الطلب العالمي يضغط على أسعار النفط

د. فهد بن جمعه

الطلب العالمي يضغط على أسعار النفط

د. فهد بن جمعه




حافظت أسعار النفط على مستويات تجاوزن 50 دولارا حيث وصل واصلت سعر نايمكس لعقود ابريل التي انتهت يوم الجمعة الماضية إلى ما فوق 51 دولارا للبرميل في نهاية الأسبوع الماضي. رغم ارتفاع المخزون التجاري الأمريكي بـ 2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 13 مارس مقارنه بالأسبوع الذي سبقه إلى 353.3 مليون برميل, وارتفع مخزون البنزين بـ 3.2 مليون برميل وطلب المصافي من النفط بـ 64 ألف برميل يوميا إلى متوسط 14.2 مليون برميل يوميا بينما انخفضت نسبة تشغيل تلك المصافي إلى 82.1% عن طاقتها التشغيلية في نفس فترة المقارنة. كما بلغ متوسط الواردات النفطية الأمريكية 9 ملايين برميل يوميا بارتفاع طفيف قدره 59 ألف برميل يوميا خلال نفس الفترة كما جاء في تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
إن تلك الارتفاعات الكبيرة في الأسعار يوم الخميس الماضي لم يشهدها السوق منذ نهاية نوفمبر الماضي وقد تزامنت مع الانخفاض الحاد في سعر صرف الدولار نتيجة إعلان الحكومة الأمريكية عن رغبتها في صرف 1 تريليون دولار داخل الاقتصاد, وإعلان البنك الفدرالي بأنه سوف يقوم بإعادة شراء سندات حكوميه طويلة الأجل بقيمه 300 مليار دولار خلال الستة شهور القادمة بالإضافة إلى خطة الحكومة بشراء رهون عقاريه بقيمة 750 مليار دولار من اجل خفض معدل الفائدة على تلك القروض العقارية. وكان أداء سوق المنازل الجديدة الامريكيه تجاوز كل التوقعات, حيث ارتفع عدد المنازل الجديدة بعد التعديل للحركة الموسمية بنسبة 22% في شهر فبراير مقارنه بشهر يناير أو 583 ألف منزل جديد. كما ارتفعت رخص البناء بنسبة 3% معدلة بأكثر من ما كان متوقعا خلال نفس الفترة. لكن ورغم تلك المؤشرات الايجابية فقد تراجعت الأسعار نهاية يوم الخميس والجمعة الماضيين بعد أن أوضحت معلومات العمل الامريكيه بأن عدد سحب تعويض العاطلين عن العمل من الحكومة قد ارتفع ما يعني نكسة أخرى لأكبر مستهلك للنفط. والأهم إن الطلب العالمي على النفط مازال يضغط على الأسعار وسوف تستمر تلك الضغوط حتى نهاية هذا العام, حيث توقع البنك الدولي إن يهبط نمو الصين من 7.5% إلى 6.5% ما سوف يكون له أثر سلبي على معدل الصادرات الصينية وعلى مستقبل اقتصادها. أما صندوق النقد الدولي فهو مستمر في خفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لـ 2009 ، حيث توقع أن ينخفض نموه إلى ما بين 0 و 1%. ففي 15 مارس أقرت الأوبك بعدم تخفيض إنتاجها ولكن شددت على التزام الأعضاء بحصصهم من التخفيض والذي بلغ 80% تقريبا وتبقى 20% أو 0.840 مليون برميل يوميا, فمازالت دول مثل إيران ونيجيريا تنتج فوق حصصها بنسبة كبيرة. فمازال متوسط الإنتاج الفعلي لـ 11 دولة من الأوبك بدون العراق عند 25.715 مليون برميل يوميا في فبراير طبقا لتقرير الأوبك المنشور في مارس 13. بينما السقف الأعلى لتلك الدول هو 24.25 مليون برميل يوميا. إن التزام الأوبك بحجم التخفيض المقرر لم يعد خيارا بل ضرورة لإحداث نقص في حجم المخزون النفطي العالمي بعد أن أصبح إجمالي المخزون العالمي عند 61 يوما بدلا من 52 يوما ،كما ترغب الأوبك أن يكون، مع إننا مقبلون على فصل الربيع الذي ينخفض فيه الاستهلاك. لكن في ظل الظروف الحالية نتوقع أن تكون الأسعار عند مستوى 55 دولارا للبرميل مع قرب نهاية هذا العام.
عضو جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية