قصيـــــدة من تاريخ فرجيوة

شكرا على القصة و القصيدة
لقد أبهرتني حقا و شغلت تفكيري
إن الإرث الثقافي و العلمي لأية منطقة يحتاج لمن ينفض عنه غبار التاريخ و يقدمه للناس جميعا.
فلنساهم و لو بالقليل في التعريف بالمنطقة و إسهاماتها.
بارك الله فيك.

بوركت اختاه على هذا الكلام
ما اجملها والله لكن للاسف لم اسمع بها من قبل ..فبارك الله في الاستاذ مقراني الذي عرفنا الكثير عن تاريخ فج مزالة لكن لم التق بمثل هذه القصيدة
قصيدة وكانها حكاية تتمنى ان تطول حتى ترتحل وتتمتع بكل الاحداث التى دارت بين الزوجين والقاضي....امتعتنا بتلك القصة اختى ...جزاك الله خيرا ونعم الموضوع زهر الياسمين على الاقل ننفض الغبار عن تاريخنا كما تفضل اخي
bellraf

مشكورة

يعجز اللسان عن التعبير
والف شكر أختى

بسم الله الرحمن الرحيم
سعدت بالمرور ولقد لفت انتباهي اهتمام شبابنا و شابتنا بالتاريخ المحلي لمدينة التاريخ فرجيوة مما جعلني اساهم في اثراء النقاش و نشر ما يمكن المساهمة به
وددت ان اقدم شيخا اخر من شيوخ اولاد بوعكاز قيل فيه بعض قصائد الشعر الملحون قراءة موفقة للجميع
0 - مقورة بوغطان بن شلغوم بن حمزة:
بعد الحملة التي قادها الباي صالح ضد شلغوم بن الحاج وخيانة بعض رجال أولاد عاشور له عين الباي مقورة بوطغان شيخا على فرجيوة ومنذ ذلك الحين أصبحت المنطقة تابعة لبايلك قسنطينة فاندلعت الحرب بين أفراد الأسرة الواحدة بعدما غذى الباي صالح في نفوس أولاد عاشور الكره والضغينة والحقد فحدثت مواجهة مسلحة بين شلغوم المخلوع ومقورة بوطغان المنصب من طرف الباي فخسر شلغوم المعركة و اتخذ من الجبال ملجأ له إلى أن مات حزنا وأسى وكانت لشلغوم مكانة خاصة لدى أهالي المنطقة فكانوا يقدرونه تقديرا لا يمكن وصفه وقد كتبوا بعد ذلك قصيدة شعرية يرثونه بها ويظهرون خصاله وشجاعته ووفاءه وهذه بعض مقتطفاتها :
حارت الترك و العربان
باتوا عنه مستغبين
و ما وقدوش النيران
شلغوم ساعي الفخار
باش نلقى جيش المحال
عياطة القوم النطحا
إذا عادت متكاوحا
قلبوها وغدات ريحا
واسقوها كأس زعاف
من مجانة للكاف
باش نلقى جيش المحال
اهدف ياخلاص الديون
راعي الأرزاق عن من يهون
الذاته نظرة العيون
من مزغنة للبستيون
احسب كم من مرسة
باتوا على ظهرها ساهرين
من سباخ للقفصة
ألا درع صيد الدمشة
باش نلقى جيش المحال
ازديدة الشايعين
من بكري هم قاويين
أهل الشلالا مايلين
قنادر كمخا غاليين
بن مبارك حرك العقاب
نقمة لاعداد شاش
يا بوعزيز الهايج بونقاب
فرادى ما يلغاش
سالوا عليهم الاعراش
باش نلقى جيش المحال


شرح لغوي:
حارت : وتعني الحيرة
العربان : العرب
ماوقدوش : ما أشعلوا
ساعي الفخار: محقق الانتصارات
المحال: القوافل
زعاف: الغضب
ياخلاص الديون: مسدد الديون
الشايعين : المعروفين
من بكري: منذ القدم
مرسة : ميناء
قنادر : لباس تقليدي
الدرع: اليد
الدمشة: الغابة
الصيد: الأسد
العقاب : النسر أو الصقر
السباخ: هضاب مالحة تقع جنوب ما بين قسنطينة و سطيف
الزراق: الفرس الرمادي
أبعاد القصيدة التاريخية :
لقد قيلت هذه القصيدة الشعبية من طرف أحد شعراء الشعر الملحون بالمنطقة والمسمى بن قرين لرثاء البطل شلغوم الذي مات حزنا وأسى في جبال فرجيوة ولقد كانت له مكانة مرموقة لدى أهالي منطقة فرجيوة إذ يعتبرونه رمزا من رموز المقاومة وشخصية محلية تدافع عن الإقليم من الأعداء وجبروت البايات ويتطرق الشاعر في مطلع الأبيات الأولى من القصيدة إلى حيرة الأتراك وحلفائهم من العرب الذين باتوا في غبن من أمرهم يوم سماعهم خبر وفاة البطل شلغوم فأعلنوا حزنهم وحدادهم وعبروا عن ذلك كله بعد م إشعال النار أثناء طهيهم للأكل وهذه عادة الحزن العميق والتصميم على الثأر موروثة منذ القدم تعبر عن إثر فقدان أحد الأفراد المهمين ثم ينتقل الشاعر إلى وصف شجاعة و إقدام شلغوم في المعارك التي خاضها فكانت قوته مؤثرة في نفسية جيشه وجنده وحافزا هاما في محاربة الأعداء الذين كانوا يفوقونه عددا وعدة ثم يواصل الشاعر وصفه لصيحات ونداءات قوم شلغوم التي تسبق بداية المعارك لتهيئة النفوس والهمم وشحذها فقد كانت هذه الصيحات كانت ترهب الأعداء وتلزمهم الرجوع على أدبارهم خائبين فتنقص من عزائمهم وتبعث فيهم الرهبة والخوف .
وقد امتدت شجاعة ومقاومة قوم شلغوم من منطقة مجانة ببرج بوعريرج إلى منطقة الكاف بتونس وهذا دليل قاطع يؤكد السمعة التي كانت تتحلى بها هذه الجيوش الباسلة والتي اخترقت حدود الدولة الجزائرية آنذاك وبعد هذه الإشادة ينتقل الشاعر إلى مخاطبة القائد شلغوم قائلا له :أظهر أيها الفارس المغوار
الممتطئ فرسك الرمادي أبرز أيها الفارس مسدد الديون وراعي مصالح عشيرته من الأعداء والغرباء إن عزتك وشجاعتك هي السبب في كثرة أعدائك وحسادك الذين يتربصون بك في كل مكان من مدينة الجزائر العاصمة إلى البستيون { مدينة القالة} حاليا ثم يواصل الشاعر مناجاته قائلا: إن مغامرتك وبطولاتك قد وصل مداها إلى كل الموانئ وأصبحت حكايات مغامرتك على ألسنة الناس ومحور اهتمامهم فنسجوا لك قصصا يقضون بها ليالي سمرهم لقد تحدثوا عنك في كل مكان بدء من منطقة السباخ إلى منطقة قفصة بتونس لقد انبهروا بقوة يدك التي كانت تشبه يد أسد الغابة وقوتك الضاربة وحنكتك القتالية ورزانة عقلك وحسن تدبيرك في أحلك الظروف.





وفي آخر الأبيات ينتقل الشاعر إلى وصف خصال رجال أسرة بن عاشور فيبدأ حديثه عن أبناء أزديدة وهي أم عاشور مؤسس عائلة أولاد عاشور وهم معروفون منذ القدم بأنهم أناس يلبسون أفخر الألبسة المنسوجة من الحرير الغالي ويركبون أفضل الخيول وأسرعها ركضا ثم ينتقل الشاعر إلى وصف قوة بعض أفراد العائلة ومنهم ابن مبارك إذ يقول عنه : " إنه من أفضل الفرسان و أذقهم تسديدا فكانت رمياته تصيب النسور والصقور في أوكارها كما كان يتصف بروح انتقامية كبيرة للعدو أثناء خوضه للمعارك وقد شبه الشاعر هذا العداء الماحق بعملية طحن الدقيق كما تطرق الشاعر إلى شخصية مماثلة للأولى من حيث القوة والدهاء ويقصد بذلك القائد بوعزيز الذي كان يدخل المعارك ملثما ولا يكثر من الحديث أثناء احتدامها وفي آخر أبيات القصيدة يدعو الشاعر كل الأعراش والقبائل لأن يسألوا عن أبطال عائلة أولاد عاشور لأنهم رمز العزة ونموذج مثالي للقدوة التي يجب أن تحتذي .

