دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 102 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 102 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 462 بتاريخ الثلاثاء 4 يونيو 2013 - 14:24
مواضيع مماثلة
من تاريخ منطقتنا
+4
حمزة 4648
alidz
Khald_RX
المقراني
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من تاريخ منطقتنا
مقابر جماعية وشهادات حية تكشف وحشية الاستعمار |
بقلم/ سعيد بشار |
السبت, 31 أكتوبر 2009 |
السكون يطبق على الموقع الممتد على مساحة معتبرة من التضاريس الصعبة المنكسرة عبر هوة سحيقة كثيرة العمق وتعرجات خطيرة وأنفاق مائية مظلمة• وفي أسفلها السحيق تنساب مياه وادي بوصلاح الكثيفة منتعشة خريرا ورطوبة، هذا هو كاف الزوابق المجاور لحمام أولاد عاشور غاية في السحر والجمال يقع إلى الغرب من مدينة فرجيوة (فج مزالة سابقا) بولاية ميلة، وعلى بعد 8 كيلومترات منها على الطريق المؤدية إلى تسدان وزارزة باتجاه ولاية جيجل المجاورة• «أنا من جمع أجزاء من مخ أحد الشهداء الضحايا مع بقية من أطرافه قبل أن أقوم مع بعض أقراني بعملية الدفن في مكان قريب»، هي الكلمات التي قالها الشيخ محمد رحمون المرواني البالغ من العمر 80 سنة بقامته الصغيرة ومشاعر أسى واضحة على وجهه• منطقة الزوابق شكلت أحد أبشع أماكن التصفية الجسدية بشرق البلاد خلال سنوات الاحتلال «عبر تنفيذ تصفية ممنهجة وأعمال قتل وإعدام خارج أي نوع من المحاكمة تحت غطاء الظلام لمساجين يؤتى بهم مكبلي الأيدي إلى هذا المكان، بعدما تتقرر تصفيتهم بسجن فرجيوة الأحمر سيئ الصيت»، كما يصفه المجاهدان محمد بن داس ومحفوظ عمراني، وهما مسؤولان في منظمة المجاهدين• يتذكر الشيخ المرواني وهو الذي كان يقطن أحد الأكواخ الستة أو السبعة لمشتة الزعابطة المقابلة، تلك الحركة الدورية للشاحنات العسكرية الفرنسية أمريكية الصنع، والمعروفة باسم «جيمسي»، والتي كانت تزور الزوابق بصورة دورية مرتين أو أكثر في الأسبوع محملة بحملات من نوع خاص؛ «أشخاص مكبلين إلى الوراء يُقتادون إلى عدة أمتار في الأسفل عبر درب خطير، ليجرى دفعهم دونما رحمة ولا شفقة داخل غياهب دهليز سحيقة بالكاف، ويتم إطلاق رصاصات قاتلة تحرق أجسادهم وتقطع أمامهم كل طريق للنجاة، بعدما كانوا ذاقوا قسطا وافرا من التعذيب والاستنطاق بسجن فرجيوة!»• وكان بعض من سكان المشتة الأقرب إلى المكان يتابعون المشاهد وهم مختبئون داخل بيوتهم الريفية البسيطة خوفا من أن تطالهم «ممارسات الانتقام الاستعماري الحريص على سرية العمليات وعدم انكشاف أمرها»، كما يؤكد السعيد زعيبط وهو يتذكر مشاهد خبرها في بداية شبابه• «وفي صباح اليوم الموالي (يواصل نفس الشاهد) يسعى شباب المشتة بحذر وتحت حراسة أفراد آخرين ومن بينهم نساء، إلى البحث عن ناجين محتملين أو عن بقايا وجثث بغية القيام بالدفن وإكرام الشهداء»• فيضان الوادي ''يكشف المستور'' وحدث خلال تلك السنوات المجنونة من عمر الصورة أن أخرجت مياه الأمطار وفيضان الوادي ما في جوف الكاف عدة مرات «لتكشف المستور»، كما يحكي سكان ذات المشتة من خلال بقايا هياكل عظمية وعظام كثيرة لضحايا البربرية، ما سمح بدفنها في عدة مواقع كانوا يشيرون إليها بمزيج من مشاعر الأسى والخشوع لتضحيات