكل من يحسن القراءة ولا يفهم معنى ما يقرأ عالما يعلمك ما تعلم وهو لا يعلم ..
لقد كان لي قبل الاعتقال شبه صديق يحدثني عن حزب التجديد وفكر مالك بن نبي
(( ذلك المفكر الجزائري العملاق))..
فكنت من آداب الاستماع استمع له وهو يحكي عن نظريته في الحضارة
مع ترديده لعناوين كتبه وكنت أجاريه في الحديث لمعرفة (( الأحلام والأوهام ؟))
من شبه متعلمين الراكبين في انتخاباتنا التعددية البلدية والولائية والبرلمانية..
ومع الأسف هم أ شبه بصاحبي لا يفقهون ما يقرؤون وإنما (باللحية)
أصبح فكر مالك بن نبي العظيم.(( لعبة سياسية ))
وديننا الحنيف لحية وقندورة وطربوش.
مع اللعب بديننا الإسلامي الحنيف العزيز على عقل كل من يفقهه بأنه ليس تجارة سياسية توصل أي لابس له لكرسي السلطة أو السلطان ..
لقد كان ممزق صورة زروال (( يرغي )) في زنزانته ..
وقد أدخلوه لها مع الضرب وهم يشتم ولم ينس حتى والده في الشتم
وأبوه مجاهد ومندوب الأمن لولاية ميلة..
إنه مناضل شاب شهم..
رغم الضرب لم يستسلم مدافعا عن حزبه مع شتم الذين كان عليهم معاقبة من خالف القانون بتعليق صورة زروال في غير مكانها المحدد ..
وإذا بقانون ((دس بالجزمة القانون))
يعاقب من دافع عن مرشحه كمناضل .
ودافع عن القانون بأن تكون لوحة إشهار حزبه لاللمرشح زروال..
لقد تذكرت مع الآلام هذا المناضل الفحل شبه صاحبي في زنازين حسن الاستقبال ..
الذي قد يكون(الآن) مزق كتب مالك بن نبي ليخوض مع الخائضين
بعد ما أطلق سراحه ولم التق به من يوم خروجي من الزنزانة
حتى لا أذكره بالأيام التي نزل فيها عزرائيل من السماء للتفنن في العقاب
مع الدوس على كرامة الانسان بدعوى حفظ النظام وتصفية أي حساب..
لقد كان (( نضاله )) وهو يداس بالجزم (( قمة النضال )) والفحولة التي بها تبنى الأحزاب ..
لا بالهمل التبع ("5")
الذين يهتفون للر يوع والخراب ومناصرة من يركب الشعب ليشرع لمرتبات شهرية..
قتلت في الأمة الجزائرية طلب العلم لأن العلم مع تشريعات (وقل ربي زدني جهلا)
صار مرتب الوزير وعضو مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني وحتى الأمي منهم وشبه المتعلم في الابتدائي يعشقه ويهيم به أستاذ الجامعة والباحث مما جعل هذا المجون شد الرحا ل لأبنائنا المتعلمين أحسن تعليم
(خارج الوطن)
وهم النخبة الجزائرية المثقفة المتعلمة أحسن تعليم فبلغ حسب الإحصائيات ما يقارب أو يفوق4600باحث .. أنفقت عليهم الأمة الجزائرية دمها وعرقها ليكونوا ثروة الوطن وثرائه.. ولكن..عصف الجهل بأحلام أمة(وبدولة العلم)فتاهت في سياسة (وقل ربي زدني جهلا) لأخذ نصيبي من ربوع الوطن.....
وفي اليوم الثالث 09/11/2005
أخرج اثنين من زنزانتهما في عنبرنا.
نسيت اسمهما لأنني لم أدون اسمهما يوم خروجي من المعتقل.
وما رسخ في ذاكرتي أن أحدهما من المزاير ولاية جيجل
و سيارته من نوع مازدا فلاحية كانت رابطة في فناء المخابرات لاحظتها يوم خروجنا من المعتقل ، .
لقد كنت اعتقد بعد إخراجهما من زنزانتهما بأنه بداية الاستجواب للمعتقلين..
وبدأت اعد نفسي واجمع قواي للامتناع عن توقيع أي محضر لا أقرأه
أو يكون فيه تصريحات لم أدلي بها ولو قطعت إربا إربا ..
ولكن ما هي إلا لحظات وإذا بالبابين للزنزانتين تفتح ويدخل لها مع الصباح صديقين عزيزين ليحلا مكان من أخرجا وإذا بهما الصديقين الذين تركتهما بعد نقلي لهذا الجناح وهما :
سي عبد الحكيم وسي عبد المجيد..
الذين كنت جار زنزانتهما يوم اختطافنا...
وفي المساء فتحت زنزانتين وإذا بالقادمين المضيفين هما:
الأستاذ مدير ثانوية بشنون السعدي بفرجيوة والمهندس مدير البناء والتعمير بفرجيوة..
ومن عبث القدر وضع عبد المجيد ومدير الثانوية :
في زنزانة واحدة
مع أن مساحة الزنزانة أقرب من مساحة قبر...؟؟
فكيف قبل عقل سيدي ضابط المخفر أن يزج في زنزانة اثنين من البشر ؟؟
أهي إبداعات عقل أم توجيهات من دواب خارج المخفر؟؟؟؟
ليظهروا للمجتمع بأنهم السادة وعلى قائد المخفر أن ينفذ أوامرهم: ( لأنهم الدولة وما هو إلامأمور)
عليه أن يظهر لمدير الثانوية وكأنه هزبر
حتى لا يتحدث عن ثانويته (لأن الثانوية ومساحتها و مديرها غنيمة حرب لسيدنا المستثمر ) ..
ومع جمع الأصحاب وقد جمعنا في رواق واحدمزين بزنزانات متعة للحاقدين..
غني يا رأس حان وقت الإفطار من الصيام عن الكلام..
لتسجل الزنزانات في ذاكرتها زوارا مهما بحثت عن جرمهم لن تجد أي تهمة سواء في دستورنا المنزل من الخالق أو في أي قانون وضعي..
ولو فسرت التهمة أو فهمتها كما يحلوا لعاطفتك فلن تجد إلا :
ظلما صارخا وعدوانا واستغلال السلطة لاهانة دولة بفعل مخل بالحياء
وبنصوص الدولة التي وضعت لتقييد أي مستغل للسلطة لجعل مؤسسات الدولة ؟؟؟..
وقوانينها من ثقافة وأهواء المتجبرين تفسر..
ومن تفسيرها مها كانت قدر تك في إيجاد أي تهمة ستكفر
بمن منحهم الشعب السلطة فنسوا بأنهم من فصيلة شعبهم أوبشر؟؟
لقد جمع جميع المختطفين من فرجيوة في رواق واحد وهم:
مدير ثانوية بشنون السعدي و مدير فرعي للبناء والتعمير لدائرة فرجيوة و رئيس مكتب البناء والتعمير لبلدية فرجيوة و إطار متقاعد ومدير متوسطة...
أما صديقنا المحامي الفحل ... الذي خطف من مكتبه بشلغوم العيد والذي أقام الدنيا ولم يقعدها يوم اختطافي واختطاف الساسي وعبد الحكيم..
حيث بلغنا ونحن في الزنزانات: بأن فرجيويا أسمه الزبير جيئ به للمعتقل ولم نعرف من هو هذا الزبير ؟ أزبير الأفلان؟ أم الزبير المحامي الذي قدم لجريدة النصر المستندات لنشر فضائح الاستثمار المشبوه بولاية ميلة وقدم لمن نحن ضيوفه وثيقة تاريخية تدين أحد المستثمرين بحكم الثورة التحريرية بإعدامه؟؟
لقد تركته قبل اعتقالي مريضا يعاني من ضغط الدم ومرض القلب...
وحتى مرضه لم يشفع له ..
ليخطف مثلنا ويوضع في الزنزانة مثل الأصحاب..
ولم تشفع له حتى جبة المحاماة ولاحبه وهيامه ليكون زروال رئيسا..
وبعد اطلاق سراحنا عرفنا من فمه بأنه رأى مالا يصدقه بشر. .
ولا يقبله أي عقل لإنسان عنده بصيرة أوبصر..
ومع مرضه والمنظر الذي شاهده انهار وأغمي عليه
طيلة الاعتقال فصار جثة فارقتها بصيرتها والنظر...
اجتمع الرفاق في رواق وكل يتنعم في زنزانته ؟
وعند مايغادر رجال المخابرات الرواق وإغلاق الأبواب على الرفاق:
يبدأ جميع المعتقلين التحدث مع بعضهم البعض..
وعند ذلك أفطرت عن الصيام وخضت معهم في الحديث..
فتعالت أصوات جيراني في الزنزانات لإبلاغ الزوار الجدد:
بأنهم حاولوا التكلم معي في الأيام السابقة ولكن لم أتحدث معهم..
ورغم الألم الذ ي كان يعصرني وانتظار الاستجواب لأيام مع الصيام عن الكلام:
(( فرحة قد لا أفرحها بقية عمري )) .
لقد حضر الأعزاء والرفاق الذين جمعنا خارج الزنزانة النضال ضد المفسدين في بلديتنا بجعل مدخل ثانوية بشنون السعدي استثمارا لبناء فندق وحرمان الثانوية من التوسع..
وجمعتنا المخابرات في الزنزانات لأننا قلنا ما يجب أن يقال في زمن كممت الأفواه..
لقد كانت فرحتي عظيمة وأنا أسمع صوت عبد الحكيم الشاب الطيب الذي يعلمك من انشراحه وصدق سريرته كم من طيبين في جزائرنا داستهم عواصف أزمتنا لقد كان صوته الأجس والحزين يملأ علينا زنزاناتنا...... وهو يسأل جاري ذو اللحية الطويلة الصفراء الذي حل قبل مقدمنا بحوالي شهر قائلا :
متى يبدأ التعذيب ؟
فيجيبه جاري : ذو الحية الصفراء المرسلة على صدره...يعذبون في الليل .... وبصوت ينبعث منه الحزن والألم ويرتجف الجسم لسماع كلمة لعينة أسمها (التعذيب)..
فكانت إجاباته ضربات خنجر حلت بالرفاق الأربعة وما كان مني إلا :
الإمساك عن صيام أيام عن الكلام ..
والانطلاق في الحديث بكل ((طلاقة وتهور لأبعث الفحولة في الرفاق))
و ليسمع المسترقون السمع من المخابرات والمتهمين بالإرهاب وهما_:
(بو..عب ..المكنى الس )
و(حمو..سمي..)_
واحد من قسنطينة ولآخر من عين الملوك وممزق صورة الرئيس_(قر...ابن مندوب الأمن الولائي)_..
ليعرف المعتقلون ومن يسرق السمع: من نحن الخمسة ؟؟
وما سبب اعتقالنا؟؟
ومن أي منطقة من الجزائر ؟؟
هذه الجزائر العظيمة التي رغم اتساعها تسكن أبناءها في مساحة لا تتسع لا قامة خم كلب مكرم عند أمة((لا تقرأ؟).. كما نخرف ..
فهل أمة اقرأ تسكن أبناءها الأحياء في مساحة قبر؟؟ وكنت ارفع صوتي في الحديث متحدثا عن الوالي ومدير المركز والمستثمرين وبرنوس زروال الذي اختفى فيه من اعتقلونا زورا وبهتانا لأجل:
(( عيون المستثمرين وجيوبهم ))
وغيرهم من دعاة: (( محاربة الإرهاب ))
الذين دالت دولتهم لجعل :
العقار من قطع أرضية وسكنات اجتماعية لعبة لا تحكمها نصوص قانونية..
وإنما يحكمها:
(( ما جرى ((في ولاية البويرة من بزنسة في السكن الاجتماعي وما نقلته الصحافة؟) ؟؟؟؟
حيث سجن الوالي وفر من فر؟؟
ليحاكموا ويعرفوا بأن الجزائر مهما (ترببت فيها)
ستأخذ جزاءك ليكون في الجزائر العبرة لأي قصير في البصيرةو النظر..
لأنه في ذلك الزمن التعيس فتحت جهنم على الأمة الجزائرية من الإرهاب و بالسلوكات المنحرفة:
لبعض رجال الدولة الذين أوهموا الطيبين من شعبنا بمحاربة الإرهاب.
ولكن في حقيقة الأمر كان الإرهاب عند البعض (( سجل تجاري)) .. دمر قيم المجتمع ليكون عندنا الآن من يملكون مئات الملايير وغيرها من العقارات وشركات بالقروض من البنوك تناطح السحاب..
لقد صارعنا القمل ولسعاته داخل الزنزانات..
فكانت لسعاته تذكرنا بماض أليم لأمتنا قبل استعادة استقلالها كما تذكرنا اللسعات بأننا لازلنا أحياءا لشعورنا بمصها لدمنا..
ولكن مع الأيام توقفت لسعاتها أو كرهت من أجسامنا النتنة لأنها بغريزتها كانت تظننا بشرا ..
ولكن مع الأيام أدركت بأنها لا تتنازل من حيوانيتها لتعيش بالقاذورات ومن من:خلقهم الله وكرمهم بشرا فحولتهم الزنازين حجر..
ليفرح من يتفاخر بالظلم ومع غروره وحيوانيته وسلطته يتجبر.. ليضع حتى من أحسن منه تعلما ووطنية وإخلاصا لوطنه ووظيفته في زنزانة أقل من مساحة قبر..
انه انتصار فكر دمر أخلاق أمة لتقبل الذل ولعقلها لاتستنفر لتقول بكل كبرياء:
ما جعلنا السجون أو المعتقلات في وطننا للدوس على كرامة وشرف ولو حتى المجرم الذي أفعاله تستنكر؟؟..
لقد قضينا أياما مهما وصفتها يعجز قلمي عن نقل مشاعر المعتقلين وخاصة عبد الحكيم الذي يسأل يوميا المتهمين بالإرهاب متى يبدأ التعذيب؟
وتكررت متى ؟... طيلة الأيام التي قضيناها في الزنزانات... عاش كل منا في زنزانته ينتظر متى ينادى ليستجوب ويحقق معه؟؟ ولكن لا منادي ولا مستجوب.. ما عدا إخراجنا كل صباح فردا فردا لقضاء حاجتنا_للبول_مع ملأ قارورة ماء قذرة لشرب مائها والبول فيها..
لأن التبول مرة واحدة في الصباح خلال اليوم مع ضربات بمسطرة أو عود من طرف المتكرمين علينا بالتبول أثناء الإخراج من الزنزانة أو الإعادة إليها.. ثم تغلق باب الزنزانة ونافذتها الصغيرة..
ومن الإنصاف فنحن الخمسة- من فرجيوة- كان ضربنا ليس مؤلما بل هو أشبه باللعب والعبث وإشعارك بأنك ذليلا ومهانا...
ولكن ضربات الأخوين المتهمين بالإرهاب ضربات مؤلمة أشعر بها وأنا في الزنزانة تلهب جسدي ورغم الضرب والاهانة يتحملان صابرين ويحدثوننا بأنهم منذ أصبحنا جيران لهم فهم يحمدون الله لقد قل ضربهم واهانتهم . أما الأكل فيقدم مرة واحدة في اليوم((خبز محشو باللوبيا أو محشو بالعدس))..
والعدس واللوبيا( فضلات) تشم فيها رائحة نتنة قد تكون ممزوجة بالبول أي أكل لا يليق بمقام حامله كبشر كرمه الله ليكون محافظا على كرامةأي انسان..
ولو كان ذلك المعتقل مجرما ما بالكم إذا كان هؤلاء المعتقلين:
((ضحايا إفلاس فكري وثقافي وأخلاقي لأجهزة دولة)) ..
اختفت في الإرهاب والمخابرات لتظهر للمجتمع سطوتها وعنجهيتها على مؤسسات الدولة وتسخيرها لارتكاب أفعال مخلة بالحياء وسمعة الدولة مع ممارسة(الإرهاب)لترهيب خلق الله في هذا الوطن ولم يكفيها ما يفعله(الإرهاب الحقيقي): بزرع الخوف والدمار في الوطن لتشاركه لإرهاب المجتمع لأهداف مادية واستثمار لن أتحدث عنه لأن كلمة الاستثمار نفسها تلوثت ولم تصر لفظة اقتصادية وإنما صار مفهومها في المجتمع(النصب والاحتيال)..
وحتى المجتمع صار يدرك وينفعل مع هذه الثقافة الجديدة في مجتمعنا بل يتفاعل معها مع قناعته بحكم الواقع المريض من أشباه رجال الدولة بأن (المال ومهما كان مصدره):
هو السيد في هذا الوطن أي في جزائر المليون ونصف مليون من الشهداء..
أما الثقافة والعلم والمسؤوليات مهما كانت تصنيفاتها فهي (تحت حذاء مالكي المال).. مع فقدها لأي شرعية لوجودها وعليها مسايرة الواقع المعاش..
وليس واقع النصوص القانونية مع الخضوع لإرادة مدمرة لقيم المجتمع إلا وهي إرادة : (أثرياء العشرية الحمراء)
الذين دالت دولتهم مع الإرهاب... لقد أنساني قلمي ...
عبد الحكيم وجرني خارج الزنزانة لأتفلسف فيما يجب أن يكون ناسيا موقعي كسجين عليه أن يعيش في الزنزانة ومع جيرانه الطيبين الذين طلقوا الدنيا ومتاعها منتظرين عزرائيل ليفتح نافذة الزنزانة ويبسط أمامك كتابك لتقرأه...
ومع القراءة تلسع :
جلدك السياط لتوقع(الحساب المحسوب) رغم أنفك لأن عزرائيل الدنيا أكثر جدية من عزرائيل الآخرة الذي يقبض روحك بكل لطف ويوم الحساب: يضع أفعالك في الدنيا بكل دقة حسنات وسيئات).
لتحاسب نفسك لوحدك إما أن تتمتع بالحور العين وأنهار العسل والخمر أو تكون حطب جهنمة...
لقد كان عبد الحكيم في أغلب الليالي يردد على مسامعنا متى يبدأ التعذيب؟؟
متى يطلق سراحنا؟؟فيجيبه جاري ذو اللحية الطويلة الصفراء:
التعذيب يكون في الليل فأتذكر ما قرأت في مذكرات هتلر_حياة كفاح_...
حيث كان هتلر يعقد اجتماعات مناضليه ليلا لأن في الليل تضعف إرادة الإنسان فيتقبل الصالح والطالح ولعل التعذيب في الليل قد يكون حكمة استفاد منها أي مجتمع مستبد لجعل الليل مكسبا وارثا من الأنظمة الاستبدادية لتراث النازية .. وبعد حكايات جاري ذو اللحية الطويلة عن التعذيب أشعر برفاقي:
بأن أجسادهم ترتعش والأسى والتألم قد فاض من زنازينهم فدخل من نا فذة زنزانتي.. ليعانقني.....
فأجيب عبد الحكيم والرفقاء لأربعة:
سيطلق سراحنا بعد نجاح اليمين زروال مع إسهاب في الشرح وبصوت مرتفع..لأحول الحديث من التعذيب إلى نقاش في الدين والإرهاب ومن لحية جاري الطويلة والمظهر تطوى ليلة ليتواصل في اليوم الموالي حديث وأحاديث عن الذين من جبروتهم يتوهمون لولا هم لسقط السماء وصارت الجزائر العملاقة لأفكر لها إلا عبادة((الراكبين للسحاب؟؟)... وكانت المفاجأة ليلة انتخاب زروال : حيث قدم لنا في العشاء أكلا لذيذا(خبز وبداخله بيض مسلوق وسلاطة) وطلب منا الحاملون للأكل(من يريد أن يزد فليتفضل)..
فطلب الرفاق من الجوع الزيادة وعند ما طلب مني أحد الجنود شكرته واكتفيت بما قدم لي ..
لأنه لا يسمح لنا بقضاء الحاجة عندما نريد .. فاخترت الأكل القليل والجوع على أن لا تكون: زنزانتي لقضاء حاجتي في القارورة التي أشرب منها وان كانت للبول عند الحاجة والشراب...
إنها إبداعات العقل العربي للتفنن في التعذيب والعذاب...
لأ ن عقولنا كعرب من جمودها أبدعت وعلى رأس إبداعاتها تقييد الحريات لتكون جل صناعاتها وتكنولوجياتها تسخير العواطف وتدمير العقل لتزهر في أوطاننا حدائق الاستبداد....