بسم الله الرحمن الرحيم
سعدت بالمرور ولقد لفت انتباهي اهتمام شبابنا و شابتنا بالتاريخ المحلي لمدينة التاريخ فرجيوة مما جعلني اساهم في اثراء النقاش و نشر ما يمكن المساهمة به
وددت ان اقدم شيخا اخر من شيوخ اولاد بوعكاز قيل فيه بعض قصائد الشعر الملحون قراءة موفقة للجميع
0 - مقورة بوطغان بن شلغوم بن حمزة:
بعد الحملة التي قادها الباي صالح ضد شلغوم بن الحاج وخيانة بعض رجال أولاد عاشور له عين الباي مقورة بوطغان شيخا على فرجيوة ومنذ ذلك الحين أصبحت المنطقة تابعة لبايلك قسنطينة فاندلعت الحرب بين أفراد الأسرة الواحدة بعدما غذى الباي صالح في نفوس أولاد عاشور الكره والضغينة والحقد فحدثت مواجهة مسلحة بين شلغوم المخلوع ومقورة بوطغان المنصب من طرف الباي فخسر شلغوم المعركة و اتخذ من الجبال ملجأ له إلى أن مات حزنا وأسى وكانت لشلغوم مكانة خاصة لدى أهالي المنطقة فكانوا يقدرونه تقديرا لا يمكن وصفه وقد كتبوا بعد ذلك قصيدة شعرية يرثونه بها ويظهرون خصاله وشجاعته ووفاءه وهذه بعض مقتطفاتها :
حارت الترك و العربان
باتوا عنه مستغبين
و ما وقدوش النيران
شلغوم ساعي الفخار
باش نلقى جيش المحال
عياطة القوم النطحا
إذا عادت متكاوحا
قلبوها وغدات ريحا
واسقوها كأس زعاف
من مجانة للكاف
باش نلقى جيش المحال
اهدف ياخلاص الديون
راعي الأرزاق عن من يهون
الذاته نظرة العيون
من مزغنة للبستيون
احسب كم من مرسة
باتوا على ظهرها ساهرين
من سباخ للقفصة
ألا درع صيد الدمشة
باش نلقى جيش المحال
ازديدة الشايعين
من بكري هم قاويين
أهل الشلالا مايلين
قنادر كمخا غاليين
بن مبارك حرك العقاب
نقمة لاعداد شاش
يا بوعزيز الهايج بونقاب
فرادى ما يلغاش
سالوا عليهم الاعراش
باش نلقى جيش المحال
شرح لغوي:
حارت : وتعني الحيرة
العربان : العرب
ماوقدوش : ما أشعلوا
ساعي الفخار: محقق الانتصارات
المحال: القوافل
زعاف: الغضب
ياخلاص الديون: مسدد الديون
الشايعين : المعروفين
من بكري: منذ القدم
مرسة : ميناء
قنادر : لباس تقليدي
الدرع: اليد
الدمشة: الغابة
الصيد: الأسد
العقاب : النسر أو الصقر
السباخ: هضاب مالحة تقع جنوب ما بين قسنطينة و سطيف
الزراق: الفرس الرمادي
أبعاد القصيدة التاريخية :
لقد قيلت هذه القصيدة الشعبية من طرف أحد شعراء الشعر الملحون بالمنطقة والمسمى بن قرين لرثاء البطل شلغوم الذي مات حزنا وأسى في جبال فرجيوة ولقد كانت له مكانة مرموقة لدى أهالي منطقة فرجيوة إذ يعتبرونه رمزا من رموز المقاومة وشخصية محلية تدافع عن الإقليم من الأعداء وجبروت البايات ويتطرق الشاعر في مطلع الأبيات الأولى من القصيدة إلى حيرة الأتراك وحلفائهم من العرب الذين باتوا في غبن من أمرهم يوم سماعهم خبر وفاة البطل شلغوم فأعلنوا حزنهم وحدادهم وعبروا عن ذلك كله بعد م إشعال النار أثناء طهيهم للأكل وهذه عادة الحزن العميق والتصميم على الثأر موروثة منذ القدم تعبر عن إثر فقدان أحد الأفراد المهمين ثم ينتقل الشاعر إلى وصف شجاعة و إقدام شلغوم في المعارك التي خاضها فكانت قوته مؤثرة في نفسية جيشه وجنده وحافزا هاما في محاربة الأعداء الذين كانوا يفوقونه عددا وعدة ثم يواصل الشاعر وصفه لصيحات ونداءات قوم شلغوم التي تسبق بداية المعارك لتهيئة النفوس والهمم وشحذها فقد كانت هذه الصيحات كانت ترهب الأعداء وتلزمهم الرجوع على أدبارهم خائبين فتنقص من عزائمهم وتبعث فيهم الرهبة والخوف .
وقد امتدت شجاعة ومقاومة قوم شلغوم من منطقة مجانة ببرج بوعريرج إلى منطقة الكاف بتونس وهذا دليل قاطع يؤكد السمعة التي كانت تتحلى بها هذه الجيوش الباسلة والتي اخترقت حدود الدولة الجزائرية آنذاك وبعد هذه الإشادة ينتقل الشاعر إلى مخاطبة القائد شلغوم قائلا له :أظهر أيها الفارس المغوار
الممتطئ فرسك الرمادي أبرز أيها الفارس مسدد الديون وراعي مصالح عشيرته من الأعداء والغرباء إن عزتك وشجاعتك هي السبب في كثرة أعدائك وحسادك الذين يتربصون بك في كل مكان من مدينة الجزائر العاصمة إلى البستيون { مدينة القالة} حاليا ثم يواصل الشاعر مناجاته قائلا: إن مغامرتك وبطولاتك قد وصل مداها إلى كل الموانئ وأصبحت حكايات مغامرتك على ألسنة الناس ومحور اهتمامهم فنسجوا لك قصصا يقضون بها ليالي سمرهم لقد تحدثوا عنك في كل مكان بدء من منطقة السباخ إلى منطقة قفصة بتونس لقد انبهروا بقوة يدك التي كانت تشبه يد أسد الغابة وقوتك الضاربة وحنكتك القتالية ورزانة عقلك وحسن تدبيرك في أحلك الظروف.


في آخر الأبيات ينتقل الشاعر إلى وصف خصال رجال أسرة بن عاشور فيبدأ حديثه عن أبناء أزديدة وهي أم عاشور مؤسس عائلة أولاد عاشور وهم معروفون منذ القدم بأنهم أناس يلبسون أفخر الألبسة المنسوجة من الحرير الغالي ويركبون أفضل الخيول وأسرعها ركضا ثم ينتقل الشاعر إلى وصف قوة بعض أفراد العائلة ومنهم ابن مبارك إذ يقول عنه : " إنه من أفضل الفرسان و أذقهم تسديدا فكانت رمياته تصيب النسور والصقور في أوكارها كما كان يتصف بروح انتقامية كبيرة للعدو أثناء خوضه للمعارك وقد شبه الشاعر هذا العداء الماحق بعملية طحن الدقيق كما تطرق الشاعر إلى شخصية مماثلة للأولى من حيث القوة والدهاء ويقصد بذلك القائد بوعزيز الذي كان يدخل المعارك ملثما ولا يكثر من الحديث أثناء احتدامها وفي آخر أبيات القصيدة يدعو الشاعر كل الأعراش والقبائل لأن يسألوا عن أبطال عائلة أولاد عاشور لأنهم رمز العزة ونموذج مثالي للقدوة التي يجب أن تحتذي .
مقراني محمد الصادق

الله الله

طلب بسيط: ما المصدر الذي استقيت منه النص التاريخي و شكرا