زهرة الكون ....امي.....

بريق في سماء الكون، اعجاز من الله، اقدس معاني الانسانية و أعظم هبات الحياة. قيثارة الدنيا و ملحمة الارض انها الأم .
لي أم فجلست على عرش الدنيا، لي أم فكنت بها اثنين، لي أم فلا أبالي أقبلت الدنيا أو أدبرت اينعت ان نعت، لي أم فدللني الزمان لي ام فكل مصيبة تهون و كل هم يزول، لي ام فانا قوية و جريئة. اذا ضاقت بي الدنيا وسعني صدر أمي و ان اتعبتني الحياة فعند امي الروح و الريحان، لي ام فعندي مفتاح الجنة، لي ام فتوسدت الحب و تلحفت الحنان، لي ام جمعت شتاتي، هي الامان، هي الحكمة، هي القرطاس و القلم، هي الكتاب الذي أقرأ فيه اوراقي و ارى فيه تاريخي، تقرأ أسراري و تعرف باطني و تدرك أبعاد نفسي.
ان الوطن اذا لبس اقدس معانيه و تعطر باجمل اسباب روعته و تزين بابهى زينته لا يضاهي ابسط معنى من معاني الام، ذلك لان المرء يقضي حياته من الطفولة الى الكهولة في وطنه ثم يدفن في ترابه، و لكنه صار في بطن امه من العدم الى الوجود و من الغيب الى الحقيقة، ان بطن الام هو أقدس الاوطان و اروع ازمنة التاريخ، انه الزمان و المكان الذي يبعث فيه الوجود و تنطلق منه الحياة، فاذا ماتت الام مات الزمان و المكان و مات التاريخ و الجغرافيا و نزعت من الاشياء المعاني فصارت كلها سواء و نزعت من الدنيا الرحمة فصارت كلها بلاء. ان معنى الام الذي يجهله بعض الناس جمعه القرأن في امر و نهي فأمر بالاحسان الى الوالدين و نهى عن ابسط انواع العقوق و ان كان بلفظ من حرفين #أف#
ان كانت الام جبا فهي أجمله و ان كانت عطاءا فهي أفضله و ان كانت أحتواءا فهي أكمله. الام هي الثوب الذي تلبسه فيمنحك الحياة بكل معانيها. انها الكائن الضعيف الرقيق الذي يتحول الى بركان ثائر و وحش كاسر اذا مس أولادها مكروه او ارادهم أحد بسوء عطاؤها ليس له حدود و لا يعرف قانونا و لا يرتكز على نظام و لا يركن الى منطق عطاء يوقف اعمال العقل فهي معك دائما.
عند الام انت دائما على صواب لا تفهم الا ان تكون معك و لك تحب من يحبك و تبغض من يبغضك، هي صفوة الحب و العطاء و الامن و الامان و الرحمة و الاحتواء و لا ترجو مقابل ذلك الا ان تسعد انت و ترضى.
لو فقدت المراة اسباب الجمال و قال الناس عنها ذميمة لكفي بها عزا و شرفا و فخرا و جمالا ان تكون اما و كم يساوي جمال الدنيا اذا قيس بلحظة يلعب فيها صغارها من تحت خصرها؟ او حالما تفتح ذراعيها لصغيرها يركض نحوها و يقول !ماما! حتى اذا جاءت اجمل النساء لتجلب هذا الصغير اليها ما استطاعت و ما تحول اليها طرفة عين ذلك ان الام هي قبلة السماء على جبين الارض و قبلة الصغار التي اذا ارادوا ان يتحولوا عنها تحولوا لها اذ يجدون فيها الروح و الامن و الصلة و الصلاة.
انها المخلوق الوحيد الذي لك فيه حق الرحمة، انها مذيب الهم الذي يحول حياتك الى لطف خالص و مزيل الغم الذي يبعث فيك نسائم الامل و ينفث فيك بهجة الحياة، انها الترياق الذي يعالج سموم الدنيا و يطبب علتك ، انها اليد التي طالما مدتك بكل اسباب الرحمة و العطاء، ان لك ايها الابن اليوم ان تنحني و تقبلها.
أماه: دعيني أنظر في وجهك لارى عقوقي و صبرك و أنظر في عينيك لارى جحودي و نكراني و عظيم حلمك، دعيني المس يدك لارى دفء عطاءك و اسبابا من جحودي. أمي كلمة تعطر أنفاسي و تملأ خاطري نورا و أمنا أمي كلمة جمعت من كل شيء جماله، و من كل معنى جلاله و من كل وصل وصاله، انها الرحمة و الرحم.
دعيني أنظر اليك لارى النور الباسم باشراق نفسك و دعيني احلق في السماء بروعة اقبالك و استقبالك دعيني اقبل يديك و رأسك يا رائحة الشمس يا باقة الحب و ارتواء الروح يا ابهى عطاء من الله.
أسأل الله ان يبارك في عمرك على الصحة و العافية و الطاعة، و أن اكون لك نعما البنت كما أنت لي نعم الام
اللهم اجعلنا لهم قرة عين يوم يقوم الأشهاد وأسمعهم منا أطيب النداء يوم التناد واجعلهم بنا أغبط الآباء بالأولاد حتى تجمعنا في دار كرامتك ومستقر رحمتك ومحل أوليائك مع اللذين أنعمت عليهم ذلك الفضل منك ياربي وكفى بك عليما والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين