كرة القدم صنم القرن 21 وأفيون الشعوب .. للعاقل فقط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله أما بعد.. ...

إخوتي في الله، كلامي هذا موجّه لأبناء الاسلام فقط وتذكر قول الحبيب صلى الله عليه وسلّم "من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" رواه الطبراني

إن الإسلام قد قضى على عبادة الأصنام فلا أصنام ونسخ ما قبله من الأديان، لكن الآن لقد ذهبت عبادة الأصنام لتعود من جديد ولكن بثوب جديد وطراز جديد ليست أصناما حجرية لكنها أصنام مادية نابعة من الشهوة والهوى، فكل شيء أحبه المرء وآثره على أوامر الله وشرعه فهو صنم من دون الله سواء أكان مالا أو تجارة مسكنا ... استنادا لقوله عزّوجل:" قل إن كان ءاباؤكم وابناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكم ترضونها أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربّصوا حتى ياتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين".
فالشحّيح صنمه المال، والموظف الذي تلهيه وظيفته عن طاعة الله فوظيفته هي صنمه ...

ومن هذه الأصنام هذا الصنم هو عبارة عن جلدة منفوخة تسمى بكرة القدم وما أدراك ما كرة القدم إنها الصنم، هذا الصنم الذي استهوى الملايين من البشر لهو أشد خطرا من أصنام الجاهلية وأوثانها من حيث تخدير الناس وإلهائهم عن القضايا المصيرية المهمة ومشاكل أمتهم فتراهم تدخل أوقات الصلاة وقتان أو ثلاثة وهم مستمرون في الجري وراء تلك الجلدة المنفوخة فلا يؤدون الصلاة بينما الصلاة لا تسقط عن المجاهدين في سبيل الله أما المجاهدون في سبيل كرة القدم فغير مستعدين لقطع اللعب وتأدية الصلاة أضف إلى ذلك الأموال الطائلة التي ترصد لهذا الصنم، فأين هذه الأموال من التقشف المزعوم بينما المسلمون يموتون جوعا وعريا وعلى أيدي أعدائهم في شتى بقاع الأرض ، وإذا قيل لأحد هواة كرة القدم أن فريقنا انهزم على يد فريق آخر هاج وماج وثارت مشاعره، أما لو قيل له إن المسلمين في غزة يموتون جوعا أو يذبحون لم تتحرك مشاعره بل يتبلد إحساسه وكأن الأمر لا يعنيه. هذا الصنم الذي انحصر تفكير الأمة فيه دون غيره من القضايا لبئس من صنم هو..

نحن لا نعارض الرياضة كرياضة لكننا نعارضها حينما تستغرق كل وقتنا وجل تفكيرنا وتشغلنا عن قضايانا المصيرية المهمة في الداخل والخارج فليتق الله هؤلاء الذين يلعبون بمشاعر الأمة ويوجهونها وجهة غير صحيحة ألا يعلمون أنهم مبعوثون ليوم عظيم... ألا يتقي هؤلاء الذين:" اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون" فليتقوا الله وليذكروا الموت وسكراته وليذكروا البعث والنشور وأهوال القيامة وأفزاعها وزلازلها..

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من إتباع الهوى أيما تحذير ونبه المسلمين لخطورة ذلك وأقسم بالله نافيا الإيمان عمن لا يجعل هواه تابعا للوحي فيقول عليه السلام:" والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"

عسى أن تكونوا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .....

المصدر: " الرياض الزاخرة في التزود للآخرة" في خطب الجمع والعيدين
جمع وتأليف العبد الفقير إلى رحمة ربّه القدير ' أحمد بن محمد بن علي آل عثمان' غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

... قال صلى الله عليه وسلّم: " من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار " رواه ابن حبان والحاكم

وفّقني الله وإياكم لما يحبّه ويرضاه ..

أختكم في الله