جزائريين قُتلوا في صمت وبوحشية لا مثيل لها• ويجزم السيد محمد بن داس الأمين الولائي للمجاهدين أن فيضانا للوادي وقع عام 1957 أخرج ما يزيد عن 400 من بقايا وجثث ضحايا المجازر المتكررة ضد الإنسانية في كاف لزوابق• ويشير هذا الرقم إلى أن «أعدادا معتبرة من المناضلين والمجاهدين جرت تصفيتهم بالمكان، وخاصة بين سنتي 1956 و1962»، حسب ما تفيد به الشهادات المستقاة• وتكشف المعلومات المتوفرة بسجن فرجيوة المعروف باسم (السجن الأحمر) الذي فتح سنة ،1956 أنه كان في الغالب «منطلق رحلات الدم والتصفية، إذ شكل يومها مركزا للفرز، حيث خصصت اليد الحمراء به 3 زنزانات من أصل 29 موجودة لتجميع الأشخاص الذين تقررت تصفيتهم قبل رحلتهم الأخيرة»، كما يقول المجاهد عيسى، الذي التحق بثورة التحرير المظفرة في سن 17 سنة• ويقول الباحث في التاريخ الثوري لمنطقة فج مزالة السيد محمد الصادق مقراني، أن هذا السجن بُني لمواجهة متطلبات وأعباء نشاط ثوري متزايد الكثافة بكامل منطقة فرجيوة الجبلية التي كانت تضم 16 دوارا، وذلك منذ انتفاضة 9 ماي 1945 تضامنا مع تضحيات وقمع مناطق سطيف، خراطة وفالمة• وبمجموع يفوق 700 شهيد فإن هذه الجهة التي كانت تتبع القسم الثاني من الناحية الثالثة من المنطقة الأولى للولاية التاريخية، شهدت وقوع معارك كبرى كثيرة من أشهرها هجوم 8 ماي 1956 بفرجيوة، ومعارك جبال الحلفاء سنة ،1957 ومعركة بوشارف ،1956 والهجوم على مراح البلوط العام ،1960 إلى جانب أزيد من 11 عملية فدائية بقلب فج مزالة التاريخية• ولعل هذا الزخم الثوري المكثف بمنطقة فرجيوة مستفيدة من تضاريس جبلية صعبة ووعي جماهيري كبير معاد للاستعمار منذ فترة المقاومات الشعبية في القرن التاسع عشر يفسَّر بالتكالب الاستعماري الهمجي الذي سلط على المنطقة نظاما عسكريا عمل طوال سنوات الثورة خاصة على النيل من عزيمة وإرادة المجاهدين بهذه المنطقة الثورية، ولا سيما عن طريق المجازر الجماعية كمجزرة دوار الصراف ببلدية بوصلاح الحالية قبل فرجيوة، والتي راح ضحيتها 400 شخص في يوم واحد، وكذا جرائم القتل الجماعي باستعمال الطائرات بمشتة سيدي عمر قرب عين البيضاء حريش، التي خلفت 28 شهيدا وأيضا التصفيات الجسدية بكاف الزوابق• ناجٍ واحد من غياهب ''الزوابق'' وبالعودة إلى هذا الأخير فإن السيد المرواني محمد رحمون يشتهر في الجهة بكونه أحد الذين تمت على يديه وبعض أترابه نجاة أحد المجاهدين الذين رمى بهم المستعمر في جوف هذا الكاف السحيق سنة 1958؛ «ليلتها جيء بمجموع من المجاهدين لغرض تصفيتهم كما جرت العادة وكان من بينهم كروشي محمد الناجي الوحيد من كاف الزوابق• وقبل أن يُدفع من أعلى هوة سحيقة رمى المجاهد نفسه بسرعة متجنبا تلك الطلقة النارية المميتة ليسقط بعدها في مياه كهف عميق ويجرح في يده وقدمه»، كما يؤكد الشيخ رحموني• وحينما أقبل الصباح بعد رجوع القوات الاستعمارية إلى قواعدها في فرجيوة، «حضرت إلى المكان رفقة بعض أصدقائي لنسمع أصوات شخص حي، فما كان منا سوى البحث عن مكانه قبل أن نقوم برمي حبل ليربطه حول جسمه، ونتعاون على إخراجه من الهوة بجهد جهيد»• هكذا كُتبت حياة جديدة لهذا المجاهد وهو من قرية عنوش علي قرب الفرارم قوقة، والذي غادر إلى مواقع ثورية أخرى، بعدما قضى فترة قصيرة من الراحة بأحد منازل المشتة وأكل من طمينتها، على حد تعبير الشيخ المرواني• ويبدو أن خبر نجاة أحد المجاهدين قد بلغ آذان العدو بعد أيام من الواقعة، ما جعله يغير في أساليبه «باللجوء زيادة إلى تكبيل الأيدي، وإلى ذبح الضحايا قبل إطلاق الرصاص عليهم ورميهم في الدهاليز السحيقة!»