ومما زاد آلامنا و يبس الأكل الرائع في أفواهنا عند ما غادر الجنود رواقنا...
سألنا الجارين المتهمين بالإرهاب عن هذا الأكل الجميل فأجابونا: والألم يعصرهم.. . لم يقدموا لنا الأكل مثلكم ...
لقد قدموا لنا ما كنا نأكل.. (خبز محشو بالقاذورات –وبقايا العدس واللوبيا ).
وفي اليوم 1995/11/17 لم يقدم لنا الطعام..
ولا حضر في الصباح الجنود كالعادة لإخراجنا لقضاء حاجتنا أو لملأ قارورة الماء..
قد يكون المشرفون على ضيافتنا أخذتهم الفرحة بانتصارهم على إرادة الشعب..
وتتويج اليامين زروال رئيسا للجمهورية..
لقد كانت ليلة تتويج اليامين زروال من الليالي التي لعلع فيها الرصاص كأعراس أيام زمان...يوم كانت الجزائر الجميلة تسبح في الأخوة في أرضها وسمائها..

وكنا من لعلعة الرصاص كل منا يفسر كما يحلو له وحتى جاري في الزنزانة ذو اللحية الصفراء كان من تفسيراته على أنه هجوم على ميلة وكل واحد منا يدلوا بدلوه تكهنا..
حيث لم أتمالك نفسي مجيبا جاري:... ماذا تخرف؟؟
ميلة هذه حتى أيام الثورة التحريرية لم تهاجم من طرف المجاهدين فمن يهاجمها اليوم؟؟
وقلت لعبد الحكيم: لقد نجح زروال وحان خروجنا من المعتقل ..
وهذا الرصاص ومنبهات السيارات دليل على نجاحه..
فاستعد يا عبد الحكيم قدحان الفرج لأنني بحكم عملي في منطقة متوسدة للإرهاب مع علاقاتي المتنوعة مع رجال الدولة المحترمين والفعالين في محاربة الإرهاب اعرف ما لا يعرف المتحدثون ... لقد ترك عبد الحكيم زوجته في آخر أيام وضعها لمولودها ..
قد يكون مولده الأول فكان مرارا يتحسر على عدم حضوره ورؤية أول بسمة لملاك يرى نور الجزائر فكنا نواسيه ونقول له إن كان ذكرا كيف تسميه وان كانت طفلة كيف تسميها؟؟
فيجيبنا إجابة تخرجنا من أحزاننا لنضحك:فيقول إن كان ذكرا اسميه :
زروال وان كانت بنت اسميها :زروالة لقد لذت وطابت العشرة مع جاري ذو اللحية الطويلة الصفراء ..
المتهم بالإرهاب.. وكذلك رفيقه بنفس التهمة...
حيث استهوتهم (خرافاتي.. ومنها حديثي عن لحاهم) ..
وكنا نتجادل جدلا حسنا في أمور الدين والإرهاب مع الحديث عن الظلم الذي فتح فاه لابتلاع أي شيء.. وكنت في بعض الأحيان أقول لهم نحن من (القوادين) لزروال الموقعين على استمارة ترشحه ولكن هانحن ضيوفا معكم ....لا تنفع اللحية ولا توقيع استمارة تزكية زروال...
وبعد تكراري لعبد الحكيم بأننا سنغادر الزنزانات في أقرب وقت بعد نجاح زروال..
تنهد جاري فاهتزت مشاعري كمعتقل يحس ما يحسه أ ي مسلوب للحرية.. .......... حيث قال والألم يعصره:
------(مع من تتركنا يا عمي الطيب وقد بددت في هذه الأيام وحشتنا وأحللت عقدة من ألسنتنا؟)-----
فقلت له:
----( تأكد بأننا بعد خروجنا سيكون كلامك محفور في ذاكرتنا )----
وسننفذ وصيتك وسنبلغ وبحول الله أهلك ما هي الا أيام وتكون خارج المعتقل..

...../....يتبع...
أبوزكرياء
أبوزكرياء
:: عضو شرفي ::
:: عضو شرفي ::

تاريخ التسجيل : 18/01/2010
عدد الرسائل : 272
شهر أكتوبر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى