(( نرجسة في ثنايا التراب ))

سفر تلو سفر
في القلب غصّة مثقلة بالآه
وفي الرئة حجر ,
سفر تلو سفر
تكتبني الأغاني المرهقة نايآ
وتغنيني أشرعة السفن رحيل
هيّ نرجسة تغني للمدن البعيدة
للسفر المرير
نرجسة تقاتل السفر
تقاتل الشجر
وتمر عبر حقيبة في اليد
إلى بلاد في الخاطر أعّز من شتلة ورد
ومضيئة أكثر من القمر
تغيب في أغنية رحيل مُره
كي تشاهدنا من البعيد عراة
زناة ........
حفاة ........
تطل علينا من ثقب إبرة
حتى تصيبها الخيبة منّا ,
ويسيل المطر
يا وجع النرجس حين يطل
فلا البلاد هي البلاد التي عرفناها
ولا الأوراق هي ذات التي اكتشفناها
خرائب تطل على ضوء النرجس
ولا خبر .......
يا أيتها النرجسة في يدي كانت
ونامت تحت التراب
كيف تنمو فيك الحياة
وينمو في ضلوع روحك القمر
كي تنهضي ......
كي تمنحينا فكرة تصيب أرواحنا بالحقيقة
بالطريقة
أو لعلها تصيبنا بالخطر
منذ ستين عامآ نسافر عنّا
ونفِر من ضمائرنا
كيلا تصيبنا الهزيمة الرثّة
ويصيبنا الضجر
سفر تلو سفر
واستطاع النرجس الطري أن يعبر الحدود
والجنود .......
ويدفن في أرض الطهر
وينجو من زيف القلوب والبشر
وأنا ما زلت هنا أقبع كالأحمق
أوّدع أحبابي واحدآ تلو واحد
وسفر تلو سفر
سفر .... سفر
مُصاب بالخيبة أنا هنا
نرجستي تحت التراب نامت قريرة
وأنا فوق التراب شقاء
وبيني وبينها صارت رفة العين زمن
وتراب ما استطاع فهم الماء
كيف الماء إنشطر





ناصر قواسمي