، كما يضيف السيد زعيبط السعيد• والمثير بعدها في قصة كاف الزوابق أنه مثلما كان موقعا للقتل طيلة خمس سنوات على الأقل، حسب إجماع الشهادات، فقد شكل أيضا مكانا لراحة بعض المجاهدين في بعض جهاته المتخفية• وشنت قوات الاستعمار سنة 1957 حملة تمشيط به طيلة يوم كامل بحثا عن المجاهدين سي الزاوش عثمان وبوروح عبد الحميد• وقد تمت محاولة استعمال مواطنين لرمي قنبلة سامة داخل الموقع الذي كانوا يقبعون به لكن بدون جدوى• وعندما عادت القوات الاستعمارية في صباح اليوم الموالي كان المجاهدان قد غادرا المكان• هي ذي قصة الزوابق الذي مازال بالتأكيد يختزل في ثناياه الكثير من أسراره• ومن المؤسف القول أن لا شيء أُنجز هنا لحفظ القيمة التاريخية للموقع عدا نصب تذكاري باهت، فقد كل معطياته بفعل الإهمال الظاهر! وحينما حل وقت المغادرة كان ثلاثة أشخاص مطمئنين بنعمة الأمان يأخذون حماما بمياه ساخنة تصب من جوف الجبل داخل حوض معدني طبيعي في الهواء الطلق في إحدى ثنايا كاف الزوابق• |
المقراني- عضو
- تاريخ التسجيل : 29/05/2009
عدد الرسائل : 38
رد: من تاريخ منطقتنا
شكرا
لكن لو استطعت الإختصار فيه لأصبح أفضل وسهل القراءة والفهم
وشكرا
لكن لو استطعت الإختصار فيه لأصبح أفضل وسهل القراءة والفهم
وشكرا
Khald_RX- عضو نشيط
- تاريخ التسجيل : 11/12/2009
عدد الرسائل : 123
العمر : 31
رد: من تاريخ منطقتنا
بارك الله فيك ، موضوع قيم لا يمكن نسيانه
ارجوا من من لديه صور عن الزوابق ان يدعمها في الموضوع للتفطنوا لوحشية الاستعمار
ارجوا من من لديه صور عن الزوابق ان يدعمها في الموضوع للتفطنوا لوحشية الاستعمار
alidz- عضو
- تاريخ التسجيل : 21/09/2009
عدد الرسائل : 20
رد: من تاريخ منطقتنا
ارك الله فيك ، موضوع قيم لا يمكن نسيانه
حمزة 4648- عضو متميز
- تاريخ التسجيل : 25/09/2009
عدد الرسائل : 1584
الجنس :
العمر : 28
رد: من تاريخ منطقتنا
بارك الله فيك
ayoub-lafouine- :: عضو شرفي ::
- تاريخ التسجيل : 24/03/2009
عدد الرسائل : 1453
الجنس :
Tourisme France : hébergement vacances familles, location maison ...
العمر : 30
رد: من تاريخ منطقتنا
مشكور اخي على الموضوع الذي يوحي بعظمة الجزائر
LARA_BEL- عضو بارز
- تاريخ التسجيل : 15/11/2009
عدد الرسائل : 692
الجنس :
العمر : 30
رد: من تاريخ منطقتنا
دائما تفيدنا بمواضيعك التاريخية اخي بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك ودامت مواضيعك الهدافة
سالم- عضو فعال
- تاريخ التسجيل : 02/11/2008
عدد الرسائل : 316
الجنس :
رد: من تاريخ منطقتنا
موضوع تاريخي قيم الأخ المقراني
بارك الله فيك
بارك الله فيك
Khald_RX- عضو نشيط
- تاريخ التسجيل : 11/12/2009
عدد الرسائل : 123
العمر : 31
رد: من تاريخ منطقتنا
موضوع جميل شكرا
Chardonneret- عضو بارز
- تاريخ التسجيل : 21/05/2009
عدد الرسائل : 975
الجنس :
العمر : 32
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى